أين تذهب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بعد هروبها من تركيا ؟
الثلاثاء 23/مارس/2021 - 12:58 م
طباعة
حسام الحداد
مصير الإخوان في تركيا.. بعد التقارب بين القاهرة وأنقرة، بات يشغل عدد من الباحثين في مجال الحركات الإسلامية والمتابعين لنشاط جماعة الإخوان الإرهابية، خصوصا بعد أن بدأت الأخيرة بالفعل تنفيذ خطوات جادة لكسب ود القاهرة.
واتفق مصدر سياسي تركي وخبير سياسي مصري على أن تنظيم الإخوان الإرهابي يملك بدائل واقعية للرحيل من تركيا، هي ماليزيا وبريطانيا وربما دولة من جنوب شرق آسيا.
وأكدا، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن ساعة رحيل إخوان تركيا اقتربت، على أن تكون في غضون شهر من الآن.
رغم أن هناك شواهد أخرى تقول غير ذلك حيث ذكر الكاتب والباحث المصري سعيد شعيب، في كتابه "عشاق الموت" أن جماعة الإخوان ومن ينوب عنها متواجدون بشكل واضح في المجتمع الكندي وهم لیسوا فقط في الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب آسیا، بل إنهم من الفئات الأكثر صخبا، ويظهر أثرهم بوضوح في المدراس الإسلامية المتواجدة هناك.
وقدّر "شعيب" عدد المجموعات التابعة للإخوان في كندا بـ"8 مجموعات"، أشهرها مؤسسة "المسلم" والمجلس الوطني للمسلمين الكندیین، والإغاثة الإسلامية في كندا والصندوق الدولي للمصابین للإغاثة والمحتاجین، إضافة لمجموعات أخرى أقل شهرة، هما حزب التحریر والخومینیة، فخطابهما مماثل للمجموعات التابعة للإخوان، وكلاهما سلفیون أصحاب میول تكفیریة.
وحسب العين الاخبارية، قال المصدر التركي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن رحيل قيادات تنظيم الإخوان المطلوبين من القضاء المصري من سياسيين وإعلاميين، سيكون على الأرجح إلى دولة ماليزيا وبريطانيا.
وفيما لم يستبعد المصدر رحيل عدد من عناصر التنظيم الإخواني إلى دولة ألمانيا مع ماليزيا وبريطانيا، قال عدد من المراقبين إن ألمانيا لن تكون ملاذاً آمناً للإخوان الهاربين من تركيا، وأقصى ما يمكن حدوثه هو تمكن عنصر أو اثنين من حائزي التأشيرات الأوروبية من دخول الأراضي الألمانية، وتقديم طلبات لجوء.
وفي هذا الإطار، توقع المصدر التركي أن يكون موعد خروج الإخوان من تركيا في غضون شهر من الآن.
وأكد أن "هناك قرارا تركيا بضرورة اتخاذ خطوات عملية نحو التقارب مع القاهرة والبداية بوقف الهجوم الإعلامي، وهو ما تحقق بالفعل خلال الأيام الماضية".
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إنه من خلال متابعته للمنصات الإعلامية العدائية الثلاث (الشرق ومكملين والوطن) خلال الأيام القليلة الماضية، بدا لافتا تخفيف حدة التحريض الإعلامي على مصر، ووقف استهداف الدولة المصرية بشكل واضح، ومعالجة قضايا وموضوعات بعيدة عن الشأن السياسي المصري.
وفي مسألة ترحيل الإخوان لبلد ثالث، قال فهمي إن الحكومة التركية ستناور لبعض الوقت قبل ترحيل قيادات الإخوان، وذلك وفق السياسة البرجماتية الواقعية التي يتبعها الأتراك.
وتابع فهمي أن الإخوان يقومون في الوقت الحالي بترتيب أوضاعهم لمرحلة ما بعد تركيا، ولديهم العديد من الخيارات الواقعية، مرجحا حدوث تغييرات هيكلية ومفصلية في وضع تنظيم الإخوان في أنقرة في ظل سياسة الحكومة التركية الجديدة تجاه القاهرة.
وأوضح أن "وجهة إخوان تركيا المقبلة ستكون على الأرجح ماليزيا وإعادة التموضع مرة أخرى، مع عودة بعض العناصر الإخوانية لدولة قطر في هدوء، علاوة على وجهات أخرى ستكون مقبولة للتنظيم بينها لندن، واحتمال دولة من جنوب شرق آسيا "لم يذكرها".
وإضافة إلى التضييق الإعلامي على قنوات الإخوان، والترحيل المحتمل لعدد من عناصر التنظيم، لم يستبعد فهمي وقف حكومة أنقرة طلبات تجنيس العشرات من الإخوان من جيل الوسط الفارين من مصر، في إطار التودد للقاهرة.
لكنه توقع في الوقت ذاته منح الجنسية التركية للقيادات البارزة في الجماعة على الصعيد السياسي والإعلامي والأكاديمي، كورقة سياسية ربما تحتاجها أنقرة لاحقا.
كما قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو فارق لـ"سكاي نيوز عربية"، إن تنظيم الإخوان لديه خطة توسعية كبيرة، عن طريق نشر أعضائه في أكثر من دولة في شرق آسيا ودول جنوب أوروبا منذ عام، كما يتمددون بشكل كبير في دول كالسويد والنرويج وماليزيا فضلاً عن كندا.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تستغل هامش الحريات التي تقدمه تلك الدول لرعاياها والمقيمين فيها من أجل زيادة رقعة نفوذهم، خاصة أن الإخوان ينجحون في استثمار الأوضاع الداخلية للدول لصالحهم، وأنهم على دراية بأن تركيا لن تكون ملاذاً آمنا لهم طوال الوقت.
أما عماد أبو هاشم عضو حركة "قضاة من أجل مصر" التي كانت موالية لتنظيم الإخوان، قد كشف في تصريحات صحفية عن جانب من خطة قيادات التنظيم الإرهابي في تركيا بعد التطورات الأخيرة في المنطقة التي بدأت بالمصالحة الخليجية وصولا إلى مساعي تركيا للتقارب مع بعض دول المنطقة.
وقال المستشار عماد أبو هاشم، الذي عاد من تركيا طواعية في 2019، إن قادة الجماعة بدأوا الإعداد للهرب من تركيا إلى الخارج، على أن تكون وجهتهم الاضطرارية إلى بريطانيا أو كندا، باعتبار الدولتين بمثابة ملاذات آمنة لهم.
وأكد "أبو هاشم" أن قيادات التنظيم داخل تركيا تفكر في هذا الاتجاه منذ فترة لعلمها المسبق بتغييرات عديدة ستشهدها المنطقة وستكون تركيا في القلب منها.
ويرى المستشار العائد من تركيا مؤخرا أن سياسة التقارب التي لجأت إليها تركيا مؤخراً ستغير لغة خطاب نظامها السياسي، كما ستغير توجهات وسائل الاعلام التي تبث من تركيا يديرها قيادات الإخوان في تركيا، خصوصا تجاه الدول العربية.
ويؤكد أن "المصالح بين تركيا والتنظيم الدولي للإخوان، أكبر بكثير مما يظهر على الساحة، والجماعة تستغل ذلك في تحقيق مصالحها وأنقرة بشكل مؤثر".
ويرى المستشار المتراجع عن موقفه من دعم الإخوان، أن خطة التنظيم البديلة لوجود أعضائه في تركيا تقضى بالتحرك السريع والانتقال إلى بريطانيا أو كندا على وجه الخصوص، كملاذات آمنة.