"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 28/مارس/2021 - 12:01 م
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 28 مارس 2021.

الخليج: «التحالف» يدمّر «مسيّرة» أطلقها الحوثيون تجاه خميس مشيط

أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الأحد، عن اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار «مسيّرة» أطلقتها جماعة الحوثي الإرهابية تجاه خميس مشيط في السعودية.

وأشار التحالف إلى استمرار الميليشيات الحوثية الإرهابية بمحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية. وقال: نتخذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من الاعتداءات الإرهابية.

وكان التحالف العربي قد أعلن فجر الأحد، عن تدمير زورقين مفخخين يتبعان ميليشيات الحوثي، متهماً الحوثيين بأنهم «يتخذون اتفاق ستوكهولم مظلة لإطلاق الهجمات العدائية من محافظة الحديدة»، ويستمرون في «تهديد طرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية»

الجيش اليمني يتقدم ويدحر هجمات الميليشيا

حققت قوات الجيش اليمني تقدماً نوعياً في محافظة الجوف شرقاً، فيما وسعت ميليشيات الحوثي هجماتها البرية في محافظة الحديدة غرباً. وحررت قوات الجيش اليمني، مواقع جديدة في مديرية «برط العنان» إلى الجهة الشمالية من الجوف، شرقي اليمن. وقال الجيش اليمني، في بيان، إنه تصدى لهجوم بري شنه الحوثيون قبل أن يشن هجوماً معاكساً ضد الميليشيات الانقلابية، التي استهدفت بلدة «الظهرة»، في المديرية الواقعة على الحدود من محافظة صعدة معقل الانقلابيين.

هجوم نوعي

وتمكنت قوات الجيش اليمني، وفقاً للبيان، من «تحرير عدّة مواقع في سلسلة جبال «المطابق» الواقعة في المناطق الحدودية بين الجوف وصعدة». وأسفر الهجوم النوعي الذي استمر لنحو 6 ساعات عن خسائر بشرية ومادية في صفوف ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، طبقاً للبيان. 

وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن ما لا يقل عن 12 من عناصر ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة في جبهة مقبنة، غربي محافظة تعز. 

كما تجددت المواجهات في جبهة مريس بين الجيش الوطني والميليشيات، في حين تواصلت المواجهات في جبهة المشجح والكسارة بمحافظة مأرب.ردع المليشيا في الحديدة

إلى ذلك، خاضت القوات المشتركة معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي، عقب شنها سلسلة هجمات برية على عدة محاور في محافظة الحديدة. وذكر بيان للقوات المشتركة، أن سلسلة هجمات لميليشيات الحوثي الإرهابية استهدفت 3 محاور قتالية، ما تسبب في اندلاع معارك عنيفة. وبحسب البيان فقد دارت المعارك بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في «الدريهمي» و«كيلو 16» و«الجبلية»، والمحور الشرقي لمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

وأوضح البيان أن «عشرات العناصر في صفوف ميليشيات الحوثي سقطوا قتلى وجرحى، ولا تزال جثث العديد منهم متناثرة في خطوط النار»، فضلاً عن خسائر مادية آخرى.

جهود احلال السلام

سياسياً، بدأ المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم لندركينج، جولة خليجية ثالثة من مسقط، وستشهد لقاءات متعددة مع الحكومة اليمنية في الرياض، وتتصدر نقاشاتها مبادرة السلام السعودية. وبالتزامن، بحث كل من وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، آفاق السلام في اليمن. وبحث اللقاء مستجدات الأوضاع في اليمن، والجهود المبذولة لوقف الحرب وإحياء العملية السياسية، عبر المفاوضات بين جميع الأطراف، تحقيقاً للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

 وكان جريفيث، استأنف اتصالاته ولقاءاته مع قيادات ميليشيات الحوثي، بعد توقف دام عدة أشهر. وقال مكتب المبعوث الأممي، في بيان أصدره الجمعة: «يواصل جريفيث خلالها جهود الوساطة التي يبذلها؛ من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد وفتح مطار صنعاء، والسماح بإدخال الوقود، وغيره من السلع إلى اليمن، عبر موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية».

