تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 26 أبريل 2021.
الجيش اليمني يدك مواقع «الحوثي» في مأرب
يواصل الجيش اليمني الدفاع عن محافظة مأرب، صاداً محاولات ميليشيات «الحوثي» التقدم، إذ أكدت مصادر عسكرية قصف الجيش مواقع وتحصينات الميليشيات في المحافظة مع احتدام المعارك، موقعة عشرات القتلى. بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، أمس، استمرار العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال حتى دحر الميليشيات، التابعة لإيران، التي وصفها بالأذناب، من كل شبر في اليمن، واستعادة الدولة اليمنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.
وتشنّ ميليشيات «الحوثي» منذ أشهر هجمات عدة على مأرب، رغم التحذيرات الأممية، التي نبهت إلى مصير آلاف النازحين في المحافظة.
والأسبوع الماضي، جدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن بتغريدة عبر «تويتر»، تحذيره من أن أكثر من مليون نازح معرضون للخطر.
وتحاول الميليشيات الإرهابية التقدم، والسيطرة على المحافظة بشتى الوسائل لأهميتها الاقتصادية بالنسبة لإمدادات الطاقة في البلاد، رغم سقوط عشرات المدنيين في عملياتها العسكرية، ورغم الإدانات الدولية والأممية.
وكشفت إحصائية رسمية، استهداف الميليشيات للمدنيين، بمن فيهم النازحون بمأرب بنحو 27 صاروخاً باليستياً خلال الشهرين الماضيين. ومنذ بداية الحرب، قصفت الميليشيات المدينة بأكثر من 115 صاروخاً باليستياً و140 كاتيوشا، وهو ما أدى إلى مقتل 255 مدنياً وإصابة 445 آخرين، وفق تقرير لمنظمة «سام» للحقوق.
ضبط مواد متفجرة قبل وصولها للانقلابيين
أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، ضبط شحنة مواد مهربة تُستخدم لتصنيع العبوات الناسفة، عندما كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي.
ونقل الإعلام العسكري للقوات المشتركة عن مصدر أمني قوله: إن دورية أمنية تابعة لـ«لواء باب المندب» تمكنت من ضبط الشحنة، التي كانت على متن أربع سيارات في شعاب أودية الخامري، قرب من منطقة السقيا، بعد عملية أمنية واستخباراتية ناجحة. وأضاف: «أحيلت السيارات والمواد التي على متنها وسائقوها إلى الجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة». وجاءت العملية ضمن الجهود التي تبذلها القوات المشتركة في منع التهريب، وحفظ الأمن على طول الشريط الساحلي للمناطق المحررة.
التعنّت الحوثي يفشل جهود إحلال السلام في اليمن
توقفت عجلة السلام، التي كانت استأنفت الدوران مع دخول الإدارة الأمريكية الجديدة على خط الحرب في اليمن، وتبنيها الدعوة لوقف هذه الحرب وتعيين مبعوث خاص لذلك، لكن تصدي ميليشيا الحوثي لكل دعوات السلام، واستمرارها في التصعيد العسكري بتجاه محافظة مأرب، عرقل الجهود التي كان يبذلها مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن. وبات الحديث عن المواجهة العسكرية سيد الموقف وإذا ما استمر التصعيد على هذه الوتيرة فإن آمال السلام التي تشكلت خلال الشهرين الأخيرين ستتلاشى، وستعود الأوضاع إلى المربع الأول للحرب.
إلى ما قبل الأسبوع الماضي كانت اللقاءات التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، والأمريكي تيم ليندركينج تشكل بداية أمل بنجاح الجهود، التي يبذلها الرجلان ومعهما سلطنة عمان من أجل إقناع ممثلي ميليشيا الحوثي القبول بخطة وقف القتال المقترحة من الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية والانتقال نحو ترتيبات المحادثات الشاملة، لكن تعنت ممثلي ميليشيا الحوثي وتعمدها التصعيد العسكري في غرب مأرب، والدفع بكل إمكاناتها القتالية والبشرية نحو الهجوم على المدينة بدد تلك الآمال، وأظهر أن هذه الميليشيا لا تمتلك من قرارها شيئاً، وأنها تنفذ مخططاً إقليمياً، يستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة ولا شيء غيره.
