"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 27/أبريل/2021 - 02:32 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 27 أبريل 2021.

انفجارات قوية تهز مخزن أسلحة وصواريخ لـ«الحوثيين»

هزت انفجارات قوية شمال صنعاء، أمس، فيما أكدت مصادر أن الانفجارات وقعت داخل أحد مخازن الأسلحة والصواريخ التابعة لميليشيا «الحوثي» الإرهابية. وتداول العديد من اليمنيين مشاهد مصورة، قالوا إنها تظهر لحظة الانفجار، وتصاعد ألسنة النار من الموقع.
وأكد الشهود أن الانفجارات تسببت في تضرر عدد من المباني القريبة، وأثارت الهلع لدى السكان، لافتين إلى أن الانفجارات استمرت لنحو ساعة.
ولطالما عمدت الميليشيا الإرهابية إلى تخزين الأسلحة الثقيلة والمواد المتفجرة وسط الأحياء السكنية، مخالفة بذلك شتى القوانين الدولية والإنسانية.
فيما أدانت الحكومة اليمنية مراراً تصرفات جماعة «الحوثي»، المدعومة من إيران، لانتهاكها القوانين والمبادئ الدولية، وارتكابها جرائم إنسانية شتى بحق المواطنين، فضلاً عن تخزينها الأسلحة والصواريخ وسط الأحياء المدينة، وهو ما يعرض حياة اليمنيين المتواجدين في مناطق سيطرة الميليشيا لخطر داهم.
وأشار ناشطون يمنيون إلى أن انفجار صاروخ كانت تعده الميليشيا لإطلاقه نحو مأرب، هو ما تسبب في الانفجارات بمخزن الأسلحة. 
إلى ذلك، دعا وكيل محافظة مأرب، عبدربه مفتاح، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للقيام بدور أكبر تجاه النازحين الذين تستضيفهم المحافظة.
وأكد خلال لقائه مع مسؤولة الحماية في مكتب مفوضية اللاجئين في عدن أن السلطة المحلية تواجه صعوبات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين في ظل استمرار حركة النزوح إلى مأرب بشكل يومي.
كما أوضح أن مأرب كانت ولا تزال هي الملاذ الآمن لملايين اليمنيين، الذين نزحوا إليها من جميع المحافظات اليمنية، هرباً من بطش الميليشيا «الحوثية».
وأشار إلى أن محافظة مأرب تستوعب حالياً أكثر من مليونين و300 ألف نازح، موزعين على 145 مخيماً، إضافة إلى وجود أكثر من 20 ألف لاجئ أفريقي.
من جانبها أكدت المسؤولة في مفوضية شؤون اللاجئين الحرص على حشد مزيد من الموارد لتقليص الفجوة الإنسانية الناجمة عن الأعداد الهائلة للنازحين الذين تحتضنهم المحافظة.
وأكدت أن المفوضية ستعمل على تنفيذ عدة برامج، خلال الفترة المقبلة لمساعدة النازحين في مجالات الغذاء والإيواء والمياه والصحة والتعليم.
وقبل أسبوعين، نبه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تغريدة عبر «تويتر»، إلى أن أكثر من مليون نازح لجأوا إلى مأرب يعرضهم القتال الدائر للخطر، وقد يجبر عشرات الآلاف على الفرار.
وجاء التحذير بعدما كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب أنها سجلت نزوح 3442 أسرة، أو أكثر من 24 ألف شخص، خلال الفترة من 6 فبراير الماضي وحتى 16 أبريل الجاري.
كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغط على «الحوثيين» من أجل وقف هجماتهم على مأرب، والتوقف عن استهداف النازحين، وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح، وإلى التحرك العاجل لتقديم الإغاثة للنازحين والتخفيف من معاناتهم.
وفي غضون ذلك، نفى وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تقارير إعلامية عن سيطرة «الحوثيين» على منطقة الكسارة شمال مأرب.
وكتب الإرياني على «تويتر»: «ننفي صحة ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية عن سيطرة ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على منطقة الكسارة شمال غرب مدينة مأرب، ونعبر عن أسفنا الشديد لوقوع وكالة عالمية تحت طائلة التضليل الإعلامي، وترويجها لأخبار لا أساس لها من الصحة، بهدف رفع معنويات عناصر الميليشيا المنهارة».

