جرائم الحوثي بحق النازحين في مرمى منظمات المجتمع المدني... ومطالبات بتحرك دولي
الإثنين 05/أبريل/2021 - 02:22 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
رغم استمرار المساعي الدولية والإقليمية لإقناع ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بالموافقة على المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، فإن الشكوك لا تزال تهيمن على قناعة الحكومة الشرعية بخصوص جدية الجماعة أو رغبتها في إحلال السلام، خاصة مع استمرار الميليشيات في استهداف محافظة مأرب ومخيمات النازحين وارتفاع وتيرة الاعتداءات على المناطق المدنية في السعودية.
وفي هذا السياق، استنكرت 56 منظمة من منظمات المجتمع المدني اليمنية، صمت المجتمع الدولي، تجاه جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية واستهدافها مخيمات النازحين والأحياء السكنية في محافظة مأرب.
ونددت المنظمات، في بيان، بالجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية، وقصفها المستمر للأحياء السكنية، ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة منها الصواريخ الباليستية، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون والقصف المدفعي، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.
ولفتت المنظمات إلى ما ارتكبته الميليشيا من جريمة إنسانية، وقصفها حي الروضة بمأرب، بصاروخ باليستي، أدى إلى استشهاد طفل وإصابة خمسة آخرين، مؤكدة أن هذه الجرائم الحوثية تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، والمواثيق الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين أثناء الحروب.
وطالبت المنظمات، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ولجنة الخبراء بمجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية، بإدانة هذه الجرائم بحق المدنيين، وإيقاف جرائم الميليشيا الحوثية الإرهابية، تجاه المدنيين والنازحين والأعيان المدنية.
ومن جانبه، دعا نائب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، سمير الشيباني، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية النازحين بمحافظة مأرب وغيرها من مناطق النزوح.
وعبر الشيباني عن استنكاره للحملة التحريضية الممنهجة التي تشنها ميليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة إيرانياً وقياداتها، على مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، مشيراً إلى البعد الخطير والنوايا السيئة للميليشيا ضد النازحين، والتي تبرر من خلالها اعتداءاتها على تلك المخيمات.
وناشد نائب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، العالم الحر، ممارسة أشكال الضغط كافة لمنع الاعتداءات المتكررة على مخيمات النازحين واللاجئين في بلادنا من قبل الحوثيين.
يأتي هذا في أعقاب قصف ميليشيا الحوثي الإرهابية لحي الروضة السكني شرقي مدينة مأرب الآهلة بالسكان بصاروخ باليستي "إيراني الصنع" والذي أسفر عن مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين اثنان منهم في حالة حرجة، وخلّف أضراراً في المنازل والأملاك العامة والخاصة.
وحذرت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة من الأخطار الكارثية لاستمرار استهداف الميليشيا الممنهج والمتعمد للأحياء السكنية والمدنيين في مأرب التي تضم أكبر تكتل للأسر النازحة بإجمالي 60% من النازحين في اليمن، بالتزامن مع تصعيدها العسكري المتواصل في مختلف جبهات المحافظة.
من ناحية أخرى، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، أن الاستهدافات الحوثية للمدنيين والنازحين في محافظة مأرب، تتم بشكل متعمد وممنهج ونتج عن القصف الإرهابي المتواصل إصابة مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وقال مجلي إن "الاستهداف الحوثي يأتي ضمن سلسلة عدوانها على الشعب، واستمرارها في ارتكاب جرائم الحرب، مما يستوجب تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل الفوري لإيقاف إرهاب وجرائم الميليشيات الحوثية بحق النازحين والمدنيين وهي أعمال مدانة وترقى الى جرائم حرب وتخالف القانون الدولي الإنساني".
ويرى المراقبون أن استمرار الأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي يعرّي سعي الميليشيا الحوثية لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة اليمنيين. ويكشف هذا التعنّت الحوثي الحاجة الملحة لضغوط فعلية لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام، باعتبار أنّ استمرار التصعيد والانتهاكات والممارسات العنصرية للميليشيا يفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل حاد.