اجتماع خماسي فى قطر .. هل تقتنع "طالبان" باستئناف عملية السلام الأفغانية ؟
السبت 01/مايو/2021 - 04:06 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع المحاولات التي تقوم بها أفغانستان لوقف الحرب المستمرة من قبل حركة طالبان وإحياء السلام وعودة الاستقرار في البلاد، ما زالت حركة طالبان الإهاربية ترواغ وتساوم في عملية السلام مع الحكومة الأفغانية، حيث أعلنت الحركة عن عقد اجتماع خماسي في العاصمة القطرية الدوحة بين وفد من أعضاء المكتب السياسي للحركة ومبعوثي روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان إلى أفغانستان.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، محمد نعيم، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، إن المجتمعين بحثوا خلال الاجتماع شطب أسماء قادة طالبان من القائمة السوداء، وضرورة الإفراج عن معتقلي حركة طالبان في سجون الحكومة الأفغانية.
وأوضح نعيم أنه جرى خلال الاجتماع بحث الوضع الراهن في أفغانستان وعملية السلام الجارية.
ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم واحد من بدء حلف الناتو سحب قواته من أفغانستان، وتأكيد البيت الأبيض بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان.
وفي 29 فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة بقيادة رئيسها آنذاك، دونالد ترامب، وحركة "طالبان" في الدوحة أول اتفاق سلام بين الطرفين، ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد 14 شهرا، أي في مايو 2021، وإطلاق حوار أفغاني داخلي في الدوحة، بعد عقد صفقة مع الحكومة الأفغانية حول تبادل الأسرى.
لكن إدارة بايدن أعلنت مؤخرا أنها تنوي إنجاز عملية الانسحاب حتى 11 سبتمبر ما أثار ردود أفعال حادة من "طالبان"، التي حذرت من خروجها من اتفاق السلام.
وتراوغ حركة طالبان باستمرار في التفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها.
وشهدت الدوحة، في 12 سبتمبر 2020، انطلاق أول مفاوضات مباشرة بين حكومة كابل وحركة طالبان، بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويؤسس لمرحلة سياسية جديدة.
وتستهدف مفاوضات الدوحة، إنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة في أفغانستان، منذ الانقلاب العسكري عام 1978، ثم الغزو السوفييتي بين عامي 1979 و1989.
وكانت الدوحة قد أنشأت مكتبا سياسيا لحركة طالبان تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك طالبان، وإرسال التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وفي 2013 احتضنت قطر محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
وتسعي قطر من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وتشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة ، أدت إلي سقوط ألاف الضحايا من المدنيين.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م.
وقال الملا عمر زعيم أول إمارة إسلامية في أفغانستان والذي قتل في 23 أبريل 2013، أنذاك، إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.