جرائم الحوثي مسلسل درامي.. خطف ممثلة يمنية إلى جهة مجهولة
الأربعاء 14/أبريل/2021 - 03:37 م
طباعة
أميرة الشريف
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عمليات الاختطاف والقتل والترويع بحق المدنيين، حيث اختطفت الميليشيا في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، الممثلة اليمنية انتصار الحمادي، واقتادتها إلى جهة مجهولة.
هذا وتكثف ميليشيات الحوثي ملاحقتها لليمنيات باتهامات متطرفة تنم عن فكرها الإرهابي، وأفادت صديقات للفنانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن مسلحين حوثيين هجموا على الحمادي واختطفوها أثناء سيرها في شارع حدة وسط صنعاء، ولم يعرف مصيرها حتى الآن.
وبحسب موقع "نيوزيمن"، فإنه تم اختطاف الحمادي إلى جانب زميلتين لها هما يسرا وابتسام ورابعة تدعى سارة ساري، ما تزال قيد الملاحقة من قبل الميليشيا.
ونشرت الناشطة اليمنية سونيا صالح فيديو طالبت فيه بالافراج عن الحمادي، وقالت إنّ والدها كفيف ولديها أخ صغير من ذوي الحاجات الخاصة، ووالدتها كبيرة في السن، مضيفة أن الحمادي تعيل أسرتها وتدفع بدل إيجار منزلها ببيع اللحوح (نوع من الخبز).
كما أكدت منصة"يمني فيمنيست فويس"، اختطاف الممثلة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي وسجنها من قبل جماعة الحوثي الإرهابية.. وأرجعت السبب إلى عملها الذي يعتبر جريمة لدى جماعة الحوثي المتشددة، موضحة بأن مكان اعتقالها ما زال غير معروف إلى الآن.. وأطلقت هاشتاج بعنوان #الحرية_لانتصار_الحمادي، للتضامن معها والمطالبة بالإفراج عنها.
وبحسب مواقع إخبارية محلية، فإن الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي هي من مواليد العام 2001 لأب يمني وأم إثيوبية، وشاركت في التمثيل بمسلسلي "سد الغريب" و"غربة البن" كأصغر ممثلة فيها.
من جانبه، دان وزير الإعلام معمر الإرياني، بأشد العبارات، جريمة قيام ميليشيا الحوثي باختطاف الحمادي، واثنتين من رفيقاتها، وإخفائهن قسريا في أحد معتقلاتها الخاصة، في العاصمة المختطفة صنعاء، منذ شهر دون توجيه أي تهم.
وأوضح الإرياني أن الجريمة التي تأتي بعد إعلان ميليشيا الحوثي الإرهابية مصرع أحد قادتها -المشمولين بعقوبات دولية- المدعو (سلطان زابن)، تؤكد أن جرائم الاختطاف التي ترتكبها الميليشيا بحق النساء في مناطق سيطرتها ليست سلوكا فرديا، وإنما نهج تقف خلفه وتديره شبكات منظمة للتنكيل بالنساء اليمنيات.
ودعا الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين (الدولي والأمريكي) لليمن ومنظمات حماية المرأة لإدانة صريحة للجريمة، والضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لإطلاق المختطفات فورا، ووقف حملات استهداف النساء وابتزازهن، وإطلاق جميع المغيبات في معتقلاتها السرية دون قيد أو شرط.
وأغلق الحوثيون مقاهي ونوادي ثقافية ومطاعم في صنعاء منذ إحكام قبضتهم على صنعاء بحجة الاختلاط.
فيما أكدت تقارير دولية وشهادات لمتضررات قيام الحوثيين باختطاف مئات اليمنيات بتهم كيدية، ثم ممارسة العنف والاغتصاب وتصوير الضحايا لأجل ابتزازهن، وبإشراف من عناصر ما تسمى ب"الزينبيات".
وكان أفاد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن، أن ميليشيا الحوثي، تحتفظ بمئات النساء في سجونها بعد خطفهن، فيما تخفي العشرات منهن في معتقلات سرية.
وأكد المركز في بيان أن فريقه الميداني رصد ووثق اختطاف الميليشيا الحوثية لعشرات النساء، مشيرا إلى أن ما يقارب 300 امرأة تقبعن خلف القضبان، بينهن 100 ناشطة سياسية وحقوقية وإعلاميات، وحوالي 45 امرأة هن في حالة إخفاء قسري".
وقد أوضحت رابطة أمهات المختطفين، وهي منظمة مجتمعية، تعمل من أجل الإفراج عن المختطفين المدنيين والمخفيين قسراً، أن الميليشيا الحوثية غيبت في سجونها ومعتقلاتها السرية، 157 امرأة في عامين.
وأكدت رئيسة الرابطة، أمة السلام الحاج، بأن ما ترتكبه الميليشيا لم يحصل من قبل، ولم يحدث أن يدخل أحد ما منزل امرأة، ويضربها حتى الموت، أو يخطفها ويعذبها إلا في زمن الميليشيات الحوثية وبأيديهم.
كما أضافت أن من المخجل أن يتبع الانتهاكات الحاصلة اتهامات أخرى بالشرف والعرض، مع التبرير لذلك بأن للنساء من تعرضن لانتهاكات أو ناصرن المنتهكات، لهن علاقات بتهم جنائية كما حصل مع أحلام العشاري التي ضربت حتى الموت في إحدى مديريات محافظة إب من قبل المليشيا الحوثية.
وتتعدد الانتهاكات الحوثية بحق المرأة، منها القتل والاختطاف والتعذيب، والاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي عليهن، إضافة إلى حرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وذلك للمختطفات وعدم الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مطلبية.
كما تلجأ الميليشيا باعتقال أقارب النساء بدلاً عنهن في بعض الأحيان، كما أنها تعمد إلى تلفيق تهم "الدعارة إلى بعض المعتقلات بهدف عزلهن عن المجتمع وإطالة أمد احتجازهن".
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.