النموذج الليبي وسيطرة الشباب.. 4 سيناريوهات تنتظر الصومال في أزمة فرماجو
خطوة خطوة يتجه الصومال للانزلاق في
أتون حرب أهلية مشتعلة كانت حذرت منها «بوابة الحركات الاسلامية» في تقارير سابق، هي الحرب التي تشكل ورقة ومخطط
رجل قطر ومراسل الجزيرة السابق والحاكم الفعلي لـ«فيلا صوماليا» فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي
الصومالي، الرجل الذي يعد صانع الأزمات في مقديشو، واللاعب الخفي في ازمة تأجيل الانتخابات
العامة في البلاد، والساعي لتمديد فترة حكم الرئيس محمد عبد الله فرماجو ، الذي سقط
في غرور السلطة والقوة، على حساب أحلام ومصير الشعب الصومالي، في محاولة من فرماجو
لتكرار تجربة عمه الديكتاتور الراحل محمد سياد بري الذي حكم الصومال بالحديد والنار
(1969-1991).
النموذج الليبي
خطة «فرماجو- ياسين» تتشكل في صناعة أزمة داخلية، تجبر الولايات والشعب الصومالي إلى الانحاء لرغبات ومخطط تحالف يستهدف السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، محاولين استنساخ النموذج الإخواني في ليبيا، بعد انتخابات 2014، وانقلاب الإخوان على نتائج الصناديق وسيطرة الميليشيات المدعومة من تركيا وقطر على العاصمة طرابلس، والدخول في مارثون تفاوضي وعسكري طول لنحو 7 سنوات كان الخسار الأكبر فيها الشعب الليبي، وهو النموذج الذي يسعى لتكراره الإخوان ومن ورائهم تركيا وقطر في الصومال.
أجهزة الاستخبارات
تتشكل أدوات الصراع ومنفذو الخطة في الصومال، باعتماد رجل قطر فهد ياسين، بعدما جرف أجهزة الأمن الصومالية وخاصة أهم جهاز ومؤسسة امنية وهي وكالة الاستخبارات والأمن القومي، من القادة الوطنيين، لصالح الموالين من الإخوان، فتم تعيين مراسل الجزيرة السابق فهد ياسين حاجي طاهر، نائبا للوكالة الاستخبارات في 16 أغسطس 2018، ثم رئيسا لها، في 22 أغسطس 2019، بعد الاطاحة بعدد من ابرز القادة في اجهاز الاستخبارات الصومالي.
من من اطاحة بهم ياسين من جهاز الاستخبارات، نائب وكالة الاستخبارات الجنرال عبد الله عبدالله، والذي اتهم فهد ياسين بالتنسيق التام مع حركة الشباب في الفترة بين 2015-2014، و2016-2017، مؤكدًا أن لديه أدلة تثبت ذلك، مبديًا استعداده إلى تقديمها إلى القضاء، بحسب الوثائق المتداولة.
وفي إطار عملية «أخونة الاستخبارات»، أصدر «ياسين» قرارًا بفصل 200 من عناصر وكالة الاستخبارات، وتعيين عناصر إخوانية أو موالية للفكر الإخواني والنظام القطري.
وقد حذر إسماعيل طاهر عثمان النائب السابق لمدير الوكالة الاستخبارات والأمن القومي، من تسليم الصومالية إلى حركة الشباب المتشددة، في ظل سيطرة «ياسين» على الأجهزة الأمنية في البلاد.
صناعة الميليشيات
كذلك تشكل من أدوات «فرماجو-ياسين» لصناعة انقلاب على الدولة في الصومال، بصناعة الميليشيات، والقائمة على الولاء الإخواني، بدعم من تركيا وقطر، حيث عملت الأولى على تأسيس قاعدة عسكرية في الصومال، وتدريب قوات صومالية «غور غور»المعروفة بـ «النسور» - ميليشيات تدعم خطة فرماجو- ياسين) لقمع المعارضة الداخلية في الصومال.
مراقبون صوماليون يعتبرون قوات «غور غور» قائمة على الولاء الإخواني التركي، ومموله ومدعومة من قطر، وهو تشكل قوات مؤسسة على بناء عقائدي وليس وطني، وهو اقرب الى فكر الإخوان، بما يهدد بتشكيل حرس ثوري خاص برجل قطر فهد ياسين مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي.
ويقدر عدد ميليشيات «غور غور» باكثر من ألفين مجند، اغلبهم ينتمون الى تنظيم الإخوان في الصومال.
واعرب رئيس ولاية بونتلاند في شمال شرق الصومال، سعيد عبد الله دني، تخوفه وقلقه من قوات «النسور» في قمع المتظاهرين والاحتجاجات، ووصفها بالقوات شيدية القسوة في التعامل مع الاحتجاجات والشعب الصومالي.
