صفعة قوية للتنظيم الإرهابي... اعتقال 125 عنصراً من خلايا داعش النائمة بمخيم الهول بالحسكة

الأحد 04/أبريل/2021 - 12:53 م
طباعة صفعة قوية للتنظيم إعداد: فاطمة عبدالغني
 
أعلنت قوات الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية انتهاء المرحلة الأولى من الحملة الأمنية في مخيم الهول بريف الحسكة بعد خمسة أيام من بدأها بمشاركة 6 آلاف مقاتل، والتي استهدفت بحسب المسؤولون ضمان سلامة قاطني المخيم وخلق ظروف معيشية مناسبة لترسيخ الأمن إثر ارتفاع معدل الجريمة وجرائم القتل في الآونة الأخيرة. 
فبحسب مصادر صحفية، شهد المخيم على مدار الأشهر الثلاثة الماضية إراقة دماء بصورة شبه يومية، حيث بلغ عدد القتلى 47 ماتوا في ظروف غامضة، بعضهم قطع رأسه عن جسده، وآخرون تعرضوا للقتل بأداة حادة أو سكاكين، وعثرت قوات الأمن خلال المداهمات على جثتين مجهولتي الهوية دفنوا في مجاري الصرف الصحي داخل أحد قطاعات المخيم.
كما ضبطت قوى الأمن وعناصر "قسد" أسلحة وبطاريات ومواد متفجرة تستخدم في صناعة المفخخات والأحزمة الناسفة، وصناديق تحتوي على أسلحة ثقيلة وذخيرة حية، وصادرت كثيراً من أجهزة الهاتف النقالة، إضافة إلى كثير من الحواسيب المحمولة، كان بداخلها ملفات وأسماء ومعلومات عن أنشطة التنظيم بالمخيم.
وقال علي الحسن، الناطق الرسمي لقوى الأمن الداخلي لدى الإدارة الذاتية، خلال مؤتمر صحافي الجمعة الماضية داخل مخيم الهول: "نعلن انتهاء المرحلة الأولى من حملة الإنسانية والأمن التي استمرت 5 أيام متواصلة". 
وكشف المسؤول الأمني عن حصيلة الحملة، بالقبض على 125 عنصراً من خلايا "داعش" النائمة، موضحاً: "اعتقلنا المسؤولين عن عمليات الاغتيالات التي حدثت خلال الفترة الماضية. كما عثرنا على مستلزمات عسكرية في أثناء حملة التفتيش، إضافة إلى دارات إلكترونية تستخدم في تحضير العبوات الناسفة".
وقتل كذلك مسلح كان مسؤولاً عن عمليات القتل بعد تفجير قنبلة يدوية في أثناء ملاحقته داخل المخيم من قبل دورية تابعة لقوات الأمن. 
ولفت الحسن إلى أنهم اعتقلوا أسماء كانت مدرجة على قوائم المطلوبين لديها، بينهم قيادات بارزة من الجنسية العراقية، وتابع حديثه ليقول: "اعتقلنا 20 مسؤولاً كانوا يتولون مناصب عالية لدى خلايا التنظيم النشطة، أبرزهم الرجل الثاني للتنظيم في المخيم، المدعو أبو كرار"، إلى جانب القبض على خبير اتصالات ضمن صفوف التنظيم يدعى مصطفى الخلف، من مواليد الموصل سنة 2003، وآخر كان مسؤولاً أمنياً، واسمه علي الخليف، وهو من مواليد بلدة البعاج العراقية 2002.
وأكد الحسن أن الموقوفين مصطفى الخلف وعلي خليف قد دخلا مخيم الهول قاصرين، وكانوا من بين الأطفال العراقيين الذين نشأوا بالمخيم "لكن الحكومة العراقية والمجتمع الدولي تخلوا عن واجباتها حيال قاطني المخيم، لا سيما اللاجئين العراقيين، وتأثر هؤلاء بفكر التنظيم، وباتوا قنبلة موقوتة كانت ستنفجر هنا أو بسوريا أو بأي مكان آخر".
ووفقًا لتقارير إعلامية تركزت الحملة على ملاحقة فلول تنظيم داعش وخلاياه النائمة الذين نجحوا في التسلل إلى المخيم والتصدي لمحاولات التنظيم إيجاد بيئة مواتية للتجنيد والاستقطاب ومنبر لنشر الفكر المتطرف بين أكثر من 60 ألف من قاطني المخيم من نحو 57 دولة تشكل عوائل التنظيم غالبيتهم.
وفي هذا الصدد كشف نوري محمود، الناطق الرسمي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، أن عائلات مسلحي "داعش" بالمخيم "شكلوا لجان الحسبة ومحاكم أصدرت قوانين وأحكام جائرة، إذ قتلوا منذ بداية العام أكثر من 47 شخصاً بأسلحة وأدوات حادة".
وبحسب محمود، ستتبع هذه الحملة عمليات أمنية مشابهه في المستقبل، فـ"الخطورة لا تزال قائمة مستمرة. وبدورنا، قمنا بالعمليات الأمنية على الأرض، لكن الذهنية في المخيم لم تنته".
وتطرق محمود إلى قضية أعمار أطفال المخيم الذين يكبرون، وهي أكثر شريحة يرجح اعتناقها أفكار وذهنية التنظيم المتشددة، وأردف قائلاً: "الأطفال بالمخيم هم الأكثرية، وقد يتدربون على الذهنية الداعشية، وإذا بقيت هذ العقلية مستمرة فإنها ستخرج إرهابيين كبار". 
ودعا المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول سريعة عاجلة لحل معضلة قاطني المخيم، لا سيما الجنسيات الأجنبية: "لقد حان الوقت لإجلاء البلدان رعاياها إلى أراضيها ومحاكمتهم لإزالة الخطر"، بحسب نوري محمود.  
وعلى الرغم من انتهاء المرحلة الأولى من الحملة الأمنية فإن الخطر الذي يشكله تنظيم داعش مازال قائمًا وفقًا للقيادة العامة لقوى الأمن الداخلي التي طالبت المنظمات الدولية بالتحرك من أجل  إجبار الدول على استعادة رعاياها من سكان المخيم. 

شارك