اشعال الجبهات
وما إن أنهى مجلس الأمن اجتماعه، وأصدر بياناً رحب فيه بالمبادرة السعودية ودعا أطراف الصراع إلى التعامل بإيجابية مع مساعي السلام، التي تقودها الأمم المتحدة حتى نفذت ميليشيا الحوثي أكبر هجوم على مأرب من جهة الغرب، وأشعلت الجبهات في معارك عنيفة لم يُشهد لها مثيل، وخلّفت المئات من القتلى خلال أيام، ما يرفع خسائر الميليشيا في الهجوم الأخير، الذي دخل شهره الثالث إلى ما يزيد على عشرة آلاف قتيل، وفق تقديرات مصادر عسكرية وطبية.
وتعتقد ميليشيا الحوثي التي باتت ورقة في مساومات مشاريع التسلح الإقليمية أن بمقدورها خداع اليمنيين والعالم عندما رفضت خطة الوقف الشامل للقتال، وطالبت بالتدرج في ذلك من خلال السعي لتحييد مقاتلات تحالف دعم الشرعية عن معركة مأرب، حتى تتمكن من السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز، والتي يوجد بها محطة الكهرباء الأساسية في البلاد، لكن تلك الخدعة لم تنطل على أحد، وعادت أجواء الحرب لتفرض نفسها من جديد، فيما واصلت الدفع بالأطفال وصغار السن إلى هذه الجبهات أملاً في تحقيق أي تقدم بعد اقتراب هجومها من الشهر الرابع.
الجيش اليمني كسر هجمات الحوثي في 6 جبهات بمأرب
أعلن الناطق باسم الجيش اليمني ، العميد الركن عبده مجلي، عن تمكن الجيش من كسر هجمات لميليشيا الحوثي، في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان في محافظة مأرب، وتكبيدها مئات القتلى والجرحى في صفوف مقاتليها، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والأطقم والعربات المدرعة واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة. وقال مجلي، في موجز صحفي، إن مقاتلات التحالف العربي شاركت بفاعلية في تدمير تعزيزات الميليشيا وآلياتها ودباباتها وعتادها القتالي، في مختلف الجبهات في المشجح والكسارة وهيلان، والجدعان وجبل مراد. ولفت إلى أن الدفاعات الجوية للجيش الوطني دمرت طائرتين مسيرتين متفجرتين وكذلك إسقاط طائرة استطلاعية للميليشيا الحوثية.
وأكد مجلي أن قوات الجيش لا تزال تحقق التقدم والمكاسب على الأرض من خلال العمليات الهجومية والدفاعية والأعمال التعرضية والالتفاف والكمائن، لاستنزاف عناصر وأسلحة الميليشيا الحوثية، وذلك بروح معنوية عالية وجاهزية قتالية.
ونوه إلى أنه نتيجة لتلك الهزائم المستمرة على مختلف الجبهات، القتالية لجأت الميليشيا الحوثية إلى قصف المدنيين والنازحين في محافظة مأرب، المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة بشكل متعمد وممنهج، حيث نتج عن القصف الإرهابي المتواصل إصابة مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وعن المعارك في جبهات تعز، جنوبي غرب البلاد، قال مجلي: إن القوات المشتركة شنت عمليات هجومية محكمة في جبهات مقبنة والأحكوم، أسفرت عن قطع طرق الإمداد على ميليشيا الحوثي والسيطرة على مواقع حاكمة، وتم تحرير تلال وتباب. مشيراً إلى أن قوات الجيش تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة مفخخة تابعة للميليشيا الحوثية في منطقة قهبان بمديرية مقبنة.
ولفت إلى أن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية شنت هجوماً معاكساً في محافظة الجوف على عدد من المواقع كانت تتمركز فيها الميليشيا الحوثية في جبهة الخنجر والنضود، وتمكنت من خلاله تحرير عدة مواقع، وإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بالميليشيا الحوثية الإيرانية.