أبو الغيط: التصعيد «الحوثي» سيؤدي لأزمة إنسانية

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس، أن التصعيد العسكري لميليشيا «الحوثي» على مأرب سيؤدي لأزمة إنسانية. وشدد، خلال استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفث في القاهرة، على أن الخطوة الأولى نحو أي تسوية سياسية تتمثل في تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في عموم اليمن، وبما يسمح بتخفيف الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها أبناء الشعب اليمني.
كما دعا إلى ممارسة ضغوط دولية جادة على «الحوثيين»، والقوة الإقليمية التي تُساندهم، من أجل وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل. كما أبدى أبو الغيط رفضه أن يتحول اليمن كمنصة للهجمات على المملكة العربية السعودية أو أن يُصبح مصيره رهناً بأجندات إقليمية لا تُبالي بمصالح اليمن، أو بمعاناة اليمنيين.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، دان مساء أمس الأول، الهجوم الذي نفذته ميليشيا «الحوثي»، واستهدفَ معسكر الاستقلال العسكري في مدينةِ مأرب. وأكد جريفث، في بيان، أن هذه الأنشطة العسكرية قد تعرقل أي تقدم، لافتاً إلى أن التقدم نحو خفض التصعيد هو هش أصلاً.

«مسام» ينتزع 1.835 لغماًً «حوثياًً» في أسبوع

انتزع مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، 1.835 لغماً، خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، زرعتها الميليشيا «الحوثية»، المدعومة إيرانياً في مختلف المحافظات.
وأوضح المركز، في بيان، أن الألغام تنوعت بين 57 لغماً مضادة للأفراد، و962 لغماً مضادة للدبابات، و812 ذخيرة غير متفجرة، و4 عبوات ناسفة، مشيراً إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن بلغ أكثر من 236 ألف لغم.

مأرب تكتب نهاية انقلاب الحوثيين في اليمن

تمثل المواجهات الدائرة في محافظة مأرب المعركة الفاصلة بين قوات الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، بما تمثله المحافظة التي تضم أهم حقول النفط والغاز، وموقعها الاستراتيجي الذي يمتد من الحدود اليمنية مع السعودية إلى سواحل بحر العرب وقربها من صنعاء، ولأنها كما تشير الأحداث والوقائع ستشكل نهاية انقلاب ميليشيا الحوثي.

نهاية حتمية

وإذا كانت الميليشيا وعقب الانقلاب على الشرعية قد تمكنت من بسط سيطرتها على معظم المحافظات اليمنية قبل بدء عمليات تحالف دعم الشرعية وطردها من أغلب تلك المحافظات فإن قبائل محافظة مأرب كانت السباقة في التصدي لجحافل ميليشيا الحوثي وردهاً على أعقابها بعد أن كانت وصلت إلى أطراف المدينة واقتربت من المبنى الإداري للمحافظة، واليوم وفي ظل وجود قوات حكومية وتحالف داعم ومساند لها فإن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهذه الميليشيا تؤشر إلى نهاية حتمية من شأنها أن تفتح آفاق السلام من جديد.

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي وفيما كانت الأمم المتحدة تضع خطة وقف إطلاق النار والذهاب نحو محادثات السلام، وبتواطؤ من بعض الأطراف المحلية والإقليمية تسلمت ميليشيا الحوثي المواقع العسكرية الممتدة من منطقة فرضة تهم على بعد 40 كيلومتراً عن صنعاء وحتى أطراف محافظة مأرب، ومنذ ذلك الحين والقوات الحكمية المسنودة بقبائل المحافظة وتحالف دعم الشرعية تتصدى للحشود الضخمة التي جمعتها الميليشيا بهدف السيطرة على حقول النفط والغاز والتقدم نحو محافظتي حضرموت وشبوه المنتجتين للنفط أيضاً، ودفعت هذه الميليشيا ثمناً فادحاً لهذه المغامرة ولا تزال حتى اليوم.

