تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 25 أبريل 2021.
أزمات إنسانية متفاقمة في اليمن نتيجة الإرهاب الحوثي
تمثل الجرائم الوحشية التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران تهديداً مباشراً لوقف إطلاق النار وعملية السلام في اليمن برمتها، خصوصاً أن الحوثيين لا يعطون أي أهمية تذكر لأي محاولات تهدف إلى التهدئة بل يواصلون حملتهم الوحشية التي تهدف إلى السيطرة على المناطق المحررة في اليمن بأي عدد من الضحايا سواء من بين مسلحيهم أو حتى المدنيين الأبرياء. وذكر موقع «أسيوم تيك» في تقرير له أن مدينة مأرب التي تعاني من أزمة إنسانية متفاقمة تعتبر هدفاً رئيسياً لميليشيات الحوثي، حيث ترغب الميليشيات في السيطرة عليها لاكتساب نفوذ في أي مفاوضات مستقبلية.
وتكبدت ميليشيات الحوثي الإرهابية خسائر فادحة خلال هجومها على محافظة مأرب وغيرها من المدن اليمنية وفقاً للتقرير، الذي أضاف أنه «ورغم ذلك كان هناك المزيد من الخسائر بين المدنيين الذين يواصلون السقوط أمام القصف المدفعي اليومي للميليشيات، التي كانت على قوائم الإرهاب الأميركية إبان فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب». ولجأ الحوثيون مؤخراً لتغطية العجز في صفوف مقاتليهم إلى استخدام الأطفال في انتهاك لكل الأعراف والقوانين الدولية. وأشار الموقع إلى أن من بين جرائم الحوثيين مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة أصيبوا بطلقات نارية في منطقة زراعية شرقي مدينة إب الخاضعة لسيطرة ميليشيات الانقلاب. وقال عرفات أسوباري من سكان مخيم «السويدة» للنازحين في مأرب، وهو أب لستة أطفال: «إذا لم يتوقف القتال، فسنموت جميعاً هنا». وفي مارس، رفض الحوثيون دعوة الرياض لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبدلاً من ذلك صعدوا الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة في عمق المملكة.
قتيلان حوثيان وجرحى بصنعاء في خلاف على الغاز المنزلي
لقي حوثيان مصرعهما وجُرح آخرون في تبادل إطلاق نار أثناء تعبئة إسطوانات غاز منزلي، في أهم معقل لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وأفاد شهود عيان أنه أثناء طوابير طويلة للأهالي أمام محطة لتعبئة إسطوانات الغاز المنزلي، في حي الروضة شمال العاصمة، اختلفت عناصر من ميليشيات الحوثي فيما بينها على التحكم بعملية التعبئة، وسرعان ما تطور الشجار إلى التحام بالبنادق وإطلاق النار ما نجم عنه قتيلان حوثيان وعدد من الجرحى.
يشار إلى أن الميليشيات حولت جزءاً كبيراً من الغاز المنزلي إلى السوق السوداء، في حين رفعت سعر الأسطوانة الواحدة الموزعة على المواطنين عبر عقال الحارات أو محطات مخصصة إلى 7 آلاف ريال، مقارنة بسعرها السابق أقل من ألف ريال.
وفي وقت احتكرت الميليشيات الحوثية الغاز المنزلي، يضطر الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى الوقوف في طوابير طويلة كل شهر لتحصل كل أسرة على أسطوانة واحدة وبأسعار مجحفة.
الجيش اليمني يسقط مسيّـرات مفخخة وتجسسية للميليشيات
أعلن الجيش اليمني، أمس السبت، عن إسقاط طائرة مفخخة حوثية غربي مدينة تعز جنوبي البلاد. وقال بيان لمتحدث الجيش اليمني العميد ركن عبده مجلي: إن الجيش تمكن من إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة تابعة للميليشيات الحوثية في بلدة «قهبان» في مديرية مقبنة غربي تعز. وأوضح أن الجيش اليمني أسقط أيضاً خلال ال24 الماضية 3 طائرات من دون طيار لميليشيات الحوثي في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
ولفت إلى أن الطائرات التي أسقطت في مأرب كانت إحداها تجسسية إلى جانب طائرتين مفخختين محملتين بالمتفجرات وقد تم الإعلان عنها في وقت سابق الجمعة.
