قصف اربيل.. ماهي رسائل إيران ولماذا المسيرة؟
واصلت الميليشيات الايرانية في طهران، عبثها بأمن واستقرار العراق واقليم كردستان، فقد شهد ليل الأربعاء خطا جديدا بتنفيذها للمرة الأولى هجوماً بطائرة مسيرة، ضد مطار أربيل الدولي وسط ادانات واسعة، وفي تحرك يشير إلى عبث هذه الميليشيات بإستقرار بلاد الرافدين واستمرار حرب بالوكالة.
وزارة الداخلية في إقليم كردستان، أعلنت أن هجوماً على مطار أربيل الدولي تم بطائرة من دون طيار «مسيرة» قائلة في في بيان لها إنه «وبعد التحقيق في سبب الانفجار الذي وقع الليلة في مطار أربيل الدولي، تبين أن الهجوم نفذته طائرة درون، ووجهت إلى قاعدة قوات التحالف داخل المطار».
الوزارة أوضحت أنه «ولحسن الحظ لم تقع إصابات ولم تلحق سوى أضرار مادية بمبنى، ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد مصدر ومكان مجيء الطائرة الدرون».
إلى ذلك أعلن فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم «كتيبة السابقون»، مسؤوليته عن الهجوم على مطار أربيل الدولي، شمالي البلاد.
وذكر الفصيل المسلح في بيان نشره على مواقع مقربة من المليشيات المدعومة إيرانيا أنه «يتبنى مقاومة أمريكا وإخراج القوات الأمريكية من كل بلدان المنطقة»، مضيفا «شرطنا الأساسي هو خروج الاحتلال من كل المنطقة، وسوف نستهدف قواعدهم في جميع بلاد المسلمين».
وأعلن الفصيل المسلح رفضه الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، ووصف نفسه بأنه «جزء لا يتجزأ من محور المقاومة الإسلامية الشيعية».
حرب الميليشيات.. ادانات واسعة
من جانبه وعدّ القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، الهجوم على مطار أربيل تصعيداً خطيراً، قائلا في تغريدة بموقع تويتر،: «الليلة كان هناك هجوم إرهابي آخر بطائرة بدون طيار على مطار أربيل لتقويض أمن كردستان العراق».
وأضاف وزير الخارجية العراقي الأسبق في تغريدته: «يبدو أن الميليشيات نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين هي في ذلك مرة أخرى”، عاداً ذلك “تصعيداً واضحاً وخطيراً».
رئاسة إقليم كردستان، أدانت بشدة، الهجمات الإرهابية التي استهدفت ليلة أمس مطار أربيل الدولي وموقعاً للقوات التركية في بعشيقة، مشيرة إلى أن تكرار هذه الهجمات يستدعى وقفة جادة من المجتمع الدولى ويفرض على إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بمساندة من التحالف الدولي، أن يعززوا التنسيق والتعاون بينهم لمواجهة تلك الفصائل والفئات التي تقف وراء هذه الهجمات.
كما أدان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني مساء الأربعاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أربيل ومعسكر بعشيقة، وأكد أن مرتكبي الهجوم سيحاسبون على أعمالهم.
وكتب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر قائلاً: «أندد بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة على مطار أربيل الدولي والمعسكر التركي في بعشيقة، وأدين الجماعة الإرهابية التي تقف وراءه. إن هذه الهجمات الأخيرة ما هي إلا محاولة سافرة لتقويض أمننا الداخلي وتعاوننا مع التحالف الدولي».
وأضاف أنه: «يجب على أي جماعات مسلحة لا تعمل ضمن قوات الأمن العراقية الرسمية، الانسحاب فوراً من حدود إقليم كردستان، وسأجري في الأيام المقبلة محادثات مع شركاء عراقيين ودوليين لبحث السبل الكفيلة لتحقيق ذلك»
رئيس حكومة إقليم كردستان أوضح: «لقد تحدثتُ الليلة مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لإعادة التأكيد على هدفنا المشترك المتمثل في محاسبة هذه الجماعات الخارجة على القانون. وأؤكد لشعب إقليم كردستان أن أعضاء الجماعة الإرهابية المسؤولة عن هذا الهجوم سيُحاسبون على أعمالهم».
أدانت الممثل الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس -بلاسخارت، الأحداث التي شهدها إقليم كردستان ليلة أمس، مطالبة بتحرك “سريع” لمنع المزيد من التصعيد.
وقالت بلاسخارت في بيان لها ، إن «أحداث الليلة الماضية في إقليم كردستان هي مثال آخر على المحاولات الطائشة لتأجيج التوترات وتهديد استقرار العراق».
بلاسخارت أضافت: «نُدين أعمال العنف هذه ونحث الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على التحرك بسرعة وانسجام لمنع المزيد من التصعيد».
وزارة الخارجية الأمريكية، أعربت عن غضبها من الهجوم على مطار أربيل الدولي، مشيرة إلى أن الشعب «عانى طويلاً جداً من هذا النوع من العنف وانتهاك سيادته».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تغريدة بموقع تويتر، اليوم الخميس : «غاضب من تقارير عن وقوع هجمات في إقليم كردستان العراق. لقد عانى الشعب العراقي طويلاً جداً من هذا النوع من العنف وانتهاك سيادته».
