إيران وتنظيم القاعدة.. علاقات طهران بالجماعات الارهابية على رداد الاستخبارات الأمريكية

الأحد 02/مايو/2021 - 01:53 ص
طباعة إيران وتنظيم القاعدة.. علي رجب
 

استضافة طهران لقادة التنظيم القاعدة الإرهابي يكشف مدى العلاقة القوية التي تربط إيران بالتنظيمات الارهابية منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه والذي يعد النموذج الملهم للجماعات المتطرف والمتشددة في المنطقة.

ومنذ أيام قليلة أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو على وجود قادة القاعدة في طهران، قائلا في حوار مع قناة العربية إن أكبر "قادة تنظيم القاعدة يجلسون في طهران".

تصريحات بومبيو ، اكدها ايضا تقرير للاستخبارات الأمريكية " سي آي إيه"، حيث اوضح التقرير أن "عددًا من قادة تنظيم القاعدة يشرفون على عمل هذه الشبكة الإرهابية من إيران"، وأن زعيم القاعدة أيمن الظواهري لا يزال مختبئًا.

التقرير الذي نشرته "ايران انترنشنال"، شدد على أن " إيران تشكل تحديًا كبيرًا أمام المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى قدراتها العسكرية المتقدمة، وشبكاتها الواسعة من الشركاء والقوات التي تعمل بالوكالة عنها، ورغبتها في استخدام القوة العسكرية ضد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها".

وأشار التقرير إلى أنه منذ مقتل قاسم سليماني، تراجعت علاقات النظام الإيراني مع القوات التي تعمل بالوكالة عنها لأن سليماني كانت لديه اتصالات واسعة بين هذه الجماعات في المنطقة.

كما حذرت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية من أن "إيران تحاول عرقلة الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع دول المنطقة، من خلال استخدام تهديدات الجماعات التي تعمل بالوكالة عنها وکذلك الحلفاء الذين يتعاونون معها".

وفي تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مؤخرا أكد أن السلطات الايرانية أفرجت عن عدد من قادة القاعدة المحتجزين لديها، وسمحت لبعضهم بالتنقل بحرية داخل إيران، بعد أن منعتهم من السفر، مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني اختطفه فرع القاعدة في اليمن عام 2013.

 

وفي نوفمبر من العام الماضي، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن 4 مصادر مطلعة، أنه في 7 أغسطس 2020، وبناءً على طلب الولايات المتحدة، قام رجال الأمن الإسرائيلي بقتل أبو محمد المصري، الرجل الثاني في القاعدة، إلى جانب ابنته التي کانت زوجة حمزة بن لادن، في أحد شوارع طهران، غير أن وزارة الخارجية الإيرانية نفت هذا النبأ.

لكن هذه الصفقة، التي يبدو أنها أتاحت للقاعدة إدارة عملياتها من إيران، لم تكن لتنكشف لولا نزاع فصائلي بين التنظيم الأم وفرعه في سوريا، هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي قررت قبل سنوات الانفصال.

وأوضحن

تنقل مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، عن تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ذكرها أن عناصر من القاعدة انتقلت في تسعينيات القرن الماضي إلى إيران لتلقي تدريبات على صنع المتفجرات، بينما تلقى آخرون تدريباً من "حزب الله" اللبناني.

وبعد اعتداءات 11 سبتمبر، لجأ عديد من عناصر القاعدة إلى إيران، لكن كثيراً منهم سجن وتعرض للتعذيب أو فرضت عليهم الإقامة الجبرية، وكانوا لاحقاً جزءاً من عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين، كتلك التي حصلت عام 2011 وشملت دبلوماسياً إيرانياً وحمزة بن لادن، نجل مؤسس التنظيم.

وفي عام 2007، قال أسامة بن لادن، الذي قتل في باكستان عام 2011، إن إيران "هي الشريان الرئيس للأموال والموظفين والاتصالات"، مع وجود قيود على قادة القاعدة الذين يعيشون فيها.

مراقبون يرون أن التقديرات الأمريكية لعلاقة تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، هي تشكل علاقات بين تطرف الاسلامي بشقيه السني والشيعي، وهو يكشف ايضا خبايا العلاقات بين طهران وجماعات التطرف السني في الشرق الأوسط، هذه العلاقات التي تشكل ورقة إيرانية تسختدمها في صراع النفوذ واستهداف الخصوم في المنطقة.

ولفت المراقبون أن طهران تستثمر في تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات السنية المتطرفة، كما تستثمر في الجماعات الشيعية المتطرفة الموالية لها في المنطقة، كالميليشيات الشيعية في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان واليمن، ولبنان.

المراقبون أوضحوا أن طهران عبر الجماعات المتطرفة، تمارس سياسية التدمير لخصومها في دوول الإقليم، عبر العمليات الارهابية المدروسة، والتي تعطى طهران فيها دعم كبير سواء عبر التدريب أو التسليح أو الغطاء السياسي والإعلامي، وهو ما كشفته تحقيقات 11 سبتمبر، من حصول بعض عناصر القادة المنفذين للهجوم الارهابي على جوازات سفر إيرانية.

وأيضا في ظل الصراع مع الولايات المتحدة، تشكل الجماعات الارهابية، ذراع لطهران في استهداف المصالح الأمريكية في افريقيا وأسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وايضا قد تمتد هذه العمليات إلى أوروبا.

المراقبون طالبون الولايات المتحدة الأمريكية بالحزم مع طهران، وأن التساهل في الملف الأمن ودعم طهران للجماعات الارهابية، خلال مفاوضات الاتفاق النووي، يشكل دعما لطهران في استمرار لعبت دعم الجماعات الارهابية وتهديد أمن واستقرار دول الشرق الأوسط وتهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة.

 

شارك