تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 3 أبريل 2021.
توفر ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ملاذاً آمناً للعناصر الإرهابية من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين لاستهداف أمن ووحدة اليمن ومحيطه العربي والإقليمي.
وذكر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي، نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي تعتبر ملاذاً آمناً لقيادات من تنظيم «القاعدة» والكثير من عناصره الهامة، وتوفر المأوى لهم ولأسرهم، مشيراً إلى أن منطقة مثلث محافظات «صنعاء إب ذمار» الخاضعة جميعها لسيطرة الميليشيات تعتبر من أهم المناطق التي تتلقى فيها عناصر «القاعدة» وأسرهم العلاج والخدمات الطبية اللازمة.
واستعرض التقرير أسماء لأبرز العناصر الإرهابية التي أقامت في مناطق الميليشيات ومواقع إقامتهم ومنهم الإرهابي عوض جاسم بارفعة المكنى بـ«أبي بكر»، والذي أقام في العاصمة صنعاء من العام 2017 وحتى العام 2020 في شقق مفروشة في شارع هائل والدائري وشارع الجزائر وحي مسبك وحي شعوب ويتردد بكل حرية على مناطق «قيفة - رداع - يكلا» على مرأى ومسمع من الميليشيات الحوثية.
وأشار التقرير إلى أن الإرهابي هشام باوزير واسمه المستعار «طارق الحضرمي» الذي سكن في منطقة شعوب بأمانة العاصمة صنعاء، وظل يتردد على المأوى الطبية فيها ويتنقل بحرية في مناطق الميليشيات دون أن يعترضه أحد، وذلك بموجب الإتفاق المبرم بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
وتطرق التقرير إلى هروب عناصر إرهابية من مناطق الشرعية، واللجوء إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية لتأمينها مثل هروب زعيم «داعش» في محافظة تعز، الإرهابي، بلال الوافي ومجموعته إلى مناطق الميليشيات في مديرية جبل حبشي قبل أن يتم القبض عليه من قبل أجهزة أمن الشرعية، مشيراً إلى رصد وتحديد هوية قرابة 33 قيادياً وعنصراً في التنظيمات الإرهابية فرت إلى مناطق الميليشيات للحصول على الملاذ الآمن والاستفادة من التنسيق بين الجانبين للقيام بعمليات إرهابية تستهدف استقرار المناطق المحررة.
ووثق التقرير أسماء قيادات التنظيمات الإرهابية التي تم منحها وثائق شخصية مزورة بهدف استخراج جوازات سفر ومؤهلات جامعية، مؤكداً أن المعلومات الإستخباراتية تؤكد أن 55 من العناصر الإرهابية يوجدون في صنعاء ومناطق الميليشيات، ويتحركون بحرية على عكس ما تدعيه الميليشيات أنها تحارب الإرهاب.
شنّت مدفعية الجيش اليمني أمس، قصفاً مركزاً استهدف مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الإرهابية في جبهة «القبيطة» شمال محافظة لحج، وقال مصدر عسكري إن مدفعية الجيش استهدفت مواقع الميليشيات في الجبهة الشرقية بالقبيطة، وأسفر القصف عن سقوط قتلى، بينهم قائد الميليشيات في موقع «حرض» وقائد آخر ينتحل رتبة كبيرة، إلى جانب سقوط عدد من الجرحى. وأضاف المصدر أن مدفعية الجيش استهدفت أيضاً منظومة اتصالات الإشارة التابعة للميليشيات، وتمكنت من تدميرها، إضافة إلى تدمير طقم يحمل رشاشاً ثقيلاً ومدفع هاون.
وأشار المصدر، إلى أن هذا القصف يأتي رداً على تمادي ميليشيات الحوثي الإرهابية في استهداف منازل المدنيين في مناطق «الحلاجيم وعنفات والحنكة» خلال اليومين الماضيين، والذي ألحق أضراراً في الممتلكات العامة والخاصة.
