الجماعات الإرهابية وتكثيف عملياتها في النيجر في مارس 2021
الثلاثاء 23/مارس/2021 - 04:08 م
طباعة
حسام الحداد
يقترب شهر مارس على الانتهاء إلا أن العمليات الإرهابية في القارة الافريقية من الصعوبة أن تنتهي خصوصا في دولة النيجر التي تعاني تكثيف للعمليات الإرهابية هذا الشهر، وقد شهدت قرى في غرب النيجر قرب الحدود مع مالي، في غضون ستّة أيام هجمات شنّها مسلّحون متطرفون وراح ضحيتها أكثر من 200 قتيل، بينهم 137 مدنياً قتلوا، الأحد 21 مارس الجاري، في منطقة تاهوا. ويعتبر تكثيف هذه الهجمات التحدي الأكبر الذي يواجه رئيس البلاد الجديد محمد بازوم، خليفة محمدو إيسوفو، والذي أكدت المحكمة الدستورية في النيجر فوزه بالانتخابات الرئاسية. وهذه هي الهجمات الأكثر دموية في النيجر منذ سنوات.
ومساء الاثنين، أعلنت الحكومة النيجرية أنّ الهجمات المسلّحة التي شنّها متطرفون ضدّ قرى في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي يوم الأحد، أسفرت عن مقتل 137 شخصاً، لترتفع بذلك حصيلة قتلى المجازر في هذه المنطقة في غضون ستة أيام إلى 203.
وفي 15 مارس شن مسلحون هجمات عدة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعي في بانيبنغو. كذلك، استهدفوا بلدة داري-داي وقتلوا سكاناً وأحرقوا سيارات ومخازن الحبوب. وبلغت حصيلة هذه الهجمات 66 قتيلاً. وفي اليوم نفسه، أدى هجوم تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي على الجيش المالي في «الحدود الثلاث» إلى مقتل 33 جندياً. وفي الثاني من كانون الثاني/يناير قتل 100 شخص بهجمات على قريتين في منطقة مانغايزي، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرّض لها مدنيون في النيجر.
ويذكر أن مسؤولين حكوميون بالنيجر أعلنوا الخميس 18 مارس 2021، عن مقتل 58 شخص، إثر هجوم مسلح اعترض أربع سيارات كانت تقل الركاب، كما تم حرق عدد من حاويات القمح والاستيلاء على السيارات، وذلك بمنطقة "تيلابيري" غرب البلاد قرب الحدود مع مالي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن هذا الهجوم، غير أنه من اللافت للنظر أن تلك المنطقة الواقعة في المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي تشهد منذ سنوات هجمات دامية تشنها جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.
الموقف الرئاسي:
وفي أول رد فعل للرئيس الجديد غرّد محمد بازوم، الاثنين 22 مارس الجاري، على «تويتر» مقدّماً «تعازيه القلبية لأهالي الضحايا»، «بعد مذبحة بانيبانغو، انتهج الإرهابيون الطريقة الهمجية نفسها ضد السكان المدنيين المسالمين في إنتازاين وباكورات».
وبعد مجازر 15 مارس، نشر الجيش النيجري تعزيزات في منطقة تيلابيري، ونشرت وحدة قوامها 1200 جندي من الجيش التشادي تعتبر بأنها الأكثر خبرة في المنطقة، في «الحدود الثلاث» كجزء من إعلان المجموعة الخماسية لبلدان منطقة الساحل بشأن مكافحة النزعات الأصولية والتطرّف العنيف في منطقة الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، وتحاول منذ العام 2017 التعاون في القتال ضدّ المتطرفين. وعلى غرار مالي وبوركينا فاسو، تستفيد النيجر أيضاً من دعم عملية برخان الفرنسية المناهضة للمتطرفين التي تضم 5100 جندي منتشرين في منطقة الساحل.