يمنيون يطلقون حملة لإسناد مأرب وسط اشتداد المعارك مع الحوثيين
أطلق مئات الناشطين اليمنيين حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي دعوا فيها إلى إسناد معارك الجيش اليمني غرب مأرب، باعتبارها معركة مفصلية ضد المشروع الإيراني، وذلك بالتزامن مع اشتداد المعارك في غرب المحافظة، حيث تضغط الميليشيات الحوثية بكامل قوتها للشهر الرابع على التوالي سعياً للسيطرة عليها.
وزار رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، أمس (الأحد)، إلى مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت، وذكر حساب مجلس الوزراء اليمني على «تويتر» أن «عبد الملك وصل إلى مدينة المكلا، في زيارة تفقدية لمحافظة حضرموت، للاطلاع على أحوال المواطنين وملامسة همومهم واحتياجاتهم من المشاريع والخدمات، وجهود السلطة المحلية في المجالات الخدمية والتنموية وتثبيت الأمن والاستقرار، والاستجابة للأولويات الملحّة».
يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر عسكرية يمنية بأن الجيش اليمني واصل، أمس (الأحد)، صد الهجمات الحوثية غرب مأرب بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، حيث قدرت المصادر مقتل نحو 100 من المسلحين الحوثيين وأسر العشرات.
ودعا المئات من الناشطين والسياسيين اليمنيين ضمن حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى المسارعة إلى إسناد معركة مأرب مع الحوثيين، باعتبارها معركة الجميع ضد الوجود الإيراني وأداته الحوثية.
وطالب الناشطون الشرعية اليمنية بتحريك المزيد من الألوية والقوات العسكرية لمواصلة الدفاع عن مأرب والأخذ بزمام المبادرة لطرد الميليشيات الحوثية من المناطق التي تسيطر عليها، وفق ما جاء في تغريدات على «تويتر».
من جهته، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء القبائل في مختلف جبهات محافظة مأرب الصامدة لا يخوضون معركة استعادة الدولة والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وفي مقدمها الثورة والجمهورية والدفاع عن الهوية الوطنية فحسب، بل معركة كل العرب في التصدي للغزو الفارسي وأداته من ميليشيا الإرهاب الحوثية.
من ناحيته، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة برجال القبائل، تخوض معارك مستمرة مع ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في أطراف مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وسط خسائر كبيرة تتكبدها الميليشيات في الأرواح والعتاد.
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر. نت) عن قائد عسكري تأكيده «مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، بنيران أبطال الجيش في جبهة المشجح، إلى جانب تأكيده أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت بغارات جوية مكثفة مواقع وتجمعات الميليشيا الحوثية، في جبهتي المشجح والكسارة، وكبدتها خسائر في العدد والعدة».
واستهدفت مقاتلات التحالف - بحسب المصدر نفسه - تعزيزات للميليشيا مقبلة من العاصمة صنعاء، مما أدى إلى تدمير 7 ناقلات للعناصر الحوثية، ومصرع وجرح كل من كان على متنها.
وتشهد جبهات الكسارة والمشجح غرب مأرب أعنف المعارك منذ فبراير (شباط) الماضي، حيث تسعى الميليشيات للسيطرة على المحافظة النفطية دون الالتفات إلى حجم خسائرها وسط تقديرات تشير إلى مصرع أكثر من ستة آلاف من عناصرها خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف به دولياً جددت، قبل يومين، اتهام الميليشيات الحوثية بالارتهان للأجندة الإيرانية ورفض مساعي السلام، مستدلة على ذلك بإصرار الجماعة على التصعيد العسكري في مأرب وعدم الانصياع للدعوات الأممية والدولية لوقف الهجمات.
ومع اشتداد الهجمات الحوثية المتواصلة باتجاه مأرب، كانت الأمم المتحدة حذرت من الخطر المحدق بحياة مليون نازح في هذه المحافظة النفطية، إذ أعلنت الثلاثاء الماضي مقتل 14 مدنياً على الأقل، في النصف الأول من أبريل (نيسان) الحالي، جراء تصاعد المعارك في المحافظة.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن في تقريره أن «استمرار القتال المكثف عبر مناطق الخطوط الأمامية في محافظة مأرب، مع تفشي الأعمال العدائية بشكل خاص في مديرية صرواح؛ أدى إلى موجات نزوح كبيرة داخل المحافظة منذ بدء التصعيد في أوائل فبراير (شباط) الماضي».
