هل ستنجو أفريقيا؟.. . تقرير رصد الإرهاب في القارة السمراء
على هامش الدورة 68 للجنة الأفريقية لحقوق الانسان
والشعوب، نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان فعالية جانبية بعنوان
"الإرهاب وكوفيد 19: هل ستنجو أفريقيا؟"، وذلك على المنصة الإلكترونية
"زووم" بحضور عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء الأفارقة.
وقد ناقشت الندوة معاناة الشعوب الأفريقية بسبب
انتشار العمليات الإرهابية، وانتهاك الحق في الأمن والحق في الحياة، ومن ناحية أخرى
انتشار وباء كوفيد 19 وتدهور الخدمات الصحية والمستشفيات؛ مما أدى إلى انتهاكات كبيرة
للحق في الصحة. وهو ما أدى إلى مضاعفة الانتهاكات الحقوقية التي تتعرض لها الشعوب الأفريقية.
ودعت الفاعلية لبحث سبل تدخل المجتمع المدني لوقف هذه الانتهاكات.
وقد سلطت الندوة الضوء على ثلاث دول بشكل أساسي
وهي جمهورية نيجيريا الاتحادية، وجمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية السودان، نظرا
لكون هذه الدول على رأس قائمة الدول الأفريقية التي تأثرت بجائحة كورونا وبالعمليات
الإرهابية خلال العام الماضي.
,أكد إسماعيل مورو الناشط الحقوقي السوداني، أن النظام السوداني السابق
دعم الإرهاب في العديد من الدول مثل ليبيا، وكان ذلك بدعم من قوى إقليمية أخرى مثل
تركيا وقطر وإيران، ولكن بعد ثورة الشعب السوداني قد تغير الوضع وأصبح في تحسن مطرد.
وأكد "إسماعيل" على أهمية دور المجتمع المدني في نشر الوعي سواء على المستوى
الأمني أو الصحي وخاصة في المناطق الريفية والقرى البعيدة.
هذا وقد صرح أولوسي أويبيسي، مدير شبكة نيجيريا للمنظمات غير الحكومية، بأن جائحة كوفيد 19 كان لها تأثيرات كبيرة على الإرهاب في نيجيريا، حيث أن العوامل الاقتصادية كانت سببًا واضحًا في مضاعفة تأثيرات الجائحة، لا سيما زيادة الإرهاب. ولذلك لا بد من وضع قوانين وآليات أكثر صرامة لمنع وصول أي تمويلات إلى الجماعات الإرهابية.
ومن جانبه، صرح أحمد علي من جمعية المتطوعين الشباب
الصوماليين، أن الصومال لطالما عانت من الحرب الأهلية والتطرف، وهو ما أدى إلى زيادة
معاناة الشعب الصومالي على مدار عدة سنوات. وقد أدت جائحة كوفيد 19 إلى زيادة هذه المعاناة.
وأكد "علي" على أهمية دور الشباب في النهوض بالصومال خاصة وأفريقيا عامة،
حيث أوضح أنه لا بد من استغلال الطاقات الشبابية في تطوير البلاد بدلا من تركهم فريسة
للجماعات الإرهابية.
وقد خرج المشاركون بعدد من التوصيات، على رأسها
تنفيذ حملات توعية بشأن الإجراءات الصحية، وتعاون المجتمع المدني من مختلف أنحاء أفريقيا
لوجود دعم دولي وإقليمي لمواجهة الداعمين للجماعات الإرهابية.
وكان تقرير تحولات الإرهاب في أفريقيا في العام 2020، الصادر عن مركز فاروس
للاستشارات والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، رصد أبرز سمات وملامح العمليات الإرهابية
خلال العام 2020، وما يرتبط بها من قضايا مكافحة الإرهاب.
جاء في مقدمة تلك السمات «تزايد واتساع الرقعة الجغرافية
للعمليات الإرهابية»، بالإشارة إلى وصول تلك العمليات إلى دول كانت بعيدة إلى حد ما
عن مسرح العمليات مثل منطقة البحيرات الكبرى وجنوب أفريقيا وغربها.
ومن بين السمات التي سلّط التقرير الضوء عليها،
ما يرتبط بتصاعد حضور «داعش» الذي - بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي - لم يتفكك، بل
سعى لإقامة قواعد له في الصحراء الكبرى وجنوب أفريقيا، في ست دول على الأقل هي (موزمبيق
والكونغو الديمقراطية ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا)، وكان له دور كبير في
أشهر الهجمات الإرهابية التي شهدتها دول أقاليم جنوب الصحراء.
التقرير الذي أعدّته خبيرة الشؤون الأفريقية د.
أميرة محمد عبد الحليم، سلّط الضوء أيضاً على حدثين لافتين شهدتهما القارة فيما يتعلق
بعمليات مكافحة الإرهاب؛ الأول مرتبط باغتيال قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد
المالك دوراكدال أو أبو مصعب عبد الودود في شهر يونيو 2020، وهو ما عُدَّ «تحولاً كبيراً
في مسار التنظيم». والحدث الثاني مرتبط بالإعلان عن انسحاب بعض القوات المتدخلة لمحاربة
الإرهاب، في مؤشر يُظهر حجم التناقضات التي تشهدها جهود مكافحة الإرهاب.
وكانت المحطة «الأبشع» خلال العام في سياق العمليات
الإرهابية، في شهر نوفمبر الماضي، بقيام الجماعات المسلّحة في نيجيريا بذبح 43 مزارعاً،
لتنضم إلى جملة العمليات الإرهابية التي شهدها العام، والتي كانت أكثر أقاليم القارة
تضرراً منها هو إقليم غرب القارة، ثم إقليم شرق القارة، طبقاً لما تظهره تقارير «عدسة
الإرهاب في أفريقيا» الصادرة عن مؤسسة ماعت الحقوقية بالقاهرة.
وأشار مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 إلى أن العدد
الإجمالي للوفيات والهجمات الإرهابية في أفريقيا بين عامي 2007 و2019 بلغ 50456 ضحية،
وتؤكد المعطيات أن أغلبية النشاطات والحوادث المتعلقة بالإرهاب حدثت في بلدان «مركز
البؤرة» التي عانت من 62 في المئة من مجموع الهجمات، و68 في المئة من مجموع الوفيات
في أفريقيا.
وأكد مرصد الأزهر في تقرير له مطلع العام الجاري،
أن ديسمبر الماضي شهد 52 عملية إرهابية، وهو نفس عدد العمليات خلال نوفمبر. وأشار إلى
أن حركة الشباب الإرهابية نفذت خلال ديسمبر 22 هجوماً ، بينها 7 في كينيا، وأسفرت عملياتهم
عن 77 قتيلاً، وعشرات الإصابات، فيما تراجع نشاط الحركة في الصومال.
وتشير معطيات متعلقة بالإرهاب في القارة الأفريقية
إلى أن جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، قامت بتكثيف نشاطها الإرهابي غرب القارة الأفريقية
موقعة 91 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً. وورد أن الجماعة نفذت 18 عملية إرهابية، بينها
12 عملية في نيجيريا، و5 في النيجر، وواحدة في الكاميرون.