بمُغازلة مصر ... أردوغان يحاول كسر جمود العُزلة السياسية
السبت 13/مارس/2021 - 01:08 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات صحفية عقب صلاة الجمعة 12 مارس حول العلاقات بين مصر وتركيا، "نتمنى من قلوبنا أن يستمر التعاون في هذه المجالات الاستخباراتية والاقتصادية، وبعد المفاوضات السياسية والدبلوماسية، بالطبع سنخطو للأمام".
وأضاف أردوغان أن "الشعبين المصري والتركي ليسا بغرباء عن بعضهما البعض، ولا يجب أن يكون المصريون بجانب اليونان"، متابعًا: "وجود الشعب المصري بجانب اليونان أمر غير وارد، نود أن نراه حيث يجب أن يكون"، على حد قوله.
هذا فيما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، زاعمًا عدم وضع البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك.
وأكد جاويش أوغلو، في تصريحات للتلفزيون التركي حول المستجدات في ملفات السياسة الخارجية، عدم طرح تركيا ومصر أي شروط مسبقة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، وذلك في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص.
وأضاف وزير الخارجية التركي: "لا يوجد أي شرط مسبق سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حاليًا، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئا لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة. تطبيع العلاقات يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق".
وتابع جاويش أوغلو: "بطبيعة الحال يحدث هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث لدى الطرفين، ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخارطة طريق معينة. وتتواصل المحادثات. لدينا اتصالات مع مصر سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارتي الخارجية. واتصالاتنا على الصعيد الدبلوماسي بدأت".
وعلى الصعيد ذاته، وصف رئيس التحرير السابق لجريدة "يني شفق" التركية الموالية للنظام الحاكم، إبراهيم كاراجول، إعلان وزير خارجية بلاده عن بدء مفاوضات دبلوماسية مع مصر لإعادة العلاقات بين البلدين، بـ"نجاح النظام التركي" برئاسة رجب طيب أردوغان.
وزعم كاراجول، المعروف بعدائه الشديد للدولة المصرية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن خطوة المفاوضات الدبلوماسية مع القاهرة من شأنها إفساد مخطط أمريكا لتحجيم بلاده في المنطقة، على حد قوله.
بدوره أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن احترام مصر لمجالات تركيا البحرية أمر مهم للغاية، مشيرًا إلى أن هذا النهج والتطورات الأخيرة تعود بالفائدة على المنطقة والبلدين، وأنها خطوة مهمة للسلام الإقليمي.
ووفقًا لما ذكرته جريدة "حرييت" الموالية للنظام الحاكم، قال أكار حول العلاقات المصرية التركية والتطورات الأخيرة، "إن نهج مصر والتطورات الأخيرة تعود بالفائدة على البلدين ودول أخرى في المنطقة. هذا ما يناسب روابطنا الثقافية والتاريخية"
وفي أعقاب التحول في الموقف التركي تجاه الإدارة المصرية وفي إطار سلسلة المغازلات التركية لمصر، أعلن أيضًا المبعوث الشخصي للرئيس التركي إلى العراق، فيصل إيروغلو، أن بإمكان بلاده القيام بوساطة في أزمة ملف سد النهضة، شريطة عدم التدخل الغربي.
وصرح إيروغلو، في لقاء على قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، أن بإمكان بلاده الوساطة في أزمة ملف سد النهضة شريطة عدم تدخل الدول الغربية، لأن ذلك قد يقود إلى عدم المصالحة، مشيرًا إلى أن سد النهضة قضية تقنية ولدى بلاده الكثير من الخبراء الذين يمكنهم المساعدة في حلها.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية لم ترد رسميًا على خطابات أنقرة، إلا أن مصدر مصري مطلع أكد أنه ليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه توصيف "استئناف الاتصالات الدبلوماسية" فيما يخص عودة العلاقات المصرية التركية.
وقال المصدر بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية، الجمعة 12 مارس، إن البعثتين الدبلوماسيتين المصرية والتركية موجودتان على مستوى القائم بالأعمال، ويتواصلان مع دولة الاعتماد وفقاً للأعراف الدبلوماسية المتبعة.
وأكد المصدر أن الارتقاء بمستوى العلاقة بين البلدين يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومقتضيات الأمن القومي العربي.
وأضاف أن مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها، أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وشدد المصدر في الوقت ذاته على أهمية الأواصر والصلات القوية التي تربط بين شعبي البلدين.
ويرى المراقبون أن المجهودات الرسمية المبذولة من قبل الدولة التركية، خلال الفترة الأخيرة لاستمالة القاهرة مرة أخرى من أجل تطبيع علاقتها مع أنقرة وفتح صفحة جديدة بين البلدين، هي خطوة يسعى من خلالها أردوغان لكسر حالة العزلة السياسية التي باتت تهدد مستقبل الدبلوماسية التركية.