تخريب ونبش القبور والأضرحة.. ايزيدي سوريا في مواجهة إرهاب الجماعات الاخوانية

الأحد 18/أبريل/2021 - 02:37 م
طباعة تخريب ونبش القبور علي رجب
 

شهدت مقابر والأضرحة الإيزيدية في سوريا، بتعرضها لتحطيم والتخريب والنبش في عفرين وتدمير مراكزهم الدينية المقدسة من قبل الجماعات المتشددة والارهابية الموالية لتركيا في شمال سوريا.


تخريب ونبش القبور

وأظهرت صور تعرض أضرحة ومقابر إيزيدية في قرية قيبار بمدينة عفرين السورية، مع احتفال الايزيديين برأس السنة الايزيدية، للتخريب من قبل مسلحي لواء المعتصم، بقيادة (أبو عباس)، ومعسكرٌ فيلق الرحمن بقيادة (أبو نصر) وهي جماعات مسلحة موالية لتركيا، وهي ليست المرة الأولى التي يُقدم عليها المسلّحون على تخريب القبور والمزارات الإيزيدية في القرية.

وتقع قرية قيبار شرق مدينة عفرين وتبعد عنها مسافة 3 كيلومترات فقط. وهي كانت في بداية القرن العشرين مركزاً للزعامة الإزيدية في منطقة جبل الكورد (عفرين)، وفي أطرافها ثلاثة مزارات دينية، تعرّضت لتخريبٍ جزئي من قبل الفصائل المسلّحة للمعارضة السورية.

وسبق وأن أقدم الميليشيات المتشددة والجماعات الارهابية على تحطيم بعض القبور في مقبرة القرية، عام 2019، كما قاموا بأعمال تخريبٍ في مزاراتها.

وفي 2020 تعرض طالت تخريب من قبل مسلحو الجيش الوطني الموالي لتركيا، ضريح  «الشيخ حميد» في قرية «القسطل جندو» من منطقة شيروا بعفرين الذي يعتبر مكانًا مقدسًا للإيزيديين وذلك بحثا عن الكنوز والأثار.

تخريب ونبش القبور

كما تعرض معبد « Çêlxane» في قرية قيبار بمنطقة عفرين الذي يعتبر من المراكز الدينية للإيزيديين إلى الهدم والنبش من قبل عناصر فيلق الشام بتاريخ 17 مايو2020.

وكشفت مصادر محلية لاحقا أنّ السلطات التركية قامت بتدمير كل القبور، في مقبرة (الشهيدة أفيستا خابور) ونبشها بجرافات، ولم تكتف بذلك بل قامت بتحويل موقع المقبرة إلى سوق للمواشي، بشكل متعمد وذلك للإساءة لقدسية المقابر لدى الأكراد والأهالي عموما، وخاصة مقابر “الشهداء” ، فالمقبرة تضم أبناء أهالي عفرين الذين الزم المتبقين منهم في منازلهم الصمت دون القدرة على التنديد بمثل هذه الجريمة التي تضاف لسجل تركيا والجماعات السورية الموالية لها في انتهاكات حقوق الإنسان.

ونتيجة لسياسية التهجير من قبل الجماعات المسلحة والارهابية، لم يعد إلى القرية سوى 50 عائلة إيزيدية من ثلاثمائة عائلة كردية يصل عددهم لأكثر من 2000 كردي إزيدي قبل احتلال القرية.

كما حرم الكُرد من أتباع الديانة الإيزيدية من أداء طقوسهم وأعيادهم والإعلان عن انتمائهم الديني، كونه سبب كافي للتنكيل والاضطهاد والخطف والتعذيب من قبل المليشيات المتشددة التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان.

ومنذ سيطرة القوات المسلحة التركية والميليشيات التارعبة لها على منطقة عفرين بريف حلب قامت بجرف الكثير من القبور، والمزارات الدينية، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية العائدة للأكراد والإيزيديين والمسيحيين على حد سواء، ضمن مسعى طمس معالم المدينة الأصلية، ومسح ذاكرتها الاجتماعية والتاريخية، والدينية.

فلم تسلم المقابر من أعمال التخريب، حيث تم تدمير شاهدة قبر والدة شاعر كردي في قرية ممالا التابعة لناحية راجو لمجرد تدوين عبارات باللغة الكُردية عليها، علاوة على تدمير شواهد مرقد العلامة الكردي نوري ديرسمي وزوجته في مقبرة حنان.

 وكذلك مرقد الشهيد كمال حنان في قرية تلف / جنديرس وتدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار «عبد الرحمن بن عوف» في قرية كاني كاوركي، إضافة لتدمير مقبرة في منطقة شيه\شيخ الحديد، وتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ «المقبرة الفوقانية”» في قرية «سنارة»، حيث تم جرف 650 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية.

تخريب ونبش القبور

ويقول مدير مؤسسة ايزدينا علي عيسو «يتعرض الايزيديون في عفرين لانتهاكات ممنهجة تستهدف هويتهم الدينية والعرقية، وزادت حدة هذه الانتهاكات في الأشهر الأخيرة نظراً لرغبة المتطرفين المحتلين للمنطقة بطرد أكبر عدد ممكن من الايزيديين ودفعهم نحو الأسلمة عبر اساليب ارهابية عديدة ومنها خطف النساء والفتيات الايزيديات وتذكيرهنّ بجرائم في السبي والاغتصاب».

وأضاف «عيسو»: «لا يمكن إجراء تقييم دقيق لحجم الأضرار والانتهاكات التي يتعرض لها الايزيديون في عفرين، ولكننا في مؤسسة ايزدينا رصدنا فقط في غضون 11 يوماً بين شهري، شباط وآذار الجاري، قيام المتطرفين المدعومين من الجيش التركي، بإختطاف فتاتين إيزيدتيين وأرملة ايزيدية، وأسمائهم: آرين حسن، غزالة بطال، كوله حسن، ولا يزال مصيرهن مجهولًا».

أما حول العدد التقريبي للمهجرين الايزيدين من عفرين، فقال عيسو: «فيما يتعلق بأعداد الإيزيديين الذين تهجروا من عفرين، بلغ عددهم وفقاً لإحصائية مؤسسة ايزدينا حوالي 90% من الإيزيديين الذين فروا من عفرين، ومن القرى الإيزيدية التي خلت تماماً من الإيزيديين كانت قرية بافلون».

أما حول رؤيتهم للحل في عفرين، فقال عيسو: «يكمن الحل في عفرين عبر انهاء الاحتلال التركي، وخروج كافة الفصائل المتطرفة التي تدعمها تركيا وبالتالي تسليم المدينة لادارة أبناء المنطقة بالشكل الذي يضمن للمدنيين كرامتهم ويصون لهم حقهم».

وإبان عهد الإدارة الذاتية في عفرين والتي امتدت من العام 2014 إلى العام 2018، تم إدخال تعليم الديانة الايزيدية بشكل رسمي ضمن منهاج الدراسة في مدارس عفرين، حيث كان يتم تدريسها في القرى التي يتواجد فيها أبناء الديانة ضمن المنهاج الدراسي لصفوف الرابع، الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية وتتم عملية التعليم بإشراف جمعية ايزيدي غرب كردستان و سوريا.

 

شارك