الجيش اليمني ينعى قائداً رفيعاً

نعت الرئاسة اليمنية ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين عبدالله حامد الوائلي، الذي استشهد وهو يؤدي واجبه الوطني والقتالي في قيادة معارك استكمال تحرير الوطن ودحر الميليشيات الحوثية الإيرانية في جبهات القتال بين محافظتي الجوف ومأرب.

 وسبق للوائلي، أن أصيب أكثر من مرة، ونجا من موت محقق مرات عدة إحداها في قصف صاروخي على مبنى حكومي بمدينة الحزم عاصمة الجوف في إبريل عام 2017. 

وأشار بيان النعي إلى أن معاناته من المرض (السرطان)، لم تمنعه من العودة إلى ميدان القتال، ولم تنل من عزيمته ومعنوياته الإصابات الكثيرة التي تعرض لها في معارك التحرير. ونعى رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، المقرب من الحكومة، الوائلي على صفحته الشخصية في «فيسبوك». وكتب عادل الأحمدي قائلاً إن الشهيد:«‏تجاهل سرطان الجسد، وحارب سرطان البلد».


الاتحاد: مقتل 12 حوثياً في جبهة «مقبنة» بتعز

أعلن الجيش اليمني عن مقتل 12 عنصراً بصفوف ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً في محافظة تعز.
وقال بيان للجيش اليمني، إن ما لا يقل عن 12 من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قتلوا في معارك مع قواته في جبهة «مقبنة» غربي محافظة تعز.
وتعرضت ميليشيات الحوثي مؤخراً لضربات قاصمة كبدتها آلاف القتلى والجرحى في معارك مع الجيش اليمني ورجال القبائل بدعم من التحالف، على امتداد مسرح العمليات القتالية في مأرب والجوف وتعز وحجة والضالع والحديدة.
إلى ذلك، نعى الجيش اليمني قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، والذي قتل وهو يقود معركة مأرب في مواجهة ميليشيات الحوثي.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان بالجيش اليمني، إن اللواء الركن أمين عبدالله حامد الوائلي قتل وهو يؤدي واجبه الوطني في قيادة معارك استكمال تحرير الوطن ودحر ميليشيات الحوثي في جبهات القتال بين محافظتي الجوف ومأرب. ووصف البيان الوائلي بـ«القائد الأمين» وعده واحداً من أصدق وأشجع القادة والضباط الذين جسدوا أسمى معاني الولاء والوفاء لليمن وللشرف العسكري وكانت له بصمات فريدة في بناء وتطوير المؤسسة العسكرية خلال حياته الحافلة بالعطاء والتضحية والمواقف الشجاعة.
وأشاد البيان، بالصولات والجولات التي خاضها الوائلي في صعدة وعمران ومأرب والجوف وفي كل المواقع والجبهات، باعتباره أحد أوائل الضباط الذين التحقوا بالشرعية عقب اجتياح الميليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء 2014.
والوائلي هو أحد كبار قادة الجيش اليمني، حيث سبق وأن أصيب أكثر من مرة، ونجا من هجوم صاروخي حوثي على مقر عملياته في الجوف 2017. ولعب الوائلي دوراً محورياً في تأسيس المنطقة العسكرية السادسة وتشكيل وحداتها وقيادتها 2015، وظل قائداً لها حتى 2018، قبل أن يتم تعيينه مجدداً لقيادتها أواخر 2020، عقب تخاذل «إخواني» في جبهات نهم والجوف.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أشاد بمناقب الوائلي، معرباً عن فخره واعتزازه بدمائه الزكية التي سطرت أعظم الملاحم دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره وتخليصه من شرور الميليشيات الانقلابية من عصابات إيران.

الميليشيات تحرق شاحنتي وقود بـ«الحديدة»
أحرقت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران شاحنتين محملتين بالمشتقات النفطية في منطقة «دار السبيع» جنوب غربي «حيس» بمحافظة الحديدة، غربي اليمن.
ونقل إعلام القوات المشتركة في الساحل الغربي عن شهود عيان قولهم، إن عناصر الميليشيات أطلقوا النار على الشاحنتين بسبب رفض سائقيها دفع مبالغ مالية كجباية في إحدى النقاط الواقعة بمنطقة «دار السبيع» بعد احتجاز الشاحنتين لساعات، مما أدى إلى احتراقهما بما تحملان من المشتقات.
وتواصل ميليشيات الحوثي ممارسة انتهاكاتها وأعمالها التعسفية بحق المسافرين وسائقي الشاحنات مستخدمةً أساليب التنكيل والترهيب والابتزاز بقوة السلاح. وتفرض الميليشيات دفع مبالغ مالية كجبايات على سائقي شاحنات المشتقات النفطية والشاحنات التي تنقل البضائع التجارية، لتستخدمها في ما يسمى بـ«المجهود الحربي»، الأمر الذي ضاعف خسائر التجار وزاد من معاناة الأهالي في مناطق سيطرة الميليشيات.