وقال العميد مجلي: إن جنود الجيش اليمني ورجال القبائل وبإسناد من طيران التحالف، كسروا كافة تسللات وهجمات الميليشيات الحوثية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان في محافظة مارب، وتم تكبيدها مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات والدوريات واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي: إن الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، يواصل العمليات القتالية والهجومية والدفاعية. وأوضح العميد مجلي أن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران التحالف، تمكنت من كسر تسللات وهجمات الميليشيات الحوثية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان في محافظة مارب.
وأضاف: إن الطيران المقاتل للتحالف العربي شارك بفاعلية في تدمير تعزيزات الميليشيات وآلياتها ودباباتها وعتادها القتالي، في مختلف الجبهات في المشجح والكسارة وهيلان، والجدعان وجبل مراد. وقال الناطق باسم الجيش اليمني ان القوات الحكومية تمكنت من قطع طرق الإمداد على ميليشيات الحوثي والسيطرة على مواقع حاكمة، وتم تحرير تلال وتباب وهيئات حاكمة.
من جانب آخر، جددت ميليشيات الحوثي، قصفها المدفعي على قرى الدريهمي جنوبي الحديدة، غربي اليمن، في سياق جرائمها المستمرة بحق المدنيين وخروقها المتكررة للهدنة الأممية. وأفادت مصادر محلية بأن الميليشيات أطلقت عدداً من قذائف الهاون الثقيلة باتجاه القرى السكنية ومزارع المواطنين في قرية القضبة جنوب غرب المديرية.
خسائر حوثية فادحة في معركة مأرب
اشتد وطيس المعارك غرب محافظة مأرب، مع حشد ميليشيا الحوثي الآلاف من عناصرها، في جبهة مديرية صرواح، في محاولة لتحقيق أي تقدم باتجاه عاصمة المحافظة، الأمر الذي تصدّت له القوات الحكومية، وبإسناد من مقاتلات التحالف، وكبّدت الميليشيا خسائر فادحة بمقتل العشرات من عناصرها، وجرح آخرين، فضلاً عن أسر الكثيرين.
وأكّدت مصادر عسكرية لـ«البيان» أنّ المواجهات تركّزت في جبهة المشجح، مع هجمات استهدفت تحييد القوات المتمركزة في جبهة الكسارة والمخدرة، إذ استدرجت القوات الحكومية، ميليشيا الحوثي إلى عدد من المواقع في جبهة المشجح، بما أسفر عن مواجهات عنيفة أدت لمقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، بينهم قائد ميداني يحمل رتبة لواء اسمه خالد محمد الرضا. كما هاجمت القوات الحكومية، تجمعات الميليشيا على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مفرق محافظة الجوف، وامتدت المواجهات إلى مرتفعات سنجر والسود وحرمل، في المشجح.
وذكرت المصادر أنّ مليشيا الحوثي حاولت مهاجمة مواقع القوات الحكومية في جبهة الزور، والطلعة الحمراء، التي تبعد 15 كم عن مدينة مأرب، إلّا أنّ القوات الحكومية، وبمساندة من مقاتلات التحالف تصدت للهجوم، ودمرت عشر عربات كانت تحمل تعزيزات للميليشيا، مشيرة إلى أنّ المواجهات امتدت إلى جبهة المخدرة، وجبهات جنوب المحافظة في مديرية رحبة، عقب محاولات تسلل فاشلة لعناصر الميليشيا في جبهات حيد آل أحمد، ورحوم، والأوشال.
تثمين دور
سياسياً، أكّدت الحكومة اليمنية أنّ ميليشيا الحوثي لا تزال مستمرة في تصعيدها العسكري في مأرب ضد المدنيين والنازحين، على الرغم من المبادرات والتنازلات، التي قدمت في سبيل تحقيق السلام، لافتة إلى أنّ استمرار التصعيد يرسل إشارة واضحة بأن الميليشيا غير جادة في تحقيق أي تقدم بعملية السلام، الأمر الذي يظهر وبوضوح أنّ قرار الميليشيا مرهون بالنظام الإيراني، الذي يستخدمها لتنفيذ أجندته في سبيل زعزعة استقرار اليمن والمنطقة. وأعربت الحكومة اليمنية عن تقديرها للدعم الأمريكي المستمر، والجهود التي يبذلها المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندر كينغ، لإحلال السلام، مجددة موقفها الداعم للجهود الدولية الهادفة لتحقيق السلام العادل، والمستدام، والمبني على المرجعيات الثلاث.
