بعد مراوغات طائلة .. طالبان تعلن هدنة وأفغانستان ترد بالقبول

الثلاثاء 11/مايو/2021 - 02:31 ص
طباعة بعد مراوغات طائلة أميرة الشريف
 
بعد مراوغات من حركة طالبان بشأن وقف إطلاق النار ، أعلنت الحركة أنّ مقاتليها سيلتزمون في عموم أفغانستان وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر الذي يصادف هذا الأسبوع، في قرار يأتي بعد يومين من مقتل أكثر من 50 شخصاً في هجوم استهدف مدرسة للبنات بضاحية العاصمة واتّهمت كابول الحركة المتمرّدة بالوقوف خلفه.

من جانبه أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني،  قبول هدنة طالبان بوقف النار خلال أيام عيد الفطر داعيا للعودة إلى طاولة المفاوضات، ومعربا عن أمله بوقف حقيقي ودائم لإطلاق النار.

وقال "لا يجوز اللجوء إلى العنف وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية والأماكن العامة، ليس فقط في أيام العيد ولكن في أي يوم".

وأوضح أنه "بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان واعتبار المراجع الدينية وعلماء العالم الإسلامي الحرب في أفغانستان مخالفة للمبادئ الدينية فإنه ليس لدى طالبان أي سبب مشروع لمواصلة قتل الشعب الأفغاني".
كما أوضح أن مواصلة حركة طالبان للهجمات لن يؤدي إلا إلى المزيد من الكراهية والاشمئزاز، مشددا على أن حسابات الحركة في تحقيق النصر على القوات الأفغانية خاطئة.
هذا وقد بدأت الولايات المتحدة رسمياً قبل 10 أيام سحب آخر جنودها من أفغانستان في عملية سيُشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرّت عشرين عاماً بالنسبة لواشنطن، لكن ستبدأ بعدها فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان، خاصة أن الحركة بدأت تضاعف هجماتها في عدة أقاليم أفغانية ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى وآلاف النازحين.
وقُتل 11 شخصاً على الأقل في هجوم آخر وقع الاثنين في ولاية زابل جراء انفجار قنبلة استهدفت حافلةً، قبل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، على ما أعلنت وزارة الداخلية الاثنين.

وقالت الحركة المتشدّدة في بيان إنّ "مجاهدي الإمارة الإسلامية تلقّوا تعليمات بوقف كلّ العمليات الهجومية ضدّ العدو في جميع أنحاء البلاد من أول إلى ثالث أيام عيد الفطر".

وأضافت طالبان في بيانها متوجّهة إلى مقاتليها "لكن إذا شنّ العدو أيّ اعتداء أو هجوم ضدّكم خلال هذه الأيام، فاستعدّوا للدفاع بقوّة عن أنفسكم وعن أراضيكم وحمايتها".

و قال فريدون خوزون، المتحدّث باسم رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله الذي تشرف هيئته على محادثات السلام مع طالبان، "نرحّب بهذا الإعلان (...) والجمهورية الإسلامية مستعدّة بدورها وستُصدر إعلاناً قريباً".

ويأتي قرار الحركة المتمرّدة بعدما اتّهمتها الحكومة بالوقوف خلف هجوم بعبوات ناسفة استهدف السبت مدرسة للبنات في غرب العاصمة وأوقع أكثر من 50 قتيلاً، غالبيتهم العظمى من تلميذات المدرسة.

ووقع الهجوم الذي أسفر أيضاً عن أكثر من 100 جريح وهو الأكثر دموية في البلاد منذ أكثر من عام، في حيّ داشت برشي الذي ينتمي غالبية سكّانه إلى أقليّة الهزارة الشيعية ويُعتبر هدفاً دائماً لهجمات يشنّها مسلّحون إسلاميون سنّة.

ولم تعلن أيّ جماعة مسؤوليتها عن الهجوم لكنّ مسؤولين أفغاناً في مقدّمهم الرئيس أشرف غني اتّهموا طالبان بالوقوف خلفه، وهو ما نفته الحركة.

ومع إعلانه يوم حداد وطني الثلاثاء اتهم غني حركة طالبان بالوقوف وراء هجوم السبت في بيان بقوله "هذه المجموعة الهمجية لا تملك القدرة على مواجهة قوات الأمن في ساحة المعركة وبدلا من ذلك تستهدف بوحشية منشآت عامة ومدارس البنات".

ونفت حركة طالبان التي تتواجه مع القوات الحكومية في ولايات أخرى أن تكون ضالعة في هجوم السبت مؤكدة انها لم ترتكب اي اعتداء في كابول منذ فبراير 2020.

وكانت الحركة وقعت حينها في قطر اتفاقا مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، فتح الباب أمام محادثات سلام وانسحاب آخر الجنود الأميركيين بحلول الأول مايو الحالي.

إلا أن واشنطن أرجأت موعد الانسحاب إلى 11 سبتمبر ليتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات 2001 ما أثار غضب حركة طالبان.

وفي رسالة بثت الأحد قال زعيم طالبان هيبة الله اخوندزاده إن أي تاخير في هذا الانسحاب يشل "انتهاكا" للاتفاق المبرم.

ويواصل الجيش الأميركي سحب آخر 2500 جندي له من أفغانستان على الرّغم من جهود السلام المتعثرة بين طالبان والحكومة الأفغانية لإنهاء حرب مستمرة منذ عقود.

شارك