3 جبهات

وقبل ثلاثة أشهر من الآن دفعت ميليشيا الحوثي بأكثر من 30 ألفاً من مسلحيها المزودين بالأسلحة الحديثة والآليات لتكرار محاولة اقتحام مأرب من ثلاثة اتجاهات، لكنها ومع دخول المواجهات شهرها الثاني وعقب الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها عادت وجمعت كل قراها نحو غرب المحافظة اعتقاداً منها بأنه سيكون الأقل كلفه والأسهل للوصول إلى عاصمة المحافظة لكنها وجدت نفسها أمام تلال وصحاري تلتهم كل ما يصل من تعزيزات رغم الفارق الكبير في العدد والعدة، حيث استولت الميليشيا على مخازن أسلحة الجيش اليمني بكل ترسانتها المتنوعة، كما حصلت على أسلحة أخرى متطورة تمت تهريبها من إيران مثل الصواريخ الباليستية والحرارية والطائرات المسيرة.

ومع استمرار رفض الميليشيا مقترحات السلام والتمسك بالتصعيد فان المعارك على طول جبهات غرب محافظة مأرب باتت مقبرة جماعة للآلاف من الذين ترسلهم ميليشيا الحوثي وتؤكد أن النهاية الحتمية لهذا المشروع التدميري سيكتب على تلال ومرتفعات وصحاري المحافظة التي انتصرت في كل المعارك التي خاضتها مع نظام الحكم الإمامي عبر مراحل ظهوره وانكساره، حيث كان هذا النظام يتمدد في أجزاء من شمال البلاد لكنه ينتهي كلما اتجه إلى الشرق من صنعاء.

حقائق

هذه الحقائق أكد عليها رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز حين أوضح أن المعارك الأخيرة أثبتت أن مأرب ستبقى عصية وبعيدة المنال عن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين. وقال للجنود خلال زيارته المواقع القتالية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب إن «كل الحشود الحوثية ذهبت إلى حافة الموت في مختلف جبهات مأرب التي ستظل محمية بجيشها الوطني ومقاومتها الشعبية».