تحذير يمني من «تفخيخ» حوثي لمستقبل اليمن بتجنيد أطفاله
ذكرت مصادر يمنية مطلعة في العاصمة صنعاء أن الميليشيات الحوثية شرعت، منذ مطلع شهر رمضان المبارك، في تنظيم حملات ممنهجة في العاصمة ومحافظات عمران وحجة والمحويت وذمار وريمة وإب، لاستقطاب الأطفال والمراهقين بغية غسل أدمغتهم فكرياً والزج بهم في جبهات القتال.
وفي حين حذرت الحكومة الشرعية من السعي الحوثي لتفخيخ المستقبل اليمني بخلق جيل جديد من الإرهابيين والمتطرفين فكرياً، كان ناشطون حقوقيون كشفوا، قبل أيام، عن توثيق مقتل نحو 1400 طفل ممن ألحقتهم الجماعة بجبهات القتال خلال العام المنصرم.
وقدّر الحقوقيون الذين شاركوا في ندوة حول جرائم الجماعة تم تنظيمها في محافظة مأرب، أن الميليشيات الحوثية جنّدت أكثر من 30 ألف طفل من خلال الاستقطاب الممنهج، كما جنّدت نحو 10 آلاف آخرين قسراً، بعد أن اختطفتهم من بين ذويهم إلى معسكرات التجنيد.
وقالت المصادر إن قادة الميليشيات الحوثية خصصوا ميزانية ضخمة للإنفاق على إنشاء مئات من المعسكرات الداخلية التي يراد منها استقبال الأطفال والمراهقين عقب انقضاء إجازة عيد الفطر المقبل ودخول العطلة الصيفية.
وفي حين أفاد قادة ميدانيون في جبهات القتال بمأرب بأن أغلب قتلى الميليشيات في الأسابيع الأخيرة هم من فئة صغار السن، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من تفخيخ ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لعقول الأطفال في مناطق سيطرتها.
وقال الإرياني، في تصريحات رسمية: «ما تقوم به ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة من عمليات مسخ وغسل لعقول عشرات الآلاف من الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتعبئتهم بالشعارات العدائية والأفكار الطائفية المتطرفة المستوردة من طهران، ينذر بجيل من الإرهابيين المفخخين بثقافة الموت والكراهية».
وأضاف الإرياني: «هذا الجيل من الإرهابيين الذي سيُشكل فيما لو استمرت سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة المختطفة صنعاء سنوات قادمة، سيمثل خطراً على الهوية اليمنية، والسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي وقيم العيش المشترك بين اليمنيين، وتهديداً جدياً للأمن والاستقرار في اليمن والإقليم والعالم».
وطالب وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي بإدراك حقيقة ميليشيا الحوثي واستمرارها في عمليات غسل عقول الأطفال وتزييف وعيهم، وتحويلهم إلى قنبلة موقوتة، وبإدراك الخطر الذي تمثله على الأمن والسلم الدوليين، والذي لا يقل خطورة عن التنظيمات الإرهابية.
كما دعا الإرياني المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن.
وفي وقت سابق، اتهم الإرياني الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بارتكاب «جرائم إبادة» بحق الأطفال اليمنيين، وذلك على خلفية قيام الجماعة بتصعيد عمليات تجنيد الصغار لا سيما من هم في سن المدرسة.
وقال إن «ما تقوم به ميليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران من غسل لعقول الآلاف من الأطفال بعمر الزهور بالأفكار الإرهابية المتطرفة المستوردة من إيران، وتجنيدهم في صفوفها والزج بهم في مختلف جبهات القتال، هو جرائم إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل بحق الطفولة في ظل صمت دولي مخزٍ وغير مبرر»، بحسب تعبيره.