ولقي قيادي بارز في ميليشيات الحوثي مصرعه بنيران الجيش اليمني في جبهة «الكسارة» غرب مأرب، وقتل قائد كتيبة «التدخل السريع»، قصي شايع نصيب العماري، المكنى «أبو ذنوب»، والذي ينحدر من منطقة «آل عمار» في مديرية «الصفراء» التابعة لمحافظة صعدة. وأوضح مصدر عسكري أن أفراداً من الجيش قاموا بنقل جثة القيادي الحوثي العماري إلى مستشفى مأرب.
إلى ذلك، حذرت الحكومة اليمنية، من التوجه الخطير الذي تتبناه ميليشيات الحوثي الإرهابية تجاه النازحين في محافظة مأرب شرقي البلاد، ومن نتائج خطابها التحريضي ضدهم الذي قالت إنه «يرقى لمستوى التهديدات الإرهابية».
واستنكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، حملة التحريض الممنهجة التي تشنها الميليشيات وقياداتها على مخيمات النازحين في المحافظة وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل المعنيين بإدانة التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي للميليشيات محمد عبد السلام التي حرضت على النازحين وبررت جرائم القصف المتواصلة التي طالت مخيمات النزوح في المحافظة.
وشددت اللجنة الحكومية في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» على ضرورة ممارسة الضغط الدولي والأممي على الميليشيات المدعومة من إيران، لإيقاف جرائمها الممنهجة والمتعمدة بحق النازحين التي ترتكبها تحت غطاء سياسي ودعائي غير مسبوق في تاريخ الجرائم الإنسانية. وعدت الوحدة تصريحات القيادي الحوثي تأكيد على نية الميليشيات الاستمرار في ارتكاب جرائمها الإرهابية بحق النازحين في مأرب.
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة في مدينة خميس مشيط في المملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال طائرتين مفخختين، اعترضتهما قوات التحالف.
وأكدت دولة الإمارات - في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي - أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعد تصعيدا خطيرا، ودليلاً جديداً على سعي هذه المليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجددت الوزارة تضامن الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأكد البيان أن أمن الإمارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.
رغم استمرار ميليشيا الحوثي في تصعيدها، ومراوغتها في القبول بالمبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، تؤكّد الحكومة الشرعية يوماً بعد آخر، حرصها على حقن الدماء وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين الناجمة عن الانقلاب، عبر الاستمرار في مشاوراتها مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، وشركائها الدوليين، للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة قائمة على المرجعيات الأساسية.
ومع يقينها بعدم جدية ميليشيا الحوثي واستعدادها للسلام، دعت الشرعية، المجتمع الدولي للضغط على الميليشيا والنظام الإيراني الداعم الرئيسي، للتعامل بإيجابية مع الدعوات الدولية المنادية بتحقيق السلام. واعتبرت الشرعية أنّ استمرار الميليشيا في استهداف محافظة مأرب ومخيمات النازحين وارتفاع وتيرة الاعتداءات على المناطق المدنية في السعودية، هو رد على استجابة الشرعية لدعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب وإحلال السلام، والتي كان آخرها المبادرة السعودية لإنهاء الحرب.
إرهاب ممنهج
امتدت الأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي بشكل ممنهج نحو ممرات الملاحة الدولية والمنشآت الحيوية للطاقة في المملكة العربية السعودي، بما يشكله ذلك من تهديد خطير وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، الأمر الذي يعرّي سعي الميليشيا الحوثية لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة اليمنيين. ويكشف هذا التعنّت الحوثي الحاجة الملحة لضغوط فعلية لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام، باعتبار أنّ استمرار التصعيد والانتهاكات والممارسات العنصرية للميليشيا يفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل حاد.
