أزمة الانتخابات . حركة الشباب تهدد الشعب الصومالي
في ظل التوتر الذي يخيم على مقديشو ومأزق
اجراء الانتخابات العامة، بات تحركات حركة الشباب الارهابية تتخذ منحى اخر عبر
رسائل التهديد للشعب الصومالي.
خلال الايام الماضية
اشتعل الصراع السياسي والميداني في العاصمة مقديشيو نتيجة مساعي الرئيس الصومالي
محمد عبد الله فرماجو ومن ورائه رجل قطر في
فرض سياسية الأمر الواقع وابقاء فرماجو لسنوات أخرى في الحكم بعد انتهاء مدته الانتخابية،
وكان من المقرر ، اجراء الانتخابات الصومالية
العامة في الثامن من فبراير ولكن تم تأجيلها في مساعي لإعادة خلط الاوراق في الصومال
ذو الاستقرار السياسي الهش والذي يعاني من ويلات الصراعات من انهيار نظام الرئيس سياد
بري في 1990.
و أمهلت حركة الشباب المرتطبة بتنظيم القاعدة سكان
نحو 10 قرى في إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو 72 ساعة لمغادرة منازلهم.
ووفقا لشبكة العاصمة
أمرت الحركة سكان ياقبريوين، وبلد الأمين، وغوبانلي، وغولو، وغيرها من المناطق بمغادرة
منازلهم وقامت بقتل كثيرين وإحراق بعض القرى بعد أن تجاهل سكانها أوامر الحركة بإخلائها.
وبدأت حركة الشبات
التعامل مع سكان مناطق في إقليم شبيلي السفلى بالقسوة بعد انتصارها على مليشيات محلية
خاضت معها معارك شرسة.
وتحاول حركة الشباب
اتخاذ مواقع في القرى المذكورة لقطع لطريق بين مقديشو ومدينة بيدوا عاصمة ولاية جنوب
الغرب بالكامل.
وتشير تقارير إعلامية
إلى أن فرماجو يتبنى مخطط «التسويف» و«خلط الاوراق» فيما يتعلق بالانتخابات المحلية
وانتهاء ولايته، وهو ما يهدد بتصاعد الاوضاع في الصومال المنهك بفعل الصراعات الداخلية
وتنامي قدرات حركة الشباب المتشدد وكذلك وجود تنظيم داعش الارهابي، بالإضافة الى الازمات
المشتعلة بين الولايات وبين الصومال ودول الجوار مما يضع الدولة الصومالية على فوهة
بركان بسبب مساعي «فرماجو- ياسين» في البقاء بالسلطة وتأخير الانتخابات أو تعليقها
تحت أي دعاوي أمنية او سياسية أو صحية.
أيضًا تشير التقارير
إلى ان بعض ولايات الصومال الفيدرالية غير مرحبة وقلقه من استمرار فرماجو القريب من
قطر وتركيا وتنظيم الاخوان في السلطة وتحرك وافلات يد الجماعات الارهابية لاستهداف
الشعب الصومالي.
وتستخدم قطر فهد
ياسين في دائرة صناع القرار في الصومال؛ لزيادة نفوذها داخل البلد المهم في منطقة القرن
الأفريقي، وضرب مصالح من تعتبرهم الدوحة أعداءها، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية
المتحدة.
كذلك أكدت حكومة
«بونتلاند»، أن «أتم» لا يزال يمارس نشاطًا يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية، من
خلال وجوده في دولة قطر، التي حصل على اللجوء السياسي فيها.
وعلى الجانب الآخر،
تقدم الإمارات دعمًا كبيرًا لولاية أرض البنط؛ حيث أكد عبدالولي محمد علي، رئيس الولاية،
أن الإمارات شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب والقرصنة والاتجار بالبشر.
رئيس ولاية بونتلاند،
أكد في تصريحات، أن العلاقة والتعاون الوثيق بين الصومال والإمارات، سيتغلبان على أي
حجج قُدمت، لافتًا إلى أن العلاقات الثنائية «ستدوم وتتحسن»، مشيدًا بالدعم الإماراتي
في مواجهة الإرهاب في الولاية.
وفي عام 2017،
كشفت تقارير تابعة للأمم المتحدة، عن وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في الصومال، مؤكدةً
أنه خرج من رحم حركة الشباب الإرهابية؛ ما يزيد من مخاوف على حكومات الولايات الصومالية،
التي تسعى منذ فترة كبيرة للقضاء على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبحسب التقارير
الأممية فإن أتباع تنظيم داعش في الصومال نحو 200 مسلح.
ويرى مراقبون أن
لقطر تاريخًا طويلًا في دعم الحركات الإرهابية، واستهداف الولايات الصومالية بالجماعات
الإرهابية يشير إلى تورطها في إذكاء الصراع بين العشائر الصومالية في منطقة «دومي»
من أجل زعزعة استقرار أرض الصومال.