تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 1 مايو 2021.
خسائر بشرية ومادية كبيرة للحوثيين في مأرب
تكبّدت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، خسائر بشرية ومادية كبيرة في جبهات القتال غرب محافظة مأرب، بنيران الجيش اليمني ومقاتلي القبائل وغارات طيران تحالف دعم الشرعية.
وقال مصدر عسكري: إن الجيش اليمني نفّذ كميناً محكماً استهدف مجموعة من عناصر الميليشيات الحوثية في جبهة «المشجح»، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 17 حوثياً بين قتيل وجريح.
وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش استعادت أسلحة متوسطة وخفيفة وكمّيات من الذخائر كانت بحوزة تلك العناصر.
وفي جبهة «الكسارة»، استهدفت مدفعية الجيش تجمعات وتحركات للميليشيات الحوثية وألحقت فيها خسائر بشرية ومادية منها إعطاب عربة مدرعة وتدمير عدد من الأطقم وسقوط من كانوا على متنها بين قتيل وجريح.
وفي السياق، استهدف طيران تحالف دعم الشرعية بعدّة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات في مواقع متفرقة غرب مأرب، وأسفر القصف عن تدمير عدد من العربات والأطقم ومصرع جميع من كانوا على متنها.
إلى ذلك، دعا محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي أبناء المحافظة واليمن بشكل عام إلى النفير ومساندة الجيش اليمني حتى القضاء على ميليشيات الحوثي الإرهابية. وأكد اللواء العكيمي خلال ترؤسه لقاءً موسعاً ضم قيادات السلطة المحلية وعدداً من وجهاء وأعيان قبائل «دهم»، على التعبئة في صفوف أبناء الجوف استجابة لدعوة محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة لمحاربة ميليشيات الحوثي.
وقال محافظ الجوف: إن «مأرب جمعت كل اليمنيين وهي اليوم تلبي دعوة النفير العام في مواجهة المشروع الإيراني، وستكون منطلقاً لتحرير اليمن وإعادة التاريخ العظيم»، كما دعا جميع أبناء الجوف إلى «النفير لدحر الميليشيات التي أصبحت لعبة بيد إيران وتحرير كامل تراب اليمن منها». وأضاف العكيمي: «لا قول إلا قول الميدان وما خرجنا من بيوتنا إلا لنعود إليها أحراراً».
وفي السياق، لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم وجُرح آخرون، باشتباكات وضربات مركزة على ثكنات وأوكار وأهداف متحركة جنوب الحديدة.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأنه تم رصد تحركات مكثفة للميليشيات والدفع بالعشرات من عناصرها من جهة الحدود الإدارية لمديرية «الجراحي» صوب خطوط التماس شمال غرب مدينة «حيس»، وسرعان ما تم التعامل معها بنجاح، مؤكداً أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في القطاع الغربي لمدينة «حيس» اشتبكت مع عناصر الميليشيات وحققت إصابات مباشرة في الأهداف المرصودة بضربات موجعة ومركزة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية وإجبار البقية على الفرار مذعورين، كما أكد تدمير عربة تحمل سلاح رشاش ومصرع من على متنها.
يُشار إلى أن الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران تستهدف بشكل متواصل وممنهج مدينة «حيس» ذات الكثافة السكانية الكبيرة بقصف مدفعي وبالأسلحة الرشاشة بهدف إقلاق أمن وسكينة الأهالي وإجبارهم على النزوح مجدداً.
في غضون ذلك، أكد قائد اللواء 17 مشاة بمحور محافظة تعز، العميد الركن عبدالملك الأهدل، أن المعارك التي يخوضها الجيش اليمني في جبهتي «مقبنة» و«الكدحة» في الريف الغربي، مصيرية ومهمة. كما أكد أن الجيش يسعى من خلالها إلى تطهير كل المناطق الجبلية في الجبهتين، وصولاً إلى منطقة «البرح» من أجل فك الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي على السكان.
