وقال مرصد حقوقي، إن مسلحين تابعين للميليشيا الحوثية اقتحموا مقر شركة "يمن ديجتال ميديا" للإعلام، بالعاصمة صنعاء، وقاموا بمصادرتها بعد اتهامهم بارتكاب جرائم تمس أمن الدولة، علي حد قولهم. 

وأوضح مرصد "الحريات الإعلامية في اليمن"، أنه تلقى بلاغة، من المدير التنفيذي للشركة، طه المعمري، أفاد فيه بأن المسلحين الحوثيين اقتحموا مقر الشركة التي تُعد أكبر مجموعة يمنية للبث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، وقاموا بمنع الموظفين من ممارسة عملهم، ومصادرة الشركة وعينت مديراً جديداً عليها وحارساً قضائياً للشركة.

وآدان مرصد الحريات الإعلامية هذا الانتهاك، الذي وصفه بالاعتداء الصارخ لحرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور والقوانين والمواثيق الدولية، معتبرا هذا التصرف بأنه سلوك يفتقر لأي مسوغات قانونية.

ودعا المرصد إلى سرعة التوقف عن هذه الانتهاكات، وحمّل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن ذلك، مطالبا بوقف الممارسات العدائية ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.

وكانت الميليشيا الحوثية، قد صارت خلال السنوات الماضية عشرات المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وشركات الإنتاج الاعلامية.

من جانبها دانت نقابة الصحفيين اليمنيين قيام سلطة الحوثيين في صنعاء بحجز ومصادرة أصول شركة "يمن ديجيتال ميديا" للخدمات الإعلامية والبث الفضائي، في واقعة انتهاك جديدة وصفتها النقابة بـ"الخطيرة".

وطالبت النقابة، في بيان أصدرته "سلطة الأمر الواقع بإنهاء هذه الإجراءات التعسفية المقيدة لحرية الإعلام والاستثمار الإعلامي".

وقالت النقابة إن المدير التنفيذي لشركة "يمن ديجيتال ميديا" طه المعمري أفادها في بلاغ بأن سلطات الحوثيين بصنعاء أقدمت الأحد على حجز شركته التي تقدم خدمات إعلامية للقنوات التلفزيونية، كما "لفقت تهماً ضده بهدف الاستيلاء على الشركة" التي تعمل في مجال الخدمات الإعلامية منذ العام 2004.

وحسب بلاغ المعمري، فإن عناصر أمنية قامت بإغلاق الشركة وتحريزها ومنع الموظفين من دخولها، كما قامت بمصادرة سيارة الشركة، وتعيين مدير لها يتولى مهمة التنسيق مع العملاء، إضافةً إلى تعيين حراس آخرين.

ونفى البلاغ كافة الاتهامات الموجهة للشركة ومديرها، لافتاً إلى أن أمر الحجز جاء في الأساس دون إشعار مسبق للشركة بأي تهمة أو استدعاء أو حكم صادر بحق مديرها، إذ ظلت تعمل بشكل مستمر حتى تاريخ الحجز التعسفي.

واستنكرت نقابة الصحفيين الزج بالمؤسسات الإعلامية في الصراع، والإصرار على تصفية كافة المؤسسات غير التابعة للحوثيين وتلفيق التهم جزافاً لكل ما لا يتطابق وهوى سلطات الأمر الواقع بصنعاء، محملةً الحوثيين مسؤولية هذه الممارسات.

ودعت النقابة المنظمات المعنية بحرية التعبير، وفي مقدمتها "اتحاد الصحفيين العرب" و"الاتحاد الدولي للصحفيين"، للتضامن مع شركة "يمن ديجتال ميديا" والضغط لإنهاء هذه الإجراءات القمعية.

وفي وقت سابق أفادت تقارير إعلامية بأن مليشيا الحوثي دمرت كل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية، وحاولت طمس الهوية الوطنية وقيم الثورة.

كما أعلن مرصد الحريات الإعلامية في اليمن العام الماضي عن تسجيل عشرات الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في اليمن بحق إعلاميين ومؤسسات من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية.

وتوزعت الانتهاكات بين حالات اعتقال، وتهديد ، وإصدار تعميم بعدم التصرف في ممتلكات بعض الصحفيين ووسائل إعلامية تمهيدا لمصادرتها، وإحالة صحفيين مختطفين في سجون جماعة الحوثي منذ ما يقارب 4 أعوام للنيابة الجزائية الخاضعة للمليشيات.

هذا و ويواجه الصحفيون اليمنيون، حملات قمعية ممنهجة خفتت معها معظم الأصوات الحرة وبات الكثير يخشون على أنفسهم عواقب التعبير عن الرأي سواء في وسائل الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي.