الموت في جمهورية الملالي.. ارتفاع حالات الانتحار في إيران
الإثنين 19/أبريل/2021 - 03:04 م
طباعة
علي رجب
كشفت تقارير إيرانية عن تصاعد عمليات الانتحار ، في ظل تدني الاوضاع المعيشية والبطالة وقمع الحريات، لافته الى انتشار عمليات الانتحار بين شباب المراهقين وهو ما يدق جرس الانذار.
وانتشر خلال الايام الماضية محاولة انتحار 84 شخصًا في يوم واحد في طهران ، فيما تشير تقديرات رسمية إلى أن هناك 250 حالة انتحار تشهدها البلاد يوميا.
وينتحر البعض على مرأى من الناس بينما يختلي البعض الآخر بنفسه قبل انتحاره، ولكن في الحالتين يحصل الانتحار في الأماكن العامّة، ممّا يدل على أنّ المقدِمين على الانتحار يجاهرون بانتحارهم. وقد ارتفع معدَّل الانتحار في إيران في ربيع عام 2020م بنسبة 23% مقارنةً بعام 2019م، كما ارتفعت هذه النسبة إلى 60% في فترة السنوات الأربع من عام 2015م إلى 2019م بمعدل 15% سنويًّا، كما ازداد الانتحار شناعةً ورعبًا وانتشر في أنحاء مختلفة من البلاد، وفقا لتقديرات رسمية.
وفي إشارة إلى الإحصائيات المتوفرة قال الطبيب النفسي الاجتماعي والمعالج النفسي التحليلي أمير حسين جلالي، لصحيفة "همشهري": "الانتحار حدث يومي في البلاد".
وأضاف "جلالي": "في محافظة طهران العام الماضي ، كانت هناك حالتان أو ثلاث حالات وفاة مسجلة بسبب الانتحار كل يوم ، مما يشير إلى 40 إلى 90 محاولة انتحار يوميًا في هذه المحافظة".
وكانت وكالة أنباء "ركنا" قد أفادت في وقت سابق عن وقوع 84 حالة انتحار في طهران خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية.
على الرغم من أن المتحدث باسم الطوارئ الاجتماعية في البلاد نفى هذه المزاعم ، كتبت صحيفة "همشهري" في التقرير أن "محاولات انتحار" وقعت وأن 10 إلى 12 شخصًا لقوا مصرعهم وتم إنقاذ آخرين.
وقال الطبيب النفسي الاجتماعي: "كلما تآكلت هذه العملية ، زاد احتمال انتحار المستضعفين" ، في إشارة إلى ارتفاع محاولات الانتحار مع استمرار وباء كورونا.
يرفض مسؤولو الحكومة الإيرانية تقديم إحصائيات شفافة وموثقة عن حالات الانتحار.
ووفقًا لدراسة إيرانية غطّت الانتحار في إيران من عام 1981 إلى عام 2007م، فقد كان متوسط عُمر من يحاولون الانتحار 25 عامًا، إذ كانت نسبتهم آنذاك 41.8% منهم ذكور، و50.5% منهم عازبون، و70.0% من المناطق الحضرية معظمهم عاطلون عن العمل، بينما بلغت نسبة ربات المنازل المنتحرات 54.2% والطلاب 24.5% منهم طلاب، و21% منهم رجال عاطلون عن العمل، وأظهرت سجلاتهم الطبية أن 16.2% كانوا يعانون من إعاقة و42% منهم كانوا يعانون من اعتلالات نفسية.
وقالت آرزو ذكائي فر، المدير العام لمكتب الأضرار الاجتماعية التابع لمنظمة الرعاية، إن الانتحار بين المراهقين زاد "إلى حد ما" ويرتبط جزء منه بعوامل اقتصادية واجتماعية وأسرية.
وقالت في حديث لها مع وكالة "إيلنا": "يمكن أن تكون المشاكل العائلية سببًا آخر للانتحار".
وكانت هناك تقارير عديدة عن حالات انتحار بين الأطفال والطلاب في الأشهر الأخيرة. ووفقًا لمنظمة الطب الشرعي الإيرانية، فإن نسبة الأطفال في حالات الانتحار تزيد عن 7 % سنويًا.
وبحسب ما ذكره مسؤول في "الرعاية الاجتماعية"، فإن انتحار النساء والفتيات في المحافظات الغربية من البلاد يرجع، في الغالب، إلى "قضايا عائلية".
وأشارت ذكائي فر، إلى أنه بناءً على إحصائيات العام الماضي، سجلت محافظات إيلام، وكرمانشاه، وكوهكيلويه وبوير أحمد، ولرستان، وكيلان، أعلى معدلات الانتحار في البلاد.
كما أكد مساعد وزير الداخلية الإيراني، تقي رستم وندي، أيضًا أن العنف الأسري في إيران زاد بين عامي 2011 و2019، وأن معدل "فحوصات العنف المنزلي المزعومة" قد ارتفع بنسبة 24 %،مضيفا إنه خلال تفشي كورونا زاد التوتر والقلق والاكتئاب بنسبة 30 %.
ونشرت صحيفة "اعتماد" تقريرًا بهذا الشأن، في فبراير الماضي، ونقلت عن مصدر مطلع في منظمة الطب الشرعي، قوله إن معدل الانتحار زاد بأكثر من 4 % منذ بداية عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع اشتداد وباء كورونا وتفاقم المشاكل المعيشية والنفسية المرتبطة به، حذر الخبراء مرارًا من عواقبه، بما في ذلك العنف الأسري.
وفي يونيو الماضي، أعلن رئيس منظمة الطب الشرعي عن زيادة حالات إساءة معاملة الأطفال بنسبة 12 %، وتسجيل أكثر من 85 ألف حالة من العنف الأسري.
وقال خالد توكلي، عالم الاجتماع في مجال الأضرار الاجتماعية، لوكالة "إيلنا"، إن عدد حالات الانتحار في المحافظات الغربية لإيران قد ازداد خلال العشرين عامًا الماضية بسبب الصراعات التي سببتها الثقافة التقليدية والأبوية.