ولفت إلى أنه خلال الأيام الماضية فقدت الميليشيات عشرات القادة الميدانيين في صفوفها، إضافة إلى تدمير عدد من الأطقم والآليات العسكرية والأسلحة.
وشدد العميد الأهدل على أن التقدم الميداني كبير جداً في أرياف المحافظة الواقعة جنوب غربي البلاد، مضيفاً أن المناطق التي تم تحريرها بتعز استراتيجية ومهمة، وفيها تلقت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة بشرياً وفي العتاد والسلاح.
وأوضح القائد العسكري أن لا صحة للحديث عن توقف المعارك في جبهة «مقبنة» وأرياف تعز الغربية والجنوبية، مضيفاً أن الجيش يخوض مواجهات ضد ميليشيات الانقلاب بشكل مستمر، سواء في «مقبنة» أو في «جبل حبشي» أو «الأحكوم».
إرهاب «الحوثي» يهدد 4 ملايين نازح في مأرب
دفع عدوان ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة مأرب، اليمن، إلى حافة الانهيار، حيث يهدد العدوان نحو 4 ملايين يمني أصبحوا بلا مأوى، جمعيهم نزحوا إلى مأرب بعد الدمار الذي تسببت به الميليشيات في أجزاء أخرى من البلاد.
الوضع الكارثي أثار قلق العديد من المنظمات الدولية، التي بدأت في دق ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن الحوثيين يرتكبون عدة جرائم ضد اليمنيين، وخاصة تدمير مدنهم والاستيلاء على المساعدات الإنسانية الدولية وتوزيعها على أنصارها فقط.
ونزح المواطن اليمني هادي صلاح وعائلته 5 مرات منذ الانقلاب الحوثي عام 2014، وهو من منطقة نهم بالعاصمة صنعاء، وصل في النهاية إلى مخيم السويداء للنازحين في مأرب حيث لاحق عدوان الحوثيين أسرته في جميع أنحاء البلاد.
وقال لموقع «ميدل إيست أي» البريطاني: «بدأت رحلتي في النزوح في أواخر عام 2015، عندما ضرب القتال قريتنا، تركنا كل شيء وراءنا وفررنا مع عائلات أخرى إلى وجهة غير معروفة».
وبحلول أغسطس 2020، وصل هو وأفراد أسرته الثمانية إلى منطقة «عبيدة» في مأرب، حيث ساعدهم الناس في إنشاء مخيم لمئات العائلات النازحة، وعلى الرغم من أنها كانت في البداية مكاناً أكثر أماناً، إلا أن هجمات الحوثيين بدأت في تهديد حياتهم مرة أخرى.
وأوضح أن «الحوثيين جددوا هجماتهم باتجاه مأرب وواصلنا الفرار من المعارك، آخر مرة كانت في أغسطس 2020 عندما فررنا من مخيم الزبرة ووصلنا إلى السويداء».
ونقل الموقع عن صلاح تأكيده أنه سئم هو وباقي اليمنيين من النزوح، لكنه قال إن التهديد بالعنف لا مفر منه بغض النظر عن مكان استيطان عائلته.
وقال أن «المعارك عادة ما تصل إلى مخيماتنا، وفي كثير من الأحيان يكون هناك ضحايا بين العائلات النازحة، لأننا أقمنا مخيماً في مناطق آمنة وصلنا إليها، ثم لا يلبث أن تلاحقنا هجمات الحوثيين، أصبح لا يوجد مكان آمن يكفي لآلاف العائلات النازحة».
ودفعت أعمال العنف، اليمن إلى حافة الهاوية، وتركت شعبها في حالة خوف دائم.
