القبض على خلية تابعة لجماعة الإخوان تعمل على تدبير عمليات إرهابية وإحداث فوضى في ليبيا

الإثنين 08/مارس/2021 - 12:59 م
طباعة القبض على خلية تابعة حسام الحداد - ليلى عادل
 

مع توالي سقوط خلايا جماعة الاخوان الارهابية في ليبيا يتأكد تهاوي نفوذ التنظيم الدولي للجماعة  وسلطته مع فشل المشروع الاستيطاني لأردوغان حيث فشل مشروع تجنيد المرتزقة السوريين، وتم الكشف عن عمليات النهب المنظم التي يسرق بها أردوغان والتنظيم الدولي للجماعة الإرهابية  نفط وغاز ليبيا، وكان أحدث سقوط للجماعة الإرهابية في ليبيا اليوم الاثنين 8 مارس 2021، حيث قال مصدر بمديرية أمن طبرق الليبية إن الخلية التي تم القبض عليها خلال اليومين الماضيين، تنتمي لجماعة الإخوان، وتقوم عبر غرفة مخصصة للاختراقات الإلكترونية، وعمليات قرصنة وتنصت واختراق الاتصالات.

وأضاف المصدر- في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم الاثنين 8 مارس 2021، أن العصابة تتكون من عدة أشخاص سيتم الكشف عليهم لاحقًا، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه سيتم الكشف عن تفاصيل القضية، فور الانتهاء من التحقيقات.
ويتضح من حديث المصدر الليبي أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تزال تسعى إلى إعادة صياغة الانتشار عبر وسائل الاتصال الجماهيري، سواء كان قنوات فضائية تبث من الخارج أو عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الترويج لأفكارها الإرهابية وإثارة الفتن والتطرف في دول المنطقة، حيث بدأت الشبكات الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابي في التداخل بدرجة كبيرة، لنشر أفكارها الهدامة على نطاق واسع.
وأن الجماعة تمتلك شبكة كبيرة  من القنوات فضائية، ومواقع إلكترونية، وصحف ورقية، إضافةً لشركات إنتاج إعلامي تعمل جميعها بشكل منسق في تركيا وقطر وبعض الدول الأوربية.
وأنه نتيجة فشل القنوات الإخوانية في إحداث تأثير استراتيجي داخل أو خارج مصر، حسب دراسة لمركز الانذار المبكر، اضطرت القيادة العليا للحركة بالاتفاق مع ممولى القنوات، لإعادة هيكلة قنواتها ومنابرها، حيث  تمثل وسائل الإعلام أحد الركائز الأساسية لمشروع الانتشار والسيطرة الذى تتبناه جماعة الإخوان، ولهذا السبب تولى الحركة اهتمامًا كبيرًا لهذا الملف، خاصةً خلال السنوات السبع الماضية، والتي شهدت نهاية حكم التنظيم في مصر.
وأن الكشف عن الخلية الاخوانية في ليبيا مؤخرا انما يدل على توزيع عناصر الجماعة الناشطين على المستوى الإقليمي ومحاولة العمل بنظام البؤر الإرهابية والتي يصعب السيطرة عليها أو متابعتها خصوصا وأن المناخ الأمني والسياسي الليبي كان يمثل بيئة مميزة لتواجد هذه العناصر. 
وتعد ليبيا من أول البلاد العربية التي انطلقت إليها جماعة الإخوان المسلمين بعد فلسطين والسودان في منتصف القرن الماضي، فالتنظيم تمتد جذوره منذ بدايات نشأته الأولى في مصر على يد حسن البنا، عندما عاصره عدد من المهاجرين والطلبة الليبيين بين جنبات الأزهر الشريف وفى أروقته وعلى صفحات الإصدارات الدينية.
وعقب ثورة ١٧ فبراير عام ٢٠١١ ضد نظام معمر القذافي، بدأ الإخوان ينتعشون، وأظهروا أنفسهم أمام الجميع وعلى الملأ، واستفاد إخوان ليبيا من تجارب نُظرائهم بمصر، حيث شكلوا خلايا في كل من جربة وبنغازي والقاهرة، ثم دخلوا عبر بوابة المجلس الوطني الانتقالي، وسيطروا على الحكومة حتى بات مصطفى عبدالجليل يوصف بأنه إخواني صغير، ووفر لهم جناحهم العسكري «الجماعة المقاتلة»، حماية لظهورهم.
ودعا المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان آنذاك الحكومة الانتقالية المؤقتة أعْضَاءَ الجماعة وكل الليبيين إلى «الالتفاف حول الشرعية والديمقراطية، والتمسك بها، ورفض كل أشكال تجاوز الشرعية أو محاولة الاعتداء عليها، حفاظًا على أمن الوطن واستقراره».
