إيران تواصل استعراض عضلاتها بالعراق.. ميليشيا "ربع الله" تتحدى الكاظمي

الجمعة 26/مارس/2021 - 03:53 ص
طباعة إيران تواصل استعراض أميرة الشريف
 
استعرض فصيل موال لإيران يدعى "ربع الله" قوته في العاصمة العراقية بغداد، وطالب الفصيل في بيانه بـ"خفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي"، الذي خفض البنك المركزي قيمته في ديسمبر 2020 بنحو 25 بالمئة في مقابل الدولار.
وتعد قضية سعر الصرف في مقابل الدولار قضية في غاية الأهمية في العراق الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية لا سيما للجماعات الموالية لإيران، إذ أن طهران التي تخنقها العقوبات الأميركية، تعتبر العراق منذ فترة طويلة سوقا توفر العملة الأجنبية.
وبحسب صور للاستعراض، ظهر عناصر من الحركة وهم يحملون صورة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وعليها طبع حذاء، وهي المرة الثانية التي تداس فيها صورته من قبل الحركة، وقد وضعوا ملابس عسكرية وأقنعة عليها شعار "ربع الله"، وهي حركة جديدة من بين أحدث الفصائل الموالية لإيران في العراق، وأكثرها نفوذا.
وقال البيان: "في هذا الوقت الحرج على أبناء شعبنا الأبي الصابر المجاهد والذي يعيش به بين ظلمات الاحتلال الأمريكي الغاشم وحكومة متواطئة عميلة، حيي سواعد المجاهدين وبنادقهم التي جالت أرض العاصمة بغداد هذا اليوم في رسالة تهديد للأمريكي وعملائة واطمئنان وقوة للمضحين والمجاهدين من ابناء هذا البلد العزيز".
من جانبه اعتبر الكاظمي أن الهدف من استعراض "ربع الله" العسكري هو "إرباك الوضع وإبعاد للعراق عن دوره الحقيقي".
وقال في كلمة خلال حفل تكريم عائلات 'شهداء الصحافة'، إن "هناك من يعتقد أنه بالسلاح يهدد الدولة"، مضيفا "كفى حروبا وسلاحا. والله لن نخاف من أحد بل نخاف من ضمائرنا فقط"، مشيرا إلى أن "النظام السياسي أنتج خيبات أمل".
ويري مراقبون أن حركة ربع الله مجرد واجهة لكتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي المنضوي في القوات الأمنية العراقية، لكن الاسم الوهمي يسمح لها بانتقاد السلطات مع تفادي الرد.
من جانبها نفت هيئة الحشد الشعبي في العراق،  صلتها بالاستعراض العسكري لجماعة "ربع الله"، وأكدت عملها بأوامر القائد العام للقوات المسلحة.
فيما نفي المسؤول الأمني لدى "كتائب حزب الله" في العراق أبو علي العسكري تنظيم استعراض عسكري لحركة "ربع الله" في بغداد.
وقال في بيان صحفي: "تم نقل قوات من الحشد الشعبي التي نشرف على إدارتها ودعمها إلى أحد أطراف بغداد لأداء مهامها للدفاع عن بلدنا العزيز، وهذا النقل روتيني، ولا يحتاج للتنسيق مع أي جهة، وبسبب بعض العوامل الأمنية والفنية تغير مسار الرتل إلى وسط العاصمة".
وأضاف: "استثمر بعض الشباب المتحمس غير المنضبط هذا المسار ليعبروا عن مطالب حقة، لكن بطريقة غير مقبولة لنا، أما مفهوم ضبط السلاح فإن تم، فيجب أن يسري على الجميع دون استثناء".
هذا وقد ظهرت حركة ربع الله في بادئ الأمر في تظاهرات ضد قناة "دجلة" انتهت بحرقها، وتلاها حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني إثر تصريحات أحد قادته ضد الحشد الشعبي. وبعد ذلك، رحبّت الحركة بعمليات تفجير وحرق متاجر كحول في بغداد.
جاء ذلك ردا علي إعلان مسؤول في الحكومة العراقية بأن بغداد دعت رسميا واشنطن إلى "حوار استراتيجي" جديد، في ظلّ إدارة الرئيس الجديد جو بايدن كما كان الحال في عهد دونالد ترامب.
ويتعين على بغداد التي تعتبر حكومتها الحالية مقربة من واشنطن أكثر من سابقاتها، التطرق خصوصا إلى قضية 2500 جندي أميركي لا يزالون منتشرين في العراق وصوت البرلمان العراقي على انسحابهم منذ أكثر من عام.
واستعراض القوة بات أمرا شائعا في العراق، فقد نفذت سرايا السلام الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر عرضا مشابها بداية فبراير الماضي أراد خلالها إيصال رسائل سياسية وسط أوضاع متوترة، ووجه الصدر انتقادات لحركة ربع الله ووصف استعراضها العسكري بأنه محاولة "لكسر هيبة الدولة".
وقال في تغريدة عبر حسابه الشخصي على تويتر، إن "الجهة التي قامت  بالاستعراض كانت تنتمي إلى الحشد الشعبي وعلى الحشد معاقبتها وعلى الحكومة الحيلولة لعدم وقوعها مرة أخرى"، مضيفًا بأن "اللجوء إلى السلاح لتحقيق المطالب أمر مرفوض ولعل تلك المليشيا تظن أنها ستنال تعاطف الشعب معها"، مطالبا بـ"عدم كسر هيبة الدولة وأن هذا الاستعراض لم يكن بالتنسيق مع الدولة".
ويري مراقبون أن الاستعراضات العسكرية التي تنفذها ميليشيات موالية لإيران أو واجهات لها مثلما هو حال حركة ربع الله قد تقود البلاد إلي صدمات بين الميليشيات الشيعية التي تتنافس على النفوذ بأوامر إيرانية.

شارك