هل يستطيع الغضب التونسي والحزب الدستوري إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من مفاصل الحكم؟

السبت 20/مارس/2021 - 08:39 م
طباعة هل يستطيع الغضب التونسي حسام الحداد
 
سؤال مهم تحاول مراكز الدراسات المعنية بالتطرف وإرهاب الجماعات الإسلامية الإجابة عليه خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعد تطور الصراع بين حزب حركة النهضة التونسية المرتبط تنظيميا بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية من ناحية وبين الشعب التونسي والقوى المدنية من ناحية أخرى، ومع استمرار الصراع السياسي بين الرئاسات الثلاث في تونس، خرج أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم السبت 20 مارس 2021، في مسيرة حاشدة في شارع الحبيب بورقيبة تطالب برحيل الإخوان.
تقدمت عبير موسي التظاهرة الحاشدة في مدينة صفاقس بجنوب البلاد، وكان منع الغنوشي لرئيسة الحزب الدستوري من دخول مكتب البرلمان والحضور لجلسته العامة، أثار توتراً واحتقاناً داخل البرلمان، أمس.
كما قال موظفو البرلمان، الذين أغلقوا الباب في وجه موسي، إن قرار منعها جاء بتعليمات كتابية من الغنوشي، وهو ما نددت به موسي وانتقدت عرقلتها وتعطيلها عن أداء عملها، واعتبرته عملية ممنهجة لإقصاء حزبها وإخراس صوت المعارضة، متهمة الغنوشي بتسييس الإدارة لصالحه.
يذكر أن الأزمة السياسية بين رموز السلطة في تونس دخلت أسبوعها التاسع دون التوصل إلى حل، ودون وجود أية بوادر على انفراج قريب، بعدما فشلت كل محاولات الوساطة والمبادرات في إيجاد مخرج لها. 
يأتي هذا التوتر والتجاذب السياسي في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الوحدة لمواجهة أزمة اقتصادية وصحية حادة وغير مسبوقة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية، حيث تشهد عدة مدن منذ أكثر من شهر احتجاجات تطالب بالتنمية والوظائف، وسط دعوات لإطلاق حوار وطني من أجل إنهاء الخلافات السياسية بين رؤوس السلطة الثلاثة.
تسريبات صوتية
ومع تصاعد الأزمة السياسية في تونس خلال الأيام القليلة الماضية انتشرت تسريبات صوتية، ومحادثات بين مجموعات من الشخصيات العامة وقوى سياسية أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت عددا كبيرا من نواب البرلمان للجوء إلى التراشق بالتهم والألفاظ، ما دفع المراقبين لانتقاد تدنى مستوى الخطاب فى البرلمان وداخل المشهد السياسى التونسى، فيما أكد باحثون فى شئون الحركات والتيارات الإسلامية أن أسلوب التسريبات طريقة إخوانية ابتكرتها اللجان الإلكترونية لحركة النهضة لغسل سمعة راشد الغنوشى، ومحاولة جديدة للتغطية على جمع توقعات سحب الثقة من راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة.
ووفقا لما أكده طارق البشبيشى الباحث فى شئون الحركات والتيارات الإسلامية فان هذه التسريبات تخدم حركة النهضة ومرشدها راشد الغنوشي.
وتابع: " لكى تفسر أى حدث سياسى وتبحث عمن وراءه فعليك أولاً البحث عن المستفيد منه، فمع انتشار ما يعرف بالغرف المظلمة فى المشهد السياسى التونسى سنكتشف بسهولة أن من يقف وراء هذا الأمر هو تنظيم الإخوان الإرهابى بتونس، لأنهم الوحيدون المستفيدون من تسريبات وأسرار خصومهم السياسيين، فمن ناحية يجرى تخفيف الضغط السياسى الكبير الواقع على عاتقهم الآن، ومن ناحية أخرى يجبرون خصومهم على رد الفعل والدفاع عن أنفسهم، وهذا أسلوبهم المعروف و الذى استعملوه فى مصر قبل و بعد ثورة 30 يونيو المجيدة وكلنا نتذكر تلك التسريبات".
وقال: "المليشيات و الكتائب الإلكترونية اختراع إخوانى يتم الإنفاق بسخاء عليه لأنه أحد حروب الجيل الرابع، ويحتاج التنظيم الإخوانى فى بعض الدول التى ما زال متواجدا فيها وخلفه دول معادية للعرب تدعمه و تنفق عليه".
وبسؤاله عن مصير إخوان تونس، قال: "لن يكون أفضل حالا من مصيره فى معظم البلدان العربية التى تخلصت منه كى تبدأ فى إصلاح ما خربته هذه الجماعة اللعينة" مضيفا: "تونس تمر بمنعطف يشبه المنعطف المصرى، قبل ثورة 30 يونيو.. و طريق النجاة رسمته مصر وعلى الأشقاء العرب وحتى غير العرب أن يتعلموا الدرس من مصر".
وبالرغم من مساعي الحزب الدستوري الحر لإسقاط حركة النهضة الإسلامية من الحكم والقضاء على منابع التطرف على غرار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلا أنه يبدو أن هناك حلقة مفقودة في حملة الدستوري الحر لاسيما في ظل تواتر الحديث عن تمكن الإسلاميين من السيطرة على بعض المساجد وتسلل بعض "قياداتها المتطرفة" إلى المدارس وانتشار مدارس قرآنية وغير ذلك.
ويرى خبراء في تونس أن المعركة ضد الخطاب المتطرف والهادف إلى استقطاب الشباب وتغيير النمط المجتمعي التونسي ستكون طويلة الأمد، وأن الحل يكمن ليس فقط في الاحتجاج بل في العمل على إنهاء فترة حكم النهضة وتسلم "حكومة مدنية" غير خاضعة لهيمنة الحركة الإسلامية لمقاليد الحكم.

شارك