وقبل اندلاع الحرب، كان عدد سكان مأرب 20 ألف نسمة، وفقًا للبنك الدولي، لكنها أصبحت منذ ذلك الحين واحدة من أكثر المحافظات كثافة سكانية في اليمن، حيث تستضيف ربع النازحين داخليا في اليمن البالغ عددهم 4 ملايين، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال صالح الحداد، ناشط حقوقي في مأرب، إن أوضاع العائلات النازحة في المحافظة أصبحت متردية بشكل خاص بعد تصعيد الحوثييين الأخير. وأكد أن القذائف سقطت على أو بالقرب من مخيمات النازحين وأن العديد من النازحين انتقلوا إلى مخيمات جديدة أكثر أماناً.
القلق الذي ينتاب اليمنيين هو أن حرمة شهر رمضان لا تمثل أي عائق ديني أو أخلاقي للميليشيات الإنقلابية، حيث اعتادت على تكثيف هجماتها وعدوانها خلال الشهر الفضيل.
وواصلت خلال الأيام الماضية ارتكاب جرائم بشعة، دون أي اعتبار لدعوات وقف إطلاق النار لمنع انتشار فيروس كورونا، أو لحرمة الشهر المبارك.
محمد بن سلمان يبحث مع المبعوث الأمريكي التطورات في اليمن
التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس الجمعة، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندر كينج، في تطور ملحوظ للتحركات المعنية بإنهاء الحرب في اليمن.. وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس): «جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، واستعراض الجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية».
وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة في جولة جديدة لدفع المساعي الدولية الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار في اليمن، والعودة إلى طاولة الحوار، وفق موقع الحرة الأمريكي. وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة تصريحات إيجابية معلنة من ولي العهد السعودي في مقابلة تلفزيونية والخارجية الإيرانية تجاه العلاقات الإقليمية والملف اليمني، ما يبشر بتوجه جاد وتوافق لحلحلة الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب.
وقدمت السعودية في 22 مارس الماضي، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن تضمنت « تخفيف القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة الحوثيين، ووقف شامل لإطلاق النار والدخول في مفاوضات سياسية». ورحب المجتمع الدولي والحكومة الشرعية بالمبادرة السعودية، بينما أعلن الحوثيون القبول بها مبدئياً، غير أنهم طلبوا تعديلات شملت فصل الملف الإنساني عن بقية الملفات ورفع غير مشروط للقيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، الأمر الذي رفضته السعودية والحكومة الشرعية.
على صعيد آخر، واصل طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن ضرباته الجوية على مواقع عسكرية لميليشيات الحوثي وتجمعات وتحركات لها في جبهات القتال ومناطق سيطرتها. وشنت مقاتلات التحالف، أمس الجمعة، سلسلة غارات على مواقع تابعة لميليشيات الحوثي في عدة محافظات يمنية. وطبقاً لمصادر محلية وإعلام جماعة الحوثي، منها قناة المسيرة، الناطقة باسم الجماعة وميليشياتها، فإن مقاتلات التحالف شنت ثماني غارات في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب (شمال شرق اليمن) التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة، من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية، من جهة أخرى.
يجيء ذلك، بينما تستمر المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في أرياف تعز، وأكد قائد اللواء 17 مشاة بمحور محافظة تعز، العميد الركن عبدالملك الأهدل، أن المعارك التي يخوضها الجيش في جبهتي مقبنة والكدحة في الريف الغربي، مصيرية ومهمة. كما أكد أن الجيش يسعى من خلالها إلى تطهير كل المناطق الجبلية في الجبهتين، وصولاً إلى منطقة البرح من أجل فك الحصار المفروض على السكان.
مأرب بوصلة الحل في اليمن
بعد عام كامل على إطلاق الأمم المتحدة خطتها الخاصة بوقف شامل للحرب في اليمن والترتيبات الاقتصادية والإنسانية المصاحبة لذلك، ودخول الهجوم الجديد للميليشيا شهره الرابع دون أن تحقق أي تقدم فعلي فإن الخطوات التي اتخذتها رئاسة الأركان والتي شملت دمج المقاومة بالألوية العسكرية وتحت قيادة واحدة.
