ثوار الكبيورد.. خامنئي يعلن الحرب على التواصل الاجتماعي

الخميس 25/مارس/2021 - 10:44 ص
طباعة ثوار الكبيورد.. خامنئي علي رجب
 
بات شبكات التواصل الاجتماعي والتي ينفذ اليه الايرانيون عبر برامج « VPN» لكسر الحجب عليها، زالزال يهدد عرش المرشد علي خامنئي، تلاحقه تظاهرات 2009 و2017 و2018 و2019 وايضا في ظل الانتخابات الرئاسية الايرانية، وتخوفات من حدوث احتجاجات ضد نظام آيات الله.
وفي خلال خطاب علي خامنئي بمانية عيد رأس السنة الفارسية « نوروز» ، الأحد الماضي، طالب مؤسسات النظام بالسيطرة على الفضاء الإلكتروني، وعدم تركيها للعدو على حد تعليقه.
ووصف خامنئي الفضاء الإلكتروني بأنه ساحة للضغط النفسي للعدو قبيل الانتخابات الرئاسية الايرانية، قائلا : «تدير جميع دول العالم فضاءها السيبراني ، هذا العام عام حسّاس ومهمّ، بسبب الانتخابات التي ستُجرى بدايته، في خرداد 1400 (يونيو/حزيران 2021). أمامنا انتخابات مهمة، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في أوضاع البلاد وأحداثها ومستقبلها».
خامنئي طالب بالسيطرة على على شبكات التواصل الاجتماعي، تحوفا من الحشد المناهضة لنظام الملالي، على الرغم من التضييق الأمني ومراقبة مستخدميها، لمنع اندلاع ثمة حراك شعبي جديد على غرار الاحتجاجات الحاشدة نهاية 2017 ومطلع 2018 ونهاية 2019.
المرشد الاعلى  تحدث أيضا عن تخريب وهو تخريب ثقافة المجتمع بتخريب الفرد، فيؤكد أن المستهدف هي العقيدة والدين الذي نحمله، والعدو ذكي ومثابر ويترقب كل فرصة، يقول خامنئي «إن العدو أعدّ لنا ناتو ثقافي يقوم بعملية تخطيط وتوجيه ويقصفنا، والناتو يعني هناك هيئة أركان بكامل التجهيز في كل الوحدات في المجال الثقافي».
من جانبه أعلن قائد الحرس الثوري حسين سلامي، في رسالته عن انعقاد الاجتماع الأول لمقر قيادة خامنئي نوروز بحضور مجلس إدارة الحرس الثوري ورئيس الباسيج والمخابرات والمسؤولين الاقتصاديين والبناء في الحرس الثوري الإيراني، تشكيل طاقم لتنفيذ أوامره المرشد علي خامنئي لمواجهة مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «تلغرام» و«انستغرام» و«توتير».
و قال القائد العام للحرس الثوري إننا سنحرر الفضاء الإلكتروني من الابتذال. 
ومؤخرا انطلقت حملة إيرانية على «تويتر» لدعم 34 سجينًا سياسيًا في إضرابهم عن الطعام، من خلال هاشتاج «إضراب السجناء»، لدعم  إضراب 34 سجينًا عن الطعام في مختلف السجون الإيرانية.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، نشر عدد من السجناء السياسيين رسالة أعلنوا فيها أنهم سيضربون عن الطعام، لمدة 3 أيام، اعتبارًا من الأحد 21 مارس2021، تضامنا مع العمال والمدرسين والمتقاعدين، واحتجاجا على استبداد النظام، ومجزرة نوفمبر، وسراوان، وقمع وإعدام المحتجين والأقليات.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا خلال الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي جابت نحو 100 مدينة إيرانية في نهاية  2017 ، للمطالبة بإصلاحات اقتصادية وسياسية وصلت إلى حد إسقاط نظام ولاية الفقيه «القمعي»، الأمر الذي أدى إلى حجب السلطات المحلية خدمات تطبيقات أجنبية مثل «تليجرام» مؤخرا، بدعوى «حماية الأمن القومي».
واعترفت صحيفة «جامعة نو» الإيرانية، بأهمية شبكات التواصل الاجتماعي في زيادة التواصل بين المحتجين عبر الفضاء السيبراني، بغرض تبادل آخر الأخبار والمعلومات للتنسيق وتبادل وجهات النظر، مؤكدة أنه على خلاف الشائع لم تقف الخلفيات الثقافية والتعليمية عائقا أمام استخدام سائقي الشاحنات على سبيل المثال لشبكات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن مطالبهم.
وألمحت الصحيفة إلى فشل نظام الملالي في تقييد شبكات التواصل الاجتماعي أمام الإيرانيين، لوجود بدائل عديدة من بينها مواقع التواصل المحلية المراقبة أمنيا، التي يتواصل المواطنون عبر الرموز والسخرية من خلالها خشية الملاحقة والتعقب الأمني، إضافة إلى تطبيقات تخطي الحجب.
وتحت عنوان «دراسة اتجاهات تأثير الشبكات الاجتماعية على الأمن القومي لجمهورية إيران الإسلامية» أجرتها مجلة «الأمن القومي» التابعة لجامعة الدفاع الوطني الإيرانية آراء المديرين وكبار خبراء أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين حددوا 15 تأثيراً لهذه الوسائل على الأمن القومي، 13 منها وصفت بـ «السلبية».
الدارسة توضح  أن نظرة ومعاملة مسؤولي النظام الإيراني لمواقع التواصل الاجتماعي هي «نظرية أمنية ومتشائمة مبنية على نظرية مؤامرة».
خوف النظام الإيراني من مواقع التواصل دفع بالسلطات منذ سنوات إلى تنفيذ خطة لفصل الإنترنت الداخلي عن الشبكة العالمية، حيث أفاد مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني في مايو2019، أنه تم إنفاق نحو 190 تريليون ريال، أي ما يعادل 4.5 مليار دولار، على إنشاء  «الشبكة الوطنية للمعلومات».

وبحسب دراسة مجلة «الأمن القومي» الفصلية، فإن هذا الخوف يعود في جزء كبير منه إلى عوامل مثل ترويج مفاهيم «زيادة دور المواطنين» و«إعادة بناء الديمقراطية» و«المراقبة والرقابة» باعتبارها تهديدات داخلية للأمن القومي في إيران، استناداً إلى آراء الخبراء والمديرين في أجهزة المخابرات الإيرانية.
وقال خبراء وكبار مديري المخابرات والأمن المشاركين في هذه الدراسة - مؤكدين ضمنيًا نتائج الباحثين في الدراسة - إن « الانتشار المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي يزيد من الضرر الاجتماعي وهو أحد أهم التهديدات للأمن القومي الإيراني».

من جانبه توقع الصحفي الأحوازي المتخصص في الشأن الايراني محمد مجيد الاحوزي، أن يغلق النظام الايراني موقع الانستغرام.
 وقال الأحوازي «خامنئي في كلمته بمناسبة رأس السنة الايرانية هاجم وسائل التواصل الإجتماعي واعتبرها عاملاً للتأثير على الرأي العام الإيراني.. يبدو سيتم حجب الانستغرام خلال الأيام المقبلة في إيران ».






شارك