ألمانيا تكشف عن أخطر خلية لليمين المتطرف لإثارة حرب أهلية مع المسلمين
برلين – هانى دانيال
مع أول أيام شهر رمضان المبارك، كشف الادعاء
الألمانى عن لائحة اتهام لجماعة متطرفة خططت لقتل عدد من المسلمين فى المساجد
الألمانية وإحداث وقيعة واضطرابات بين الغرب والمسلمين، فى ضوء التحقيقات التى جرت
فى الفترة الأخيرة، والتوصل إلى العديد من المعلومات بخصوص المتهمين، فى شوء تبادل
المعلومات مع عدد من دول أوروبية عديدة مثل التشيك، حاولت المجموعة التخطيط لهذه
الأعمال الإرهابية.
وحسب ما تم
الإعلان عنه اليوم، هناك جماعة متطرفة مكونة من 12 فردا أطلقت على نفسها " المجموعة إس"، وعملت على
التخطيط لاستهداف المسلمين فى ألمانيا، فى ضوء عدم ترحيب هؤلاء بتواجد المهاجرين
والأجانب على الأراضي الألمانية، وتمكنت السلطات الألمانية من التوصل إلى نصوص
محادثات لأفراد المجموعة على تطبيق "تليجرام"
يدعون لكراهية الأجانب والمهاجرين، ويدعون لطردهم من ألمانيا،
وكشفت صحف ألمانية عن احد المتهمين
يقول لبقية المجموعة في نهاية يناير 2020 أن
صبره ينفد، وأن أي شخص لا يستطيع تحمل تبعيات ما يقومون بالتخطيط من أجله ذلك يكون
في غير مكانه في الاجتماع.
ويري الرجل فى حواره أن هناك حربا
لابد من إشعالها ، من خلال الهجمات على المساجد في جميع أنحاء ألمانيا ، من خلال الفوضى
التي ستنجم والتي ستؤدي في النهاية إلى انهيار النظام السياسي، كما يقال إن العديد
من الرجال الذين وصلوا إلى مدينة ميندن في بداية فبراير 2020 وقد وعدوه بأنهم سيكونون هناك أو يدعمونه في الهجمات.
تم الاتفاق على مهاجمة المساجد في وحدات
أصغر ووافقت المجموعة على الخطة، وتم جمع 50 ألف يورو مقابل أسلحة يجب أن يحصل عليها أحدهم
في جمهورية التشيك، لكنها لم تصل.
وكشفت صحيفة زود دويتشه تسايتونج
الصادرة فى ميونخ أن الشرطة فتشت منازل الرجال واعتقلتهم، وأن من كان يقود
المجموعة ويقدم التعليمات أصبح قيد الاعتقال.
وبدأت اليوم محاكمة ويرنر س وأحد عشر
من أتباعه أمام المحكمة الإقليمية العليا في شتوتجارت ، والإشارة إلى أن المجموعة
مكونة من رجال تتراوح أعمارهم بين 32 و 61 سنة متهمون بأنهم مؤسسو أو أعضاء أو من أنصار
المنظمة الإرهابية اليمينية "Gruppe S." ، وزعيمهم هو فيرنر س، الذى كان يعمل تاجر خردة من منطقة أوجسبورغ
القريبة من أوجسبورج ، بعد أن وجد المحققون أسلحة حادة ، وسبعة منهم متهمون بخرق قانون
السلاح.
ووجه المحققون ضربة قوية على الساحة
اليمينية، حيث كانت اللجنة الخاصة "فالينس" التابعة لمكتب الشرطة الجنائية
في ولاية بادن فورتمبيرج تعمل مع مئات المسؤولين وفتشت 53 شقة، وقام المحققون بتقييم
60 مليون رسالة دردشة وصوتية، وتلقوا رؤى دقيقة لمشهد مختلط يدعو للفوضي.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير صحفية
أن أحد المتورطين فى المجموعة عمل مخبرا للمكتب الاتحاد لحماية الدستور "
جهاز الاستخبارات الداخلية"، وهو ما مكن الجهاز من متابعة تطورات الأمر منذ
صيف 2019 وحتى فبراير 2020.
وحسب التقارير المتوفرة للسلطات
الألمانية، التقى أعضاء المجموعة عدة
مرات، منها في سبتمبر 2020 بالقرب من ألفدورف
في بادن فورتمبيرج في منطقة غابات ، حيث أظهروا فؤوسًا وسيوفًا وأسلحة وسط توقعات بأن يكون هذا التجمع هو الاجتماع التأسيسي
للمجموعة، كما تظاهر بعضهم معًا في 3 أكتوبر 2019 في برلين أمام بوابة براندنبورج والرايخستاج
في "يوم الوحدة" من قبل الجماعات المتطرفة اليمينية، كما شهد بعض المتهمين
في وقت لاحق بأن الأمر يتعلق أيضًا بشراء أسلحة، ثم كان هناك الاجتماع الحاسم في ميندن.
وعلى الرغم من القبض على المجموعة
كاملة، لكن توفي أحد المتهمين في الحجز في نهاية العام الماضي، لكن بقية أعضاء المجموعة
محتجزين ويخضعون للاستجواب وفقا للإجراءات المتبعة فى مثل هذه القضايا.
ويري مراقبون أن تهمة الأعمال
الإرهابية كان العامل الحاسم لمكتب المدعي العام الاتحادي ، حيث كان هناك بعض الذين
كانوا لا يزالون هناك في الاجتماع الأول في بادن فورتمبيرج ، لكنهم بعد ذلك تجاهلهم
أو فضلوا المشاركة في مجموعات أخرى. ومع ذلك ، إلا أن الادعاء الألماني يري أن فيرنر
س هو الزعيم بلا منازع للمجموعة ، وأنه هو من قام بالتوجيه والتخطيط ودعوة الآخرين
للمشاركة فى العملية.
كما توصل الإدعاء إلى أن جميع الرجال
الإثني عشر لديهم شيء واحد مشترك، وهو كراهية الأجانب والمسلمين واليهود ، وأولئك الذين
يفكرون بشكل مختلف سياسيًا، والرغبة في نظام اجتماعي جديد بألمانيا مختلفة لا وجود
فيها للأجانب والمسلمين.