وأشار في خطاب مطول تناول فيه التطورات السياسية والأمنية في البلاد إلى أنهم رأوا «غور غور» وهي تقاتل في إقليم غدو ومدينة «دوسمريب» عاصمة ولاية غلمدغ- الولاية المستعصية على ياسين- وفي مقديشو لقمع المتظاهرين لكنها لم تفعل شيئا في محاربة حركة الشباب التي قطعت الطرق المؤدية إلى أقرب المدن إلى العاصمة.
حركة الشباب الإرهابية
أيضًا لا يخفي على الجميع استخدم فهد يأسين، لتنظيم حركة الشباب المتشددة، في صراعه مع الولايات الصومالية- خاصة التي ترفض الوجود التركي القطري، وسيطرة تنظيم الإخوان على الصومال، فيكون هناك تعاون بين مراسل الجزيرة السابق والتنظيمات الارهابية في استهداف الولايات التي ترفض الانصياع لسيطرة «فرماجو-ياسين».
واقتحم، اليوم الجمعة 5 مارس2021، مسلحو حركة الشباب في الصومال سجنا بشرق البلاد وتمكنوا من إطلاق سراح أكثر من 400 سجين، معظمهم من المعتقلين الإسلاميين الذين ينتظرون المحاكمة.
وأوضح موقع «سونا تايمز» أن «ياسين» أصبح همزة الوصل وجسر التواصل بين قطر والجماعات المسلحة والإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية.
ويقول ، الكاتب والمحلل السياسي الصومالي، عضو مركز الدراسات الاستراتيجية القرن الأفريقي في الصومال محمد عبدالله الحمراوي: إن حركة الشباب تتحرك داخل العاصمة بسهولة منذ وصول الرئيس محمد عبدالله فرماجو إلى الحكم، مشددا على أن الحركة تشنّ هجمات بشكلٍ دائم في مقديشو، والحكومة الفيدرالية لا تسيطر سوى على ٨ أحياء فقط من أحياء العاصمة الصومالية.
وحول اتهامات الجنرال عبدالله عبدالله، باختراق الشباب الإرهابية للاستخبارات الصومالية، في تصريح خاصة «هذه المعلومات كانت معروفة واضحة لدى السياسيين ومراكز البحوث».
الرشاوي
من الأدوات التي يستخدمها فهد ياسين وفرماجو من أجل ابقاء سيطرتهما على مقاليد الامور في مقديشو، هو «الرشاوي»، وهي أدوات يستخدمها ياسين، في حالة لم يتنجح اي عروض لمشايخ العشائر وحكام الولايات، وقادة المؤسسات وخاصة الجيش الصومالي.
وفقًا لتقرير الاستخبارات الصومالي الذي نشره «سونا تايمز»، قاد «ياسين» الحملة الانتخابية لفرماجو، ونجح في الوصول بفرماجو لرئاسة الصومال، بعد أن ضَمِن ولاء 70 نائبًا صوماليًّا دفع لهم رواتب شهرية تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف دولار، صوت لـ«فرماجو» في انتخابات فبراير 2017، وهو ما يسعى مراسل الجزيرة السابق لتكراره في الصومال.
الصومال إلى أين؟
يبدو أن استنساخ النموذج الليبي في الصومال، من قبل «فرماجو-ياسين» يدخل البلاد في سيناريوهات عدة، أبرزها واصعبها الحرب الأهلية، وهو ما يهدد وحدة الأراضي الصومالية، في ظل فشل النموذج السياسي الحالي، ومحاولة فرماجو استنساخ نموذج «بري».
السيناريو الثاني، وهو سيناريو الحوار، وهو سيناريو صعب وغير «آمن» في ظل فقدان ثقة العشائر وحكام الولايات الصومالية، في إدارة فرماجو، وأسلوب إدارة العصابات الذي يستخدمه ياسين، عبر الابتزاز او الاغتيالات.
السيناريو الثالث، سيناريو خروج فرماجو، من السلطة بشكل نهائي، مع انتهاء ولايته واجراء الانتخابات العامة، وهو ما قد يترتب عليه خروج فهد ياسين أيضا من جهاز الاستخبارات الصومالية، ومعها يمكن القول ان الصومال يبدا مرحلة جديدة، من الحوار والتعايش، والقضاء على الإرهاب.
النموذج الأخطر، وهو النموذج القائم السيناريو الاول «اندلاع حرب اهلية»، حيث يمكن ان تستعيد حركة الشباب الارهابية المدعومة من «ياسين»، على مقاليد الامور في مقديشو عبر «خيانة» مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي لدولة الصومالية، واسقاط مقديشو في يد الشباب، وهو سيناريو الرعب في الصومال ولدى دول الجوار والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ورقة «خطرة» قد يلعب بها «ياسين».