باحث يكشف طرق الملالي لابتلاع العراق

الثلاثاء 27/أبريل/2021 - 11:07 ص
طباعة باحث يكشف طرق الملالي روبير الفارس
 
سوف يظل هدف الملالي في استعادة وهم الامبراطورية الفارسية  ركنا اساسيا في عقيدة ايران.وفي اطار ذلك يسعي نظامها القاهر الي ابتلاع العراق  حيث كشف  إياد العنَّاز الباحث في مركز الأمّة للدراسات والتطوير
في تقرير له عن طرق ذلك وقال اياد 
الاعتبار الأساسي لأي دولة أو نظام سياسي هو مقدار ما لديه من إرادة سياسية وقرار مستقل وخطط وبرامج تنموية شاملة لجميع ميادين الحياة ومشاريع وأعمال للبناء والإعمار ترفع من شأن ومكانة البلاد بين أقطار ودول العالم ويكون لديها التأثير المباشر على المحيط السياسي الذي تنتمي اليه أو تكون جزءا حيويا من علاقات دولية وإقليمية ورأي سديد في العلاقات الدولية ذات المصالح المشتركة الفعالة بما يخدم مستقبل وأمال الشعوب المتحررة والساعية الى الغد المشرق.
إن أي سياسة وطنية ذات أبعاد شعبية وأفق جماهيري إنما تحقق الهدف المجتمعي في تعزيز علاقات القيادات السياسية الحاكمة في البلد مع جميع قطاعات الشعب وبكافة انتماءاته  واتجاهاته حفاظا على النسيج الاجتماعي وتماسكه والسعي لتطوير البلاد نحو التقدم والازدهار بعيدا عن أي تدخل إقليمي ودولي في الشؤون الداخلية والابتعاد عن التأثير على مستقبل الشعب تحقيقا لإرادات ومصالح تخدم الدول والأقطار التي تبيح لنفسها حق التدخل في شؤون البلد والعمل وفق مشاريع سياسية تخدم المصالح العليا لتلك الدول التي ترى أن لها الحق في التدخل كون الدولة التي تتواجد فيها بأي شكل من الأشكال قد سمحت لها بالتدخل أو إبداء الرأي وإيجاد المقترحات ورسم الأطر الميدانية لقيادة البلد والتحكم بشؤونه الداخلية والخارجية وإيجاد القواعد والركائز التي تسمح للدول ذات التأثير أن ترسم ملامح مستقبل البلاد وتعمل على تحقيق مآربها وأهدافها السياسية فيه، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا ما تم جعل البلد أداة طيعة وساحة مفتوحة وأبواب مشرعة لأي تدخل أجنبي وبصيغة احتلال أو نفوذ وهيمنة سياسية وشروع ميداني في تنفيذ الأهداف والمشاريع السياسية ذات البعد الاستراتيجي والذي يخدم الأفكار والطموحات التي تسعى اليها البلدان التي تتدخل في حياة الشعوب الحرة وتعمل على تواجدها بشكل تام وعبر أدوات ووكلاء وهيئات تكون أداة لتنفيذ المشاريع السياسية ذات الأفق البعيد تحقيقا لمصالح الإرادات الدولية والإقليمية الداعمة لها. واضاف اياد قائلا
والعراق البلد الحضاري التاريخي الكبير الذي ساهم في إحياء المعارف والعلوم وتعليم الإنسانية أولويات القراءة والكتابة وأضحى البلد موطنًا لكل الحضارات الإنسانية التي ساهمت في تطور الشعوب وتقدم الأمم وإشاعة روح التعاون والتآزر والتلاحم نحو بناء الحياة الحرة الكريمة والمجتمع الإنساني الكبير، قد أصابه الكثير من الوهن والضعف نتيجة المشاريع السياسية والنفوذ والهيمنة وأوجه السيطرة والتحكم به والتي كانت إحدى نتائج الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في 9 ابريل  2003 وما تلاه من مشاريع استهدفت وحدته الوطنية وتماسكه الاجتماعي وإرادته الجماهيرية وقوة وصلابة شعبه الواحد حتى أضحت ساحة البلاد مرتعا خصبا للعديد من الخطط والبرامج العدوانية التي رأت أن الفرصة سانحة لها لتنفيذ إراداتها ومشاريعها السياسية الخبيثة تجاه العراق الكبير بأهله وشعبه وتاريخه بعد أن أصبحت الظروف مواتية لهم ولأحلامهم وأدواتهم التي سعوا إليها دهورا وسنين كثيرة حتى يروا الواقع المأساوي الذي أمست البلاد عليه في ظل سياسة ميدانية ابتعدت كثيرا عن طموحات أبناء الشعب العراقي وأصبحت نتاجًا للاحتلال الأمريكي وبدعم وإسناد من أدوات الهيمنة والنفوذ الإيراني، وبهذا أصبح العراق مشاعا لكل المخططات والمشاريع التي استهدفت وحدته الوطنية والتدخل في شؤونه الداخلية ورسم ملامح حاضره في كافة ميادين الحياة. وقال اياد