تداعيات خطيرة
ومع استعداد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع جديد لمناقشة الأوضاع في اليمن، منتصف أبريل الجاري، فإنّ الشرعية تتطلع لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته إزاء التداعيات الخطيرة للتصعيد الحوثي ورفض دعوات السلام ومخاطر انفجار خزان صافر النفطي العائم، جراء مراوغة الميليشيا الإرهابية، وعدم سماحها للفريق الفني التابع للأمم المتحدة للوصول للخزان لتقييم وضعه تمهيداً لتفريغ الخزان والتخلص منه. ترى الشرعية اليمنية في المبادرة السعودية والتحركات الأممية والأمريكية نحو إقرار السلام في اليمن، الفرصة الأخيرة لوقف معاناة ملايين اليمنيين، وفتح للباب أمام العودة لطريق السلام والاستقرار، وأنّ من شأن إفشال ميليشيا الحوثي لتلك الجهود إغراق اليمن في صراع لا ينتهي، وما يمكن أن يحدث ذلك من انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة.
استمرت ميليشيا الحوثي الإيرانية، في استهداف مخيمات النازحين في محافظة مأرب والتحريض عليهم، واتهمتهم بإيواء إرهابيين لتبرير استهدافهم، الأمر الذي استنكرته الحكومة وطالبت المنظمات الدولية المشرفة على المخيمات بإدانة هذا التحريض والاستهداف. وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إنّ تصريحات الناطق باسم الميليشيا والتي حرّض فيها على النازحين، تأتي الاستهداف عبر الصواريخ والمدفعية خلال الأيام والأسابيع الماضية ضد مخيمات النازحين.
وأعربت الوحدة التنفيذية، عن بالغ قلقها من حملة التحريض الممنهجة على مخيمات النازحين في مأرب، لاسيّما بعد تبنّي قيادات حوثية للحملة التي تُسقط أهم حقوق سكان المخيمات، داعية كل المعنيين إلى إدانة واضحة لهذه التصريحات الإرهابية والضغط على الميليشيا لوقف ممارساتها، ومنع هذه الجرائم الممنهجة والمتعمدة بغطاء سياسي ودعائي غير مسبوق في تاريخ الجرائم ضد الإنسانية. بدوره، أكّد رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، أنّه ومهما طالت المعركة واشتد وحمي وطيسها، فإنّ مرحلة الحسم قادمة والنصر آتٍ لا محالة.
ميدانياً، أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي، تكبيدها ميليشيا الحوثي خسائر فادحة وسط مدينة الحديدة وفي مديرية الدريهمي جنوب المدينة، جراء خروقاتها المستمرّة لوقف إطلاق النار. وذكر بيان عسكري، أنّه وبعد عملية رصد دقيقة أخمدت القوات المشتركة مصادر نيران الميليشيا التي استهدفت الأعيان المدنية في قطاع كيلو 16 والمطار وسط مدينة الحديدة. ودكّت مدفعية القوات المشتركة في مديرية الدريهمي، أوكار الميليشيا الحوثية بضربات مركزة وكبدتها خسائر مادية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفها.
مع تأكيد الولايات المتحدة تحقيق تقدم مهم في مساعي إحلال السلام في اليمن، أظهرت ميليشيا الحوثي مواقف مترددة ومتناقضة من هذه الخطوات على وقع تحريض خارجي يقوده أمين عام ميليشيات حزب الله حسن نصر الله الذي يتولى إدارة المشروع الإقليمي المعادي للعرب، وهو ما يكشف الحاجة الملحة لضغوط دولية حقيقية تساعد على إنجاح مساعي السلام.
وبالتزامن مع تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تحركات مبعوثها الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، كانت مثمرة. في ختام جولته في المنطقة تركز على جهود دولية مشتركة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في اليمن ظهر أمين عام حزب الله محرضاً الميليشيا عبر رفض المبادرة السعودية، والاستمرار في تصعيد القتال، إذا لم يتم الاستجابة لشروط فتح مطار صنعاء برحلات إلى طهران وبيروت لمواصلة تهريب الأسلحة خلافاً لقرارات مجلس الأمن.