وأشار التقرير الأممي إلى أن أربعة مواقع للنازحين داخلياً في مديرية صرواح تأثرت بالقصف في الفترة ما بين 22 و29 مارس (آذار)، وأصيب أكثر من عشرة أشخاص في هذه الحوادث.
مسنون في صنعاء يعولون أحفادهم بعد مقتل الآباء في صفوف الحوثيين
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تنتهي فيه معاناة الحاج قائد أحمد، المتعلقة برحلة البحث عن الرزق لأولاده، بعد أن كبروا وأصبحوا يعولون أُسَراً وأطفالاً، أبت الأيام والظروف إلا أن يواصل هذا المسن السبعيني ما تبقى من عمره المثقل بالهموم يتحمل مسؤولية إطعام أحفاده الثمانية، بعد أن لقي آباؤهم مصرعهم وهم يقاتلون إلى جانب الميليشيات الحوثية.
يتحدث الحاج قائد أحمد، وهو اسم مستعار لرجل كبير في السن، لـ«الشرق الأوسط»، عن بعض المعاناة والمصاعب التي واجهته أثناء رحلة البحث من جديد عن مصدر رزق لأحفاده وأمهاتهم وبقية أفراد أسرته، بعد فقدان الآباء نتيجة عمليات الاستدراج الحوثية لهم للالتحاق بالقتال، ومن ثم عودتهم جثثاً هامدة.
ويقول إنه لم يكن متوقعاً بعد هذا العمر الكبير أن تُلقى على عاتقه من جديد مهمة البحث عن وسيلة لجلب الرزق، ليسد بها جوع تلك الأسرة المغلوبة على أمرها.
يفترش الرجل السبعيني حالياً إحدى أسواق العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ليبيع ثمرة الليمون التي يقتني منها كل صباح كميات كبيرة بسعر الجملة، ثم يبيعها بالكيلوغرام أو بـ«الحبة»، لتدر عليه بشكل يومي مبلغاً بسيطا من المال لإعالة أفراد تلك الأسرة.
ويشير المسن في سياق حديثة لـ«الشرق الأوسط»، إلى مساعدة زوجته القريبة من سنه أيضاً في بعض نفقات المنزل، من خلال حياكة مشغولات يدوية، ثم بيعها بمبالغ زهيدة لنسوة في الحي الذي تقطنه تلك الأسرة بصنعاء.
لا يختلف كثيراً حال الحاج قائد أحمد، عن حال الآلاف من كبار السن من الذكور والإناث في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، الذين فقدوا أبناءهم في صفوف الحوثيين ثم تحملوا عوضاً عنهم مسؤولية تربية وإعالة أطفالهم.
ويحكي الحاج قائد لـ«الشرق الأوسط» البعض من تفاصيل جرائم الخداع والتغرير الحوثية بحق نجليه؛ الأول 35 عاماً، وهو أب لخمسة أطفال، والثاني 30 عاماً، ولديه ثلاثة أبناء.
ويقول: «بعد ضغوط حوثية كبيرة مارسها مشرف الجماعة ومسؤول الحي الموالي لها في الحي الذي نقطنه في صنعاء، التحق ابني منتصف 2019 بدورة ثقافية حوثية بمدينة عمران، وغاب فيها عن أطفاله وأسرته 6 أشهر، ثم أعادته الجماعة إلينا مطلع 2020 وهو جثة هامدة من إحدى الجبهات، في تابوت مطلي باللون الأخضر».
وأضاف: «بعد أن خسرت ابني الأول، بدأت ذات الأيادي الإجرامية الحوثية بمغازلة نجلي الثاني والتغرير به وإقناعه بالتوجه للجبهات للانتقام والثأر لأخيه من (قوات الجيش الوطني) التي تطلق عليها الميليشيات مسميات وصفات سلبية».