الجيش اليمني يصدّ هجمات ضارية للحوثيين غرب مأرب

تمكن الجيش اليمني ورجال القبائل بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية من صد زحف واسع للميليشيات الحوثية غرب مأرب، يومي الأحد والاثنين، وسط أنباء عن تكبيد الميليشيات أكثر من 100 قتيل، إضافة إلى نحو 90 أسيراً، بحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
وفي حين تتعاظم المخاوف من الخطر المحدق بحياة أكثر من مليون نازح في محافظة مأرب التي تسعى الجماعة الحوثية للسيطرة عليها، أكد رئيس الحكومة معين عبد الملك في أحدث تصريحاته أن الجماعة تقابل دعوات السلام بمزيد من التصعيد العسكري.
وذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك حضر حفلاً أمس، في مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، غداة وصوله إليها، أقيم بمناسبة إحياء ذكرى تحرير المدينة من قبضة «تنظيم القاعدة»، واستعرض عبد الملك مستجدات الأوضاع العسكرية والميدانية في المعركة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، خاصة في جبهات مأرب، ونقلت عنه المصادر الرسمية قوله: «إن معركة مأرب هي معركة كل اليمنيين والعرب لهزيمة المشروع الإيراني عبر وكلائه من ميليشيات الحوثي الانقلابية». وأضاف أن «الميليشيات الحوثية تقابل كل دعوات السلام وحرص الحكومة على إنجاحها بمزيد من التصعيد العسكري».
وبحسب «وكالة سبأ»، أوضح عبد الملك أن تحالف دعم الشرعية كان مع اليمنيين في مختلف المحطات إدراكاً منه لخطورة المشروع الإيراني في المنطقة عبر وكلائها من الميليشيات.
واتهم رئيس الحكومة اليمنية، الانقلابيين الحوثيين بمشروعهم العنصري والطائفي، بأنهم هم الذين مهدوا الطريق أمام تمدد التنظيمات الإرهابية، وأنهم هم «والقاعدة» وجهان لعملة واحدة، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك، دعا وكيل محافظة مأرب الدكتور عبد ربه مفتاح، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للقيام بدور أكبر تجاه النازحين الذين تستضيفهم محافظة مأرب وتوفير أهم احتياجاتهم وتأمين الخدمات الأساسية والضرورية لهم. وأكد المسؤول اليمني، خلال لقائه في مأرب، مع مسؤولة الحماية في مكتب المفوضية السامية للاجئين في عدن، ماري هيسول، أن السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية تواجه صعوبات وتحديات كبيرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين الموجودين في محافظة مأرب، في ظل استمرار حركة النزوح إلى المحافظة بشكل يومي.
وأوضح مفتاح أن مأرب كانت ولا تزال هي الملاذ الآمن لملايين اليمنيين الذين نزحوا إليها من جميع محافظات الجمهورية هرباً من بطش الميليشيات الحوثية وتنكيلها بهم، وبحثاً عن الأمن والاستقرار الذي تنعم به بفضل وجود الدولة ومؤسساتها، التي عملت على استقبال النازحين وحمايتهم وتوفير احتياجاتهم منذ اليوم الأول من الانقلاب، وفق ما نقلته عن المصادر الرسمية.
وأفاد المسؤول المحلي الرفيع بأن محافظة مأرب تستوعب حالياً أكثر من مليونين و300 ألف نازح، موزعين على 145 مخيماً، بالإضافة إلى وجود أكثر من 20 ألف لاجئ أفريقي حيث تقوم السلطات الرسمية بدورها تجاههم رغم شحّ الإمكانات وضعف البنية التحتية ومحدودية تدخلات المنظمات الدولية.
وبينما تواصل الميليشيات الحوثية أعنف هجماتها منذ فبراير (شباط) للسيطرة على مأرب، أفاد الإعلام العسكري بخسارة الجماعة للعشرات من عناصرها بعد سقوطهم قتلى وجرحى، وبينهم قادة ميدانيون. ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن مصادر عسكرية قولها إن الميليشيات حاولت منذ الساعات الأولى من صباح الأحد إحراز أي تقدم في جبهتي المشجح والكسارة، غرب المحافظة، وأن قوات الجيش مسنودة برجال القبائل أحبطت كل تلك المحاولات.
ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش «لقّنت الميليشيات دروساً قاسية في جبهتي المشجح والكسارة»، بحسب تعبيره، وأن المواجهات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية، استهدفت مواقع وتعزيزات الميليشيات، وكبّدتها خسائر في العدد والعدة.
وفي جبهة المخدرة في مأرب نفسها، أفاد موقع الجيش بمقتل 20 حوثياً، وجرح آخرين بنيران الجيش، أثناء محاولتهم الفاشلة للتسلل إلى مواقع في الجبهة.
من جهته، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي أن عناصر الجيش والمقاومة الشعبية، كسروا تقدم الحوثيين رغم محاولاتهم المتكررة على امتداد أطراف مأرب الغربية، والجنوبية، والشمالية الغربية.
ونفى مجلي ما تردد عن تراجع قوات الجيش وسقوط جبهة الكسارة غرب مأرب، مؤكداً أن هذه المحافظة «بعيدة كل البعد عن طموحات إيران وأحلامها، وعن ميليشياتها الإرهابية».
وقال متحدث الجيش اليمني إن القوات الحكومية تواصل صنع الانتصارات، وإن المعارك مع الميليشيات الحوثية، ما زالت في المواقع والجبهات التي اشتعلت فيها المعارك، إثر التصعيد العسكري الأخير للميليشيات بداية فبراير الماضي.
وأكد مجلي «أن الساعات الماضية، حققت فيها قوات الجيش تقدماً كبيراً، ودحرت ميليشيات الحوثي، في جبهة المشجح، وفي الكسارة وهيلان والمخدرة، وغيرها من الجبهات، بمشاركة فاعلة ومؤثرة من قبل مقاتلات تحالف دعم الشرعية».
ومع اشتداد الهجمات الحوثية المتواصلة باتجاه مأرب، حذرت الأمم المتحدة من الخطر المحدق بحياة مليون نازح في هذه المحافظة النفطية، وأعلنت قبل أسبوع مقتل 14 مدنياً على الأقل، في النصف الأول من أبريل (نيسان) الحالي، جراء تصاعد المعارك في المحافظة. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن في تقرير له أن «استمرار القتال المكثف عبر مناطق الخطوط الأمامية في محافظة مأرب، مع تفشي الأعمال العدائية بشكل خاص في مديرية صرواح، أدى إلى موجات نزوح كبيرة داخل المحافظة منذ بدء التصعيد في أوائل فبراير الماضي».

