المندائيون يحتفلون بعيد الخليقة والتهديدات ضدهم بالعراق مستمرة
الثلاثاء 16/مارس/2021 - 12:49 م
طباعة
روبير الفارس
هنأ رئيس جمهورية العراق برهم صالح، الصابئة المندائيين بحلول عيد الخليقة، البرونايا.
وقال صالح في بيان "مع حلول عيد الخليقة، عيد البرونايا، أتقدمُ الى جميع أبنائنا واخوتنا من الصابئة المندائيين بأحرّ التهاني والتبريكات، متمنياً لهم عيداً سعيداً، وأن ينعموا مع العراقيين كافة بالأمن والأمان والسلام والمحبة".
وأضاف، "نستذكر في هذه المناسبة، تضحيات هذا المكون الأصيل في بلادنا وتمسكه بهويته الوطنية، ولطالما وقف أبناؤه مع باقي أطياف الشعب في مواجهة التحديات، حيث نستحضرُ إسهاماتهم الجليلة في شتى الميادين والتي تُمثل جزءاً مهماً في إثراء تاريخ وحضارة البلد المتميز بالتنوع الديني والعرقي والقومي، الذي كان وسيبقى مصدر قوة للمجتمع العراقي، والحفاظ عليه واجب ومسؤولية الجميع".
وأكد رئيس الجمهورية على أنه "لا بديل أمامنا سوى التمسك بوحدتنا الوطنية وإرساء قيم التآخي والتسامح والتعايش لبناء بلدنا على أسس الحرية والمساواة ومبادئ العدالة والديمقراطية لتأمين مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة".
وعيد الخليقة او البرونايا ( البنجه )او ايام النور الخمسة الايام الخمسة والتي سميت بالبنجة من بانج الفارسية وتعني خمسة من مجموع 365 يوما وهي بداية الخلق العلوي خلق عوالم النور بقدرة الخالق العظيم (مشبا اشما ) ( مبارك اسمه ) حيث تجلت في هذه الايام المباركة صفاته السامية في عالم النور وهي نور لا يشاطره ظلام ونهار لايقاسمه ليل ولا حكم للظلام عليها معلنة بداية الخليقة . أي ان الحي العظيم قد تجلى في هذه الأيام وأعلن عن نفسه في الوجود ثم انبثقت صفاته متجسدة بهذه الأيام لذلك تجدنا يصلي المندئيين صلاة الصبح في كل أوقات اليوم حتى لو كان ليلً ابتهاجاً بالنور , ويطلقونا علي انفسهم لقب ابناء النور وهو منبع العقيدة المندائية فأنها تعتبر أقدس مناسبة دينية لهم
والمندائيون في العراق ساميون يتكلمون اللغة المندائية، وهي لهجة آرامية بالإضافة لتكلمهم اللغة العربية. وحسب رأي ومعتقد الديانة المندائية فإنها تعتبر أحد الأديان الإبراهيمية وهي أصل جميع تلك الأديان التوحيدية السابقة وهي حسب رأيهم من أول الأديان القديمة، وقد كانوا منتشرين في منطقة بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض الصابئة المندائيين موجودين في العراق خصوصا في بغداد في حي الدورة ومدن الجنوب مثل الناصرية والعمارة وقلعة صالح والبصرة، كما أن هناك تواجد للصابئة في المدن الحدودية في إيران في الأحواز والمحمرة امتدادا لتواجدهم في العراق، إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية "الصبّة".
يذكر في مخطوطة هران گويثا (أو حران الداخلية) وجود المندائيين في العراق فترة حكم أردوان الخامس ملك فرثيا، ووصفت المخطوطة المندائيين باسم الناصورائيين، وهم أتباع النبي يحيى، والذين هاجروا من فلسطين إلى في نهاية القرن الميلادي الأول بسبب تعرضهم للاضطهاد والبطش والقتل من قبل اليهود. ويشار إلى ان هجرة بعض الصابئة من فلسطين نحو العراق لا يعني خلوه من الصابئة قبل الهجرة، لأن الدلائل التاريخية تشير إلى تواجد الصابئة في جميع مناطق الشرق القديم منذ قبل الميلاد وهجرة صابئة فلسطين نحو المناطق الشرقية كان على الأرجح لوجود انتشار صابئي كبير سبق هجرتهم إلى تلك المناطق. كما تذكر المخطوطة خروج أنش بن دنقا رئيس امة الصابئين حينها للقاء القائد العربي الذي حرر أرض العراق بعد معركة القادسية أي سعد بن أبي وقاص.
كان المندائيون في العراق المجموعة الأكبر والأهم في العالم، فمن بين 75000 مندائي حول العالم، كان هنالك ما بين 30000 إلى 50000 منهم في العراق، وينتشرون غالبا على ضفاف نهري دجلة والفرات.
كما كان المندائيون يعدون من الناجحين من الناحية الاقتصادية بسبب عملهم بالفضة والذهب. كما منحتهم رئاسة جمهورية العراق في عام 2001 تسمية طائفة العراق الذهبية وذلك لدورهم العلمي والمعرفي والفني الفاعل في بناء الدولة العراقية الحديثة.
بدأت هجرة المندائيين من العراق خلال فترة حكم صدام حسين، لكن الهجرة تسارعت بعد الغزو الأمريكي عام 2003 نتيجة للاحتلال، فقد تعرض المندائيون مثل غيرهم من الأقليات مثل المسيحيين واليزيديين وغيرهم إلى تهديدات واعتداءات وحالات خطف وقتل مما أجبرهم على الهجرة. كما تعرض المندائيون مثل بقية العراقيين للخطف بسبب عمل كثير منهم في صياغة الذهب. كما أن الديانة المندائية ذات طبيعة مسالمة وتحرم العنف واستعمال السلاح.يواجه المندائيون في العراق خطر غيابهم كليا عن هـا البلد، فأعدادهم التي كانت تبلغ 60000 نسمة خلال فترة تسعينات القرن العشرين، فقد انخفضت إلى ما بين 5000 إلى 10000 فردا متبقيا هناك، ففي عام 2007، كان حوالي 80٪ من المندائيين لاجئين في سوريا والأردن.