كاتب أميركي: الحوثيون لا يمتلكون القوة الكافية لفرض إرادتهم في اليمن

رغم استمرار ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في التصريحات العنترية حول قوة موقفها العسكري في اليمن، إلا أن الواقع على الأرض يؤكد أنهم لا يتمتعون بالقوة الكافية لفرض إرادتهم على بقية البلاد، وأن أفضل خيار أمامهم في الحل التفاوضي للوصول إلى سلام ينهي الحرب المستعرة في اليمن.
وأوضح الكاتب جريجوي جونسين في مقال تحليل عبر «معهد بروكنجز» البحثي إنه في الواقع بعد 6 سنوات من الحرب، وآلاف الصواريخ والقنابل، ومئات الآلاف من القتلى، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم، انقسم اليمن إلى درجة أنه من غير المرجح أن تتم إعادة تشكيله كدولة واحدة.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الجماعات المسلحة، وخاصة الحوثيين، لا يتمتعون بالقوة الكافية لفرض إرادتهم، ومع ذلك، يمتلكون من السلاح ما يمكنهم من العمل على إفساد أي اتفاق سلام محتمل لا يعالج مصالحهم بشكل كاف.
وأكد الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أنه كلما استمر القتال، زاد احتمال ظهور جماعات مسلحة جديدة، وأن الجانب الأكثر خطورة هو أن اليمن لديه إمكانيات اقتصادية قليلة فالصادرات تقتصر إلى حد كبير على حقول النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت. وتعد هذه الحسابات سبباً رئيسيا للهجوم الأخير للحوثيين، والذي استهدف مدينة مأرب وحقول النفط المحيطة بها. ولكن الكثير من المتابعين والمحللين يفهمون هدف الحوثيين الحقيقي، وفقاً للكاتب، الذي أشار إلى أنهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً من دولة، بل يريدون أن يكونوا الدولة نفسها.
وهم ليسوا على استعداد على التخلي على طاولة المفاوضات عما يعتقدون أنهم ربحوه في ساحة المعركة.
حتى لو كان الحوثيون مستعدين للتفاوض ليكونوا جزءاً من دولة يمنية مُعاد هيكلتها، فليس هناك ما يضمن، في هذا التاريخ المتأخر، إعادة توحيد الدولة بالفعل. وقال الكاتب، إن تفكك اليمن يثير عدداً من التحديات للولايات المتحدة، فلن تعترف الولايات المتحدة بجميع أمراء الحرب والجماعات المسلحة المختلفة التي لها نفوذ على الأرض في اليمن.

استثمار حوثي بـ«كورونا» يزيد من تفشي الوباء

كشفت مصادر في صنعاء، أن أحياء العاصمة تشيع بشكل يومي عشرات الجنائز منذ مطلع فبراير الماضي، بسبب جائحة كورونا وسط تكتم ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وعمدت الميليشيات إلى تجميع الناس وحشدهم إلى الشوارع في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لهدف سياسي دون اعتبار لمخاطر عدوى كورونا ونقله للقرى، مع انهيار القطاع الصحي.
وقالت مصادر طبية في صنعاء، إن المستشفيات تستقبل مئات الحالات المصابة بفيروس كورونا، وإن غرف العناية المُركزة امتلأت بالمرضى، وأصبحت المستشفيات ترفض استقبال الحالات الحرجة لعدم القدرة على استيعاب المزيد من الحالات.
واستهجن الأهالي انشغال الميليشيات بحشد الناس إلى الميادين احتفالاً بما يسمى «يوم الصمود»، وهدر مئات الملايين في لافتات ومطبوعات طائفية باذخة تلطخ شوارع وحيطان عاصمة اليمنيين، في وقت يصارع فيه السكان كورونا والفقر والأزمات.
وقال مواطنون إن الميليشيات الموالية لإيران ترفض الاعتراف بتفشي فيروس كورونا بنطاق واسع في صنعاء وبقية المحافظات، ولم تقم بتشديد الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الوباء، وقامت بجمع الناس وعملت على سرعة نقل العدوى. واتهم مواطنون الميليشيات بعدم اتخاذ أي إجراءات لمنع تفشي وباء كورونا بحظر التجمعات، من أجل استمرارهم بأخذ إتاوات من أصحاب الصالات والمطاعم، والحدائق.