وعلى وقع الهجمات الحوثية باتجاه مأرب ومساعي الجماعة لحسم المعركة هناك، لجأت الجماعة أخيراً إلى الدفع بأمنها النسائي المعروف بـ«الزينبيات» لتولي مهمة استقطاب الأطفال وتجنيدهم بطرق شتى؛ منها ترغيب أمهاتهم وترهيبهن في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة الموالية لإيران، بحسب ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر محلية مطلعة.
ويتعرض المئات من الأطفال في كل من صنعاء وريفها وبعض المحافظات مثل: إب، وذمار، وعمران، وحجة منذ أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، للاستهداف والاستقطاب الحوثي المنظم، حيث يتم أغلب ذلك بعيداً عن أسر الأطفال وذويهم، بحسب المصادر.
وتسعى الميليشيات الحوثية - بحسب المصادر - من خلال تلك الممارسات التي صاحبت أغلبها أعمال عنف ومصادرة للحقوق وحرمان الأطفال من حق التعليم والحياة، إلى تحريضهم على القتل والعنف والطائفية واستخدامهم فيما بعد كوقود لمعارك الجماعة.
وبسبب الحملات الشعواء التي تقودها الجماعة في أوساط المراهقين والقصر في مناطق سيطرتها لتجنيدهم، قاد ذلك إلى إحجام الآلاف من خريجي الثانوية عن الالتحاق بالجامعات بمختلف أقسامها.
وفي وقت سابق أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر في جامعة ذمار، أن نسبة الالتحاق بكليات الجامعة وأقسامها بلغ في السنوات الأخيرة أدنى المستويات، في حين كانت الجامعة تفقد طاقتها الاستيعابية في كل الأقسام قبل الانقلاب. وفي محافظة حجة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 3 ملايين نسمة، أفادت مصادر أكاديمية لـ«الشرق الأوسط» بأن عدد المتقدمين للدراسة في العام الجامعي الجديد بلغوا نحو مائة طالب في ثلاث كليات، مع أن الطاقة الاستيعابية هي ألف طالب.
وإذ ترجح المصادر أن حملات التجنيد التي تقودها الجماعة في صفوف خريجي الثانوية والكثير منهم تحت سن 18، هي السبب الرئيس خلف هذا الإحجام، كان تقرير الخبراء الأمميين وثّق عشرات الحالات لأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً جندهم الحوثيون وقتلوا في ساحة المعركة في عام 2020 في محافظات عمران والبيضاء وذمار وحجة والجوف والمحويت ومأرب وصعدة.
الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين برفض مساعي السلام تنفيذاً لأجندة طهران
جددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اتهام الميليشيات الحوثية بالارتهان للأجندة الإيرانية ورفض مساعي السلام مستدلة على ذلك بإصرار الجماعة الانقلابية على التصعيد العسكري في مأرب وعدم الانصياع للدعوات الأممية والدولية لوقف الهجمات.
جاء ذلك في وقت أكد الجيش اليمني أن قواته بإسناد من رجال القبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية تواصل التصدي للهجمات العنيفة للميليشيات الحوثية في جبهات غرب مأرب وجنوبها وشمالها الغربي، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري والمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية.
اتهامات الحكومة اليمنية الأخيرة للميليشيات الحوثية جاءت في تصريحات لوزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك خلال اتصال مع السفير الأميركي كريستوفر هينزل، وفق ما أوردته المصادر الرسمية.
ونقلت وكالة «سبأ» عن ابن مبارك أنه أعرب عن تقدير بلاده للدعم المستمر الذي تقدمه الحكومة الأميركية لليمن، وتقديرها للجهود التي يبذلها مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى اليمن تيم لندركينغ لإحلال السلام في اليمن.
وفي حين جدد بن مبارك موقف الحكومة الشرعية الداعم للجهود الدولية الهادفة لتحقيق السلام العادل والمستدام والمبني على المرجعيات الثلاث، قال «رغم المبادرات والتنازلات التي قدمت في سبيل تحقيق السلام فما زالت الميليشيات الحوثية مستمرة في عدوانها وتصعيدها العسكري في مأرب ضد المدنيين والنازحين».
