بتدمير وحرق المخيمات... استمرار مسلسل الجرائم الحوثية بحق النازحين
الجمعة 09/أبريل/2021 - 12:50 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عملياتها الإجرامية بحق النازحين، فإلى جانب استهدافهم في محافظة مأرب، أقدم مسلحي الحوثي على اقتحام مخيم لهم في منطقة ذي السفال بمحافظة إب.
وأفاد شهود عيان بأن المسلحين اقتحموا المخيم فجر الثلاثاء، وقاموا بتدميره فوق رؤوس ساكنيه وهم نيام، كما أحرقوا بعض الخيام.
وبحسب المعلومات فإن معظم النازحين في هذا المخيم هم من فئة المشردين الذين نزحوا من منطقة المخا الساحلية غرب تعز، وتعذر عليهم العودة إلى مناطقهم بسبب استمرار الاشتباكات.
وكانت ميليشيا الحوثي قصفت السبت الماضي حي الروضة السكني شمال مدينة مأرب شرقي اليمن، بصاروخ باليستي "إيراني الصنع"، وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن طفلاً قتل وخمسة آخرين أصيبوا بشظايا صاروخ أطلقته ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على حي سكني مكتظ بالنازحين.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن اثنين من الجرحى في حالة حرجة، بينما تسبب الصاروخ أيضاً بأضرار مادية وألحق أضراراً بالغة بمنزلين وحافلة نقل في الحي المستهدف.
واستنكرت 56 منظمة من منظمات المجتمع المدني اليمنية، صمت المجتمع الدولي، تجاه جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية واستهدافها مخيمات النازحين والأحياء السكنية في محافظة مأرب.
ونددت المنظمات، في بيان، بالجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية، وقصفها المستمر للأحياء السكنية، ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة منها الصواريخ الباليستية، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون والقصف المدفعي، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.
وطالبت المنظمات، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ولجنة الخبراء بمجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية، بإدانة هذه الجرائم بحق المدنيين، وإيقاف جرائم الميليشيا الحوثية الإرهابية، تجاه المدنيين والنازحين والأعيان المدنية.
وحذرت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة من الأخطار الكارثية لاستمرار استهداف الميليشيا الممنهج والمتعمد للأحياء السكنية والمدنيين في مأرب التي تضم أكبر تكتل للأسر النازحة بإجمالي 60% من النازحين في اليمن، بالتزامن مع تصعيدها العسكري المتواصل في مختلف جبهات المحافظة.
من ناحية أخرى، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، أن الاستهدافات الحوثية للمدنيين والنازحين في محافظة مأرب، تتم بشكل متعمد وممنهج ونتج عن القصف الإرهابي المتواصل إصابة مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وقال مجلي إن "الاستهداف الحوثي يأتي ضمن سلسلة عدوانها على الشعب، واستمرارها في ارتكاب جرائم الحرب، مما يستوجب تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل الفوري لإيقاف إرهاب وجرائم الميليشيات الحوثية بحق النازحين والمدنيين وهي أعمال مدانة وترقى الى جرائم حرب وتخالف القانون الدولي الإنساني".
ويرى المراقبون أن استمرار الأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي يعرّي سعي الميليشيا الحوثية لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة اليمنيين. ويكشف هذا التعنّت الحوثي الحاجة الملحة لضغوط فعلية لوقف التصعيد العسكري والرضوخ لدعوات السلام، باعتبار أنّ استمرار التصعيد والانتهاكات والممارسات العنصرية للميليشيا يفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل حاد.
وعلى صعيد متصل، وصل المبعوث السويدي بيتر سيمنبي الخميس إلى محافظة مأرب، شرق اليمن، في زيارة هي الأولى من نوعها للاطلاع على التداعيات الإنسانية للأعمال القتالية التي تقودها ميليشيات الحوثي على محاور متعددة نحو المدينة المكتظة بالسكان ومئات آلاف النازحين.
وأكد المبعوث السويدي، خلال لقائه محافظ محافظة مأرب، اللواء سلطان العرادة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" "موقف بلاده الداعم لليمن ولعملية السلام ضمن جهود المجتمع الدولي لإنهاء الحرب والأزمة الإنسانية".
وأبدى سيمنبي إعجابه بقدرة قيادة محافظة مأرب على تأمين المدنيين والنازحين من الحرب "وصلابتها في ظل هذه الظروف الاستثنائية".
وناقش المبعوث السويدي مع محافظ مأرب سلطان العرادة مستجدات الأوضاع في المحافظة، في ظل الهجمات الحوثية واستهدافها للمدنيين والنازحين، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
واطلع العرادة المسؤول الأوروبي على مستجدات الوضع الإنساني والمعيشي للنازحين في محافظة مأرب التي تضم نحو 60% من النازحين في اليمن.
وشدد على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على الميليشيا الحوثية لوقف هجماتها الصاروخية المستمرة على مخيمات وتجمعات النازحين في المحافظة، التي قال إنه "راح ضحيتها العشرات من النازحين وسببت موجة نزوح للآلاف منهم إلى أماكن بديلة في ظل وضع إنساني صعب".
وأشار محافظ مأرب إلى أن ميليشيات الحوثي "تعتبر أي مسعى لوقف الحرب مجرد تكتيك لاستمرار حروبها بأشكال مختلفة، وتراهن على خبرتها في التلاعب باتفاقيات السلام لخداع العالم"، لافتاً إلى حرص الحكومة الشرعية على تحقيق السلام، حيث قدمت الكثير من التنازلات لإنجاح كل الجهود الدولية الساعية لحل الأزمة اليمنية.
وأضاف: "نسعى لسلام حقيقي يضمن عودة المؤسسات، وفي نفس الوقت نؤكد أننا قادرون على مواجهة عدوان الميليشيا وغطرستها والحفاظ على مؤسسات الدولة".