أمام هذه الوقائع والأحداث المؤلمة تأتي تصريحات السفير الإيراني السابق لدى العراق (حسن دانائي ) والتي تحدث بها في 18 ابريل  2021 إلى وكالة تسنيم الإيرانية لتشكل تدخلا سياسيا سافرا في الشؤون العامة للعراق وطبيعة السياسة المتبعة فيه وتهدد أمنه الوطني والقومي وتجعل البلاد ساحة لتصفية الحسابات السياسية الإقليمية والدولية عندما أشار الى (أن الهجمات الصاروخية في العراق لن تتوقف قبل مغادرة القوات الأمريكية وأن هذه القوات ستكون مستهدفة في كل العراق بعد أن لمسنا أن ليس هناك حقيقة حول إعادة انتشار القوات الأمريكية.) وجاء الحديث بعد التصريح الذي أدلى به (جون كيربي) المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بأن (بلاده سترد على أي استهداف لمصالحها أو قواعدها في العراق ) بعد عدة تعرضات وهجمات متكررة في مناطق عديدة من محافظات العراق ضد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية خلال الأيام الماضية.
لا يمكن للعلاقات الدولية السياسية أن تسمح لأي مسؤول في أي بلد أخر أن يتحدث نيابة عن بلد آخر وإلا فإن عملية التدخل ستكون مشروعة وبعيدة عن كل ما أتى به علم السياسة والعلاقات بين بلدان العالم الذي يحكم طبيعة التعامل الدولي بينهم ، فالحديث الذي أدلى بها حسن دانائي يشكل علامة فارقة في العلاقات الدولية بين البلدان ويؤكد حقيقة التدخل والنفوذ والهيمنة الإيرانية ودليل على استمرار النظام الإيراني في مشروعه السياسي داخل العراق واعتبار العاصمة بغداد هي إحدى العواصم العربية التي أصبحت تحت النفوذ السياسي لنظام طهران وكما جاء على لسان (حيدر مصلحي ) وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجادي ( أن ايران تسيطر فعلا على أربع عواصم عربية وهي بيروت-دمشق-صنعاء-بغداد )، وتتكرر هذه الأحاديث دائما وفي جميع وسائل الاعلام والمحافل السياسية التي يتواجد فيها النفوذ الايراني وهي انعكاس حقيقي للسياسة المزدوجة والتخادم بين النظام الايراني والولايات المتحدة الأمريكية في الميدان والأرض العراقية والتي أصبحت واضحة المعالم والدلائل وذات حضور دائم في المشهد العراقي .
ولكي نكون أمام واقع ميداني سياسي واضح أخي القارئ الكريم عليك أن نعلم أن السفير حسن دانائي هو أحد المسؤولين عن الملف العراقي حاليا مع (علي شمخاني) أمين مجلس الأمن القومي الإيراني ومعه السفير الإيراني في بغداد (إيرج مسجدي) وجميعهم سبق أن كانت لديهم برامج وأدوات وخطط ميدانية ساهمت في وصول الوضع السياسي والأمني المتدهور في العراق إلى ما نراه الآن وفق رؤية سياسية وأمنية وعسكرية تحاكي طموحات الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن تنفيذ المشاريع السياسية ذات النفوذ الواسع  لطموحات النظام الإيراني الحاكم في طهران ومؤسساته السياسية والاستخبارية والأمنية. وجاء في التقرير 
اتسمت حركة ونشاط المسؤولين الإيرانين عن الملف العراقي بتعزيز الإرادة الميدانية للنظام الإيراني والحرس الثوري في وضع الخطط وإعداد التشكيلات والهياكل التي تحدد مسارات العمل للمليشيات المسلحة التي أنشأها وساهم في إعدادها الحرس الثوري وبإشراف فيلق القدس متخذا من الأرض العراقية ساحة لتنفيذ توجهات وأهداف إيران ومنطلقا نحو عواصم الأقطار العربية وخاصة بلدان الخليج العربي ولبنان وسورية واليمن وساعده في ذلك ابتعاد الإدارة الأمريكية عن التدخل الإيراني بسبب العلاقات والمصالح المشتركة التي تربط الطرفين في العراق وسعي واشنطن لحل مشاكلها مع النظام الإيراني في الملف النووي وبرامج الأسلحة الباليستية في المباحثات التي جرت سابقا في عام 2015 والتي تجري حاليا في العاصمة النمساوية (فيينا) لرسم ملامح صورة جديدة لاتفاق مستقبلي مع إيران يحدد فيه الأسس والخطوات التي على كل من واشنطن وطهران اتباعها حلا للخلافات السياسية والبدء بمرحلة جديدة في العمل على رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران وعودتها لعلاقتها مع المحيط الدولي، وتشكل العمليات التعرضية على الأهداف والأماكن والمواقع العسكرية الأمريكية عوامل ضغط تستخدم من قبل النظام الإيراني عبر أدواته ووكلائه داخل العراق لدعم السياسة التفاوضية مع الشركاء الأوروبيين  وواشنطن والحصول على نتائج متقدمة تخدم السياسة التوسعية للنظام وتساعده على مواجهة التدهور الحاصل في المنظومة الاقتصادية الداخلية والتخفيف من شدة المعارضة التي يواجهها من قبل الشعوب الإيرانية.

شارك