بعد تصريحات خامنئي.. مسقبل غامض لـ ظريف في ايران
بعد أسبوع عاصف بسبب تسريبات وزير الخارجية الايراني محمد جواد
ظريف، أوالذي فضح فيه سيطرة الحرس الثوري على السياسة الخارجية لطهران، أصبح مصير
"ظريف" السياسي على المحك.
مصير "ظريف" يشكل تكرار لقصة مصير
الوزير حسن بن محمد مكالي الملقب بـ"حسنك وزير" آخر وزراء السلطان محمود
الغزنوي، والذي تم شنقه في ميدان عام بعد
اتهامه بالخيانة ونفذ الاعدام في عهد السلطان
محمود الغزنوي.
أكثر ما ثار غضب التيار المشتدد في ايران
من تصريحات وزير خارجية طهران، هو الحديث عن قاسم سليماني، والسياسة الخارجية
لطهران، واستخدام الميليشيات والملف النووي، وهو ما دعا المرشد علي خامنئي إلى
التعليق على تصريحات ظريف، قائلا:" قال بعض المسؤولين أشياء مؤسفة.. وسائل الإعلام
المعادية تنشر هذه الكلمات.. بعض هذا هو تكرار للكلمات الأمريكية.. الأمريكيون غير
راضين للغاية عن نفوذ إيران في المنطقة، ولذلك كانوا مستائين من قائد فيلق القدس في
الحرس الثوري الإيراني الراحل، قاسم سليماني".
تمثل تصريحات آية الله خامنئي ردًا على تصريحات ظريف المسربة نقطة
تحول أخرى في إثبات التحليلات التي قيلت لأول مرة في خطاب ظريف والتي يكملها الآن
خامنئي.
كان خطاب خامنئي في ملف ظريف الصوتي تأكيدًا على كل شيء تم
فيه الكشف عن الملف الصوتي وتوثيقه. أي أن الحرس الثوري الإيراني والإدارة الميدانية
لها الأسبقية على الدبلوماسية والحكومة ، والتأكيد غير المتوقع على أن وزارة الخارجية
، باعتبارها جزءًا مهمًا من الحكومة ، ليس لها دور في التصميم وصنع السياسات وهي مجرد
منفذ لها.
ويرى مراقبون أن المستقبل السياسي لظريف انتهت تمام، وان
لم يكن هناك محاكمة وتوجيه تهم الخيانة، قد يُسمح لظريف بالاستمرار في وزارته حتى نهاية
ولايته، في أغسطس المقبل، وعدم إبعاده عن المشهد السياسي فجأة ، كما في مأساة "حسنك
الوزير" ؛ لكن نجمه المحظوظ سقط مثل وزير السلطان الغزنوي ، وحُرم تمامًا من أي
ائتمان كان يظن أنه حصل عليه خلال فترة وزارته ، وكان مكروهًا بشكل مهين.
الأسابيع
المتبقية حتى نهاية وزارة ظريف لن تنقضي على الأرجح باحترام داخلي وخارجي ، وطالما
بقي الزعيم الحالي على قيد الحياة ولا أحد يعلم بمستقبل هذا الوزير ومصيره النهائي.
المجتمع الدولي واعتقد أنه سيكون منقذًا له.
وقال المحلل السياسي الايراني، محمد صالح صدقیان،
عبر "تويتر" تعليقا على تصريحات خامنئي: "المرشد الإيراني، علي خامنئي،
يشن هجوما لاذعا على وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، على خلفية تصريحات أدلى بها بشان
دور قاسم سليماني وفيلق القدس في الإقليم. تكهنات باستقالة ظريف خلال الساعات القادمة.
وإذا ما تم ذلك فإن مفاوضات فيينا ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة
الجديدة".
كما اعتبر الناشط السياسي المحافظ، آسيد بويان حسين بورس،
أن هذه التطورات تضع نهاية لعمل وزير الخارجية الحالي في هذا المنصب، وقال في تغريدة
مقتضبة: "مع السلامة ظريف!".
من جانبه يقول الخبير في الشؤون الايرانية
فراس إلياس:" بعد متابعة خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي قبل قليل، أستطيع القول
أن المستقبل السياسي لمحمد جواد ظريف إنتهى، لن يكون مرشحاً للرئاسة أو حتى إستمراره
وزيراً للخارجية مستقبلاً، خامنئي إعتبر ما صدر عن ظريف مؤسف، ولا يختلف
عن إدعاءات الأعداء".
وتابع الياس
قائلا :"ظريف رداً على خطاب المرشد الأعلى،
سأكون ملتزماً بالتوجيهات الرحيمة للقائد الأعلى، وسأعمل مع رفاقي الآخرين من أجل خدمة
إيران من أي موقع"، مضيفا أن مستقبل ظريف اصبح مجهولا.
فيما يعتبر الخبير والمحل السياسي العراق،
عبد الوهاب كريم، أن ابعاد ظريف يشكل خسارة كبيرة للسياسة الخارجية الايرانية.
وقال "كريم" :"لكنه بالمنظور
السياسي يعتبر ظريف الوجهة الصحيحة للدبلوماسية الإيرانية استطاع قلب الموازين لصالح
ايران سيخسر النظام الإيراني رجل دولة من طراز رفيع مثل ظريف اذا نجح التيار المتطرف
من ابعاده عن الإدارة الحالية او ربما يشكل تيار مضاد يقود صفحة جديدة من طبيعة النظام
الإيراني نحو عدم التصادم مع القوى الكبرى".