أطماع أردوغان تدمر الليرة التركية وتمحو مكاسب العام
الجمعة 26/فبراير/2021 - 01:39 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الاقتصاد التركي يواصل الانهيار في ظل تدني الليرة التركية أمام الدولار وهبوطها لأدني مستوياتها وهو ما يعكس مدى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا نتيجة سياسات الحزب الحاكم في إدارة البلاد، حيث هوت الليرة التركية بما يصل إلى حوالي 3.5%، متخلية عن جميع مكاسبها هذا العام في ظل استمرار ارتفاع عوائد السندات الأميركية.
وقفز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات متجاوزا 1.6% أمس، مما حدا بالمستثمرين إلى بيع عملات الأسواق الناشئة، لتهبط بين 2 و4%.
وصعدت الليرة أكثر من 20% منذ نوفمبر تشرين الثاني، بعد تغيير وزير المالية ومحافظ البنك المركزي.
لكن العملة عكست مسارها هذا الأسبوع، منهية موجة صعود دامت لـ3 أشهر بعد أن دافعت الحكومة عن سياسات وزير المالية السابق براءت البيرق، لتهبط الليرة 5% مقارنة مع إقفال الجمعة.
وأشرف البيرق على سياسات غير تقليدية، تضمنت بيع بنوك الدولة نحو 130 مليار دولار خلال عامين له في المنصب، مما استنزف احتياطيات النقد الأجنبي التركية. وفقدت العملة زهاء نصف قيمتها على مدى الفترة ذاتها.
وفي وقت سابق من أغسطس الماضي، أعلنت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، خفض آفاق الاقتصاد التركي إلى درجة "سلبية"، نظرا إلى تراجع الاحتياطي النقدي للبلاد وضعف الثقة في سياسة أنقرة المالية.
وبحسب شبكة "بلومبرغ"، فإن الوضع في تركيا يثير قلقا بشأن الحصول على تمويل من الخارج، ولذلك تم خفض تصنيف البلاد إلى "BB-"، والذي يقل بثلاث درجات عن المعدل المطلوب للاستثمار.
ويرى مراقبون أن العام 2015 كان فاصلا بالنسبة للاقتصاد التركي، ففيه بدأ الاقتصاد يدخل مرحلة انكماش شديدة، أي بالضبط في نفس السنة التي غيّر فيها أردوغان طبيعة النظام السياسي في بلاده، من برلماني لرئاسي، ليتفرد بحكم البلاد، ويحول بلاده إلى دولة ساعية للهيمنة بالقوة على محيطها السياسي والجغرافي.
وتبعت حالات التمرد التركية على حلفائها التقليديين، سلسلة من عمليات الانخراط لأنقرة في القضايا الإقليمية والدولية، من سوريا مرورا بليبيا والعراق وأرمينيا وصولا إلى البلقان، عبر استخدام القوة العسكرية والهيمنة عبر حيل سياسية ونشر الميليشيات المتطرفة والمرتزقة، مما راكم من أتعاب الاقتصاد التركي الهش أساسا.
ويرجح مراقبون أن انهيار الليرة التركية وتفاقم الأزمة الاقتصادية يعود إلى سوء إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسياسة البلاد، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى سياساته الخارجية التي استجلبت لتركيا عداءات مجانية بسبب التدخل العسكري في أكثر من جبهة، ما تسبب في قلق المستثمرين ونفور بعضهم الآخر عن الاستثمار في تركيا وهو ما يعكس حتما تراجعا اقتصاديا حادا.