الإرهاب الحوثي يغتال البراءة... الميليشيات تنفذ إبادة جماعية بتجنيد أطفال اليمن
الإثنين 19/أبريل/2021 - 03:34 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل، بـ"الضغط على الحوثيين لوقف عمليات تجنيد الأطفال واتخاذ مواقف مسئولة إزاء جرائم الإبادة التي يرتكبها الحوثيون بحق الطفولة في اليمن".
واتهم الوزير اليمني الأحد 18 أبريل، جماعة الحوثية، "بتجنيد آلاف الأطفال في مناطق سيطرتها للقتال في صفوفها"، منتقدا موقف المجتمع الدولي إزاء ذلك.
وأضاف الإرياني في تغريدة عبر "تويتر": "تشير التقديرات التي نشرتها منظمات متخصصة إلى قيام الحوثيين بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال منذ انقلابهم على الدولة، اقتادوهم بالترغيب والترهيب من منازلهم ومن صفوف الدراسة من مختلف مناطق سيطرتهم، وزجوا بهم في محارق الموت فانتهوا بين قتيل وأسير ومصابين بإعاقات دائمة".
وحذر الوزير الإرياني من "مضاعفة الحوثيين وتيرة عمليات التجنيد للأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بعد تصعيدهم الأخير والمتواصل في مختلف جبهات محافظة مأرب، وما تعرضوا له من خسائر قاسية وقرب نفاد مخزونهم البشري بعد زجهم بالآلاف من عناصرهم في هجمات انتحارية"، حسب قوله.
وكان تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وصندوق النقد الدولي للحقوق والحريات، كشف قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد أكثر من 10300 طفل في اليمن منذ 2014، محذرين من عواقب وخيمة قد يسببها عدم معالجة هذه الظاهرة.
وذكر التقرير أن الحوثيين يستخدمون أنماطًا معقدة لتجنيد الأطفال قسراً ووضعهم في مناطق معادية تحت سيطرتها في اليمن. ونتيجة لذلك قتل عدد كبير من الأطفال وجرح المئات.
ووثق التقرير الذي حمل عنوان "عسكرة الطفولة" أسماء 111 طفلا قتلوا خلال المعارك بين يوليو واغسطس 2020 فقط، مسلطاً الضوء على استخدام الحوثيين للمدارس والمنشآت التعليمية لجذب الأطفال للتجنيد.
وأضاف أن الجماعة تستخدم نظاماً تعليمياَ يحرض على العنف ويعلم أيديولوجية الجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية الرسمية لملء الطلاب بأفكار متطرفة وتشجيعهم على الانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة.
وأشار التقرير إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية (2018، 2019، 2020) بدأ الحوثيون حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال؛ كاشفا عن 52 معسكرا تدريبيا لآلاف المراهقين والأطفال من سن 10 سنوات في محافظات صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار.
واستعرض التقرير الأساليب التي يستخدمها الحوثيون في تجنيد الأطفال تشمل برامج أيديولوجية قبل إرسالهم إلى معسكرات تدريب لحضور دورة عسكرية مدتها شهر واحد قبل إرسالهم إلى جبهات القتال للمشاركة في الاشتباكات المباشرة وزرع الألغام وحراسة النقاط العسكرية.
وأضاف أن الحوثيين يهددون العائلات اليمنية في القرى والمناطق الواقعة تحت سيطرته لإجبارهم على السماح بتجنيد أطفالهم بمن فيهم الأطفال في مخيمات النازحين ودور الأيتام، لافتاً إلى أنه في بعض الحالات، قامت ميليشيا الحوثي بتجنيد أطفال من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية 150 دولاراً شهرياً.
وأشارت المنظمتان في تقريرهما إلى أن الشهادات التي جمعتها أكدت أن الحوثيين يعاقبون الأطفال المجندين بعقوبات شديدة إذا لم ينفذوا أوامرهم بالشكل الصحيح، مثل الحرمان من الطعام، والسجن، والاعتداءات الجسدية والجنسية، والتهديد بالقتل.
ويرى المراقبون أنه رغم تعهدات جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بوقف ظاهرة تجنيد الأطفال، إلا أنها مستمرة بتنفيذها على نحو واسع.
وفقد على أثر ذلك مئات الأطفال اليمنيين حياتهم، وأصيب وفقد آلاف آخرون، بينما يحتاج الناجون منهم إلى برامج تأهيل طويلة الأمد تساعدهم في تجاوز الآثار النفسية للأهوال التي مروا بها.