تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 18 أبريل 2021.
الانقلاب الحوثي كبَّد اليمن خسائر مادية فادحة
توصل فريق خبراء تابع للأمم المتحدة بشأن اليمن إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تنتهك الحقوق الأساسية للأفراد، وتسبب انقلابهم في تكبيد البلاد خسائر بالمليارات.
وأكد تقرير على موقع «جلوبال فليج سبيس»، أن الوقت قد حان للأمم المتحدة لممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين لإجبارهم على وقف إطلاق النار، وإنهاء حمام الدم الذي يجري في البلاد نتيجة انقلابهم، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية قبل جمع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات السياسية.
ويكتسب دور الأمم المتحدة في هذا الإطار أهمية متزايدة، وسط التجاوزات الفجة من جانب ميليشيات الحوثي وانتهاكها المستمر للقانون الدولي.
وأشار التقرير إلى ضرورة ترتيب الأمم المتحدة محادثات سلام في مكان محايد، ويجب أن تكون محادثات السلام شاملة، كما يجب أيضاً إشراك جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والمهمة، وخاصة جميع الدول التسع، التي تشكل جزءاً من تحالف دعم الشرعية في اليمن، وفقاً للتقرير.
إن حالة الانفلات الأمني والفوضى في اليمن ساعدت القوى الإرهابية الأخرى على لعب دور خطير في البلاد، خاصة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وهو ما يعني أنه على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العمل على تدريب القوات اليمنية على محاربة هذه الجماعات الإرهابية.
ولقد تسبب النهج المتغير للإدارة الجديدة في الولايات المتحدة بشكل مباشر على سياسة المملكة العربية السعودية تجاه اليمن، وأدى هذا النهج زيادة معاناة اليمنيين.
وأصبح استمرار هجمات ميليشيات الحوثي في عموم مناطق اليمن وحصارهم للمدن واستيلائهم على جميع المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني، بجانب هجماتهم المستمرة على السعودية، تهديداً كبيراً لكل جهود وقف إطلاق النار التي تسعى إليها دول المنطقة، بجانب الأمم المتحدة.
وتظهر أرقام مشروع بيانات اليمن مقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ الانقلاب حتى الآن وما زال العدد في ازدياد، ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يواجه 16.5 مليون شخص في اليمن خطر المجاعة.
وأفادت «اليونيسف» أن ما يقرب من 2.3 مليون طفل في اليمن سيعانون سوء التغذية هذا العام.
واختتم التقرير أنه من أجل حل دائم للصراع اليمني، يجب أن تكون جميع الجهات الفاعلة جزءاً من اتفاق السلام من أجل التوزيع العادل للسلطة.
مجلس الأمن يطالب بوقف التصعيد الحوثي في مأرب
طالب مجلس الأمن الدولي بوقف تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية في محافظة مأرب، كما رحب بمبادرة المملكة العربية السعودية التي أعلنتها في الثاني والعشرين من مارس الماضي، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل. وأكد أعضاء المجلس في بيان صحفي أن المبادرة تتماشى مع اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث، لوقف إطلاق النار في عموم اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، والسماح بحرية حركة السفن للوقود والسلع الأخرى إلى ميناء الحديدة. وأشار البيان، إلى دعوة أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف اليمنية للانخراط بشكل بنّاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والتفاوض دون شروط مسبقة، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في عموم البلاد، وتسوية سياسية شاملة، وفقاً للأحكام ذات الصلة بقرارات مجلس الأمن الدولي. ودعا مجلس الأمن، إلى المشاركة الشاملة والمتساوية والهادفة للنساء، ومشاركة الشباب، بما يتماشى مع القرارات السابقة، مشيراً إلى التزام أعضاء المجلس القوي بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن، والتأكيد على ضرورة الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق الرياض. وأدان أعضاء مجلس الأمن، الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية، كما طالبوا بوقف تصعيدهم في محافظة مأرب. وحمّل البيان ميليشيات الحوثي مسؤولية الخطر الجسيم الذي تشكله ناقلة النفط «صافر»، ودعا إلى تسهيلهم العاجل للوصول غير المشروط والآمن لخبراء الأمم المتحدة، لإجراء تقييم أساسي ومهمة الإصلاح، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة الانتهاء من القضايا العالقة.وفي سياق أخر، حرر الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية مواقع جديدة غربي تعز بعد مواجهات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران.وأكد مصدر عسكري أن قوات الجيش هاجمت فجر أمس، مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في جبهة «مقبنة» وأدى الهجوم إلى تحرير تبة «الشيكي» وقرية «زبيدة»، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات. وفي البيضاء، أسقط الجيش اليمني طائرة مسيرة أطلقتها الميليشيات الحوثية لاستطلاع مواقع عسكرية. وقالت مصادر ميدانية، إن جنوداً من قوات الجيش رصدوا تحليق طائرة مسيرة للحوثيين أثناء تحليقها في جبهة «الحازمية» التابعة لمديرية «الصومعة» وتمكنوا من إسقاطها.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرة الحوثية كانت محملة بالمتفجرات، لكنها ظلت تحوم لبعض الوقت أعلى مواقع الجيش بمهمة استطلاع، حيث تم إسقاطها فوق منطقة خالية.