وتابع بالقول: «بعد رفض الأسرة القاطع لإلحاق ابني بالجماعة سعت الميليشيات، وعبر أدواتها وسماسرتها إلى إقناعه بالالتحاق بصفوفها، والتوجه دون علمنا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صوب جبهة صرواح بمأرب ليعود إلينا كما سبقه أخوه جثة هامدة منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي».
وبينما المسن اليمني الميليشيات الحوثية وقادتها ممن وصفهم بـ«القتلة والمجرمين» مسؤولية خسارته لولديه، والأوجاع التي لحقت بأطفالهم، طالب عبر حديثه لـ«الشرق الأوسط» المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساندة للحكومة اليمنية وجيشها الوطني المسنود بالتحالف وتمكينهم من سرعة حسم المعركة ضد الميليشيات في جميع الجبهات، واجتثاثها من جذورها، حفاظاً على أحفاده من أن تطالهم في المستقبل يد القتل والاستغلال الحوثية، كما طالت أبويهم من قبل.
وبينما نصح الرجل السبعيني كافة الأسر وأولياء الأمور في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة بالحفاظ على أبنائهم وذويهم من مخططات الاستهداف والاستغلال والتغرير الحوثية، كشف عن أنه لا يزال يعض أصابع الندم حيال تركه لفلذات كبده فرائس سهلة لتلك الميليشيات.
وقال إن «الهدف الوحيد لتلك الجماعة التي لم تقدر كبيراً، ولم ترحم صغيراً، هو تمرير مشاريعها الإيرانية، ولو على حساب دماء ومعاناة وأوجاع اليمنيين الذين عززت وتعزز بهم تباعاً مختلف جبهاتها ككباش فداء ليلقوا حتفهم، ومن ثم تترك أسرهم وأطفالهم يصارعون قسوة الظروف ومرارة الجوع والحرمان».
ورغم عدم وجود إحصائية محلية توضح العدد الحقيقي لكبار السن الذين تحملوا مسؤولية ومشقة إعالة أحفادهم، بعد فقدان أبنائهم في جبهات الانقلابيين، إلا أن تقديرات تشير إلى وجود عشرات الآلاف من شريحة كبار السن الذين باتوا يعملون اليوم بمدن قابعة تحت السيطرة الحوثية في مهن عدة ومختلفة، بعضها شاقة ومتعبة.
ويمكن للمشاهد أن يلحظ ببساطة المئات من هؤلاء المسنين في شوارع وأرصفة وأزقة العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، وهم يعملون مضطرين في مهن متعددة.
ويتوقع ناشطون حقوقيون في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن يتحول عمل كبار السن في مناطق سيطرة الحوثيين إلى ظاهرة مجتمعية، مما يصعب فيما بعد معالجتها لتلحق بسابقاتها من الظواهر السلبية كعمالة الأطفال وغيرها.
ودعا الناشطون الآباء والأمهات في مناطق سيطرة الميليشيات إلى الوقوف بحزم في وجه الاستدراج الحوثي لأبنائهم من أجل الالتحاق بجبهات القتال، حيث ترسل الجماعة هؤلاء للموت وترك ذويهم يعانون الفاقة واليتم، في الوقت الذي يحظى قادة الجماعة مشرفوها بالمناصب والمال حيث يعيش أبناؤهم في بحبوحة من العيش الرغيد.
البركاني يحض على خطوات أممية لوقف الحرب وتعنت الميليشيات
على وقع استمرار الميليشيات الحوثية في التصعيد وحشد المقاتلين إلى مأرب، ندد رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني بتعنت الميليشيات الحوثية، ودعا الأمم المتحدة إلى وضع خطوات تكفل إنهاء القتال ووقف الهجوم على مأرب، وذلك خلال لقاء افتراضي جمعه مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بحسب ما جاء في بيان صحافي، وزعه مكتب البركاني على وسائل الإعلام.
وذكر البيان أن البركاني بحث مع غريفيث تطورات الأوضاع التي تشهدها اليمن وتصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة مأرب.