مناورات
ووفق ما ذكره مسؤولون يمنيون فإن تصريحات ممثلي ميليشيا الحوثي حول محادثات السلام تختلف تماماً مع ما يقولونه في الغرف المغلقة مع المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، حيث يؤكد هؤلاء أن المحادثات حققت تقدماً مهماً في مساعي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن مراوغة ميليشيا الحوثي في القبول بالمبادرة السعودية والدخول فوراً في وضع الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار، وتخفيف القيود على دخول الوقود إلى ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي.
وخلال هذه الجولة من المحادثات التي أجراها المبعوثان الأممي والأمريكي، تم تجاوز جزء كبير من العقبات لكن ميليشيا الحوثي مستمرة في تعنتها ومماطلاتها، على أمل أن تتمكن من تحقيق تقدم فعلي في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز ولهذا اختارت مهاجمة المحافظة من المناطق التي يعيش فيها عشرات الآلاف من النازحين من الحرب، وتواصل وضع اشتراطات تعرف مسبقاً أنها غير مقبولة بهدف إطالة أمد الصراع، والوصول إلى منابع النفط والغاز، ظناً منها أن ذلك سيمكنها من فرض شروطها.
تهريب
وبعد أن وافقت الحكومة الشرعية على تسيير رحلات جوية منتظمة من مطار صنعاء إلى أي عواصم أخرى باستثناء طهران وبيروت، عادت الميليشيا للرفض مطالبة أن تكون الرحلات مفتوحة إلى أي مكان في العالم، دون أن تدرك أن هذا العالم يعلم أي عمل قامت به بعد أيام من الانقلاب هو تسيير رحلات جوية شبه يوميه بين طهران وصنعاء، وخلالها تم تهريب كميات كبيرة من الأسلحة وبالذات الطائرات المسيرة وقطع الصواريخ البالستية والصواريخ الحرارية المحمولة على الأكتاف.
الميليشيا تعمل من خلال مناوراتها إلى تحييد قوات التحالف عن معركة مأرب، وهو ما يبين الحاجة إلى ضغوط دولية فعلية لإجبار هذه الميليشيا على تجاوز مربع المراوغة والارتهان الخارجي، وإطالة أمد معاناة اليمنيين حتى يتم استخدام هذه الورقة في خدمة مشروع الهيمنة الإقليمية.
في الوقت الذي زادت شكوك الحكومة اليمنية الشرعية في جدية الحوثيين بخصوص موافقتهم على إحلال السلام والامتثال للمبادرة السعودية، عبرت الجماعة عن تململها من الضغوط الدولية بتصريحات هاجمت فيها الولايات المتحدة، واصفة جهود الأخيرة من أجل وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية بـ«السخافات».
هذه التطورات واكبها أمس (الخميس) إعلان تحالف دعم الشرعية إحباط هجوم وشيك بصاروخ باليستي كان يستهدف المدنيين في مدينة مأرب، بحسب ما جاء في بيان للتحالف.
وفيما أكد التحالف أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تعرض حياة ملايين المدنيين للخطر، أوضح أنه دمر الصاروخ الباليستي مع منصة إطلاقه.
جاء ذلك في حين يواصل الجيش اليمني التصدي لهجمات الحوثيين المستمرة غرب مأرب، حيث تسعى الجماعة للسيطرة على المحافظة النفطية بناء على أوامر من زعيمها وبتأييد من إيران وأذرعها في المنطقة.
وعلى وقع هذا التصعيد المستمر من قبل الميليشيات دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك إلى ضغوط دولية أكبر لحمل الجماعة على وقف التصعيد والرضوخ للسلام.
واستعرض بن مبارك في كلمة أمس (الخميس) في الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، عبر تقنية الاتصال المرئي، آخر التطورات التي تمر بها بلاده والمعاناة الإنسانية الكبيرة التي أفرزها انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً على الشرعية الدستورية، بحسب ما أوردته المصادر الرسمية.