وزودت إيرانُ ميليشيات الحوثي الإرهابية بالطائرات المسيّرة التي عادة ما تصل على هيئة قطع منفصلة إلى ميناء الحديدة، ثم تباعاً يقوم خبراء إيرانيون لدى الميليشيات بتركيب هذه الطائرات وتسييرها.
وفي الساحل الغربي، تكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية ومادية في جبهات الحديدة جراء خروقاتها.
وأفاد الإعلام العسكري بأن وحدات من القوات المشتركة خاضت اشتباكات بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة شرقي «الجبلية» انتهت بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وإخماد تحركاتها. كما أكد أن وحدات الاستطلاع رصدت تعزيزات للميليشيات قادمة لذات الجبهة عبر خط «زبيد» لحظة الاشتباكات وسرعان ما تم التعامل معها بنجاح ضاعف خسائرها بالسلاح المناسب.
وبالتزامن، وجهت الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في جبهة «كيلو 16» بمدينة الحديدة ضربات مركزة على ثكنات وأوكار لذات الميليشيات عقب رصد تحركات مكثفة ومحاولات تسلل صوب خطوط التماس، وفقاً للإعلام العسكري، مؤكداً أن القوات المشتركة حققت إصابات مباشرة في صفوف الميليشيات الإرهابية.
وفي السياق، قالت مصادر محلية وأخرى طبية، إن شخصاً في العقد الرابع من العمر، أصيب مع تجدد عدوان الميليشيات الحوثية على الأحياء السكنية في مدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وأوضحت المصادر أن سيارة إسعاف تابعة للقوات المشتركة هرعت إلى موقع القصف وسارعت إلى إسعاف المصاب بعد تلقيه الإسعافات الأولية، ثم نقله على الفور إلى المستشفى الميداني في مديرية الخوخة لتلقي العلاج.
وفي وقت سابق، مساء أمس الأول، قصفت الميليشيات الحوثية منزلاً في مدينة حيس وقت الإفطار، ما أسفر عن إصابة طفلة ووالدتها.
تحرك دولي لإنهاء حرب اليمن.. ورفض لاستهداف مأرب
رحب مجلس الأمن الدولي بمبادرة السلام السعودية لإنهاء الصراع في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، داعياً الأطراف للانخراط بشكل بناء مع المبعوث الأممي الخاص لليمن والتفاوض من دون شروط مسبقة.
وأكد المجلس في بيان أن التصعيد في مدينة مأرب «يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وعلى الحوثيين وقفه»، معرباً عن قلقه إزاء التطورات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، ومشدداً على ضرورة خفض التصعيد.
كما أعرب المجلس عن قلقه إزاء الحالة الاقتصادية والإنسانية المتردية في اليمن، بما في ذلك خطر وقوع مجاعة، ودعا الحكومة اليمنية لتسهيل دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة بانتظام ومن دون تأخير. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المبعوثين الخاصين إلى اليمن، الامريكي ليندركينج والأممي جريفيث يواصلان العمل جنبا إلى جنب لتشجيع التسليم السريع للوقود إلى اليمن، وإعادة إطلاق المحادثات السياسية بدعم من حكومة عُمان.