كما ناقش «الخطوات الضرورية والعاجلة لإيقاف الحرب المدمرة التي تشهدها محافظة مأرب، والتي أشعلتها ميليشيات الحوثي، وجهود الحل السياسي للأزمة اليمنية التي يقوم بها المبعوث الأممي، وبرعاية الأمم المتحدة، علاوة على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية في مختلف المحافظات ونهب الميليشيا لثروات الشعب اليمني وتوجيهها لتمويل عملياتها الحربية».
وبحسب ما جاء في البيان، جدد رئيس البرلمان اليمني «ترحيب الشرعية بجهود تحقيق السلام وحرصها على إنهاء الأزمة اليمنية وتعاطيها الإيجابي مع جميع المبادرات الرامية إلى ذلك، وآخرها المبادرة السعودية، لافتاً إلى تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها كل المبادرات ونكثها لكل الاتفاقيات وتقويضها الدائم لكل الجهود الأممية في هذا الجانب، مؤكداً أن الحديث عن السلام في ظل الحرب والتصعيد الحوثي لن يحقق النتائج المرجوة».
وأعرب البركاني عن أمله «في أن تتكلل جهود المبعوث الأممي لإيقاف الحرب في مأرب بالنجاح وتحقيق نتائج عاجلة وإيجابية، يلمس أثرها اليمنيون بعيداً عن البيانات والتنديدات التي تتعامل معها ميليشيات الحوثي بكل استخفاف واستهتار». بحسب تعبير البيان.
وقال رئيس البرلمان اليمني: «إن الحرب الدائرة في مأرب تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، ولا سيما أن هناك مئات من الضحايا الذين يسقطون يومياً جراء الحرب التي تشنها تلك الميليشيات ضد السكان والنازحين والآمنين في المحافظة».
وحذّر البركاني من أن «استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية كبيرة، ستصل أضرارها إلى كل أنحاء اليمن، خصوصاً إذا ما تعرضت منشآت النفط والغاز في مأرب للأعمال الإرهابية الحوثية التي تعودت عليها تلك الميليشيات في مختلف المراحل منذ بداية الحرب». وفق قوله.
إلى ذلك، نسب البيان الصحافي إلى غريفيث أنه «تطرق إلى الجهود التي يبذلها مع الأطراف كافة لإيقاف الحرب في مأرب، وحماية السكان والنازحين، وأكد أن الأمم المتحدة ترفض أشكال الأعمال العسكرية كافة التي يقوم بها الحوثيون، وتدرك حجم المخاطر التي ستنتج عن تلك الأعمال العسكرية، وما سيتعرض له السكان في مأرب والنازحون».
في سياق متصل، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري موقف بلاده الداعم جميع الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يُلبي طموحات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والتنمية، وينهي أزمته الإنسانية الممتدة، وفقاً لمرجعيات التسوية الرئيسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة القرار 2216.
والتقى شكري، في القاهرة أمس، المبعوث الأممي لليمن. ووفق المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، فإن شكري أعاد التأكيد على «الموقف المصري الثابت إزاء دعم الشرعية الحالية، ودعم وحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها»، مشدداً على أن أمن واستقرار اليمن «يُمثل أهمية قصوى للأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية بصفة عامة، فضلاً عما يُمثله أمن وحرية الملاحة في مضيق باب المندب من أهمية خاصة للأمن القومي المصري».
وأعلن شكري رفض مصر القاطع وإدانتها للهجمات الحوثية المستمرة على الأراضي السعودية ودعم مصر للرياض في الإجراءات كافة التي تتخذها للدفاع عن أمنها القومي، وكذا مساندة مصر وترحيبها بالمبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية.
وبحسب البيان المصري، فإن غريفيث أطلع وزير الخارجية على آخر مستجدات المشهد اليمني ورؤيته لمستقبل الأوضاع في اليمن، وكذا مساعيه الحالية لتحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية بهدف التوصل لتسوية شاملة ومُستدامة للأزمة اليمنية، كما ثّمن دور مصر فيما يتعلق بمساندة الحل السياسي وتوفير دعم متواصل للشعب اليمني، فضلاً عما تُقدمه مصر من رعاية للجالية اليمنية المُقيمة على أراضيها.
