ثورة «البلوش».. تفضح الوجه الاخر لنظام «الملالي»
في أعقاب انتفاضة
المواطنين البلوش، التي بدأت الاثنين الماضي بمقتل عدد من ناقلي الوقود المحرومين، تجمع
مواطنو زاهدان في كريم آباد وشيراباد منتصف الليلة الماضية وبدأوا في الاحتجاج. وفتح
حرس خامنئي المجرمون النار على المتظاهرين في كريم آباد، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
من ناحية أخرى، أغلق المواطنون المحتجون طريق جاسك-جابهار صباح اليوم 25 فبراير.
ويُعاني «البلوش»
السُّنة من الاضطهاد والتهميش وانتهاك حقوقهم؛ حيث بلغت نسبة الفقر نحو 75% بين أبنائهم
في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وسط إهمال كبير من حكومة الملالي في طهران.
و«البلوش» إحدى كبرى
القوميات التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم «بلوشستان»، وتوجد كذلك
القبائل البلوشية على سواحل الخليج العربي ويشكل البلوش 2% من إجمالى سكان إيران.
وبدأت الفاشية الدينية
الحاكمة في إيران، خوفا من استمرار وانتفاضة أبناء سيستان وبلوشستان، عمليات إطلاق
نار عمياء في زاهدان منذ صباح اليوم، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين. في الوقت
نفسه، حلقت عدة مروحيات تابعة للحرس للنظام فوق زاهدان لخلق جو من الرعب، وتتنقل العشرات
من سيارات مكافحة الشغب من كرمان إلى إيرانشهر. الوضع في مدن هذه المنطقة ملتهب للغاية.
من أجل قمع المواطنين
البلوش، استولت القوات المعادية للشعب وقوات مكافحة الشغب على مدرسة رجائي في مدينة
سوران وتستخدمها كقاعدة ومكان لتجمع القوات المساعدة.
في غضون ذلك، يحاول نظام الملالي المرعوب بقطع الإنترنت أو تعطيله بشكل خطير في مختلف مدن المحافظة، بما في ذلك زاهدان وسراوان، في محاولة لمنع تسرب أخبار الاحتجاجات الشعبية وكشف الأعمال الإجرامية للنظام في هذه المنطقة. كما ألقى شمس آبادي، المدعي العام المجرم في سيستان وبلوشستان، كالمعتاد باللوم على المواطنين في مقتل شبان وناقلي الوقود في سراوان، وقال إن إطلاق النار كان من قبل "المعارضين المتسترين تحت غطاء ناقلي الوقود"، مضيفًا أن "أعداء النظام ينوون تأجيج أجواء المحافظة الهادئة بأي طريقة ممكنة، وفقا لصحيفة مشرق نيوز.
أمس، استولى الشباب
البلوش الثائر على قواعد قوات الحرس المعادية للشعب في كورين وقلعة بيد. وقال حاكم
زاهدان المدعو نخعي: " هاجمت عناصر شريرة مخفر شمسر في سراوان بالأسلحة الخفيفة
وقاذفات القنابل من أجل الاستيلاء على مخفر كورين وقلعه بيد بحجة دعم الضحايا الوهميين
".
«#أنا_أدعم_ثورة_البلوش_ضد_الإرهاب_الإيراني»
هشتاج انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي لدعم ثورة الشعب البلوشي في وجه القمع الإيراني.
وخلال العقود الأربعة
الماضية، عمدت السلطات الإيرانية طمس هوية الشعب البلوشي؛ عن طريق فرض اللغة الفارسية
في الوظائف المهمة والمكاتبات الحكومية، وفرض الثقافة الفارسية في كل مناطق الإقليم،
إلا أن هذه المحاولات وهذا النهج قوبل بالرفض الكامل من قبل أبناء القومية البلوشية.
في أغسطس الماضي،
أفاد نسيم أونلاين أنه من بين 20 منطقة بها أعلى معدلات فقر في إيران ، يوجد 14 منطقة
في المناطق الريفية في مدن سيستان وبلوشستان، حيث يتراوح معدل الفقر بين 75 و 90٪.