وأوضح الوزير اليمني أن الميليشيات تواصل التصعيد العسكري على مأرب، وتستهدف المناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، لا سيما مخيمات النازحين التي يقطنها أكثر من مليوني شخص ممن لجأوا إلى مأرب هرباً من انتهاكات الميليشيات.
ورأى وزير الخارجية اليمني أن التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي وارتفاع وتيرة الاعتداءات على المناطق المدنية في اليمن والمملكة العربية السعودية يأتي رداً على استجابة الحكومة اليمنية لدعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب وإحلال السلام، والتي كان آخرها المبادرة السعودية لإنهاء الحرب.
كما أشار إلى امتداد الأعمال الإرهابية التي تمارسها ميليشيا الحوثي بشكل ممنهج ضد ممرات الملاحة الدولية والمنشآت الحيوية للطاقة في المملكة وقال إن ذلك يعد «تهديداً خطيراً وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي ممارسة أقصى درجات الضغط على ميليشيا الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام».
وأضاف بالقول: «في ظل هذا التصعيد العسكري واستمرار الانتهاكات والممارسات العنصرية لميليشيا الحوثي، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل حاد جراء ذلك، تؤكد الحكومة اليمنية حرصها الشديد على حقن دماء اليمنيين وإنهاء معاناتهم الناجمة عن الانقلاب من خلال استمرار مشاوراتها مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث وشركائها الدوليين للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة قائمة على المرجعيات الأساسية».
وبخصوص الخطر الوشيك الذي تمثله ناقلة النفط (صافر) جدد الوزير اليمني دعوته لقيام مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمسؤولياتهم إزاء التداعيات الخطيرة للوضع الراهن للخزان النفطي العائم نتيجة مراوغة ميليشيا الحوثي الانقلابية وعدم سماحها للفريق الفني التابع للأمم المتحدة للوصول للخزان لتقييم وضعه تمهيداً لتفريغه والتخلص منه.
ورغم استمرار المساعي الأممية والأميركية والإقليمية لإقناع الميليشيات بالموافقة على المبادرة الأممية فإن الشكوك لا تزال تهيمن على قناعة الحكومة الشرعية بخصوص جدية الجماعة أو رغبتها لإحلال السلام.
هذه الشكوك عزز منها أمس (الخميس) عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية الأسبق، حين قال في تغريدات على «تويتر» إن «التوجيهات الإيرانية واضحة لميليشيا الحوثي لإفشال المبادرة السعودية تماما كما كانت هذه التوجيهات في مشاورات الكويت السبب المباشر في رفض الحوثي التوقيع في آخر لحظة على ما تم التوصل إليه».
وتعبيرا عن استياء الشرعية من تدخل طهران وأذرعها في القرار الحوثي، تابع المخلافي بالقول: «في الوقت الذي يترقب العالم الجهود الأممية والأميركية لوقف إطلاق النار وإحلال السلام في اليمن يحتشد محور الدمار الطائفي الإيراني وراء الحوثي لاحتلال مأرب، المدينة الصغيرة التي أصبحت مأوى مليوني نازح من الموت الحوثي والتي تواجه مسنودة بإرادة اليمنيين وبتاريخ مجيد يمتد لآلاف السنين».
في السياق نفسه، أطلق محمد عبد السلام المتحدث باسم الجماعة تصريحات جديدة هاجم فيها الولايات المتحدة، واصفا ما تقوم به من دور لإحلال السلام في اليمن بـ«السخافات».
كما اتهم المتحدث الحوثي في تغريدة على «تويتر» واشنطن بأنها تحاصر جماعته وتمنع عنها «كل شيء» ساخرا في الوقت نفسه من المساعدات الأميركية الإنسانية التي زعم أن جماعته في غنى عنها.
