ميليشيا الحوثي تنتهك حرمة الشهر الكريم... وتمنع إقامة صلاة التراويح في صنعاء

الأحد 02/مايو/2021 - 04:20 ص
طباعة ميليشيا الحوثي تنتهك فاطمة عبدالغني
 
لم تراعي ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران حرمة شهر رمضان المبارك وحوّلت الشهر الكريم من شهر رحمه وتعبد الى شهر لأعمال البلطجة والعنف والتعدي على مساجد وبيوت الله ومنع المصلين من اداء صلاة التراويح، حيث أوقفت ميليشيا الإرهاب صلاة التراويح في مسجد "الخير" بمدينة ذمار الواقعة جنوبي صنعاء، إضافة إلى بقية المساجد الواقعة في مناطق سيطرتها، من أجل بث برامج إيرانية وخطب لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، فضلاً عن تحويلها إلى مجالس لمضغ القات، وفرض دروس حوثية طائفية فيها.
كما منعت الميليشيات الحوثي الجمعة 30 أبريل، خطبة صلاة الجمعة في أحد جوامع مدينة ذمار الخاضعة لسيطرتها، عقب دقائق من بدئها، وفرضت أحد الخطباء التابعين لها.
وأكد شهود عيان في المنطقة، إنزال ميليشيات الحوثي للشيخ "علي ناصر السنامي" من منبر مسجد "الخير" بمدينة ذمار الواقعة جنوبي صنعاء، بعد أن كان قد بدأ خطبة الجمعة، حيث يعد هو الخطيب الرسمي للمسجد.
وقالت المصادر، إن الميليشيات أوقفت الشيخ "السنامي" من إكمال الخطبة، وأنزلته من منبر المسجد، ليصعد الخطيب التابع للمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
وعلى مدى سنوات الانقلاب الماضية، كشفت تقارير محلية وأخرى دولية عن آلاف الانتهاكات والجرائم الحوثية بحق المساجد ودور العبادة بمناطق يمنية عدة، شمل بعضها تنفيذ الجماعة لاقتحامات عدة بحق عدد من المساجد ومن ثم نهبها ومصادرة كل محتوياتها.
وفي هذا السياق، دعت الحكومة اليمنية العالم الإسلامي والمنظمات الحقوقية وعلماء الدين وجميع الاتحادات والجمعيات العُلمائية والدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنظمة العالم الإسلامي وهيئات كبار العلماء، إلى إدانة الاعتداءات التي تمارسها الميليشيات الحوثية ضد السكان والمساجد في مناطق سيطرتها، بما في ذلك منع المصلين من أداء صلاة التراويح، وتدنيس المساجد بجلسات مضغ نبتة "القات" المخدرة.
وقال بيان صادر عن وزارة الأوقاف والإرشاد، الجمعة، إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران صعدت أعمال التعدي والتعسف ضد المساجد ، في ظل شهر رمضان المبارك.
وأوضح البيان الصادر عن الوزارة، أن "في هذه الأيام والليالي المباركة من شهر رمضان الكريم الذي يعيشه المسلمون في أصقاع الأرض يتقربون فيه إلى الله سبحانه وتعالى بمختلف الطاعات وأنواع العبادات بما له من فضل كبير، فإنّ جزءًا غير قليل من إخوانهم اليمنيين يعانون تصاعد أعمال التعدي والتعسف من قبل الميليشيات الحوثية".
وأضاف "أن الميليشيات تسطو على العديد من المدن اليمنية بقوة السلاح، وتحارب إقامة شعائر الله في بيوته، كإقامة صلاة التراويح في الأرياف، ومنع إقامتها بشكل جزئي في المدن، من خلال القيود والمضايقات، بالإضافة إلى حرمان المسلم من حقه في الاعتكاف وقيام الليل، وصولاً إلى إغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم".
وذكر البيان أن من وصفهم بـ"”الميليشيات العنصرية"، تسعى – جاهدة وبقوة السلاح – لفرضِ رؤاها ومعتقداتها الخرافية التي تخالف العقيدة الإسلامية الصّافية لليمنيين.
بالإضافة إلى ذلك لا تسلم بيوت الله نفسها رغم قدسيتها من هذه الاعتداءات والانتهاكات، والتي منها تحويل بعضها إلى ديوانيات لمضغ القات وساحات للهو والرقص ومخازن للأسلحة والعبوات المتفجرة ومعتقلات لمن يخالفهم في الفكر والمعتقد.
وإلى جانب حرمان الناس حقهم في إقامة شعائر الله في بيوته والانتهاك المتعمد لحرمة المساجد والامتهان لقدسيتها التي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمُه، تقوم عناصر الميليشيات الحوثية، وفق الوزارة، بإجبار الناس على الاستماع لخطب زعيم الجماعة، وقراءة ملازم شقيقه.
وأضافت الوزارة إن هذه الاعتداءات الإرهابية تمثل امتدادًا لسلسلة الانتهاكات والتفجيرات السابقة التي استهدفت العديدَ من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في مسيرة تفجيرية لهذه الميليشيا ابتداءً من سنوات التمرد الأولى وحتى اليوم.
كما قالت الوزارة إنّ هذه الاعتداءات والمضايقات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية الإيرانية تغضب الله وتخالف هدي الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق المسلمين، بالإضافة إلى كونها تمثلُ تحديًا سافرًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمد في العام 1948م، وفيه حرية المعتقد والتدين، وأيضا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1966م، وخصوصاً المادة 18 منه، ببنودها الأربعة التي تنص على حق الإنسان في العبادة والتدين والمعتقد.
وتابعت إن ما يتعرض له اليمنيون من اعتداءاتٍ إرهابية مُمنهجة، تمارسُها هذه المليشيات يمثل استهدافًا لهُوية اليمنيين وحقهم كمسلمين في ممارسة عباداتهم، بهدف تغيير عقيدتهم المعتدلة بالقسر، كما أنه استهدافٌ للتعايش المجتمعي السائدِ الذي عرفه اليمنيون من قبل، وفرض حالة من التطييف المذهبي من طرف واحد.
وواصل البيان إنّ وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية تهيبُ بكافة الاتحادات والجمعيات العُلمائية والدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنظمة العالم الإسلامي وهيئات كبار العلماء وكذا منظمات حقوق الإنسان، وكل العلماء والدعاة والحقوقيين وكل محبي الخير في جميع الأقطار الإسلامية وبلدان العالم إدانةَ هذه الاعتداءات التي تمارس ضد إخوانهم اليمنيين، وضد مساجدِ وبيوت الله، والتصدي لها والتأكيد على حقهم في إقامة شعائر الله فيها.
وشملت الدعوة التحذير من هذه الميليشيات، انتصارًا للدين نفسه وقيمه السمحة، ومبدأ التعايش ولما يساعد اليمنيين في الحفاظ على سلامة عقيدتهم، وعدم فرض المعتقدات الإيرانية بالقوة واستغلال حالة الجوع والفقر الناتجة عن الحرب التي أشعلوها.
وأكد البيان على "أنّ الحكومةَ اليمنية تعملُ ــ رغم كل التحديات والظروف ــ على أداء واجباتها بحماية حق اليمنيين في معتقداتهم وتنوعاتهم الفكرية واجتهاداتهم ومذاهبهم المختلفة، واعتبار أن هذه الاعتداءات استهدافًا للدين، ومبادئ التعايش والسلم الاجتماعي في اليمن، وجميع بلدان المسلمين والعالم".

شارك