بالاغتيالات والتصفيات الميليشيات تأكل بعضها في غرب ليبيا
الثلاثاء 30/مارس/2021 - 12:41 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضربت موجة اغتيالات مدن الغرب الليبي، وطالت قادة مسلحين من مختلف المليشيات المسلّحة ومسؤولين أمنيين في مؤشر يكشف عن تفاقم كبير للخلافات والصراعات التي باتت ترتقي إلى الاغتيالات.
ففي العاصمة طرابلس أعلنت مليشيا "لواء الصمود" التابعة لمدينة مصراتة ويقودها المطلوب دوليا صلاح بادي، اغتيال قائدها محمد دامونة داخل منزله رميا بالرصاص على يد مجموعة مسلحة مجهولة الاثنين 29 مارس.
ويعتبر دامونة، أحد أهم القيادات الميدانية في "لواء الصمود"، شارك في القتال ضمن قوات "بركان الغضب" التي شكلتها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها ضد الجيش الليبي في الاشتباكات التي دارت حول طرابلس، كما شغل سابقا منصب رئيس الأمن الرئاسي في حكومة خليفة الغويل السابقة.
وفي السياق ذاته، وفي مؤشر على تفاقم الصراعات والخلافات بين الميليشيات وعلى إثر هذا الاغتيال، دعت "لواء الصمود" منتسبيها إلى التحرّك للثأر ومحاسبة أي شخص شارك في عملية اغتيال محمد دامونة، واتهمت مليشيات "الأمن المركزي" بقيادة عبد الغني الككلي ومليشيات "ثوار طرابلس" لهيثم التاجوري بالوقوف وراءها.
وتأتي عملية اغتيال محمد دامونة وسط مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة بين مليشيات مدينة مصراتة التي تضم تحالفا لكتائب متطرفة أبرزها "ميليشيات الصمود" و"كتيبة الحلبوص" و"ميليشيات 166" و"القوة المتحركة" و"القوة الثالثة" و"كتيبة شريخان"، ومليشيات العاصمة طرابلس والتي تقودها "قوات الردع وكتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي" والتي ترتبط بينها علاقات متوترة منذ عام 2014.
اغتيال محمد دامونة جاء بعد يوم واحد من تصفية المليشياوي في كتيبة "الخضراوي" أسامة ميلود كوكو الأحد 28 مارس بمدينة الزاوية من قبل مسلحين أطلقوا النار على سيارته وسط المدينة دون تحديد الفاعلين .
وأكدت المصادر أن أسامة كوكو، من مواليد عام 1997 وكان يقطن بالقرب من "مصحة اساريا" في مدينة الزاوية، كما كان يمتهن أعمال الخطف والحرابة.
وأوضحت المصادر أن المليشياوي كوكو متهم في واقعة اختطاف رجل الأعمال من مدينة صبراتة "خالد العكرك" في مارس الماضي؛ وشقيقه مصطفى قٌتل في سبتمبر 2019.
وفي إشارة قوية لعودتها للمشهد استمرت الميليشيات في تنفيذ عمليات الاغتيال والخطف والقتل، حيث لقي شاب مهجر من طـرابلـس مصرعه على يد ميليشيا "غنيوة الككلي" التي تُعرف بـ "جهاز دعم الاستقرار".
ميليشيا غنيوة التي منحها السراج الشرعية عبر تسميتها كجهاز أمني تابع للدولة مقابل ضمان حمايته وعائلته، قامت أيضًا باغتيال الشرطي "وليد كشيدان "في منطقة وادي الربيع جنوب العاصمة طرابلس، وخطف رئيس مفوضية المجتمع المدني جمال عدس.
ويرى المراقبون إن الصراعات بين الميليشيات غرب ليبيا لن تتوّقف عند فرض الهيمنة والسيطرة والتنافس على النفوذ والمغانم، بل دخلت مرحلة التصفية الجسدية وارتفع معها خطاب التصعيد والانتقام، وأرجع المراقبون ذلك إلى عدّة أسباب ترتبط بتصفية الحسابات والمصالح المالية وبالخروج عن الطاعة والأوامر.