«كوفيد ـ 19» يبعد اليمنيين عن المستشفيات

يستذكر مشير فرحان بحسرة كيف بحث مطولاً مع زوجته الحامل عن مستشفى لاستقبالها بعدما عانت من صعوبة في التنفس، إذ رفضت ثلاثة منها علاجها خشية أن تكون مصابة بفيروس «كورونا»، قبل أن تفارق الحياة مع جنينها في المستشفى الرابع. ورحلت بلقيس (31 عاما) وهي حامل في شهرها التاسع وتركت زوجها وطفلاً لم يبلغ من العمر عامين بعد.
وتلخّص قصتها حالة الخوف التي تسود بين الأطباء في مستشفيات صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين من فيروس «كورونا»، حيث يتم رفض استقبال الحالات التي يشتبه بإصابتها بالوباء. وتفتقد هذه المستشفيات للوسائل الطبية اللازمة لعلاج المصابين بالفيروس، وغالبا ما تعاني من انقطاع في الكهرباء ونقص في أنابيب الأكسجين، وسط حالة من عدم اليقين حيال كيفية التعامل مع الحالات المشتبه.
ولا يعلن المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق في شمال اليمن، عن الإصابات في المناطق الخاضعة لسلطتهم. لكن الحديث عن وفيات في صنعاء بسبب الإصابة بالفيروس يزداد يوميا، بعدما ارتفعت المعدلات في مناطق أخرى من البلد الغارق في الحرب.
وقال مشير (35 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن زوجته فارقت الحياة بعدما «تأخروا في إسعافها ورفض طبيبة الولادة وطبيب التخدير إجراء عملية إنقاذ للأم أو الجنين» في المستشفى الرابعة خشية أن تكون مصابة بالفيروس. وكان الزوج حمل زوجته إلى ثلاثة مستشفيات قبل ذلك، لكنه عجز عن إدخالها إلى أي منها للسبب ذاته. ويقول إنه «بمجرد دخولها لغرفة المعاينة في مستشفى في صنعاء وذهابي لشراء الأدوية، عدت لأجدها جثة هامدة». وأضاف «بعد وفاتها، قال الأطباء إنها لم تكن مصابة بـ(كورونا)، وبحسب التشخيص فإن الجنين كان يضغط على رئتها ما أدى إلى صعوبة شديدة في التنفس».
وأدى الصراع الطويل في اليمن بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دولياً، إلى مقتل عشرات الآلاف ودفع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتعتبر الأمم المتحدة أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث نزح أكثر من أربعة ملايين شخص فيما يعتمد ثلثا السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات.
ورغم تهديدات «كورونا»، تبدو الحياة طبيعية في شوارع صنعاء، بينما تزدحم الأسواق التجارية والمساجد مع حلول شهر رمضان دون أي إجراءات وقائية. ونادرا ما يشاهد شخص يضع الكمامة للوقاية من فيروس «كورونا» في المدينة. ويقول مصدر إغاثي مطلع على الوضع الطبي في اليمن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين «لا توجد بيانات رسمية ولا يوجد تواصل رسمي ولا يتم حتى الإعلان عن نتائج الفحوصات».
وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، فإنّه «يبدو أن هناك ارتفاعا في الحالات في صنعاء في الأسابيع الأربعة الماضية». وأضاف «قدرة إجراء الفحوصات في صنعاء منخفضة للغاية ولا يتم الإعلان عن النتائج. المستشفيات الحكومية شارفت على الامتلاء. والأمر غير واضح في المستشفيات الخاصة».
كما أنّ الناس «يترددون في الذهاب إلى المستشفى عند شعورهم بأعراض تشبه أعراض (كوفيد - 19) فهم خائفون بسبب الشائعات ولا يثقون بالنظام الطبي ولهذا يسعى الكثيرون لعلاج أنفسهم في البيت».
رسميّا، سجّل البلد أكثر من 6137 إصابة و1187 وفاة جراء (كوفيد - 19) لكن يقدّر خبراء أن العدد الفعلي للإصابات أعلى بكثير من الأرقام المعلنة بسبب نقص الفحوص. وتسلم اليمن في 31 من مارس (آذار) الماضي أول شحنة من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» وهي عبارة عن 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا. وتمّ شحن هذه اللقاحات عبر آلية «كوفاكس» التي تدعمها منظمة الصحة العالمية وتهدف إلى إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة. وأعلنت الحكومة المعترف بها دوليا أنها سترسل 10 آلاف جرعة من اللقاح إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين.
وفي عدن، أكدت المتحدثة باسم اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء «كورونا»، إشراق السباعي، أن «خطة وزارة الصحة تقضي بتوزيع جرعات اللقاح على جميع المحافظات، بما في ذلك تلك الخاضعة لسيطرة الحوثيين». وبحسب السباعي، فإنه تم تسليم 10 آلاف جرعة إلى منظمة الصحة العالمية لتقوم بنقلها إلى صنعاء. لكنّها شككت في مصيرها وقالت: «ربما لن تخصص للكوادر الطبية بل لتلقيح القادة الحوثيين». وليس من الواضح متى ستبدأ حملة التطعيم في مناطق سيطرة المتمردين.
وبالنسبة لمشير، فإن وفاة زوجته كان بالإمكان تجنبها لو حصلت على الرعاية الطبية اللازمة. وقال خلال زيارة إلى قبرها: «كانت زوجتي بحاجة إلى إسعاف سريع فقط يمكنّها من التنفس وإنقاذها مع الجنين».