ومعالجة الثغرات التي حدثت في الفترات السابقة وكانت سبباً في التراجع وخسارة عدد من المواقع، وإقرار خطة مواجهة ستغير جذرياً إدارة المعركة.
ولأن مأرب بما تمثله من موقع استراتيجي يربط بين العاصمة صنعاء والحدود مع السعودية، ولأنها تمثل البوابة نحو شواطئ بحر العرب، إلى جانب حقول النفط والغاز، فإنها اليوم باتت البوصلة التي ستحدد وجهة الحل في اليمن، إما بعودة ميليشيا الحوثي عن موقفها التصعيدي والرضوخ لمتطلبات السلام، أو بمواجهة هذه الجماعة الباغية عسكرياً وكسر شوكتها، وهو ما سيجعلها تعود مجبرة إلى طاولة الحوار.
شهر ثالث
وبانتهاء شهر أبريل تطوي المحافظة الشهر الثالث من الهجوم الجديد، أثبتت خلاله المواجهات أن الترسانة الضخمة من الأسلحة والآليات الحديثة التي تم الاستيلاء عليها من مخازن الجيش أو تلك التي تم تهريبها إلى ميليشيات الحوثي من الخارج، لم يكن باستطاعتها كسر إرادة المدافعين عن مأرب، ولا يمكن لها أن تحقق للميليشيا أحلامها التوسعية، والسيطرة على موارد وثروات اليمن من أجل إطالة أمد الصراع ومعه إطالة معاناة ملايين اليمنيين إذ باتت مأرب محور المواجهة وبوابة الحل.
ولأن قيادة ميليشيا الحوثي كانت تراهن على أنها ستنفرد بمحافظة مأرب، كما حصل في بداية الانقلاب على الشرعية، مع محافظات أخرى غير أن الالتفاف الشعبي قبل الرسمي حول معركة مأرب وانخرط كل الفئات في صفوف القوات الحكومية، وتصدر أبناء قبائل مأرب، لقيادة المعركة، أفقد الميليشيا كل أدواتها التي كانت تعتمد عليها في إسقاط المناطق.
كما أظهرت الاستجابة الواسعة لدعوات الانضمام إلى المعسكرات التي تم استحداثها أن معركة مأرب ستكون الفاصلة في المواجهة مع الميليشيا الانقلابية وأنها في الحالتين ستكون مفتاحاً للسلام.
دروس
وفي أجواء من الترقب لما سينتج عن استئناف مبعوث الولايات المتحدة الخاص باليمن اتصالاته في المنطقة فإن القوات الحكومية واصلت تلقين الميليشيا دروساً قاسية في جبهات غرب وجنوب محافظة مأرب، حيث حاولت التسلل عبر منطقة ذنه التابعة لمديرية بني ضبيان إلى غرب مأرب، لكن القبائل المعروفة بشراستها تصدت لهذه الميليشيا وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.
هذه المحاولة الفاشلة لفتح جبهة جديدة باتجاه مأرب. أتت بعد فشل كل الهجمات التي نفذتها الميليشيا انطلاقاً من مديرية صرواح وعبر منطقتي الكسارة والمشجح في التقدم نحو عاصمة المحافظة.
حيث واصلت قوات الجيش التصدي لكل محاولة اختراق بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية والتي لعبت وما تزال دوراً حاسماً في إفشال كل هجمات الميليشيا وتكبيدها خسائر بشرية غير مسبوقة بلغت الآلاف إلى جانب الخسائر في العتاد.
زخم دولي تجاه ملف اليمن
يتواصل الزخم الدولي والإقليمي تجاه الملف اليمني المتفاقم، حيث شهدت الأيام الأخيرة جهوداً إقليمية ودولية كبيرة للدفع بإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن إلا أنها جميعاً تصطدم حتى اللحظة بتعنت الميليشيا الحوثية واستمرار إصرارها على العمليات العسكرية والهجمات الصاروخية والطيران المسيّر، سواء في مأرب أم على المملكة العربية السعودية. فهل هناك إرادة حقيقية لكبح جماح الميليشيا وفرض خيار السلام عليها؟
وقال موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر مطلعة، أن عدداً من المشرعين الأمريكيين اجتمعوا أول من أمس، في «غرفة عمليات البيت الأبيض»، مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لمناقشة الحرب في اليمن.