البيان: بوادر نجاح لمساعي السلام في اليمن

يستمر مبعوثا السلام إلى اليمن، الأممي مارتن غريفيث، والأمريكي ماليندر كينغ، بتحركاتهما في المنطقة، وسط مؤشرات إيجابية على نجاحهما في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، بشأن وقف إطلاق النار، والذهاب نحو محادثات سلام شاملة. وذكرت مصادر مُطلعة لـ «البيان»، أنّ نقاط الخلاف انحسرت، عبر آلية فتح مطار صنعاء، وتسيير الرحلات فقط، بعد الاتفاق على بقية نقاط المبادرة السعودية، بشأن وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنّ الجولة التي يقوم بها المبعوثان الأممي والأمريكي، حقّقت تقدماً مهماً، عبر النقاشات التي استضافتها العاصمة العُمانية مسقط.

ووفق المصادر، فقد تمّ الاتفاق على إعادة تفعيل آلية وصول المشتقات النفطية لميناء الحديدة، استناداً إلى اتفاق استوكهولم، بحيث تورد عائدات الضرائب والجمارك للحساب البنكي الذي يشرف عليه مكتب مبعوث الأمم المتحدة، وألّا تكرر ميليشيا الحوثي السحب منه، إلى حين الاتفاق على آلية لصرف رواتب الموظفين المقطوعة منذ أربعة أعوام، وأن يتم إعلان وقف شامل لإطلاق النار، تتولى الأمم المتحدة الرقابة على الالتزام به، وذهاب الأطراف اليمنية نحو محادثات سلام شاملة.

نقاش بنّاء

وقال المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، إنّ نقاشاً بنّاءً تمّ في مسقط، مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، حول آفاق السلام في اليمن، لافتاً إلى أنّه قدّم الشكر للوزير العماني على الدعم الأساسي الذي تقدمه سلطنة عمان لجهود الأمم المتحدة، الهادفة لإحلال السلام المستدام في اليمن، من خلال عملية سياسية شاملة. وكان مارتن غريفيث، التقى قبل ذلك مع كبير مفاوضي ميليشيا الحوثي، محمد عبد السلام، في مسقط، بعد قطيعة استمرت شهوراً، وناقش معه الحاجة الملحة للاتفاق على فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود على موانئ الحديدة، والدخول في وقف إطلاق نار في كل أنحاء البلاد، واستئناف الحوار السياسي، برعاية الأمم المتحدة، تمهيداً للتوصل إلى سلام مستدام.

إحراق شاحنات

أحرقت ميليشيا الحوثي، شاحنتين محملتين بالمشتقات النفطية، في منطقة دار السبيع جنوب غرب حيس بمحافظة الحديدة، وفق ما أكدت القوات المشتركة في الساحل الغربي. وذكر بيان للقوات المشتركة، أنّ عناصر الميليشيا، أطلقوا النار على الشاحنتين، بسبب رفض سائقيها دفع مبالغ مالية، كجباية، في إحدى النقاط الواقعة بمنطقة دار السبيع، بعد احتجاز الشاحنتين لساعات، ما أدى إلى احتراقهما بما تحملان من المشتقات. وتفرض ميليشيا الحوثي دفع مبالغ مالية كجبايات، على سائقي شاحنات نقل البضائع التجارية، بما في ذلك شاحنات المشتقات النفطية، الأمر الذي ضاعف خسائر التجار، وزاد من معاناة المدنيين في مناطق سيطرة الميليشيا.