وأضاف الوزير اليمني بالقول «استمرار هذا التصعيد العسكري يرسل إشارة واضحة بأن الميليشيات الحوثية غير مهتمة وليست جادة بتحقيق أي تقدم في عملية السلام وهو ما يظهر بوضوح أن قرار هذه الميليشيات مرهون بالنظام الإيراني الذي يستخدمهم لتنفيذ أجندته الخبيثة في سبيل زعزعة استقرار اليمن والإقليم».
في السياق نفسه، نسبت المصادر الرسمية اليمنية للسفير الأميركي أنه جدد موقف بلاده الداعم للحكومة الشرعية ولأمن ووحدة واستقرار اليمن، وأشار إلى أن التصعيد العسكري في مأرب يشكل تهديداً لجهود السلام الحالية، كما جدد التزام الولايات المتحدة بمواصلة الجهود لدعم عملية السلام وإنهاء الحرب في اليمن.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية إن المئات من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا خلال التصدي لهجمات ضارية شنتها الجماعة في الأيام الأخيرة على مواقع الجيش في جبهات الكسارة والمشجح غرب مأرب وجراء ضربات محكمة لطيران تحالف دعم الشرعية.
ويوم الجمعة الماضي كان الإعلام العسكري للجيش اليمني أفاد بأن الميليشيات تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية في جبهتي المشجح والكسارة بمأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن دفاعات الجيش الوطني دمّرت طائرتين مفخختين أثناء اقترابهما من سماء جبهة المشجح، فيما دمّرت مدفعية الجيش 3 عربات كانت محمّلة بأسلحة وذخائر.
وعلى وقع المعارك، استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تحركات وتعزيزات لميليشيا الحوثي غرب مأرب وهو ما أسفر عن تدمير خمس مدرعات وثلاث عربات كانت تحمل تعزيزات ومقتل من كان على متنها من عناصر الجماعة.
من جهته، قدم المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي إيجازا صحافيا أمس (السبت) عن سير العمليات العسكرية وتطورات المعارك في مختلف الجبهات، وقال إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران التحالف، تمكنوا من كسر تسللات وهجمات الميليشيا الحوثية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان في محافظة مارب، وتكبيدها مئات القتلى والجرحى بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والعربات المدرعة واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
وأوضح العميد مجلي أن الطيران المقاتل للتحالف شارك بفاعلية في تدمير تعزيزات الميليشيا وآلياتها ودباباتها وعتادها القتالي، في مختلف الجبهات في المشجح والكسارة وهيلان، والجدعان وجبل مراد، مؤكدا تدمير طائرتين مسيرتين متفجرتين للجماعة وكذا إسقاط طائرة استطلاعية للميليشيات الحوثية. وقال مجلي «ما زالت قواتنا حتى هذه اللحظة تحقق التقدم والمكاسب على الأرض من خلال العمليات الهجومية والدفاعية والأعمال التعرضية والالتفاف والكمائن لاستنزاف عناصر وأسلحة الميليشيات الحوثية وذلك بروح معنوية عالية وجاهزية قتالية». وأضاف: «نتيجة لتلك الهزائم المستمرة على مختلف الجبهات القتالية لجأت الميليشيا الحوثية إلى قصف المدنيين والنازحين في محافظة مأرب المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة بشكل متعمد وممنهج، حيث نتج عن القصف الإرهابي المتواصل إصابة مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، وهي أعمال مدانة وترقى إلى جرائم حرب وتخالف القانون الدولي الإنساني وتعد تحديا سافرا لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات مجلس الأمن».
واتهم المتحدث العسكري للجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها «لا تلتزم بالمبادرات الحريصة، على وقف الحرب وإحلال السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني». وقال إنها «دائما ما تذهب إلى استغلال اتفاقات السلام لتحقيق مآربها ومآرب إيران، واستمرار عدوانها على الشعب اليمني، وارتكاب جرائم الحرب».
