التغلغل الثقافي.. لماذا تستهدف ايران المؤسسات التعليمية في سوريا؟

الأربعاء 28/أبريل/2021 - 06:17 م
طباعة التغلغل الثقافي.. علي رجب
 

تواصل إيران سيطرتها على مؤسسات التعليمية في سوريات ضمن مشروع التغيير الثقافي و«مذهبية سوريا»، عبر السيطرة على الجامعات والمدارس وتأسيس فروع لمؤسسات تعليمية مذهبية في سوريا، فالمشروع الإيراني -ونظراً لطابعه الأيديولوجي- ثقافة معينة يسعى لنشرها في البلدان المستهدفة -وعلى رأسها سوريا- عبر مزيج من الأدوات الصلبة والناعمة. بحثنا في الإصدار الأول من هذه السلسلة أدوات إيران الدينية لتحقيق تغلغلها الثقافي في سوريا.

وابرز هذه التحركات التي شهدتها سوريا مؤخرا، حيث وقعت جامعة دمشق وجامعة أهل البيت الإيرانية، بحجة تطوير علاقات التعاون العلمي والتبادل الطلابي بين الطرفين

جامعة "أهل البيت" تتبع للمجمع العالمي لأهل البيت في طهران، وتعمل على "تعليم الطلاب غير الإيرانيين وأتباع أهل البيت" في درجتي الماجستير والدكتوراه.

وبموجب الاتفاقية يتعاون الجانبان في عقد مؤتمرات وندوات علمية مشتركة على الصعيدين المحلي والدولي وفي مجال العضوية في الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية الدولية والاستفادة المتبادلة من الإمكانيات وخدمات التعليم والبحث العلمي والاستفادة من مهارات الأساتذة كأساتذة مشرفين ومساعدين على الرسائل والأطروحات.

كما يتبادل الجانبان طلاب الدراسات العليا على أساس القدرات الاستيعابية المتاحة والأساتذة عن طريق نظام الاعارة الجزئية مع تسهيل الاستفادة من المختبرات والتجهيزات والإمكانات العلمية للطرفين وكذلك التخطيط لإقامة منصة للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد.

التحركات الإيرانية تؤكدها تقارير أجنبية مختلفة، فقد نشر مركز “Atlantic Council” الأمريكي للدراسات الدولية ، تقريرًا للخبير السوري في الشؤون العسكرية والميدانية نوار شعبان، ناقش فيه الوجود والنفوذ العسكري الإيراني في سوريا، والذي اكد خلال تقريره أن عدد المنشآت التعليمية التابعة لطهران في سوريا وصلت إلى سبع منشآت تعليمية، بالإضافة إلى المراكز الثقافية الإيرانية التي تلعب دورًا مهمًا في نشر الثقافة الإيرانية في المجتمع السوري، وأعادت مؤسسة “جهاد البناء” ترميم 16 مدرسة في دير الزور.

كذلك تستخدم إيران أدوات تعليمية الاختراق بيئة المدارس السورية، فد ظهر ذلك، من خلال المدارس التي تفتتحها في المناطق الشرقيةًنمع حصولها على عقود لترميم 250 مدرسة في مناطق متفرقة من سوريا. ودفعها باتجاه تغيير المناهج الدراسية وإدخال اللغة الفارسية، ،وسعيها لتطوير المدرسين وتدربيهم

ما يعنيه ذلك من وضع كوادر وزارة التربية تحت الوصاية الإيرانية للتأهيل وفق أيديولوجيتها، وفقا لدراسة بحثية  نشرها مركز الحوار السوري.

واوضحت الدارسة، ان في سعيها ايران لاختراق البيئة الجامعية السورية، حرصت على توقيع الاتفاقيات مع غالبية الجامعات السورية بغيةً، توفير الغطاء القانوني لأنشطتها الثقافية في هذه الجامعات، وسهولة اختراقها واستمرار حضورها فيها .

فالجامعات تحتضن قادة الدولة والمجتمع في المراحل التالية. إلى جانب ذلك تعمل إيران عبر الجامعات التي تفتتحهاً في سوريا، على استخدامها كمراكز لتجنيد المقاتلين في ميليشياتها، إضافة إلى ذلك، تبتعث طالب سوريين إلى إيران بحيث تدفع إلى الواجهة المدنية ببعض خريجي هذه الجامعات، بما يزيد من نسبة الخريجين المتأثرين بالثقافة المذهبية بنسختها الفارسية على ثقافة بلدهم العربية الاسلامية.

كما حرصت السفارة الايرانية بدمشق على تقديم رعدة رحلات سياحية مجانية لعدد من اساتذة الجامعات السورية والاداريين لكسب  وتيسير تغلغلهم في دوائر الدولة، مع إغداق الهدايا والأموال عليهم وتكريمهم بوسائل شتى لنشر ما ينسجم مع أهداف إيران واستراتيجيتها.

 

 

 

 

 

شارك