في يناير الماضي،
أعلنت وكالة أنباء "إيلنا" ، في تقرير لها ، أنه وفقًا للإحصاءات ، هناك
141 ألف طفل ومراهق تسربوا من المدارس في الاقليم، وتكررت هذه الإحصائية منذ عام
1392.
ودائما يخرج
الشعب البلوشي في احتجاجت ضد الاهمال والقمع وتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية
والاجتماعية واعتقالات ضد الرموز الدينية في سيستان وبلوشيستان، في مايو ونوفمبر 2018 خرج «البلوش» السُّنة، في تظاهرات واسعة، في
مايو الماضي، ضد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي؛ احتجاجًا على الإهانات التي تلحق
بأبنائهم في الجامعات الإيرانية.
وتظاهر «البلوش»
من أهالي مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان في شرق إيران؛ احتجاجًا على إهانة
أهل السُّنة، أبناء الشعب البلوشي في واحدة من الجامعات في المدينة، مرددين شعار:
«لا تخافوا لا تخافوا نحن جميعًا معًا».
أثيرت قضية بلوشيس
وبلوشستان منذ يوم الاثنين الموافق 25 مارس 2017 ، عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني
النار على وقود البلوش عند معبر أسكان الحدودي في سارافان ، مما أسفر عن مقتل ما لا
يقل عن 10 أشخاص وإصابة عدد آخرن وادى الى حالة من الغضب داخل الشعب البلوشي.
ويعتبر كثيرٌ من
المراقبين أن هناك قمعًا ممنهجًا من قبل النظام الإيراني ضد البلوش السنة، وهذا ما
أكدته الناشطة الحقوقية البلوشية «منيرة سليماني»، في مؤتمر الأقليات الإيرانية والذي
عقد في جنيف مارس 2015، برعاية الأمم المتحدة، بالقول: «إن هذا الشعب –بلوشستاني- يتعرض
للاضطهاد المركب؛ حيث لا يتمتع بحقوقه القومية ولا بحقوقه الدينية، ولا يحق لأبنائه
الترشح للمناصب العليا كونهم من أهل السنة، وذلك لأن الدستور الإيراني يعتبر المذهب
الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة وبالتالي يتم إقصاء وتهميش السنة».
من جانبه أكد الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة
الشرعية لدولة الأحواز، أن سياسة الملالي قائمة على اضطهاد وتهميش الشعوب غير الفارسية
من أجل استمرار حكمه ونظامه القمعي الديكتاتوري.
وأضاف الكعبي، في تصريح خاص، أن غالبية الشعوب غير الفارسية
«البلوش والأكراد والأحوازيين والأذر» وغيرهم يعانون من تهميش منظم وممنهج من أجل استمرار
معاناتهم ولصالح النظام الفارسي القمعي.
وأوضح أن العام الأخير
شهد ارتفاعًا كبيرًا في عمليات التظاهرات والاحتجاجات داخل بلوشستان والأحواز وكردستان
إيران وأذربيجان إيران، ضد نظام الملالي، إضافة إلى ثورة عمالية وشعبية كبيرة داخل
طهران والمدن الإيرانية نتيجةً للأوضاع الاقتصادية المتردية والصعبة التي جاءت نتيجة
سياسية الملالي الخارجية القائمة على دعم الإرهاب؛ حيث أشارت وزارة الخارجية الأمريكية
إلى أن نظام خامئني أنفق 16 مليار دولار منذ 2012 على الجماعات الإرهابية في المنطقة،
وهو ما يوضح أن هذا النظام قمعي توسعي ضد الإنسانية
وحيّت زعيمة
المعارضة الايرانية في الخارج مريم رجوي، شهداء انتفاضة المواطنين البلوش، ووجهت التحية
لأبناء زاهدان، وإيرانشهر، وخاش، والمنتفضين في كريم آباد، وشيراباد، وقلعة بيد، وما
إلى ذلك.
وقالت إن قطع الإنترنت
وإطلاق بوابل الرصاص والقتل وتحليق هليكوبترات من قبل الحرس لقمع المواطنين بوحشية
لم يعد له أثر. وأن انتفاضة المواطنين البلوش هي انتفاضة كل أبناء الشعب إلإيراني،
داعية الشباب الأحرار المنتفضين في أماكن أخرى إلى القيام بدعم المنتفضين.