رفض أميركي لتسييس الحوثيين وضع «صافر»

أكدت الولايات المتحدة رفضها تسييس وضع ناقلة النفط «صافر» في الساحل اليمني، التي يعتقد أنها محملة بأكثر من مليون برميل نفط خام، وتقف قبالة السواحل اليمنية منذ عام 2015، داعية الحوثيين إلى الاستجابة للنداءات الدولية بالسماح لفرق الإصلاح التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقال متحدث لوزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبعوث الأميركي للأزمة اليمنية تيم ليندركينغ، ناقش خلال رحلته الرابعة الأخيرة للمنطقة كارثة التسرب الذي قد تحدثه ناقلة النفط «صافر» على البيئة، وأهمية وصول فرق التفتيش الدولية إلى الناقلة لإصلاحها.
وشدد المتحدث، الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، على أن الولايات المتحدة تواصل دعم جهود الأمم المتحدة في إجراء تقييم وإصلاحات عاجلة لناقلة تخزين النفط «صافر» المتروكة دون شروط، وهو ما يعني مزيداً من التأخير، منوهاً بأن الأمم المتحدة مستعدة لإرسال فريق مؤهل لإجراء التفتيش والصيانة بشفافية كاملة، لكن «استمرار أعذار الحوثيين وعرقلتهم يمنع إنجاز المهمة». وأضاف: «من خلال تسييس الناقلة، يخاطر الحوثيون بإلحاق مزيد من الألم بشعب اليمن وإحداث أضرار بيئية هائلة في المنطقة». وتابع قائلاً: «في مذكرة الرحلة الإعلامية التي قام بها ليندركينغ أخيراً للمنطقة في 16 أبريل (نيسان) الماضي، أوضحنا أنه ناقش مع الشركاء الدوليين أهمية التوصل إلى حل دائم للنزاع، واتخاذ إجراءات للتخفيف من الأزمة الإنسانية والاقتصادية، بما في ذلك تسهيل عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة وإصلاحها لناقلة النفط صافر».
وبحسب العديد من الدراسات والبيانات الصادرة عن مراكز الأبحاث، فإن وضع ناقلة صافر ينذر بكارثة بيئية وإنسانية إقليمية، وسيتم معها تدمير صحة وسبل عيش ملايين الأشخاص، الذين يعيشون في 6 بلدان تمتد على طول ساحل البحر الأحمر، كما سيؤثر هذا التلوث على الهواء والغذاء والماء.
وفي دراسة لمركز «يوريك ألرت»، نشرت سابقاً في العديد من وسائل الإعلام، وضع فريق باحثين من 3 دول؛ هي الولايات المتحدة، وألمانيا، وإسرائيل، نموذجاً يوضح آلية انتشار أو توزيع النفط المتسرب من «صافر» في البحر الأحمر لمدة تقارب 30 يوماً، ودرس هذا النموذج تبعاً لحالة الطقس سواء كان صيفاً أو شتاء. وخلص الباحثون إلى أن «صافر» وصلت إلى المرحلة الأخيرة من التآكل، وأن النهاية باتت وشيكة، وربما ستقوم التيارات المحلية بتوزيع النفط على الشعاب المرجانية، التي تغطي ما يقرب من 4 آلاف كيلومتر على طول ساحل البحر الأحمر.
وكان المبعوث الأميركي ليندركينغ اتهم، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأسبوع الماضي، إيران بالوقوف خلف الحوثيين لإطالة أمد الحرب هناك، قائلاً: «إيران مسؤولة بالكامل في دعم الحوثي وزعزعة الاستقرار في اليمن، ولم أرَ أي دليل أو دور إيجابي لها في اليمن حتى الآن».
ودعا ليندركينغ المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على الحوثي وإيران للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن، وإنهاء الصراع في البلاد، محذراً من أن الهجمات المتكررة التي يرتكبها الحوثيون على الأراضي السعودية، تهدد المصالح الأميركية هناك، وتضع أكثر من 70 ألف شخص أميركي في «خطر كبير عرضة لتلك الهجمات».
وقال إنه لا ينكر دور الحوثيين في اليمن ما بعد الصراع، بيد أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى إنهاء الأزمة هي وقف إطلاق النار، والامتثال للقوانين والمبادرات الدولية، على حد قوله، مؤكداً: «ستواصل الولايات المتحدة الضغط على الأطراف كافة، لضمان اتخاذهم الخطوات اللازمة لحل النزاع بطريقة مسؤولة، وللتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية»، بسبب الحاجة إلى مزيد من العمل لحمل الأطراف على التخلص من أسلحتهم، والتسوية من أجل اليمنيين، مشيراً إلى أن واشنطن حققت «إجماعاً دولياً أكبر على حل هذا الصراع أكثر من أي وقت مضى، رأينا أيضاً السعودية والحكومة اليمنية تعلنان دعمهما لوقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد».