وبحسب «أكسيوس»، يعد هذا الاجتماع الأول من نوعه في البيت الأبيض مع مجموعة من المشرعين الذين انتقدوا علناً رفض الحوثيين السلام وتزايد القلق بشأن الأزمة الإنسانية في المنطقة، كما يعد إشارة إلى استعداد إدارة الرئيس بايدن لـ«حمل مخاوفهم على محمل الجد».
كان من بين الأعضاء الذين التقوا سوليفان، عضو مجلس النواب رو خانا الديمقراطي من كاليفورنيا، وعضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي تحدث أيضاً هاتفياً هذا الأسبوع مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ.
من جانبها، قالت المتحدثة الأمريكية باسم مجلس الأمن القومي، إميلي هورن، في بيان: «لن نعلق على لقاءات فردية، لكننا نتواصل بانتظام مع المشرعين بشأن التقدم الذي نحرزه على طريق التزامنا بإنهاء الحرب الكارثية في اليمن».
وبدأ ليندركينغ، الخميس، جولة في المنطقة، شملت المملكة العربية السعودية، كما التقى بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن لمناقشة ضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز وقف إطلاق النار في المنطقة، إلى جانب قضايا أخرى.
وأوضحت الخارجية الأمريكية إن ليندركينغ «سيبني على التوافق الدولي على وقف هجوم الحوثيين على مأرب، الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني».
وكان ليندركينغ وصف، الأسبوع الماضي، معركة مأرب بأنها أكبر تهديد منفرد لجهود السلام. وقال إن «دعم إيران لحركة الحوثي كبير جداً وفتاك».
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليندركينغ، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، إذ استعرضا الجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كانت السعودية أعلنت في، مارس الماضي، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المبادرة تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي شامل، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع عائدات الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني في الحديدة وفقاً لاتفاق استكهولم.
كما تشمل المبادرة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، والبدء في المشاورات بين الأطراف اليمنية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد أجرى خلال الأيام الماضية مباحثات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والتقى مع مسؤولين يمنيين، وأكد المبعوث الأممي في بيانه «أن إنهاء الحرب في اليمن سيساهم بشكل كبير في استقرار المنطقة وأمنها».
تعاظم نفوذ الحوثيين الموالين لـ«الحرس» بدعم من طهران
بعد ما يقارب نصف عام من تهريب القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو إلى اليمن، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن القيادي الإيراني تمكن من تقليص دور الجناح الذي يوصف بـ«المعتدل» في قيادة الميليشيات الحوثية وتعزيز هيمنة التيار المرتبط بطهران والذي يتزعمه المتطرفون في الجماعة أمثال عبد الكريم الحوثي الذي يشغل موقع وزير الداخلية في حكومة الميليشيات وهو أيضاً عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ومعه أحمد حامد الذي يشغل مدير مكتب رئيس حكم الانقلاب ويتولى عملياً إدارة كل مفاصل المؤسسات، ومعهما مجموعة الجناح العسكري.
مصادر سياسية قريبة من قيادات الميليشيات ومطلعة على كثير من تفاصيل صراع النفوذ بين أجنحتها ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أنه منذ وصول القائد في الحرس الثوري إلى صنعاء تحت مسمى «سفير» عمل بنشاط متواصل من أجل إزاحة كل الأطراف والأشخاص الذين لا يرتبطون بشكلٍ مباشر بالحرس الثوري و«حزب الله» اللبناني.
