نصرالله يستقوي بإيران لإنقاذ لبنان من الانهيار الإقتصادي
الجمعة 19/مارس/2021 - 04:51 ص
طباعة
أميرة الشريف
قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله إنه لا ينبغي السماح بجر لبنان إلى حرب أهلية، مضيفا في كلمة بثها التلفزيون "لدي معلومات أن هناك جهات خارجية وبعض الجهات المحلية (تدفع باتجاه) حرب أهلية ولكنها تبحث عن الوقود .. عن الزيت.. حتى الآن وعي اللبنانيين منع ذلك" ، مضيفا أن "هناك وثائق جديدة تظهر دور المخابرات الأميركية في تجنيد قادة داعش في السجون العراقية وإطلاقهم".
وحاول فتح منافذ أوسع للتدخل الإيراني في أزمة لبنان بالقول، إن إيران تملك القدرة على مد لبنان بالوقود وبالليرة اللبنانية، محملا حاكم البنك المركزي مسؤولية تدهور العملة الوطنية.
وألقى باللوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في انهيار العملة، قائلا "صلاحياتك وعلاقاتك وقدرتك يا حضرة الحاكم تمكنك أن تعمل شيء، أنت تعرف ونحن نعرف أنك قادر تعمل، مسؤوليتك أن لا تجعل الدولار يرتفع وتقدر على ذلك".
وهوت الأزمة المالية بقيمة العملة بنسبة 90 بالمئة ودفعت كثيرا من اللبنانيين إلى براثن الفقر كما تهدد الواردات في ظل ندرة الدولار.
وانهارت العملة بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة وخسرت ثلث قيمتها مما تسبب في خروج احتجاجات وإغلاق المتاجر.
وقال إن حزبه "سيبذل ما بوسعه لتأمين بعض الاحتياجات وما يتعلق بالأسعار وغيرها من الإجراءات".
وأضاف "نحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا وعن واجبنا وعندما نصل إلى جوع حقيقي في البلد مع عجزنا عن تطبيق بعض الخطوات عبر الدولة، وقتها سنتحرك ولن أعلن الآن عن هذه الخطوات".
وكان نصر الله أوضح أن "الأزمة التي نحن فيها لها عدة أسباب، وإذا أردنا أن نعالج سببا واحدا ونتجاهل باقي الأسباب فإن ذلك لن يؤدي إلى نتيجة".
وأكد أن تشكيل حكومة جديدة هو المخرج الوحيد للبلاد من الأزمة المالية، لكنه حذر من أن حكومة اختصاصيين لن تدوم، مشككا أيضا في كيفية تنفيذ الحكومة الجديدة للإصلاحات المطلوبة لتنفيذ اتفاق صندوق النقد الدولي.
وقال إن حكومة تسعى إلى تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد ستجد صعوبة في قضايا مثل إلغاء الدعم، مضيفا "إذا جاء صندوق النقد مثلا وقال يجب أن نرفع الدعم، هل الشعب اللبناني يتحمل هذا الموضوع؟".
تأتي تصريحات نصرالله بعد اجتماع جمع رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بالرئيس ميشال عون لبحث الأزمة، في لقاء جاء بعد سجالات واتهامات متبادلة بينهما حول تعطيل تشكيل الحكومة.
وشدد الحريري على أن الأولوية هي تشكيل الحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي واستئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن هناك فرصة يجب الاستفادة منها.
كما جاءت تحذيرات نصرالله من جرّ لبنان إلى حرب أهلية وتحفظه على تشكيل حكومة اختصاصيين بينما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه من الضروري "تغيير المقاربة" مع الساسة في لبنان الذي لا يزال من دون حكومة والغارق في أزمة اجتماعية اقتصادية غير مسبوقة، متهما المسؤولين اللبنانيين بالفشل في تحمّل مسؤولياتهم.
وقال ماكرون إنه سيدفع من أجل تبني نهج وأسلوب جديدين في الأسابيع القادمة في ما يتعلق بلبنان في ظل عجز الأطراف الرئيسية في البلاد عن تحقيق تقدم على مدى الأشهر السبعة الماضية لحل الأزمتين الاقتصادية والسياسية، مضيفا "يقترب وقت اختبار المسؤولية من الانتهاء وسنحتاج في الأسابيع المقبلة، بوضوح شديد، إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا".
وتقود فرنسا جهود مساعدة لبنان الذي كان مستعمرة فرنسية فيما مضى، لكن نفوذ حزب الله وسعيه لتثبيت تمثيله في الحكومة المقبلة يعثر المساعدات الدولية إلى لبنان لاسيما وأن دولا خليجية وغربية تصنف الجماعة الشيعية على لائحة التنظيمات الإرهابية.