وأعرب شكري عن دعم مصر لجهود المبعوث الأممي لليمن ومساعيه لدفع مسار الحل السياسي. كما اتفق الجانبان على مواصلة التشاور في المرحلة المقبلة بما يُحقق مصلحة اليمن وتطلعات شعبه.
الحكومة اليمنية تنفي سيطرة الحوثي على الكسارة في مأرب
نفى وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تقارير إعلامية عن سيطرة الحوثيين على منطقة الكسارة شمال مأرب.
وكتب الإرياني على تويتر الأحد: "ننفي صحة ما نشرته "وكالة الصحافة الفرنسية" عن سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على منطقة الكسارة شمال غرب مدينة مأرب، ونعبر عن أسفنا الشديد لوقوع وكالة عالمية تحت طائلة التضليل الإعلامي، وترويجها لأخبار لا أساس لها من الصحة بهدف رفع معنويات عناصر الميليشيا المنهارة".
إلى ذلك أضاف: "نؤكد أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء قبائل مأرب صامدين في مواقعهم بمختلف جبهات محافظة مأرب صمود الجبال الرواسي، يتصدون لكل الهجمات الانتحارية ويكبدون ميليشيا الحوثي الإرهابية خسائر بشرية ومادية فادحة هي الأكبر منذ بدء الحرب التي فجرها الانقلاب".
تتكبد خسائر في مأرب
من جهته، أكد الجيش اليمني أن ميليشيات الحوثي تتكبد خسائر في مأرب ولا صحة للأنباء عن تقدمها.
وقال رئيس قطاع الإعلام العسكري في القوات المسلحة اليمنية، يحيى الحاتمي، في تصريحات لـ"العربية" الأحد، إن السلطات تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في مأرب.
يذكر أن ميليشيات الحوثي كانت شنت منذ أشهر هجمات عدة على مأرب، رغم التحذيرات الأممية، التي نبهت إلى مصير آلاف النازحين في المحافظة.
رفض أممي
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المبعوث الأممي مارتن غريفثس، أن الأمم المتحدة ترفض كافة أشكال الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحوثيون في مأرب، وتدرك حجم المخاطر التي ستنتج عن تلك الأعمال وما سيتعرض له السكان والنازحون.
كما أشار غريفثس خلال اتصال مرئي مع رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني إلى أن الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيقاف المواجهات العسكرية وتجري تواصلها المكثف مع كافة الجهات التي يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً لإيقاف تلك المواجهات وذهاب اليمنيين إلى طاولة المشاورات بصورة عاجلة والتزامهم بخيار السلام بعيداً عن الخيارات الأخرى.
من جانبه، جدد البركاني ترحيب الشرعية بجهود تحقيق السلام وحرصها على إنهاء الأزمة اليمنية وتعاطيها الإيجابي مع كافة المبادرات الرامية إلى ذلك، وآخرها المبادرة السعودية، لافتاً إلى تعنت ميليشيات الحوثي ورفضها كل المبادرات ونكثها لكل الاتفاقيات وتقويضها الدائم لكل الجهود الأممية في هذا الجانب، مؤكداً أن الحديث عن السلام في ظل الحرب والتصعيد الحوثي لن يحقق النتائج المرجوة.
بحر من الدماء
كما أوضح أن هناك المئات من الضحايا الذين يسقطون يومياً جراء الحرب التي تشنها تلك الميليشيات ضد السكان والنازحين والآمنين في المحافظة وحولتها إلى بحرٍ من الدماء، معرباً عن أمله في أن تتكلل جهود المبعوث الأممي لإيقاف الحرب في مأرب بالنجاح وتحقيق نتائج عاجلة وإيجابية.
إلى ذلك لفت إلى أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية كبيرة ستصل أضرارها إلى كل أنحاء اليمن خصوصاً إذا ما تعرضت منشآت النفط والغاز للأعمال الإرهابية الحوثية التي تعودت عليها تلك الميليشيات في مختلف المراحل منذ بداية الحرب.