باحث عراقي يكشف الاهداف الخفية لزيارة قادة الملالي لبغداد

الأربعاء 21/أبريل/2021 - 08:46 ص
طباعة باحث عراقي يكشف الاهداف روبير الفارس
 
مازالت اصداء زيارة افعي نظام الملالي الممثلة في اسماعيل  قااني قايد فيلق القدس للعراق.تترد في جوانب مراكز البحث والدراسات حيث حذر  إياد العنَّاز الباحث في مركز الأمّة للدراسات والتطوير
 من هذه الزيارة.التي تكشف  في طياتها اهداف النظام الايراني الخبيثة  من السيطرة السياسيّة والاقتصادية علي العراق 
وقال اياد في مقدمة تقريره الذي نشرته صحيفة البصاير 
تبقى الدول والأقطار المتحررة سيدة مواقفها وقراراتها السيادية وسعيها لتحقيق مصالح شعوبها والنهوض بمجتمعاتها نحو التقدم والرقي والعمل على تحديد أسس وثوابت الاستقلال السياسي الذي يشكل الركن الرئيسي في إدارة وتوجيه مؤسسات ووزارات الدولة وجميع القطاعات الأمنية والاستخبارية لتحقيق ثمار الأمن القومي والوطني ويساهم في بناء جبهة داخلية متماسكة ذات أبعاد وأطر وطنية تتسم بالحرص والتضحية من أجل بناء وازدهار الأوطان وتقدم الشعوب.
يوصل الاستقلال السياسي المجتمعات المتحررة إلى قرارات صائبة وأهداف عالية ونتائج قيمة توصل الشعوب إلى حياة مثمرة وتصون مستقبل الأجيال وتحفظ الحقوق الانسانية وتديم حالة الازدهار وتحقق الحياة الحرة السعيدة وبآفاق رحبة لمفهوم الاستقلال تواكبها مناهج وبرامج وخطط اقتصادية نفعية تساعد البلاد على النهوض والتقدم الميداني وتحقيق الرفاهية لأبناء الوطن وإنشاء المشاريع التنموية واستنهاض الهمم ودعم التنمية المجتمعية والارتقاء بوتائر العمل الميداني لتحقيق بنية اقتصادية متماسكة ورفع قدرة الشباب واستيعاب هممهم وقدرتهم على البناء والإعمار وتحقيق الرؤية الثاقبة لاستقلال اقتصادي يكون قاعدة رصينة للحفاظ على ثروات البلاد وانشاء المعامل والمصانع ودعم الانتاج المحلي وزيادة الواردات المالية وبأدوات وطنية شعبية تساعد في رقي المجتمع وتدعم منظومة الاستقلال السياسي دون أي تدخل من قبل أدوات ومشاريع لدول اقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها ومنافعها ورسم أهدافها الاستراتيجية.
أمام هذا المبدأ السياسي الوطني الفعال علينا أن نشير الي  حقيقة واقعية وميدانية أصبحت احدى سمات المشهد السياسي العراقي بعد الغزو والاحتلال الامريكي في 9 ابريل  2003 وما تلاه من حكومات متعاقبة أسهمت في عدم إيجاد صيغ وثوابت وطنية ومشاريع تنموية وآفاق سياسية  رصينة مستقلة واقتصاد وطني مثمر والتي ساهمت في جعل موارد البلاد مشاعة للنهب والسرقة والتهريب وابتعدت منظومة الدولة الرئيسية عن الاهتمام بالمشاريع الكبيرة وتسخير ثروات البلاد والاستفادة من الواردات المالية للطاقة المصدرة بل شهدنا العديد من صور الفساد السياسي والاقتصادي ونهب المال العام وتهريب العملة واتساع شبكات تجارة المخدرات والمشاريع الوهمية وضياع الأموال المخصصة للإعمار والتلاعب بواردات المنافذ الحدودية ودعم وإسناد الفاسدين والمفسدين وعدم اتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية بحقهم وملاحقتهم واحالتهم للمحاكم المختصة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
صورة المشهد المؤلم لضياع البلد ونهب ثرواته وافتقاره للقرار السياسي المستقل وابتعاده عن مفهوم الاستقلال السياسي والاقتصادي وعدم وجود دوافع حقيقية ملزمة للحركات والأحزاب المشاركة في العملية السياسية للعمل باتجاه تحقيق الرؤية الوطنية التي تنتمي حقيقة لأبناء الشعب العراقي وتسعى لتحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة الحرة الكريمة بسبب ارتباط معظم هذه العناوين بمشاريع إقليمية ودولية وتستخدم من قبلهم في تحقيق أهدافهم التوسعية والنفعية داخل العراق ، وهذا ما يجعل أبواب ومنافذ الوطن مفتوحة أمام جميع الدول والتيارات الفكرية والسياسية التي تجد ضالتها وأهدافها التوسعية ومشاريعها السياسية لكي يكون العراق ميدانيا خصبا لتلك الأحلام المريضة والأهداف العدوانية ولتحقيق  غايتهم في السيطرة والهيمنة واضعاف القدرة البشرية لأبناء الشعب وايقاف النهضة التنموية والعمرانية والتحكم بمستقبل البلاد وفق الرؤية الاستراتيجية التي تخدم أهدافهم وسياستهم الميدانية.
