موجة غضب فى وجه "حزب الله".. البطريرك الراعي يطالب بالحياد اللبناني

الجمعة 02/أبريل/2021 - 05:57 ص
طباعة موجة غضب فى وجه حزب أميرة الشريف
 
في موقف حازم يُعري تجاوزات إيران في المنطقة، أطلق رأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك بشارة الراعي موجة من الانتقادات الحادة تجاه سياسة حزب الله التي أدخلت البلاد في محاور لا ناقة له فيها ولا جمل، معتبراً أنها تأتي ضد مصلحة البلاد والشعب.
يأتي ذلك في ظل أزمة لبنان "الطاحنة"، حيث انتشر فيديو للبطريرك على نطاق واسع جرى تداوله يؤكد تصميمه على المطالبة بالحياد اللبناني في أعنف تصريح له في مواجهة سلاح حزب الله وتفرّده بقرار الحرب والسلم في البلاد.
وخلال ندوة مع المغتربين عبر تطبيق "زوم" وجه الراعي للمرة الثانية بضرورة عدم إدخال لبنان في المحاور الإيرانية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، حيث تساءل رجل الدين الذي يتمتع بمكانة مرموقة "لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل طلبت موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علماً أنّ الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة".
وأضاف مخاطبا حزب الله في الفيديو الذي انتشر خلال الساعات الماضية بين اللبنانيين عبر تطبيق واتساب: "ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك".
كما أكد أن أناساً من "حزب الله يأتون إليه ويقولون: هذا السلاح ضدنا، لم نعد نستطيع التحمل". وقال: "هؤلاء جوعى مثل بقية اللبنانيين، ولم يعد باستطاعتهم تحمل الحروب".
وكرر الدعوة إلى حماية لبنان وحياده، مؤكدا أن هذه الدعوة للحياة تأتي خدمة لمصلحة البلد، وفيها خلاص لبنان، متسائلا لماذا يطلب حزب الله استشارته في مثل تلك المواضيع التي فيها خير البلاد، في حين لا يطلب موافقة الأطراف اللبنانية الأخرى على ذهابه للحرب في مواقع خارجية وفي معارك فيها خراب لبنان.
وفي وقت سابق، أعلن الراعي أنه لا يؤيد دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الاستقالة، معتبرا أن إقالته تحتاج إلى آلية دستورية ترتكز على "الخيانة الوطنية العظمى".
 وأوضح "أنا قلت إنني لست مع دعوة الرئيس إلى الاستقالة، فإقالة رئيس الجمهورية تحتاج إلى آلية دستورية ترتكز على الخيانة الوطنية العظمى".
ويتبنى الراعي دعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، ما أثار انتقادات حزب الله.
 ويقول الراعي: "نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات وبالتالي يتأسّس على قوة التوازن، لا على موازين القوى التي تنذر دائماً بالحروب".
وتابع: "نريد من المؤتمر أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم"، في انتقاد واضح لسلاح حزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة يرفض التخلي عنها بحجة مقاومة إسرائيل.
في المقابل هاجمت قناةُ العالم الإيرانية عبر موقعها الإلكتروني مقالة تحت عنوان ابن بطرس على خطى ابن سلمان وابن زايد.. إلى التطبيع دُر، واتهمت فيه بطريرك الموارنة في لبنان بدعم التطبيع مع إسرائيل على الرغم من قول الراعي في مقابلة تلفزيونية أخيراً إن التطبيع مش على وقتي.
فيما شجبت الرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر، ما ورد في تقرير القناة الإيرانية الناطقة باللغة العربية من افتراءات، واتهامات باطلة طاولت غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ومن ورائه مَن وما يمثّل لبنانياً ومسيحياً وإذ استنكرت ودانت بشدة ما أوردته القناة المذكورة ومع احتفاظها بمراجعة القضاء المختص، تمنّت على وزير الخارجية والمغتربين استدعاء السفير الإيراني وإبلاغه رفض لبنان بكل مكوّناته هكذا مواقف.
وتوالت خلال الأيام الماضية موجة الانتقادات والغضب، بين أنصار البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبين مؤيدي حزب الله وأنصاره.
هذا و يعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية منذ عقود، بالتزامن مع دخول أزمة تشكيل الحكومة في نفق مظلم بسبب اختلاف الأطراف السياسية بالبلاد على الحقائب والوزارات، على الرغم من كافة الدعوات الدولية للتسريع في تشكيلها.

شارك