ورغم التصريحات المتفائلة من قبل واشنطن ومن بعض دول الإقليم بنجاح الجهود لإقناع الميليشيات بالموافقة على المبادرة السعودية، فإن مصادر سياسية يمنية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن قادة الجماعة مصرون على فتح مطار صنعاء دون شروط ليشمل عمله تشغيل رحلات إلى بيروت وبغداد وطهران، في حين وافقت الحكومة الشرعية على تشغيل الرحلات من وإلى الوجهات الحالية التي يعمل فيها الطيران اليمني.
على الصعيد الميداني، ذكر الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات الحكومية مسنودة برجال المقاومة الشعبية خاضت «معركة بطولية استمرت لساعات، في جبهة الكسارة غرب محافظة مأرب، تكبدت فيها ميليشيا الحوثي الإرهابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح».
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) عن مصدر عسكري قوله إن عناصر «الجيش والمقاومة أفشلوا هجوماً للميليشيا، حاولت خلاله التقدم على مواقع عسكرية في جبهة الكسارة، وخاضوا معركة بطولية، استمرت من وقت متأخر ليلا حتى صباح الخميس».
وبحسب المصدر «استعاد الجيش أسلحة وذخائر ومعدات قتالية كانت بحوزة عناصر الميليشيا، في حين استهدفت مدفعيته مصادر نيران الميليشيا في جبل هيلان ودمرتها، كما استهدفت بضربات محكمة مجاميع وتعزيزات كانت في طريقها إلى جبل هيلان وألحقت بها خسائر فادحة في عناصرها وعتادها».
إلى ذلك أفاد الإعلام العسكري بأن مدفعية الجيش استهدفت مجاميع وعربات لميليشيا الحوثي الإرهابية حاولت التسلل والاقتراب من المواقع الأمامية للجيش في مديرية باقم بصعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن قائد محور آزال قائد اللواء 102 مشاة العميد ياسر الحارثي تأكيده «أن كتيبة المدفعية بمحور آزال تمكنت من استهداف إحدى العربات التابعة للميليشيات وأحرقتها، وكذا استهداف مجاميع كانت تحاول التغطية النارية للمتسللين.
أوضح وزير الإعلام اليمني، معمّر الإرياني، الجمعة، أن المعلومات التي نشرها المجلس الاقتصادي اليمني الأعلى عن حجم تدفق الوقود للبلاد خلال الربع الأول من العام الحالي وحصة المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي تؤكد "أكذوبة الحصار".
وفي سلسلة تغريدات على تويتر اعتبر الإرياني أن الأرقام تؤكد "وقوف الميليشيا (الحوثية) خلف افتعال أزمة المشتقات النفطية لإنعاش السوق السوداء، ونهب المواطنين لصالح تمويل المجهود الحربي".
كما أرفق صوراً للإحصاءات "التي نشرها المجلس الاقتصادي وتؤكد أن كمية الوقود المتدفق إلى اليمن خلال الفترة من 1 يناير 2021 وحتى 31 مارس 2021، بلغت (105,337,778) تدفقت منها (62,451,786) إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية خلال نفس الفترة، وبنسبة 59% من إجمالي الواردات عبر كافة الموانئ اليمنية".
إلى ذلك، حصلت 40 سفينة وقود على تصاريح دخول استثنائية إلى الحديدة بحسب طلب المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفثس منذ نهب الحوثيين الإيرادات في المصرف المركزي بالحديدة في مايو 2020، حيث نهب الحوثي أكثر من 70 مليار ريال، من إيرادات رسوم واردات الوقود، دون أن يكون لها أي أثر إنساني أو مدني على المواطنين، وفق الإرياني.
وأشار إلى أن التقرير الإحصائي "يؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا من استخدام ميليشيا الحوثي الملف الإنساني كورقة لابتزاز المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، ووقوفها خلف أزمة المشتقات النفطية، والمعاناة الإنسانية، ضمن سياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها بحق المواطنين في مناطق سيطرتها".