وذكر بيان صحفي صدر، أمس، عن الخارجية الأمريكية، في موقعها الرسمي على الإنترنت: «إننا في حاجة إلى أن تلتزم جميع الأطراف اليمنية بجدية وتتفاوض بحسن نية، لأن الناس يعانون أشدّ معاناة»، وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج، عاد في 16إبريل/ نيسان/ الجاري من رحلته التي شملت ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، وفي برلين التقى بممثلين من الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وممثلين عن ألمانيا والكويت والسويد والاتحاد الأوروبي لمناقشة أهمية التوصل إلى حلّ دائم للصراع واتخاذ إجراءات للتخفيف من الأزمة الإنسانية والاقتصادية.
وتشمل هذه الإجراءات إنهاء هجوم الحوثيين على مأرب، وتسهيل عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة وإصلاح ناقلة النفط «صافر» ودعم جهود حكومة الجمهورية اليمنية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في الاقتصاد اليمني وتخفيف الأزمة الإنسانية.
بدوره أشاد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي بإعلان مجلس الأمن حول المبادرة السعودية الداعية لإنهاء الصراع في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، كما رحب بدعوة المجلس للأطراف اليمنية إلى الانخراط في تنفيذ بنود اتفاق الرياض من أجل التوصل لتسوية شاملة وحل سياسي يحقق الأمن والاستقرار في اليمن، لافتاً إلى أنها خطوة تأتي في إطار حث المجتمع الدولي على التحرك تجاه قضايا المنطقة والاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأكد العسومي أن إلتزام المملكة العربية السعودية بدعم الحكومة الشرعية في اليمن وشعبها ، يعكس حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار ورفع معاناة الشعب اليمني، ودعا رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي إلى تبني ودعم المبادرة لإنقاذ اليمن ولرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني للانخراط في العملية السلمية استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.
تحرير مواقع جديدة من قبضة الحوثيين غربي تعز
حررت قوات الجيش اليمني مواقع جديدة بعد مواجهات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية غربي تعز. وأكد مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية هاجمت فجر السبت، مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبهة مقبنة، وأدى الهجوم إلى تحرير تبة الشيكي وقرية زبيدة، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات. كما تمكنت مدفعية الجيش من إعطاب وإحراق ناقلة مدرعة تابعة للميليشيات الحوثية.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الميليشيات الحوثية خسرت أكثر من 70 عنصراً في اليومين الأخيرين بعد أن زجت بالمئات من عناصرها لشن هجوم جديد على مواقع الجيش والمقاومة في جبهات الكسارة والمشجح غرب مأرب. كما نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله: إن «عناصر الجيش الوطني ورجال المقاومة تمكنوا، من دحر مجاميع حوثية، حاولت التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة غرب مأرب؛ حيث تكبدت الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة فيما لاذ من تبقى من عناصرها بالفرار».
على صعيد متصل، تلقت ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الساعات الماضية، سلسلة ضربات جوية موجعة نفذتها مقاتلات التحالف العربي في محافظات صعدة ومأرب والجوف. وقالت مصادر يمنية: إن طيران التحالف شن غارات جوية عدة على مواقع وتحصينات للحوثيين في مناطق متفرقة بمحافظة صعدة الحدودية. وأضافت أن «طيران التحالف استهدف بغارات عدة تحركات وتجمعات للحوثيين في منطقة الظهرة بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف».
وفي محافظة مأرب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية استهدفت تعزيزات ومواقع عسكرية للميليشيات الحوثية، في مديريتي صرواح ومدغل غربي المحافظة، وفق المصادر. ولقي القيادي الحوثي عبد الولي عبد الله العواضي مصرعه مع عدد من مجاميع حوثية مسلحة بنيران قوات الجيش في جبهة مراد جنوب مأرب. وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تمكنت من كسر كل الهجمات الحوثية على جبهتي الكسارة ومراد وتم دحرهم واغتنام آليات ومدرعات حربية.
ميليشيا الحوثي ترفض السلام وتتحدى الإرادة الدولية
باتت ميليشيا الحوثي في مواجهة مع الإرادة الدولية الداعمة للسلام في اليمن مع رفضها مضامين آخر بيان لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وفقاً للخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة، ودعمه الكامل للمبادرة السعودية لاحلال السلام في اليمن، حيث اشترطت الميليشيا رفع كل القيود على تهريب وإدخال الأسلحة إلى المناطق التي تسيطر عليها، وعودتها لابتزاز المجتمع الدولي بالوضع الإنساني لملايين السكان في مناطق سيطرتها.