كما عمل وفق المصادر نفسها على إزاحة كل من قدموا أنفسهم للمنظمات الأممية والبعثات الدبلوماسية بوصفهم «جناحاً معتدلاً لا يتبنى صراحةً فكرة تطبيق التجربة الإيرانية في الحكم إلى اليمن، إلى جانب أولئك الذين يدعون أنهم يسعون للتخفيف من القمع الذي طال مَن لا يتفقون مع أداء الميليشيات، وهذا الاتجاه يقوده محمد علي الحوثي عضو مجلس حكم الانقلاب ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا».
المصادر تحدثت عن تولي الحرس الثوري الإشراف المباشر على إدارة الشأن السياسي إلى جانب العسكري، وقالت إن إيرلو «قصقص أجنحة ذلك الجناح، ودفع به نحو ممارسة دور ثانوي في إدارة المؤسسات الانقلابية من خلال إيجاد شكل وهمي غير دستوري اسمه المنظومة العدلية ووضع على رأسها محمد الحوثي حيث تتولى هذه الهيئة مراجعة ملفات الأراضي وملكيتها ومراقبة أداء الأمناء الشرعيين المكلفين بتحرير عقود البيع والشراء، وهو ملف شائك ويمتد عمره إلى أكثر من 50 عاماً وتعددت فيه ادّعاء الملكيات والبيع وغيرها».
ويقول أحد المصادر: «بين فترة وأخرى يحاول محمد الحوثي التذكير بحضوره في الشأن السياسي من خلال تغريدات عن تطورات القتال في الجبهات أو منشورات عمومية تطالب بأن يقبل التحالف والشرعية ما سماها مبادرته لوقف الحرب، وهي المطالب التي وضعها قبل عام ولم يناقشها أحد بمن فيهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث».
ويؤكد مصدر ثان، أنه ومنذ ما بعد وصول إيرلو إلى صنعاء بثلاثة أشهر أعيد ملف المفاوضات إلى الجناح الذي تربى على يد عناصر الحرس الثوري وميليشيات «حزب الله» اللبناني والذي يمثله في هذا الجانب عبد السلام فليتة (محمد عبد السلام) وهو المتحدث باسم الجماعة ومفاوضها الرئيسي والحاكم الفعلي لخارجية الانقلاب.
وذكر مصدر ثالث أن فليتة وعبد الكريم الحوثي وأحمد حامد من كبار قادة الجماعة المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني منذ نعومة أظافرهم، وقال المصدر نفسه إن صلاح فليتة وهو والد محمد عبد السلام اعتُقل في منتصف الثمانينات بتهمة العمالة لإيران والسعي لتأسيس فرع لـ«حزب الله» في اليمن.
وتعتقد المصادر أن صلاح فليتة رافق بدر الدين الحوثي في أول زيارة له إلى «قم» في إيران في عام 1985، كما تعتقد أن هذه المجموعة هي التي تتحكم بعبد الملك الحوثي وتديره حسب التوجيهات التي كانت تتلقاها سابقاً من مندوب «حزب الله» والحرس الثوري في بيروت قبل أن ينتقل القرار السياسي إلى الداخل بوصول ممثل الحرس الثوري.
كان فريق الخبراء الدوليين قد أكدوا في أحدث تقرير لهم عن مدى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، أن محمد علي الحوثي يترأس أحد الأجنحة المتصارعة في صنعاء وأن لديه تشكيلاً أمنياً وعسكرياً خاصاً، وبالمثل يفعل منافسه القوي عبد الكريم الحوثي، ويزاحمهم في ذلك أحمد حامد.
وأكدت ليز غراندي المديرة السابقة لمكتب الأمم المتحدة «أوتشا» في اليمن، أن ميليشيات الحوثي عملت على إحداث مؤسسات موازية لجميع مؤسسات الدولة وقالت في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إن الميليشيات أنشأت «مؤسسات موازية، يعمل بها الحوثيون حصرياً، للقيام بمهام رئيسية بما في ذلك حفظ الأمن والأمن الداخلي، ويتم الآن تحويل جميع الإيرادات العامة تقريباً بشكل مباشر إلى المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحركة، بما في ذلك فرع البنك المركزي بصنعاء».