الشرق الأوسط: الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن

عدا أربعة أشخاص من كبار السن، أنهى الحوثيون قبل أيام وجود الطائفة اليهودية في اليمن بترحيل آخر ثلاث أسر من البلاد، ويبلغ عدد أفرادها 13 شخصاً من الذكور والإناث - بحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» وقالت إنهم في طريقهم للبحث عن وطن بديل بعد أن قايضتهم الجماعة مقابل المغادرة بالوعد عن إطلاق سراح أحد أبناء الطائفة المسجون لدى المخابرات منذ ستة أعوام وصدرت أحكام نهائية بالإفراج عنه.

الأسبوع الماضي كان حاسماً في تاريخ الطائفة اليهودية في اليمن والذي يمتد لآلاف السنين، قبل أن يتولى الحوثيون مهمة التنكيل بهذه الطائفة وطردها من محافظة صعدة ومن بعدها طردهم من محافظة عمران ثم ملاحقتهم إلى أحد أحياء العاصمة وترحيلهم على ثلاث دفعات إلى خارج اليمن كان آخرها هذه المجموعة، حيث يرفض هؤلاء الذهاب إلى إسرائيل وينتظرون مفوضية شؤون اللاجئين لنقلهم إلى أي بلد يمنحهم حق اللجوء.

حتى نهاية الشهر الماضي كانت الأسر الثلاث تقاوم ضغوط الحوثيين لترحيلهم وتتمسك بالبقاء في اليمن لكن آخر زيارة قام بها أفراد الأسرة إلى سجن المخابرات كانت كافية لإجبارهم على المغادرة، حيث أبلغوا أن عليهم المغادرة إذا ما أرادوا الإفراج عن ليفي سالم المسجون منذ ستة أعوام رغم إصدار محاكم الحوثيين أحكاماً بالإفراج عنه أسوة برفاقه المسلمين الذين أطلق سراحهم بعد إدانتهم بتسهيل خروج نسخة قديمة من التوراة مع مجموعة من أبناء الطائفة اليهودية الذين رحلوا من محافظة عمران في عام 2016.

ويقول أحد أفراد المجموعة التي غادرت عدن قبل أيام لـ«الشرق الأوسط»: «خيرونا بين البقاء وسط المضايقات ولن يفرجوا عن ليفي من السجن أو المغادرة وهم سيقومون بالإفراج عنه، ولهذا اضطررنا للمغادرة وسيسجل التاريخ أننا آخر أسر من اليهود اليمنيين كانت ما تزال متمسكة بوطنها إلى آخر لحظة».

ويتابع بالقول: «رفضنا إغراءات كثيرة في فترات زمنية كثيرة ورفضنا أن نغادر وطننا، لكننا اليوم مجبرون».

ويضيف والدموع تملأ عينيه: «لن نلتقي ثانية ولن نرى البلد الذي ولدنا وعشنا فيه، لا أعلم كم تبقى من عمري، ولا أين سوف أدفن، كل أصدقائنا وأحبتنا تركناهم ولم نستطع حتى مواعدتهم».

طوال سنوات السجن تعرض ليفي لأنواع مختلفة من التعذيب والتنكيل حتى أصيب بجلطة تسببت في شلل نصفي للشاب، ويؤكد المعتقل البهائي السابق وليد عياش أنه كان في زنزانة واحدة مع المُعتقَل ظُلماً وعدواناً - ليفي سالم مرحبي - لمدة ثلاثة أشهر.

وكان ليفي اعتقل على خلفية قضية مخطوطة التوراة الخاصة باليهود وقد حكمتْ المحكمة ببراءته وجميع من اعتقِلوا معه وتم الإفراج عن جميع المساجين في القضية نفسها قبل 18 شهراً إلا هو «لا لشيء، إلاّ لأنّه يهودي» بحسب تعبير المعتقل البهائي وليد عياش.

هل ينجح «المبعوثان» في إقناع الحوثيين بالمبادرة السعودية؟

أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس (السبت) جولة إلى العاصمة العمانية مسقط قابل خلالها متحدث الميليشيات الحوثية والمسؤول الفعلي عن خارجية الجماعة محمد عبد السلام فليتة، إلى جانب لقائه الوسطاء العمانيين، في وقت أعلنت فيه الخارجية الأميركية عودة مبعوثها تيموثي لندركينغ للمرة الثالثة إلى المنطقة في سياق المساعي الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، بخاصة بعد أن حركت المبادرة السعودية الأخيرة المياه الراكدة بهذا الخصوص.