وفيما يتعلق بالمعارك في جبهات تعز (جنوب غربي) قال العميد مجلي «إن قوات الجيش الوطني شنت عمليات هجومية محكمة في جبهات مقبنة والأحكوم، تمكن فيها الجيش من قطع طرق الإمداد على ميليشيا الحوثي والسيطرة على مواقع حاكمة، وتم تحرير تلال وهيئات حاكمة، وما زالت العمليات العسكرية هناك مستمرة». وفي محافظة حجة (شمال غربي البلاد) أكد العميد مجلي أن قوات الجيش الوطني مسنودة بطيران تحالف دعم الشرعية تواصل ضرباتها ضد الميليشيا في عزلة بني حسن التابعة لمديرية عبس ومديرية مستبأ، وتأمين المواقع وتحقيق التقدم نحو سوق الربوع في منطقة البداح وقطع طرق إمداد الميليشيا الحوثية وتكبيدها الخسائر المادية والبشرية».
كما أشار إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنت هجوماً معاكساً في محافظة الجوف على عدد من المواقع كانت تتمركز فيها الميليشيا الحوثية في جبهة الخنجر والنضود حيث تمكنت من تحرير عدة مواقع، وإلحاق خسائر كبيرة بالميليشيات.
ومع اشتداد الهجمات الحوثية المتواصلة باتجاه مأرب، كانت الأمم المتحدة حذرت من الخطر المحدق بحياة مليون نازح في هذه المحافظة النفطية، وأعلنت الثلاثاء الماضي مقتل 14 مدنيا على الأقل، في النصف الأول من أبريل (نيسان) الحالي، جراء تصاعد المعارك في المحافظة. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن في تقريره أن «استمرار القتال المكثف عبر مناطق الخطوط الأمامية في محافظة مأرب، مع تفشي الأعمال العدائية بشكل خاص في مديرية صرواح؛ أدى إلى موجات نزوح كبيرة داخل المحافظة منذ بدء التصعيد في أوائل فبراير (شباط) الماضي».
وأشار التقرير الأممي إلى أن أربعة مواقع للنازحين داخلياً في مديرية صرواح تأثرت بالقصف في الفترة ما بين 22 و29 مارس (آذار)، وأصيب أكثر من عشرة أشخاص في هذه الحوادث.
اليمن.. مقتل 1400 طفل في جبهات الحوثي خلال العام الماضي
كشفت منظمة حقوقية يمنية عن مقتل مئات الأطفال دون سن الخامسة عشرة جندتهم ميليشيا الحوثي للقتال في صفوفها في جبهات القتال ضد الجيش الوطني.
وأكدت رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري، أن 1410 أطفال تتراوح أعمارهم بين 15-10 عاما قتلوا في جبهات ميليشيا الحوثي خلال العام الماضي فقط.
وقالت الصراري إن ميليشيا الحوثي جنّدت أكثر من 30 ألف طفل للمشاركة في القتال بشكل طوعي، و10 آلاف جندتهم قسرًا في الأعمال القتالية بشكل مباشر وغير مباشر.
وأوضحت في ورقتها، التي قدمتها بعنوان "جريمة تجنيد الأطفال في اليمن" خلال المؤتمر الأول لحقوق الإنسان في مأرب، أن القانون الدولي الإنساني حظر تجنيد أو استخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة أو القوات المسلحة.
وأشارت إلى أن ميليشيا الحوثي قامت منذ انقلابها في سبتمبر 2014 باستخدام الأطفال وأقحمتهم في معاركها بصور وأنماط متعددة للمشاركة في الأعمال الحربية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات منهم.
وقالت الصراري إن ميليشيا الحوثي تمارس على مرأى ومسمع من العالم تجنيد الأطفال وتطلق حملات طوعية وإجبارية في مناطق سيطرتها مستخدمة أذرعتها وأجهزتها الأمنية والقبلية والمشرفين.
وأفادت أن ميليشيا الحوثي أولت مشرفيها مهمة استدراج الأطفال للمراكز والمعسكرات التي افتتحتها في مختلف العزل والقرى والمديريات، وقد بلغ عدد هذه المراكز 52 معسكرا، تدرب فيها مئات الأطفال واليافعين.
وأضافت أن تفشي هذه المراكز جاء على حساب المدارس والمعاهد التعليمية التي أغلقها الحوثيون من أجل تحول الأطفال والمراهقين لمعسكرات التدريب في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.
وأشارت إلى أن الميليشيات تعمد إلى تفخيخ أدمغة الأطفال والنشء عبر تغيير وتشويه المناهج التعليمية على أساس طائفي وعقائدي، لتنشئة جيل كامل على الكراهية والأحقاد.