تصعيد ميداني
ورغم الآمال الكبيرة التي علقت على المحادثات التي استضافتها المانيا قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، والتفاؤل بأن الضغوط الدولية ستنجح في إجبار الميليشيا على القبول بخطة السلام التي باتت جميع بنودها معلومة للجميع، ظهر المتحدث باسم هذه الميليشيا ليرد على المجلس بخطاب تصعيدي، رافقه تحركات ميدانية وتصعيد متواصل في غرب محافظة مأرب وفي مدينة الحديدة والضالع.
تعليقات قادة الميليشيا تجاهلت تنديد مجلس الأمن بالتصعيد القتالي في مأرب وترحيب أعضائه بإعلان المملكة العربية السعودية، وبمباركة من الحكومة اليمنية، مبادرة لإنهاء النزاع في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل يتماشى مع اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، والسماح بحرية حركة السفن للوقود والسلع الأخرى إلى ميناء الحديدة.
رفض
وفي موقف يؤكد انعدام التزام هذه الميليشيا بأي اتفاقات أو استعدادها لإنهاء معاناة ملايين اليمنيين، رفض الحوثيون قرار أعضاء مجلس الأمن لجميع الأطراف إلى الانخراط بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والتفاوض، دون شروط مسبقة، من أجل وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني وتسوية سياسية شاملة مملوكة لليمنيين، وفقًا للأحكام ذات الصلة من قرارات مجلس الأمن الدولي، مع ضرورة المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة، والشباب، وفقاً للقرارات السابقة.
تصعيد ميليشيا الحوثي خاصة في محافظة مأرب كان محل تنديد من مجلس الأمن الذي حذر من انه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويعرض أكثر من مليون نازح لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في البلاد. وزاد من ذلك تحذير أعضائه من إمكانية استغلال التصعيد العسكري في مأرب من قبل الجماعات الإرهابية لتوسيع وجودها في اليمن وطالب من ميليشيا الحوثي وقف تصعيدهم في مأرب وأدان الهجمات عبر الحدود على الأراضي السعودية.
ولم يقتصر الإجماع الدولي الذي تشكل ضد ميليشيا الحوثي على إدانة التصعيد وعرقلة جهود السلام بل شمل أيضاً قيامها بتجنيد الأطفال واستخدامهم، بما في ذلك في مأرب، ودعا إلى المساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي. وحمل الحوثيين المسؤولية عن الوضع المتعلق بناقلة النفط صافر، ودعا إلى تسهيل عاجل ووصول غير المشروط وآمن لخبراء الأمم المتحدة لإجراء تقييم أساسي ومهمة إصلاح، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة.
ضربات موجعة للحوثيين في ثلاث محافظات يمنية
تلقت ميليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات الماضية، سلسلة ضربات جوية موجعة نفذتها مقاتلات التحالف العربي في محافظات صعدة ومأرب والجوف.
مصادر يمنية قالت، إن طيران التحالف شن غارات جوية عدة على مواقع وتحصينات للحوثيين في مناطق متفرقة بمحافظة صعدة الحدودية.
وتضيف: «طيران التحالف استهدف بغارات عدة تحركات وتجمعات للحوثيين في منطقة الظهرة بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف».
وفي محافظة مأرب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية استهدفت تعزيزات ومواقع عسكرية للميليشيا الحوثية، في مديريتي صرواح ومدغل غربي المحافظة، وفق المصادر.
ولقي القيادي الحوثي عبدالولي عبدالله العواضي مصرعه مع عدد من مجاميع حوثية مسلحة بنيران قوات الجيش في جبهة مراد جنوب مأرب.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تمكنت من كسر كل الهجمات الحوثية على جبهتي الكسارة ومراد وتم دحرهم واغتنام آليات ومدرعات حربية.
الغارات التي نفذها الجيش مستنداً بقوات التحالف كبّدت الميليشيا الحوثية، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
الحوثيون يرفعون مبلغ زكاة رمضان التي لا تذهب للفقراء
فرضت الميليشيات الحوثية مع بداية شهر رمضان زيادة سنوية جديدة على زكاة الفطر، لتصبح 550 ريالاً يمنياً عن كل شخص موجود في مناطق سيطرة الجماعة، بعد أن كانت قبل الانقلاب محددة بـ100 ريال يمني (الدولار حوالي 600 ريال).
