اليمن يطالب بممارسة أقصى درجات الضغط لوقف التصعيد الحوثي والرضوخ لدعوات السلام
السبت 03/أبريل/2021 - 12:42 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
رغم استمرار المساعي الدولية والإقليمية لإقناع ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بالموافقة على المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، فإن الشكوك لا تزال تهيمن على قناعة الحكومة الشرعية بخصوص جدية الجماعة أو رغبتها في إحلال السلام، خاصة مع استمرار الميليشيات في استهداف محافظة مأرب ومخيمات النازحين وارتفاع وتيرة الاعتداءات على المناطق المدنية في السعودية.
فقد استمرت ميليشيا الحوثي في استهداف مخيمات النازحين في محافظة مأرب والتحريض عليهم، واتهمتهم بإيواء إرهابيين لتبرير استهدافهم، الأمر الذي استنكرته الحكومة وطالبت المنظمات الدولية المشرفة على المخيمات بإدانة هذا التحريض والاستهداف.
ودانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات اللاجئين في مأرب ما وصفته بحملة الاستهداف الممنهجة والتحريض التي تقوم بها الميليشيات ضد مخيمات النازحين والمدنيين.
كما أكدت أن القيادي الحوثي محمد عبدالسلام يغطي من خلال تصريحاته جرائم استهداف النازحين. وقالت في بيان:" تصريحات محمد عبدالسلام تعكس قرار الميليشيات ورغبتها في الاستمرار باستهداف النازحين".
إلى ذلك، طالبت بضرورة التدخل لوضع حد للتوجه الحوثي الخطير ضد النازحين والذي يرقى إلى مستوى الإرهاب.
ومن جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، أن الاستهدافات الحوثية للمدنيين والنازحين في محافظة مأرب، تتم بشكل متعمد وممنهج ونتج عن القصف الإرهابي المتواصل إصابة مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وقال مجلي إن "الاستهداف الحوثي يأتي ضمن سلسلة عدوانها على الشعب، واستمرارها في ارتكاب جرائم الحرب، مما يستوجب تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل الفوري لإيقاف إرهاب وجرائم الميليشيات الحوثية بحق النازحين والمدنيين وهي أعمال مدانة وترقى الى جرائم حرب وتخالف القانون الدولي الإنساني".
وعلى وقع التصعيد المستمر من قبل الميليشيات دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك إلى ضغوط دولية أكبر لحمل الجماعة على وقف التصعيد والرضوخ للسلام.
واستعرض بن مبارك في كلمته خلال الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، عبر تقنية الاتصال المرئي، آخر التطورات التي تمر بها بلاده والمعاناة الإنسانية الكبيرة التي أفرزها انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً على الشرعية الدستورية، بحسب ما أوردته المصادر الرسمية.
وأوضح الوزير اليمني أن الميليشيات تواصل التصعيد العسكري على مأرب، وتستهدف المناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، لا سيما مخيمات النازحين التي يقطنها أكثر من مليوني شخص ممن لجأوا إلى مأرب هرباً من انتهاكات الميليشيات.
ورأى وزير الخارجية اليمني أن التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي وارتفاع وتيرة الاعتداءات على المناطق المدنية في اليمن والمملكة العربية السعودية يأتي رداً على استجابة الحكومة اليمنية لدعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب وإحلال السلام، والتي كان آخرها المبادرة السعودية لإنهاء الحرب.
كما أشار إلى امتداد الأعمال الإرهابية التي تمارسها ميليشيا الحوثي بشكل ممنهج ضد ممرات الملاحة الدولية والمنشآت الحيوية للطاقة في المملكة، وقال إن ذلك يعد "تهديداً خطيراً وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي ممارسة أقصى درجات الضغط على ميليشيا الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام".
وأضاف بالقول: "في ظل هذا التصعيد العسكري واستمرار الانتهاكات والممارسات العنصرية لميليشيا الحوثي، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل حاد جراء ذلك، تؤكد الحكومة اليمنية حرصها الشديد على حقن دماء اليمنيين وإنهاء معاناتهم الناجمة عن الانقلاب من خلال استمرار مشاوراتها مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث وشركائها الدوليين للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة قائمة على المرجعيات الأساسية".
ويرى المراقبون أن استمرار الأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي يعرّي سعي الميليشيا الحوثية لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة اليمنيين. ويكشف هذا التعنّت الحوثي الحاجة الملحة لضغوط فعلية لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام، باعتبار أنّ استمرار التصعيد والانتهاكات والممارسات العنصرية للميليشيا يفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل حاد.