لاستمرار التصعيد ومواصلة الحرب.. عبد الملك الحوثي يشكك في المبادرة السعودية بشأن وقف القتال

الجمعة 26/مارس/2021 - 03:33 ص
طباعة لاستمرار التصعيد أميرة الشريف
 
بعد المبادرة التي أعلنتها السعودية لإنهاء الحرب وإقرار السلام في اليمن، والتي تضمنت اتفاقاً لوقف إطلاق النار تحت رقابة الأمم المتحدة، واستئناف المحادثات السياسية، وفتحاً جزئياً لمطار صنعاء الدولي،أكد الناطق باسم ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران محمد عبد السلام استعداد الحوثيين لعلاقات جيدة مع السعودية، مضيفًا بأنه تم إبلاغ الوسيط العُماني بملاحظاتهم على المبادرة السعودية.
وكان الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، أعلن عن مبادرة جديدة للسلام لإنهاء حرب اليمن، ودعت الحكومة السعودية الأطراف اليمنية للقبول بالخطة من أجل دخولها حيز التنفيذ، موضحا بأن "المبادرة السعودية تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأضاف أن "التحالف بقيادة السعودية سيخفف حصار ميناء الحديدة وإيرادات الضرائب من الميناء ستذهب إلى حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي"، كما "سيسمح بإعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة".
في سياق أخر قال زعيم جماعة  الحوثي عبد الملك الحوثي في كلمة بمناسبة "اليوم الوطني للصمود"، إن "الأمريكيين والسعوديين وبعض الدول حاولوا إقناعنا بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية ونحن لا يمكن أن نوافق على ذلك"، مشيرًا إلى أن "وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والأساسية استحقاق إنساني وقانوني لا يمكن أن يكون في مقابل ابتزاز بشروط عسكرية وسياسية"، مشيرا إلي أنه لم يتلق أي مبادرة رسمية من قبل السعودية، وأن ما تم هو عبارة عن دعوة إعلامية فقط، متهما المملكة بعدم الجدية في وقف الحرب على اليمن.
وتابع: "لو قبلنا باستغلال الملفات الإنسانية عسكريا وسياسيا لكانت خيانة لشعبنا، وكان اعتمد العدو على تبرير إعاقته لوصول الحاجات الإنسانية بحصول أي اشتباك ميداني".
وأضاف أن "الطريق إلى السلام واضح، أوقفوا عدوانكم وفكوا حصاركم وانهوا احتلالكم لمحافظاتنا".
وأعرب عن استعداده للسلام، وقال: "لا يمكننا أن نقايض حق شعبنا في الحرية والاستقلال والكرامة ولا حقوقه المشروعة بوصول المشتقات النفطية والحاجات الإنسانية".
وتابع: "لا نبالي بأحد يطلب منا أن نخنع ونستسلم أمام وحشية الأعداء، وتحركنا كشعب يمني من كل المكونات والفئات للتصدي للعدوان".
واختتم خطابه بتوجيه الشكر إلى إيران و"حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله، وسلطنة عمان، لأنهم "نصروا الشعب اليمني في مظلوميته".
في الشأن الداخلي، أعرب الحوثي عن عدم الرضا على الأداء الحكومي، مؤكداً "السعي بشكل مستمر لتطهير وإصلاح مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها تجاه الشعب"، معتبراً أنها "مسؤولية كبيرة ومعقدة بسبب آثار النظام السابق".
ويري مراقبون بأن الحوثيون سيقبلون المبادرة بشكل مبدئي، كفرصة لالتقاط الأنفاس بعد اشتداد حصارهم في عدة مناطق يمنية، فيما توقع آخرون أن تراوغ جماعة الحوثي بقبول المبادرة ثم التراجع عنها مستقبلا.
وكثفت الجماعة الهجمات على السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ، لاسيما على المنشآت النفطية، كما صعدت هجوما بريا للاستيلاء على منطقة مأرب الغنية بالغاز. ورد التحالف بضربات جوية على مواقع عسكرية للحوثيين.
وتقود السعودية، أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، منذ مارس 2015 التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014.
ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
وأسفر النزاع المستمر منذ 6 سنوات عن مقتل حوالي 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 12000 مدني، حسب الأمم المتحدة، وهي أسوأ أزمة إنسانية في العالم في بلد يعد أكثر دول العالم العربي فقرا.
 ويزيد من تعقيدات الوضع الإنساني في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تستمر إلى اليوم في تنفيذ انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.  


شارك