وفي حين يؤمل المجتمع الدولي والإقليمي أن تسفر هذه الجهود والتحركات عن نتائج من شأنها أن تستدرج الجماعة المدعومة من إيران إلى مسار السلام تحوم في الوقت نفسه الكثير من الشكوك حول جدية الجماعة في التقاط المبادرة السعودية والبناء عليها لوقف الحرب والعودة إلى طاولة المشاورات.

هذه الشكوك تبرز بشكل واضح في الشارع السياسي اليمني على المستويين الرسمي والشعبي، إذ يرى قادة الحكومة الشرعية ومعهم أغلب المراقبين للشأن اليمني أن الخبرات الماضية خلال سنوات من التعامل مع الجماعة ترجح عدم جدية الأخيرة في التراجع عن انقلابها أو الاعتراف بالقرارات الدولية المتعلقة بالأزمة اليمنية فضلاً عن تنفيذها.

وعلى وقع التسريبات الأولية عن قبول الجماعة للمبادرة السعودية وتحفظها على بعض النقاط ظهرت تصريحات قادة الجماعة العلنية المقدمة لأتباعهم في اتجاه آخر، حيث جسد هذا الموقف عملياً زعيم الجماعة في أحدث خطبه التي توعد فيها باستمرار الحرب للسنة السابعة على التوالي وعدم الرضوخ لضغوط المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي.

وكان غريفيث غرد من مسقط على «تويتر» يوم الجمعة، وقال إنه عقد اجتماعاً مع عبد السلام ناقشا خلاله الحاجة الملحّة للاتفاق على فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على موانئ الحديدة، والدخول في وقف إطلاق نار في كافة أنحاء البلاد، واستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة تمهيداً للتوصّل إلى سلام مستدام».

ولم يكشف المبعوث الأممي عن رد الجماعة حول المبادرة السعودية أو حتى عن اعتراضاتهم حول بعض ما جاء فيها، وقال إنه أجرى أمس (السبت) نقاشاً مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي «حول آفاق السلام في اليمن»، مشيراً إلى أنه شكر الأخير «على الدعم الأساسي الذي تبديه عمان لجهود الأمم المتحدة الهادفة إلى إحلال السلام المستدام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة للجميع».

ومن المرتقب أن ينقل المبعوث الأممي ردود الحوثيين على المبادرة إلى الرياض وإلى الحكومة الشرعية، حيث سيقابل كذلك - على الأرجح - المبعوث الأميركي تيموثي لندركينغ على أمل أن يتم التوصل إلى بلورة تفصيلية لملامح مسودة يمكن التوقيع عليها بين الشرعية والحوثيين في ضوء المبادرة السعودية.

الحكومة الشرعية، من جهتها، تعتقد أن المبادرة السعودية خطوة مهمة وجاءت في لحظة مناسبة، لكنها في الوقت ذاتها تنظر إلى الدور الإيراني بأنه سيكون هو الحاسم في قرارات الجماعة، كما لا يفوتها أيضاً أن تستذكر مسلسلاً طويلاً من نكث الحوثيين بوعودهم منذ تمردهم الأول في صعدة على الدولة اليمنية وصولاً إلى اقتحام صنعاء وبقية المدن اليمنية ومحاصرة الرئيس هادي ونقض اتفاق «السلم والشراكة».

ملامح هذا الدور الإيراني السلبي ظهر في تصريحات للحاكم العسكري الإيراني في صنعاء المنتحل صفة «السفير» حسن إيرلو، عقب إعلان المبادرة السعودية، إذ عبر عن رفضه لها مستبقاً في ذلك الموقف الرسمي لزعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي.

وصف إيرلو في تغريدة على «تويتر» المبادرة السعودية بأنها «مشروع حرب داِئم واستمرار الاحتلال وجرائم حرب وليست إنهاء للحرب» بحسب زعمه، كما وضع شروطاً وصفت بأنها إملاءات على الجماعة، حيث تضمنت تلك الشروط وقف العمليات العسكرية ضد الميليشيات ورفع القيود عن المنافذ التي تسيطر عليها وتوقف تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة المعترف بها دولياً، وتمكين الميليشيات من حكم اليمنيين.

