تتريك سوريا.. الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تكشف المخطط

السبت 13/مارس/2021 - 12:53 م
طباعة تتريك سوريا.. الإدارة علي رجب
 

حذرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من استمرار عمليات التتريك في شمال وشرق سوريا من قبل الدولة التركية، مؤكده على ان المنظومة التعليمية تشهد استهداف تركي للهوية في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الميليشيات التابعة لأنقرة.

وعقد المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اجتماعه الشهري اليوم الأربعاء بحضور الرئاسات المشتركة لكافة الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا وهيئات ومكاتب الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

أشار التقرر إلى أن الهجمة التي تتعرض لها العملية التعليمية في شمال وشرق سوريا ماهي إلا محاولة لضرب هذه التجربة التعليمية التي تعتمد على تنوع اللغات بحسب تنوع المكونات في المنطقة وعلمية المناهج المعتمدة وهذا يدل على نجاح الإدارة في التعامل مع هذا القطاع.

وأوضح التقرير مدى الازدواجية لدى ما تسمى بالمعارضة والنظام السوري على السواء في موقفها من ممارسات تركيا في المناطق المحتلة من فرض للمناهج واللغة التركية والعلم التركي غير مبدية أي موقف وطني بهذا الصدد.

وأضاف التقرير بأن تركيا تتعمد إنتهاك المواثيق والاتفاقات الدولية ومنها الاتفاقيات التي عقدت بين كل من سوريا والعراق وتركيا بين أعوام ١٩٨٢ - ١٩٨٤ لتحديد حصص هذه الدول من مياه نهري الفرات ودجلة.

ركّزت أنقرة سياستها خلال السنوات الأربع الماضية على التعليم، بعد سيطرة الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا على أجزاء واسعة من ريفي حلب الشمالي والشرقي جرابلس، الباب، عفرين وأعزاز، أتبعت تركيا أعزاز لإدارة والي مدينة كلس، في حين اتبعت عفرين لاشراف وإدارة مباشرة من والي إقليم لواء اسكندرون، ما يعرف بالتركية بـ «إقليم هاتاي».

وشهدت المناطق الخاضعة للاحتلال التركي افتتاح عشرات المدارس التعليمية. تكفّلت منظمة إدارة الكوارث التركية، التي تخضع لاشراف مباشر من قبل المؤسسة الرئاسية المعروفة بـ «آفاد»، تكفلت الاشراف على الواقع التربوي والتعليمي في أرياف حلب.

كذلك عملت وزارة الأوقاف التركية عبر يدها المباشرة المعروفة بـ «مؤسسة شريعت التابعة لحزب العدالة والتنمية»، على رعاية وافتتاح عشرات المدارس الدينية في المنطقة.

كما أعلن عن افتتاح ثلاث كليات في بلدات تسيطر عليها فصائل مسلّحة تابعة لتركيا في ريفي حلب الشمالي الشرقي وذلك نهاية عام 2018، وهي  كلية العلوم الإسلامية في اعزاز، و  كلية التربية في عفرين، وكلية الاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب، و لاحقاً افتتحت جامعة «حرّان» التركية فرعي الهندسة الكهربائية والزراعة في مدينة الباب.

 المشهد في مدينة الباب ينسحب على مدينة أعزاز التي سجلّت أولى المساعي التركية لبسط نفوذها على قطاع التربية والتعليم، بافتتاح 9 مدارس في مخيم «الإيمان» تضم 130 فصلاً دراسياً بإشراف والي كلّس خاقان ياووز أردوغان وحضور نائب رئيس «آفاد» اسماعيل بالاق أغلو، بالتعاون مع جمعية «بيت السلام» الباكستانية (غير حكومية تاسست عام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية بدعم مباشر من منظمة إدارة الكوارث التركية آفاد التابعة للرئاسة التركية كما اشرنا سابقا كما تتعاون مع إدارة وقف الديانة التركي لمساعدة أنشطة للاجئين السوريين.)

وفي السياق ذاته تمّ افتتاح أكثر من 120 مدرسة دينية في المنطقة ضمن منازل استولى عليها عناصر الفصائل المدعومة تركياً بعد تهجير أهلها منها، وتستهدف هذه المدارس أطفال المنطقة بإخضاعهم لدورات دينية وتسريب أفكار ومعتقدات تناسب السياسات التركية. العمل في المؤسسات الدينية في عفرين يتم بمشاركة شقيق الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "صالح مسلم"  مصطفى مسلم، والمعروف بتنسيقه التام مع تركيا ويترأس جامعة الزهراء الإسلامية، كما تعمل تركيا على تامين رجال دين اتراك يتحدثون الكردية كمشرفيين على التعليم في المدارس الدينية "مدارس الشرعية" في مدينة عفرين، لتسهيل التواصل وكسب ثقة الكرد في مدينة عفرين لتشجيعهم على ارسال أطفالهم الى هذه المدارس التي تدار بإشراف تام من مؤسسة الشريعت التابعة لحزب العدالة والتنمية.

في المحصلة، محاولة تتريك مناطق الشمال بدأت منذ سنوات طويلة، وكلما امتد أمد الأزمة ازداد احتمال نجاح هذه المحاولة. عامل الزمن هو ما بات يخشى منه الآن، ومَن يماطل بحل الأزمة من الأطراف المحلية والدولية، يسعى بنفسه لإنجاح المحاولة التركية وتقسيم البلاد ككل، لأن اقتطاع حصة من الأرض السورية حلم يداعب مخيلة الأتراك والإيرانيين على السواء، كما أن أطرافاً محلية باتت تفضل العيش في كيان مستقل ضمن خريطة الدولة السورية ولكن خارج نفوذها وسيطرتها وسيادتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في مدينة الباب شمال شرق حلب، افتتحت تركيا مؤخراً مدرسة دينية تابعة لوزارة الأوقاف التركية حملت اسم «سليمان داميرال»، بحضور والي الباب المعين من قبل أنقرة، «أنال الكال» والي الباب المعيّن من قبل والي غازي عنتاب التركية مع رئيس مجلس الباب محمد هيثم الزين الشهابي، افتتحوا المدرسة باسم ضابط تركي قتل أثناء تفكيكه عبوة ناسفة في مدينة الباب مطلع فبراير 2021.

 

 

 

 

شارك