كما أدان السفير البريطاني لدى العراق، ستيفن هيكي، الهجمات التي وقعت يوم أمس في أربيل وبعشيقة، مشيراً إلى أن«العراق لن يكون مستقراً طالما تعمل الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة»
وقال هيكي في تغريدة على «تويتر»:«أدين بشدة الهجمات ضد أربيل وبعشيقة، حيث أن مثل هذه الهجمات تبث الرعب فقط وتؤذي العراقيين، كما لن يكون العراق مستقراً ومزدهراً طالما تعمل الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة».
وأشار إلى أن «بريطانيا ستواصل دعم قوات الأمن في العراق وفي إقليم كوردستان في جهودهم لمنع مثل هذه الهجمات ومحاسبة الجناة».
ذراع ايران
ويرى خبراء بأن المجموعة عبارة عن واجهة جديدة لفصائل موالية لإيران منضوية في الأجهزة الرسمية للدولة ضمن قوات الحشد الشعبي، لكنها تواصل تنفيذ هجمات خارج الإطار الرسمي للحشد.
من جانبه يقول الباحث في معهد واشنطن، حمدي مالك لوكالة الصحافة الفرنسية، «المسيّرة المفخخة مفيدة بشكل خاص في مثل هذا النوع من الهجمات: فهي تسمح بتفادي نيران المدفعية وبطاريات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون»، كتلك التي وضعها الأمريكيون لحماية قواتهم في أربيل وبغداد.
ويرى الكاتب الكردي العراقي معد فياض، أن ايران تحرك اذرعها في المنطقة كنوع من الرد على قصف مفاعل نطنز النووي جنوب طهران حيث تعتقد طهران ان اسرائيل وراء الحادث، لكن ردها جاء بتوجيه الميلشيات الحوثية، الموالية لطهران، في اليمن لقصف مواقع داخل المملكة العربية السعودية، قبل ان توجه ميلشياتها في العراق بقصف محيط مطار اربيل.
وأضاف فياض، أن الفصائل (الميلشيات) المسلحة الخارجة عن القانون تتكاثر في العراق على مرأى من الاجهزة الامنية وعلمها، والمعروف ان ايران تقف وراء تشكيل هذه الفصائل وتسليحها وتمويلها، وهذا ما يؤكده حادث قصف محيط مطار اربيل بواسطة طائرة بدون طيار، وهذه امكانيات دولة وليست مجرد ميلشيا عادية.
ويرى فيليب سميث، المتخصص في الجماعات الشيعية المسلحة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن الجماعة غير المعروفة أثبتت قدرتها على الوصول إلى الأسلحة، التي يمكن لإيران الوصول إليها ومنحها لوكلائها الشيعة في المنطقة.
وأوضح سميث أن هذه المجموعات هي مجرد واجهات لوكلاء إيران، حيث تحاول أن تظهر للولايات المتحدة والقوات الكردية والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى ما يمكن أن تقوم به مستقبلا.
وأضاف في مقابلة مع صوت أمريكا:«أعتقد أن القضية الأكبر هي الشبكات التي يستخدمها الإيرانيون، هناك مجموعات واجهة تستخدم عددا من الشبكات المختلفة»، مشيرا إلى أن هناك شبكات مختلفة بالقرب من كردستان العراق تديرها كتائب سيد الشهداء أو كتائب حزب الله أو منظمة بدر.
العميد الركن في الجيش العراقي السابق أعياد الطوفان، قال لتلفزيون «روداوو» الكردي إن «الهجوم ليلة أمس له رسائل كثيرة، وليست رسالة واحدة، فكلما كان التقارب بين أربيل وبغداد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، كلما زادت هذه الميليشيات من عملياتها بالضد من إقليم كردستان، لاسيما بعد تمرير الموازنة، والتقارب بين إقليم كردستان والتيار الصدري».
وتابع أن «الجديد في الهجوم أن هذه الميليشيات استخدمت طائرات الدرون، ففي الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد استخدمتها مرتين، واحدة على الحارثية والأخرى في حي القادسية، وهذا التكتيك نفسه موجود في اليمن من قبل الحوثيين، حيث كان آخر هجوم لهم كان بواسطة 21 طائرة درون، استطاعت منظومة الدفاع الجوي السعودي اسقاط 17 منها، لكن 4 منها استطاعت الوصول إلى أهدافها»، حسب الطوفان، الذي توقع أن «تقوم الميليشيات بعدة عمليات مستقبلاً، منها قصف كافة قطعات البيشمركة الموجودة والمنتشرة في طول الحدود الادارية لإقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية، وقد يستخدمون أساليب أخرى في قصف المطار، منها صواريخ الغراد 122 التي يكون مداها من 57 إلى 60 كم وهذه مؤسسة الصناعات الايرانية نجحت نجاحاً كبيراً في زيادة مداها».