جاءت زيارة (اسماعيل قاآني) قائد فيلق القدس الإيراني لبغداد ضمن سياسة ثابتة للنظام الايراني في تعدد زيارات مسؤوليه للعراق واستمرار عملية التدخل في الشؤون الداخلية والقرارات السياسية والاقتصادية ورسم معالم الحياة الميدانية والتأثير على قرارات حكومة بغداد وتسخير الأدوات والوكلاء التابعين لسياسة طهران لتنفيذ الأهداف والمساعي الإيرانية، وضمن قراءة ميدانية واضحة نرى أن هذه الزيارات لا تتم إلا إذا كانت هناك مصالح ومنافع سياسية ايرانية تسعى لتحقيقها واستثمار نتائج الاحداث والوقائع التي تجري في العراق لصالحها. وقال اياد 
فأتت زيارة (قاآني) متزامنة مع بدء الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد ليعمل أقطاب النظام الايراني على توجيه أدواتهم ووكلائهم لتصعيد المواجهة مع المحتل الأمريكي داخل الأراضي العراقية واعتماد سياسة الضغط المباشر على المصالح والأهداف الأمريكية لاستخدامها أدوات فعالة في إطار الجولات التي تعقد هذه الأيام في العاصمة النمساوية (فيينا) والتي تجري بين النظام الإيراني ومجموعة (5+1 ) للعودة إلى المفاوضات الخاصة بالمفاعل النووي الإيراني وبرنامج الأسلحة الباليستية والتمدد والنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وإيجاد صيغة جديدة وبرؤية مستقبلية لاتفاق مستجد يحظى بقبول الجميع ويؤسس لمرحلة جديدة في التعامل مع توجهات إيران النووية.
جاء التوجيه الإيراني بقيام (إسماعيل قاآني ) بزيارة ميدانية لبغداد للوقوف على مستجدات الأوضاع السياسية والتوجهات الحكومية الخاصة بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومناقشة الخلافات والمشاكل الحزبية بين جميع الأوساط السياسية الشيعية التي أصبحت علامة فارقة في المشهد السياسي العراقي وتؤثر على الأهداف والنظرة الاستراتيجية للتعامل الإيراني مع الأحداث الجارية في العراق، واعتبرت الزيارة محاولة ايرانية لتوحيد الرأي السياسي لهذه الأحزاب وبداية لعمل ميداني واختبار لإمكانية قائد فيلق القدس في إدارة الملف العراقي ويؤكد النظام الإيراني من هذه الزيارة دوافعه الذاتية في إثبات حرصه وأتباعه على الاستمرار بالتعامل مع الأحداث القائمة وتمسكه بخيوط اللعبة السياسية وجعلها أكثر قوة في مواجهة التطورات الجارية مع الإدارة الأمريكية وطبيعة إجراءاتها الميدانية على الأرض العراقية خاصة وأنهم يواجهون أزمة اقتصادية خانقة باستمرار العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي أصبحت نتائجها تثقل كاهل المجتمع الإيراني وتؤثر على طبيعة الحياة المعاشية والاقتصادية لأبناء الشعوب الايرانية وتحرج النظام ومؤسساته في كبفية ايجاد مفاعيل حقيقية للخروج من هذه الأزمة الكبيرة التي أثرت بشكل مباشر وميداني على المنظومة الاقتصادية الإيرانية وأصبحت تنقل ميزانيتها المالية وضياع واردات النفط التي بلغت (1000) مليار دولار بسبب عدم تصدير النفط للسنوات الماضية رافقتها عدم قدرة الحكومة الايرانية على مواجهة تداعيات الوباء العالمي كورونا والوفيات والاصابات التي أصابت المدن الايرانية وعدم وجود وسائل وقائية لتحجيم انتشار الوباء.
يسعى النظام الإيراني للضغط على حكومة بغداد وأدواتها لإطلاق المبالغ المجمدة بفعل العقوبات الاقتصادية والبالغة (2،3) مليار دولار كاستحقاقات مالية لطهران على بغداد نتيجة استيراد الغاز الإيراني المستخدم في تشغيل المحطات الكهربائية العراقية وتفعيل هذه الضغوط بقيام حكومة بغداد بالطلب من الجانب الأمريكي بإمكانية استثناء العراق من عملية الاستمرار في استيراد الغاز الإيراني للحاجة المحلية وكون العراق مقبل على فصل الصيف وعدم وامتلاك حكومة بغداد القدرة على استيعاب الحاجة المحلية للطاقة الكهربائية مما يسبب ثقلا كبيرا وأزمة حقيقية سيعاني منها أبناء الشعب العراقي، والضغط باتجاه عملية صرف المبالغ المجمدة لكي يستفاد منها النظام الايراني.
هذه هي إحدى الملامح والجوانب الرئيسية التي كانت وراء زيارة قاآني لبغداد والتأثير باتجاه تصعيد سياسة الضغط والشد على الولايات المتحدة الأمريكية واتباع سياسة المطالبة من قبل حكومة بغداد لتحقيق الأهداف الايرانية والمطاليب الاقتصادية بما يخدم وجود واستمرارية الهيمنة والنفوذ السياسي والاقتصادي في العراق.

شارك