تقرير عراقي: جيوش الكترونية تنشر خطاب كراهية واثارة للفتنة الطائفية
رصد "بيت
الاعلام العراقي" في تقريره الثامن والخمسون، الترند العراقي في موقع التواصل
الاجتماعي "تويتر"، ومن المفترض ان يعكس ترند تويتر في السياق العالمي
اهتمامات الرأي العام في كل بلد بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية
وغيرها من القضايا التي تثير الرأي العام.
واستند تقرير
الرصد على متابعة ومراقبة عينة عشوائية لقائمة اعلى الترندات العراقية في موقع
تويتر خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وتتبع أسباب انطلاق كل ترند وإظهار جهات
التفاعل معه ونتائجه، وما المؤثرات القائمة في توجيه هذه الترندات نحو مسارات
معينة، اظهرت بشكل واضح كيف يتم تأسيس الترندات وماذا تستهدف ومتى، وكيف لعبت
ادوارا سلبية في السلم والامن المجتمعيين في البلاد، وساهمت باقحام الجمهور في
ازمات سياسية.
ويأتي تقرير
الرصد الجديد مكملا لسلسلة تقارير واسعة اطلقها "بيت الاعلام العراقي"
خلال السنوات الماضية تتناول مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وابرزها التقرير
التاسع والعشرون المنشور في تموز (يوليو) 2017 تحت عنوان "الجيوش
الإلكترونية"... أخبار مفبركة تجتاح "فيسبوك"، والتقرير بالرقم
أربعون والمنشور في شباط (فبراير) 2018 تحت عنوان "الجيوش الالكترونية ترفع
لثامها.. خطاب كراهية يهدد السلم المجتمعي".
وتوصل تقرير
الرصد الى النتائج التالية:
أولا: تحكم
الجيوش الالكترونية التابعة الى جهات سياسية ودينية قبضها على الترند العراقي، من
خلال اطلاق هاشتاغات مبنية على خلفيات صراعات سياسية او فكرية، وبثها عبر الالاف
الحسابات الوهمية الغير حقيقية اذ يتبين ان اغلب هذه الحسابات تم انشائها قبل فترة
وجيزة ولا تمتلك سوى عدد محدود من المتابعين وغالبيتهم من اتباع الجيوش
الالكترونية، وبالتالي لا تعكس توجهات الرأي العام الحقيقية الذي يقف موقف المتفرج
إزاء هذه الهاشتاغات ولا يتفاعل معها.
ثاناي: أن اغلب الهاشتاغات التي تطلقها الجيوش الالكترونية من اجل الاستحواذ
على الترند العراقي في تويتر، تتضمن خطاب كراهية وتسقيط، ودعوات الى العنف
والتطرف، ومهاجمة جماعات بشرية بالمطلق، واتهامات بالعمالة والخيانة، وهو ما يشكّل
خطرا على السلم الأهلي والمجتمعي في البلاد.
ثالثا: لوحظ
ان جزء كبير من الجيوش الالكترونية التي تطلق هاشتاغات تحوي خطاب كراهية، تنخرط
فيها حسابات تُدار من خارج العراق، تقوم بعملية إعادة نشر منشورات وصور جاهزة
لمئات المرات من اجل السيطرة على اعلى ترندات السوشل ميديا، وهو ما يفسر ظهور ترند
متخصص بالشأن العراقي في قوائم الترند الخاصة بدول أخرى.
رابعا: لوحظ
ان قوائم الترند العراقية تُظهر أحيانا هاشتاغات متعلقة بقضايا خاصة بدول أخرى لا
علاقة لها بالعراق، وهذا يفسر ان حسابات وهمية تُدار من العراق منخرطة في هذه
العملية، وغالبا ما تكون هاشتاغات تتضمن كراهية وسب وشتم وتسقيط.
خامسا: من بين 7 أيام في الأسبوع، لوحظ
بمعدل يومين فقط أسبوعيا يعكس الترند العراقي الواقع في البلاد، ويمثل موقف
واهتمامات الرأي العام العراقي اليومي إزاء مختلف القضايا التي تشغله، اما في
الخمسة أيام الأخرى، يكون الترند ما يُعتبر تحت قبضة الجيوش الالكترونية.
سادسا : لوحظ اندلاع معارك الكترونية بين جيوش الكترونية متصارعة فيما بينها،
وبينما تطلق جهة ما هاشتاغ معين، تكوم الجهة الأخرى المناهضة لها بأستخدام ذات
الهاشتاغ ولكن مع منشورات تتضمن هجوما ضد الهاشتاغ والجهة التي اطلقته.
وخرج التقرير
بعدة توصيات وهي: التأكيد على شاعة الثقافة الرقمية للجمهور في كيفية
التعاطي مع ما يطالعه من منشورات وهاشتاغات وتوفير خبرات للجمهور في كيفية التعاطي
مع الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المتداولة، وتبيان مخاطر المنشورات الكاذبة على
الأمن والسلم الاجتماعي، وتشجيع ظاهرة صحافة المواطن.
وأوصى باطلاق حملة على الصعيد الوطني من اجل مكافحة الحسابات المزيفة في تويتر،
والتي تروّج لخطاب الكراهية ودعوات الى العنف، وتنظيم حملات لاغلاق هذه الحسابات،
كما على المؤسسات والجهات ذات العلاقة وبالتنسيق مع خبراء تقنيين مراقبة الصفحات
الممولة التي تنشر اخبار مفبركة تحمل خطاب كراهية وتسقيط وتحقير ودعوة الى العنف
واخبار كاذبة، والكشف عن القائمين عليها وتقديمهم الى القضاء من اجل كبح ظاهرة
الجيوش الالكترونية.
كذلك أكد على أهمية الهاشتاغ في ان يكون حقيقيا
وعاكسا لتوجهات الرأي العام الحقيقي وما يشغله من قضايا، وكذلك أهميته في دعم المناشدات
والمبادرات الإنسانية وايصالها الى الرأي العام المحلي والعالمي من اجل اتاحة
الفرصة لحسم هذه المناشدات.