وشكلت جماعة الإخوان في ٥ مارس ٢٠١٢، حزبًا سياسيًا باسم «العدالة والبناء»، وذلك بعد ستة عقود كانوا يعملون خلالها في سرية تامة، أثناء نظام معمر القذافي، وتم إنشاؤه في ظل غياب القوانين بطرح عملية رسمية لإنشاء الأحزاب السياسية، ومثّلت الجماعة في أكثر من ١٨ مدينة في جميع أنحاء البلاد.
واختاروا محمد صوان رئيسًا للحزب، وهو مواطن من مدينة مصراته التي شهدت بعضًا من أسوأ درجات القتال في الحرب الأهلية التي أسقطت القذافي، وشمل الحزب أنصارًا لرجال الأعمال الأثرياء الذين عادوا إلى البلاد بعد الحرب.
كان الغطاء الخارجي لأهداف الحزب وقتها، إقامة مجتمع عادل على أساس قيم ومبادئ الإسلام، وقال الحكام المدعومون من الغرب في ليبيا، إن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيسي للتشريع».
ونجحت جماعة الإخوان بليبيا، في التمكين من المؤسسات السيادية في الدولة، بداية من الحكومة، ومرورًا بمصرف ليبيا المركزي، وباقي مراكز المال الأخرى.
وزعمت الجماعة تمسكها بثوابت ثورة ١٧ فبراير من بناء دولة المؤسسات مع الفصل بين السلطات وحرية الإعلام والصحافة وفق الضوابط الشرعية واستكمال مشروع الدستور بضوابط الشرع الحنيف، مع دور بارز وفعال لمؤسسات المجتمع المدني، ليرتد خالد المشرى عضو حزب العدالة والبناء المنتمي لتيار «الإخوان المسلمين» عن الثورة إلى أعادتهم للحياة بالقول إن الجموع التي خرجت يوم ٧ فبراير ٢٠١٢ لمواجهة هيمنتهم على الحكم ما هي إلا أطفال مغرر بهم تم استغلالهم.
وفى محاولة من الإخوان لإفشال حكومة على زيدان، التي شُكلت عقب حل المجلس الانتقالي الليبي، أعلن حزب العدالة والبناء الإسلامي، الذراع السياسية للجماعة بليبيا، سحب وزرائه من الحكومة الليبية، وحاول الإخوان لأكثر من مرة أن يدفعوا حكومة زيدان إلى الاستقالة سواء من بوابة المؤتمر الوطني، أو من خلال الضغوط الميدانية وتحريك أذرعهم العسكرية وميليشياتهم.
وسرعان ما أطاح إخوان ليبيا برئيس الوزراء، لاعترافه بثورة يونيو في مصر بعد خطفه والتنكيل به وكان القرار من المؤتمر الوطني العام الواجهة الحقيقية لجماعة الإخوان وهو سحب الثقة من رئيس الوزراء الليبي السابق على زيدان، حيث تمكن من الفرار إلى ألمانيا.
وقام الإخوان بالتعاون مع تنظيم القاعدة بتدشين ما يسمى «الجيش المصري الحر» في ليبيا، الذى تموله قطر وتركيا وإيران، وكانت مهمته الهجوم على قيادة المنطقة العسكرية الغربية، وتدمير وحدات مصر القتالية بمطروح.
وطالب الليبيون وجموع الثوار آنذاك بثورة جديدة تطيح بالإخوان والقاعدة من حكم ليبيا، على غرار ما حدث في مصر.
وأشاروا إلى أن الإخوان والقاعدة أعداء للدين وللوطن لا يعرفون معنى الإسلام ويسعون لدولة الخلافة المزعومة منهم، مؤكدا أنهم نسفوا منزله وقناة ليبيا أولا.
وفى عام ٢٠١٥ تشكلت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بدعم وتمويل تركى، حيث عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعمه لحكومة الوفاق، وبالتالي قدمت تركيا لحكومة الوفاق كامل الدعم المادي والمعنوي بالأسلحة والمرتزقة وطائرات دون طيار، ومدرعات وذخائر إلى جانب ذلك تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
فيما اعتبر الإخوان ما قام به الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر من رفض لمشروع أخونة ليبيا على يد السراج، انقلابًا على الشرعية كما زعموا، ودخلوا في تحالف وتنسيق مع الجماعات الإرهابية التي يقاتلها حفتر تحت شعار «معركة الكرامة».
يعتمد تنظيم الإخوان الإرهابي على بقائه لاعبا في الساحة الليبية على الفوضى الأمنية والارتباك والانشقاق السياسي وانتشار السلاح والميليشيات وضعف الدولة والفساد المالي، فهذه العوامل هي الوسط الحيوي لحياة التنظيم ونموه، وبالتالي الحفاظ على بقائه لأطول فترة ممكنة.
ويرى مراقبون أن حالة من الهلع تصيب هذا التنظيم وميليشياته كلما لاحت حلول لأزمة البلاد الغارقة في الفوضى منذ عام ٢٠١١، ويعبر هذا الهلع عن نفسه في شكل تدبير عمليات إرهابية وإحداث فوضى وإعادة تمركز لعناصره قرب المنشآت الحيوية، إضافة إلى محاولات ضرب المسارات التفاوضية أو تشتيتها.

شارك