اللقاء التاريخي.. البابا فرنسيس والسيستاني لأول مرة فى العراق

السبت 06/مارس/2021 - 01:37 م
طباعة اللقاء التاريخي.. أميرة الشريف
 
للمرة الأولى يزور بابا الفاتيكان العراق منذ تأسيس الجمهورية العراقية، حيث شهد العراق اليوم لقاء غير مسبوق جمع بين البابا فرنسيس، الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي في العالم، والمرجعية الشيعية العراقية علي السيستاني في النجف، في واحدة من أهمّ محطات تلك الزيارة البابوية التي تحصل لأول مرة في البلاد.
ويتوقع أن تستمر زيارته التي بدأت أمس، حتى يوم الاثنين، تتخللها زيارات إلى عدد من المدن أبرزها الموصل، إلى جانب النجف.
فبعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية الجمعة في بغداد، اجتمع بابا الفاتيكان بالسيستاني البالغ من العمر 90 عاماً والذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله بمدينة النجف بجنوب العراق.
ويعيش السيستاني في هذا المنزل منذ عام 1970، وهو منزل استأجره من شخص من عائلة (آل شبر) بعقد قيمته نحو 500 دولار شهريا.
ولد علي السيستاني عام 1931 في مدينة مشهد الإيرانية، ويعيش منذ عام 1951 في العراق بمدينة النجف، حيث مرقد الإمام علي والحوزة العلمية (مؤسسة دينية شيعية)، وهي المدرسة الدينية التي تدرس فيها علوم الفقه والشريعة.
والسيستاني هو المرجع الشيعي الأعلى في العراق والعالم، وأبرز المجتهدين في المذهب الشيعي الإثني عشري، لذا اختير مرجعا أعلى، ويحمل لقب آية الله العظمى منذ عام 1992 ، خلفا للمرجع الأعلى السابق أبو القاسم الخوئي.
ويمتلك السيستاني تأثيرا كبيرا بسبب ثقله الديني والثقافي في وعي العراقيين، وهو يمثل التيار الشيعي المعتدل في العالم، وله مواقف من السلاح والمليشيات.
منذ عام 2011 يرفض السيستاني استقبال أي سياسي عراقي بسبب سوء الخدمات والفساد في البلاد، وكان داعما بارزا للاحتجاجات الشعبية التي خرجت في أكتوبر 2019 ودافع عنها بشكل كبير.
والسيستاني ربما هو من الشخصيات النادرة في العالم التي تزار ولا تزور أحدا، لما له من ثقل وشعبية وتأثير.
والسيستاني مثل أسلافه من المراجع الشيعة الكبار الذين يمكثون في منازلهم لسنوات طويلة ولا يخرجون منها إلا للضرورات والعلاج، ويحظى رجل الدين الشيعي بشعبية كبيرة في العراق وفي دول أخرى، وهو صاحب أشهر فتوى دينية في العصر الحديث وهي فتوى "الجهاد الكفائي" التي تطوع فيها عشرات آلاف العراقيين لصد تمدد تنظيم "داعش" عام 2014.
وعقد الرجلان لقاء مغلقاً لمدة ساعة بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر، و لم يسمح للإعلام بحضور اللقاء الذي بدأ الساعة الثامنة صباحاً.
وشدد السيستاني خلال اللقاء للبابا على "اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية"، بحسب ما أوضح بيان صدر لاحقاً عن مكتبه، مشيرا إلى أهمية تثبيت قيم التعايش السلمي والتضامن الإنساني.
إلى ذلك، تطرق إلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من المآسي في الوطن العربي، وحثّ القوى العظمى على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة.
فيما أكد بيان رسمي للفاتيكان، اليوم ، أن البابا فرنسيس شكر المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، لأنه رفع صوته مع الشيعة دفاعا عن الضعفاء.
وذكر البيان، أن "قداسة البابا زار في النجف الأشرف صباح اليوم آية الله العظمى، السيد علي الحسيني السيستاني، وشدد قداسته خلال الزيارة الودية، التي دامت حوالي خمس وأربعين دقيقة، على أهمية التعاون والصداقة بين الجماعات الدينية، حتى تتمكن من المساهمة في خير العراق والمنطقة والبشرية جمعاء، من خلال تعزيز الاحترام المتبادل والحوار".
وأضاف البيان أن "هذا اللقاء كان فرصة لقداسة البابا حتى يشكر آيةَ الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته، مع الطائفة الشيعية، إزاء العنف والصعوبات الكبيرة التي شهدتها السنوات الأخيرة، دفاعا عن الضعفاء والمضطَهدين، مؤكدا قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي".
وبحسب البيان، كرر البابا صلاته إلى الله أثناء وداعه لآية الله العظمى، من أجل مستقبل يسوده السلام والأخوة لأرض العراق الحبيبة والشرق الأوسط والعالم أجمع".
ويأتي الاجتماع بين البابا والسيستاني في النجف في إطار جولة بابوية في العراق، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها بابا للفاتيكان بمرجع شيعي أعلى.

شارك