داعش والقاعدة والحوثي.. تقرير يمني يوثق العلاقة المشبوهة بين ثلاثي الإرهاب
الأربعاء 31/مارس/2021 - 02:32 م
طباعة
أميرة الشريف
بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مكونا من 21 صفحة، ومدعما بالجداول والصور، أرسلت الحكومة الشرعية اليمنية ، تقريرا إلي رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة الأميركية لندا توماس غرينفيلد، وهي رئيسة مجلس الأمن لشهر مارس، وإلى أعضاء مجلس الأمن لإثبات العلاقة والتعاون بين ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في اليمن.
وأوضحت الحكومة اليمنية في تقريرها بأن ميليشيا الحوثي أفرجت عن 252 سجينا من عناصر القاعدة، كما أفرجت عن أحد مخططي الهجوم على السفينة "يو إس إس كول"، مشيرا إلى أن عمليات الحوثيين على القاعدة في اليمن عمليات صورية، وأن 55 من عناصر القاعدة في صنعاء تحت رعاية الحوثيين.
كما أشار التقرير إلى أن القاعدة أخلت عدة مناطق وسلمتها للحوثيين للالتفاف على الجيش، وأن عناصر من داعش قاتلت في صفوف الحوثيين، وأن الجيش الوطني أسر عناصر من القاعدة قاتلوا مع الحوثيين.
التقرير المدعم بالصور والجداول، تطرق إلى أن تلك العلاقة الحوثية بالمنظمات الإرهابية وصلت إلى حد التنسيق المشترك، وتبادل الأدوار المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها الإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية، بصورة تحتم على المجتمع الدولي الرافع لراية الحرب على الإرهاب، وفقا للرسالة اليمنية، أن يضطلع بمسؤولياته لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة هذه المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وطالبت الحكومة في تقريرها بأهمية تبني تصنيف ميليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب.
وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية، بأن تنظيم القاعدة الإرهابي عثر مؤخرا على ملاذ آمن في مناطق سيطرة الحوثيين وسط اليمن، فيما يبدو تعاون وعلاقة بين التنظيمين عابرة للحدود، حيث استنسخت مليشيا الحوثي تكتيكات إيران في استخدام تنظيم "القاعدة" ورقة ضد الخصوم، ليصل الأمر إلى إنقاذ التنظيم من سقوط وشيك، ومده بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد بالمناطق المهجورة في محافظة البيضاء المعروفة بـ"قلب اليمن".
وأكدت التقارير أن الميليشيات الإرهابية قدمت دعما غير محدود لتنظيم القاعدة منذ الانقلاب في 21 سبتمبر 2014، عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم الأم في صفقات وهمية ودعم حربه ضد داعش، وعدم خوض أي معركة مباشرة في معقله بالبيضاء.
ويأتي الدعم الحوثي لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب في ضوء واقع صعب يعيشه هذا التنظيم إثر ضربات أمريكية وغارات التحالف العربي بقيادة السعودية القاصمة لطرده من جنوب اليمن.
ويعود أول تعاون مباشر بين فرع القاعدة في اليمن المعروف بـ"التنظيم الأم في جزيرة العرب" ومليشيات الحوثي إلى عام 2015، عقب العمل كأدوات لتنفيذ صفقة تبادل بين نظام طهران والتنظيم الإرهابي للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفا لدى تنظيم القاعدة فرع اليمن مقابل إطلاق إيران 5 من كبار قادة القاعدة من السجون الإيرانية.
وتمت الصفقة حينها من خلال تمثيل مليشيا الحوثي لطهران والقاعدة في اليمن كممثل للتنظيم الدولي للقاعدة لتعقب ذلك محطات كثيرة من التعاون محليا بين المتمردين الإرهابيين والتنظيم الجهادي في جزيرة العرب، فيما تمتد علاقة إيران وتنظيم القاعدة باليمن إلى أكثر من عقدين، عقب إفراج طهران عن عدد من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي الذين فروا من أفغانستان وكان بينهم قيادات يمنية والتي أسست بعد ذلك فرع التنظيم باليمن عقب "الفرار الكبير" من سجن المخابرات بصنعاء 2006.
وتراجعت عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين إلى آخر معاقلهم في "البيضاء" عقب حرب متواصلة يشنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية لتطهير وتأمين جنوب اليمن منذ 2016.
وعمل التنظيمين الإرهابيين على تشييد معاقل محصنة في "البيضاء" كمحافظة منسية، مستغلين ظروف الحرب والدعم الذي تلقته من ميليشيا الحوثي بإطلاق سراح العشرات من عناصر التنظيم من السجون.
وكانت حذرت تقارير يمنية من استغلال تنظيم القاعدة غياب قوات النخبة الشبوانية التي كانت تؤمن مساحات كبيرة تربط بين 4 محافظات محررة وذلك لإعادة انتشار وتموضع الخلايا الإرهابية سيما في مناطق شبوة وأبين وذلك بتسهيلات من الحوثيين في البيضاء والإخوان في محافظة شبوة.