وفي حين شددت الميليشيات المدعومة من إيران على السكان لدفع الزكاة إلى الفقراء، يعيش الملايين في مناطق سيطرتها في حالة فقر متصاعد بسبب توقف الرواتب، وتوقف فرص العمل، وفرض الجبايات على رجال الأعمال وصغار التجار.
في هذا السياق، أفادت المصادر بأن مفتي الجماعة القيادي المدعو شمس الدين شرف الدين، أفتى برفع زيادة مبلغ زكاة الفطر، في سياق مخطط الجماعة الرامي لجني المزيد من الأموال ونهب ما تبقى من مدخرات اليمنيين بمناطق نفوذها.
وحسب وثيقة صادرة عما تسمى هيئة الزكاة الحوثية (أنشأتها الجماعة وربطتها مباشرة بمجلس حكم الجماعة الانقلابي في مخالفة صريحة للقانون اليمني)، فقد استند قرار رفع زكاة الفطر على فتوى المعمم الحوثي، وتحت مزاعم ارتفاع أسعار الحبوب، حيث أقرت الجماعة زيادة 50 ريالاً هذا العام، لتصبح 550 ريالاً.
وفيما شددت الجماعة في تعميم رسمي على «ضرورة مراعاة تحقيق زيادة في مقدار أصول وإيرادات الزكاة أكدت على جبايتها من جميع السكان عبر الجهات التابعة لها في القرى ومسؤولي الأحياء في المدن».
في سياق متصل، أكد عاملون بهيئة الزكاة الحوثية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار يلزم جميع مكاتب الزكاة بالقيام بتحصيل زكاة الفطر من المكاتب الحكومية والقطاع الخاص الخاضعة لسيطرة الانقلاب الحوثي، وخصمها على كل فرد وموظف ومن يعول بالزيادة التي شملها القرار.
وكشفوا عن استعدادات حوثية بالوقت الحالي لنشر فرق ميدانية للنزول إلى شركات القطاع الخاص والتجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية لتحصيل أموال الزكاة، حيث سبق وهددت الجماعة في إشعارات وزعتها بمعاقبة من يتأخر عن الدفع.
وتحدثت المصادر عن منع الجماعة للميسورين وتجار العاصمة صنعاء والمدن الواقعة تحت سيطرتها للعام الرابع على التوالي من دفع زكاتهم للفئات المستحقة من الفقراء والمعوزين، إذ أصدرت الميليشيات تعميماً يلزم رجال المال ومنتسبي القطاع الخاص بالامتناع عن صرف الزكاة للفئات المستحقة من الفقراء، والاكتفاء بدفعها للهيئة الحوثية.
وأشاروا إلى أن الجماعة لا تزال مستمرة في حرمان آلاف الأسر الفقيرة من الحصول على سلال غذائية ومساعدات مالية يقدمها التجار سنوياً، حيث باتت هي المستفيد الوحيد من أموال الزكاة النقدية والعينية.
وأكد العاملون في الهيئة، الذين ضاقوا من فساد وجبايات الجماعة، أن الإجراء الحوثي الأخير قوبل باستهجان واسع في أوساط اليمنيين.
من ناحية أخرى، قال سكان في صنعاء ومدن يمنية أخرى إن ذلك الإجراء يأتي في إطار سلسلة قرارات حوثية سابقة وغير قانونية، هدفها الجباية ونهب الأموال في ظل استمرار الجماعة في سرقة ونهب الإيرادات العامة ومصادرة مرتبات الموظفين منذ ست سنوات، وفي ظل تفاقم الحالة المعيشية والمعاناة الإنسانية للمواطنين بمناطق سيطرتها.
ووصف السكان الزيادة الحوثية في زكاة الفطر هذا العام، وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعاني منها ملايين اليمنيين، بأنها مجحفة، وتدخل في إطار الحرب الحوثية المفروضة على اليمنيين.
كانت زكاة الفطر قبل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء محددة بمبلغ 100 ريال على النفس الواحدة، قبل أن ترفعها الميليشيات إلى 200 ريال قبل 4 أعوام، ثم إلى 300 ريال في عام 2019، وإلى 500 ريال في العام 2020، وإلى 550 ريالاً للنفس الواحدة هذا العام، وبزيادة تصل إلى أضعاف ما كانت عليه في السابق.
