لمواجهة التسلل الإرهابي .. الجيش الليبي يعزز تواجده على حدود تشاد
السبت 24/أبريل/2021 - 04:01 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الأحداث الأخيرة التي تشهدها تشاد، بدأ سلاح الطيران الليبي، تنفيذ عمليات استطلاع مستمرة على الحدود الجنوبية للبلاد، بهدف التصدي لأية محاولة لاختراقها على ضوء التطوّرات في تشاد.
وقد أعادت الأحداث الأخيرة في شمال تشاد لفت الانتباه إلى الجنوب الليبي، الذي تسلل منه متمردون ضد نظام الرئيس إدريس ديبي، للسيطرة على عدد من المواقع في إقليم تيبستي، وقالت الحكومة التشادية، إن القوات الجوية التابعة لها، تطارد منذ أيام، مرتزقة تشاديين تسللوا إلى مناطق شمال البلاد انطلاقاً من الأراضي الليبية.
هذا وتشهد القواعد الجوية في إقليم فزان، ومنها تمنهنت وبراك الشاطئ، حركة استثنائية، إذ تنطلق طائرات الاستطلاع باتجاه المناطق المتاخمة للحدود مع تشاد لمواجهة المتمردين والجماعات الإرهابية، في ظل ظروف شديدة الحساسية، وفق مصادر محلية. كما أعلنت منطقة الكفرة العسكرية التابعة للقيادة العامة للجيش، انطلاق أول دفعة من القوات نحو الحدود الليبية التشادية.
وكان مجلس النواب، قد طالب رئيس المجلس الرئاسي والحكومة، اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الحدود الجنوبية، مشدداً على ضرورة إسراع اللجنة العسكرية «5+5»، في توحيد المؤسسة العسكرية لضمان أمن البلاد واستقرارها.
ووفق بيان مجلس النواب بشأن الأحداث الجارية في تشاد، فإنّ المجلس يتابع الأحداث المتسارعة التي تمر بها تشاد وما قد يترتب عليها من زعزعة للأمن أو عمليات نزوح في المنطقة. وأهاب مجلس النواب، بكل الجهات المختصة بحماية البلاد وأمنها من المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة والقيادة العامة للقوات المسلحة وحكومة الوحدة الوطنية، باتخاذ كل الإجراءات العاجلة والحازمة من أجل تأمين وحماية البلاد وحدودها الجنوبية وصون سيادتها.
من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، التصميم على انسحاب تركيا من البلاد. وخلال جلسة استماع مع لجنة الشؤون الخارجية بمقر مجلس النواب الإيطالي في روما، أمس، أضافت المنقوش، أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية بقيادة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، بدأت حواراً مع تركيا، مضيفة:
وفي وقت سابق قال وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة التشادية، السفير شريف محمد زين في بيان، إن طوابير عدة من المركبات المدججة بالسلاح من ليبيا، توغلت داخل تشاد، لمهاجمة نقطة الحدود الجمركية في زواركي الأحد الماضي، مرجعاً السبب في ذلك إلى ضغوط المجتمع الدولي المطالبة برحيل جميع المرتزقة الأجانب مدفوعي الأجر من الفصائل الليبية، لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وقد اعتبرت السفارة الأمريكية في ليبيا، أن دخول متمردين مؤخراً إلى تشاد من ليبيا يسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة، لجعل ليبيا موحدة ومستقرة مع سيطرة على حدودها.
وأكدت السفارة في بيان، أن الولايات المتحدة ستواصل إشراك أصحاب المصلحة من الليبيين أو من العالم لدعم العملية السياسية، التي ستتوج بانتخابات ديسمبر 2021،ما سيساعد في تعزيز سيادة ليبيا آمنة وخالية من التدخل الأجنبي، من أجل الاستقرار الإقليمي وأمن جيرانها.
ونقل موقع السفارة عن تقارير إعلامية أن هناك تحركاً لمجموعات مسلّحة غير حكومية إلى تشاد من ليبيا، واحتمال مواجهات مع الجيش التشادي.
وحذرت واشنطن من السفر إلى هذه المناطق، والمناطق المحيطة بها في شمال تشاد، مع ضرورة ترقب مستجدات الأحدث من السفارة، ووزارة الخارجية الأمريكية.
ويرى مراقبون أن الجنوب الليبي سيكون عرضة للتأثر المباشر بالمستجدات داخل تشاد، وذلك لأسباب عرقية وثقافية وجغرافية وسياسية.
وعادت قبيلة القرعان للصراع على الحكم، حيث ينتمي إليها زعيم المتمردين محمد مهدي علي الذي يحظى بامتدادات داخل الجنوب الليبي، ولاسيما من خلال التبو الذين سبق أن تعرضوا لاتهامات بدعم المتمردين التشاديين.