وفي أول رد للحكومة اليمنية على تصريحات إيرلو قال وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك إنه يأمل «ألا تشكل المواقف الإيرانية السلبية تجاه المبادرة والتصريحات المستفزة الصادرة من ضابط الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن إيرلو عائقاً أمام ميليشيا الحوثي للقبول بالمبادرة والتعامل معها بشكل إيجابي وبنوايا صادقة للاتجاه نحو الحل السلمي واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن».


ولاحقاً، دعا ابن مبارك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الميليشيات الحوثية إلى «التقاط المبادرة السعودية» لإنهاء الحرب، والتخلي عن التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة، محذراً الجماعة من مغبة تجاهلها.

- القبول تكتيكياً

يرجح وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية عبد الباسط القاعدي أن جهود المبعوثين الأممي والأميركي لن تنجح في إقناع الحوثيين بالمبادرة السعودية «كون الحوثي جماعة تنتشر وتتكاثر بالحرب وتتعامل مع عملية السلام كتكتيك لأخذ استراحة محارب ثم لا تلبث أن تشعل الحرب من جديد».

ولا ينسى أن يشير إلى «تاريخ هذه الميليشيات مع الاتفاقات والعهود ومبادرات السلام»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ 2004 خاضت هذه الميليشيات عشرات الحروب ونقضت كل مبادرات السلام ولم تلتزم بأي اتفاقية وقعتها وهي في حالة ضعف، فما بالك اليوم وهي ترى نفسها في موقع أفضل من أي وقت مضى».

ويعتقد الوكيل أن الدور الإيراني من جهته سيحول «دون التزام ميليشيا الحوثي بالسلام لأنها أضحت بيدقاً بيد طهران إذ تحركها وفق مصالح إيران وليس وفق مصالح هذه الميليشيا وتستخدمها لإنجاز مكاسب في ملفها النووي وملفات أخرى في المنطقة».

ويدلل القاعدي على طرحه بأن «من يدير قرار هذه الجماعة اليوم هو الضابط في الحرس الثوري الإرهابي حسن إيرلو بمساعدة عبد الرضا شهلائي المطلوب دولياً على قوائم الإرهاب».

ويخلص القاعدي إلى القول: «من واقع التجربة فإن لم تسحق ميليشيا الحوثي وينتزع سلاحها فإن أي حديث عن السلام معها سيكون مجرد أوهام، وأي حل لا يضمن نزع سلاح الحوثي فهو تأجيل للحرب وليس إنهاءً لها».

- موافقة خادعة

يقول الكاتب والصحافي اليمني مصطفى غليس، رفض الحوثيين للمبادرة كان واضحاً منذ البداية، وحتى إن وافقوا على المبادرة السعودية فلن تكون سوى موافقة خادعة، بحسب تعبيره.

ويعتقد غليس في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين من خلال مراوغاتهم «يحاولون تحقيق مكاسب أكثر بالاعتماد على أمرين، الأول: استغلال الضغط الأميركي على الشرعية والتحالف الداعم لها لإنهاء الحرب، والثاني: يستند على أمل تحقيق انتصارات عسكرية في مأرب، وهو الأمر الذي يمنح الحوثيين قوة تفاوضية أكبر».

وفي كلا الحالين يرجح غليس أن الحوثيين سيرفضون كل المبادرات التي ستقدم لهم في هذه المرحلة ولن يستجيبوا للوساطة التي يقودها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث، إذ إنهم يعتقدون أنهم يحققون انتصارات ميدانية.

وحتى في حالة التسليم جدلاً بأن الحوثيين «سيخضعون لضغوط الأمم المتحدة وأميركا عبر مبعوثيها». يجزم مصطفى غليس أن موافقتهم (الحوثيون) على المبادرة السعودية أو على أي خطة سلام جديدة «لن تعدو عن كونها موافقة خادعة».

ويضيف بعد ذلك: «سيعاود الحوثيون عدوانهم على المناطق غير الخاضعة لسيطرتهم شمالاً وجنوباً لتحقيق هدفهم بحكم كل الأراضي اليمنية وربما ما هو أبعد منها وسيستمرون في تهديد أمن دول الجوار لأن هذه الجماعة العنيفة منذ نشأتها تتغذى على الحرب ولا تؤمن بفكرة السلام والتعايش».

شارك