عبدالملك: الحوثي يقابل دعوات السلام بالتصعيد العسكري

شدد رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، الاثنين، على أن "مأرب معركة كل اليمنيين والعرب لهزيمة المشروع الإيراني عبر وكلائه من ميليشيا الحوثي الانقلابية".

وأشار عبدالملك إلى أن ميليشيا الحوثي تقابل كل دعوات السلام وحرص الحكومة على إنجاحها بالمزيد من التصعيد العسكري.
جاء ذلك خلال حضوره في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، حفلاً خطابياً وتكريمياً بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي.

دعم التحالف
كما أوضح أن ذكرى تحرير ساحل حضرموت هو "عيد لكل يمني"، حيث تم بإسناد من تحالف دعم الشرعية دحر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي التي احتلت المكلا لعام كامل، لافتاً إلى أن "هذه المعركة الخاطفة والسريعة لتحرير المكلا دون حدوث أضرار كبيرة كانت ثمرة للتخطيط والإعداد الجيد والالتفاف الشعبي والدعم الكبير من التحالف".

إلى ذلك ثمن عالياً "مساندة تحالف دعم الشرعية في صناعة هذا النصر على قوى الإرهاب من تنظيم القاعدة ودحرها".

"وجهان لعملة واحدة"
وأكد عبدالملك أن "الانقلاب الحوثي بمشروعه العنصري والطائفي هو الذي مهد الطريق أمام تمدد التنظيمات الإرهابية"، مشيراً إلى أن "القاعدة والحوثيين وجهان لعملة واحدة".

كما ختم قائلاً: "لقد كان التحالف معنا ولا يزال في محطات مختلفة إدراكاً منه لخطورة المشروع الإيراني في المنطقة عبر وكلاء طهران من الميليشيات، وهذا ما لم يقبل به الشعب اليمني والأشقاء العرب عموماً".

شارك