بالتضليل والخداع.. ميليشيا الحوثي تستدرج الأطفال من المدارس للقتال
الثلاثاء 09/مارس/2021 - 12:00 م
طباعة
أميرة الشريف
ألقت قوات الجيش اليمني القبض على مجموعة جديدة من الأطفال دون سن الـ17 بينما كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في الجبهات المحيطة بمحافظة مأرب خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك لتعويض الخسائر البشرية في صفوف عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية، لا سيما في جبهات مأرب والجوف.
ونشر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، تسجيلات مصورة يكشف خلالها الأطفال عن طريقة ميليشيا الحوثي في استدراجهم من المدارس عبر إغرائهم بالمال والسلاح تحت اسم حملة الإنفاق ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال، ومن ثم تدفع بهم إلى الجبهات دون علم أهاليهم.
كما كشف الأطفال ما يتعرضون له من إهمال وعدم اهتمام في الجبهات، حيث يتركون لمواجهة مصيرهم.
وأكد الأطفال أن المشرفين الحوثيين كذبوا عليهم بأن مشاركتهم ستكون في مناطق آمنة ولا تزيد عن أسبوع، قبل أن يدركوا وجودهم في الخطوط الأمامية للجبهات بمأرب، ولم يسبق لهم أن تلقوا أي تدريبات قتالية أو استخدموا السلاح.
وأوضحوا أن الميليشيات أخضعتهم فقط لـ"محاضرات تعبوية" في المدارس وسلمتهم مبالغ مالية قبل أن تستدرجهم إلى الجبهات، مؤكدين أن أهاليهم لم يعرفوا مصيرهم حتى الآن فيما يكذب عليهم مشرفو الحوثي أن أبناءهم في "دورات ثقافية" بصنعاء.
وأكد الأطفال أن الميليشيات لم تعرهم أي اهتمام بعد أن دفعت بهم إلى الجبهات، كذلك لم تعرهم أي اهتمام بعد وقوعهم في الأسر. ودعا الأطفال زملاءهم وأقاربهم وكل من يسمعهم لعدم تصديق الميليشيات الحوثية حتى لا يتعرّضوا للهلاك في الجبهات.
إلى ذلك، دعت منظمة سام الحقوقية المحكمة الجنائية لفتح تحقيق في الاستهداف الحوثي المتكرر للمدنيين.
وقالت إن تصاعد قصف ميليشيا الحوثي للأعيان المدنية في تعز يعكس تطورًا مقلقا على حياة المئات، مضيفة أن هجمات الحوثي غرضها إيقاع أكبر عدد من الضحايا، ما يعكس تعمد القتل. وكشفت منظمة سام في تقرير حمل عنوان النساء في اليمن: معاناة ممتدة وانتهاكات مروعة أرقاما صادمة عن حجم الانتهاكات، وأسماء سجون مفترضة لاعتقال وإخفاء النساء قسريا وتعذيبهن، وكذلك أسماء شخصيات مسؤولة عن الاعتقالات التعسفية والإخفاء والتعذيب للنساء.
وواصل الجيش اليمني عملياته في محافظة تعز جنوب غرب بالتوازي مع استمراره في صد هجمات الميليشيات الحوثية في مأرب والجوف، فيما حمّلت الحكومة اليمنية إيران المسؤولية عن التصعيد الحوثي وتقويض جهود السلام، متهمة الميليشيات بالاستمرار في تهريب الأسلحة وخدمة أجندة طهران.
و أكدت مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني تكبيد الجماعة الحوثية خسائر كبيرة جراء المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب بالتزامن مع تصاعد هجماتها الإرهابية على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، يؤكد استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية، وإن الجماعة مجرد أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول المنطقة.
و أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش شنت أمس، هجوما واسعا على مواقع ميليشيات الحوثي، وتمكنت من تحرير مناطق كبيرة غرب محافظة تعز.
ونقلت وكالة سبأ عن قائد جبهة مقبنة العقيد مفضل الحميري قوله إن عناصر الجيش شنوا هجوما على مواقع الميليشيات، في أكثر من اتجاه، وحرروا مناطق ومواقع عدة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات.
وحرّر الجيش منطقة القشعة بسوقها وجبالها، ومنطقة المطاحن، وتمكن من قطع الخط الذي يؤدي إلى منطقة الكويحة، كما تم تحرير تلتي المنطاح، وجبل القاعدة، وتبة الشاهد الاستراتيجية، وقرية الكُبب.
وكانت القوات استكملت يوم الأحد الماضي السيطرة على كافة مناطق الريف الغربي لجبل حبشي غرب مدينة تعز وقامت بتأمينها بشكل كامل، قبل تقوم بنقل المعارك إلى مناطق مديرية مقبنة. وتسعى القوات الحكومية إلى الالتحام بالقوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي واستكمال تحرير منطقة الكدحة التي لا تزال تشكل واحدا من أبرز جيوب الميليشيات الحوثية غرب محافظة تعز.
وكانت الحكومة اليمنية أبلغت المبعوثين الأممي والأميركي أنها جادة في إحراز السلام إذا ما وجدت شريكا صادقا لتحقيق ذلك وفق المرجعيات الثلاث، وفي مقدمها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216، ومع استمرار الجماعة الحوثية في شن الهجمات على مأرب من ثلاث جهات في مسعى للسيطرة على المحافظة النفطية التي تعد أهم معاقل الشرعية، كان رئيس الوزراء معين عبد الملك أمر في وقت سابق بإطلاق عمليات الجيش في تعز ردا على هذا التصعيد، فيما عزز الجيش قواته في مأرب بالمئات من المقاتلين من أبين وشبوة ولحج.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.