ولفت المواطنون في مناطق سيطرة الجماعة إلى أن عوائد الزكاة بدلاً من أن تذهب لصالح الفقراء والمساكين وغيرهم كما كانت عليه في السابق قبيل جريمة الانقلاب، عملت الجماعة على تحويلها إلى مورد مهم يذهب لصالح دعم عملياتها العسكرية ولدعم جرحاها وأسر صرعاها.
ويقدر اقتصاديون إيرادات الجماعة من زكاة الفطر بمناطق سيطرتها بأنها تزيد عن 10 مليارات ريال، فضلاً عن الزكاة المدفوعة على الأموال والعقارات والمزارعين والشركات العامة والخاصة والأنشطة التجارية المختلفة، التي تصل إلى مئات المليارات.
وفي حين تزعم الجماعة أنها أنشأت هيئة الزكاة من أجل جباية الأموال، وصرفها في مصارفها الشرعية، يقول مراقبون اقتصاديون إن أغلب هذه الأموال يتم صرفها على المجهود الحربي، بعد إلغاء جميع الحسابات المتعلقة بالزكاة ودمجها في حساب واحد لدى فرع البنك المركزي الخاضع لسيطرتها في صنعاء.
وعلى مدى الفترات الماضية، اعترفت الجماعة، حليف إيران في اليمن، بأنها تسخر معظم ما تجمعه من التجار والمواطنين والمزارعين لصالح أسر قتلاها وجرحاها.
ودشنت الميليشيات في أوقات سابقة فعاليات عدة وزعت من خلالها هدايا عينية ونقدية بمئات الملايين لصالح جرحاها وأسر قتلاها في الجبهات دون غيرهم من الفقراء والمساكين والمحتاجين في مناطق سيطرتها.
وفيما لم تكتف الجماعة بإهدار أموال الزكاة وحرمان الأسر الفقيرة، وعد القيادي الحوثي المدعو شمسان أبو نشطان المعين من قبل الجماعة رئيساً لهيئتها للزكاة في إحدى الفعاليات المخصصة لهذا الأمر بتدشين المزيد من الفعاليات، وبأن الأموال المحصلة من الزكاة ستذهب لصالح أسر القتلى والجرحى بالدرجة الأساسية.
كانت وسائل إعلام تابعة للجماعة، أكدت أن قيادات الميليشيات الذين عينتهم في «هيئة الزكاة» سيروا خلال الفترات الماضية المئات من القوافل إلى جبهات القتال المختلفة، إلى جانب استقطابها للمزيد من المجندين من أبناء الأسر الفقيرة، وإلحاقهم للقتال بصفوف الجماعة.
محافظ مأرب: حزب الله اللبناني متورط بمقاتليه في حرب اليمن
أكد محافظ مأرب اليمنية، سلطان العرادة، أن هناك مشروعاً إيرانياً لخلق وكلاء في الوطن العربي.
وقال العرادة في مقابلة مع "العربية" السبت إن حزب الله اللبناني ضالع بمقاتليه في حرب اليمن.
يذكر أن الميليشيات الانقلابية كانت أطلقت في فبراير الماضي، هجوماً على مأرب، على الرغم من كافة الدعوات الدولية إلى وقف تلك الهجمات التي تعرض آلاف النازحين للخطر.
كما يسعى الحوثيون للسيطرة على المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، قبل الدخول في أي محادثات أو مفاوضات جدية من أجل المساومة عليها.
استعادة مواقع جديدة.. وخسائر فادحة للحوثي
يشار إلى أن الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية تمكنا من استعادة السيطرة الكاملة على جميع المواقع التي تسللت إليها ميليشيات الحوثي في جبهة المشجح وتحرير مواقع جديدة في هيلان، غرب محافظة مأرب.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية الجمعة أن معارك عنيفة دارت خلال الأيام الماضية صد فيها الجيش سلسلة هجمات للميليشيات عبر جبهتي المشجح والكسارة.
كما نفذت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن سلسلة غارات جوية على مواقع وتعزيزات عسكرية للميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات في مأرب.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري في القوات الحكومية الشرعية لوكالة فرانس برس، الجمعة، إن المواجهات التي وقعت بين الطرفين في جبهات مختلفة يومي الأربعاء والخميس أدت إلى مقتل 60 عنصراً من ميليشيات الحوثي.