لعودة الاستقرار فى ليبيا.. . حراك دولي لإجراء الانتخابات في ديسمبر 2021
الثلاثاء 11/مايو/2021 - 03:16 ص
طباعة
أميرة الشريف
دعت سفارات خمس دول غربية هي الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في بيان مشترك السلطات الليبية إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها المقرّر في 24 اديسمبر لإخراج البلاد من الفوضى الغارقة فيها منذ عشر سنوات.
وقالت السفارات الخمس في بيانها إنّها تذكّر بأنّ مجلس الأمن الدولي "دعا السلطات والمؤسّسات الليبية، بما في ذلك حكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب، إلى تسهيل انتخابات 24 ديسمبر 2021، والاتفاق على القاعدة الدستورية والأساس القانوني للانتخابات بحلول 1يوليو 2021".
ولفت البيان إلى أنّه "بالإضافة إلى الترتيبات السياسية والأمنية، فإنّ الاستعدادات الفنّية واللوجستية مهمّة وأساسية"، في وقت لم تبدأ فيه حكومة الوحدة الوطنية الليبية بعد بالتحضير لإجراء الانتخابات على الرّغم من أنّ المهمّة الأساسية لهذه الحكومة هي إجراء هذه الانتخابات.
وحذّرت السفارات الخمس في بيانها المشترك من أنّ "الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإجراء أي تغييرات من شأنها التعطيل في الهيئات ذات الصلة، والتي لها دور أساسي في التجهيز للانتخابات، خلال الجدول الزمني الذي حدّده مجلس الأمن الدولي".
وتحاول ليبيا طيّ صفحة عقد من النزاعات بدأت في 2011 بانتفاضة شعبية أدّت إلى سقوط نظام معمّر القذافي واتّسمت في السنوات الأخيرة بنزاع دامٍ على السلطة دار بين حكومة مقرّها في طرابلس (غرب) وأخرى مقرّها في بنغازي (شرق).
وبرعاية الأمم المتّحدة انتخبت الأطراف الليبية خلال اجتماع عقد في جنيف في مطلع فبراير الماضي سلطة تنفيذية جديدة موحّدة.
والسلطة السياسية الجديدة المتمثلة بحكومة وحدة وطنية يرأسها عبد الحميد الدبيبة ومجلس رئاسي يقوده محمد المنفي، مكلّفة بموجب خارطة طريق ترعاها الأمم المتّحدة إنهاء الانقسام السياسي في البلاد وقيادة المرحلة الانتقالية والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 24 ديسمبر.
في ذات السياق دعا «حراك 24 ديسمبر» في بيان أبناء الشعب الليبي إلى خروج 24 مايو المقبل في جميع المدن والقرى، بهدف التأكيد على وحدة التراب الليبي، ومطالبة مجلس النواب باعتماد القاعدة الدستورية التي ستجرى بموجبها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأكد الحراك في بيان تتمسكه بتاريخ 24 ديسمبر 2021 موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كما نصت عليه خارطة الطريق التي أقرها ملتقي الحوار السياسي
وذكر البيان: “كما أننا ننتهز الفرصة للتأكيد على أن شباب حراك 24 ديسمبر يدعمون السلطة التنفيذية المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية ونتمي إنجاز المهام المنوطة بهم وعلى رأسها توحيد مؤسسات الدولة وتحسين مستوى الخدمات واستعادة السيادة الوطنية” مشيرين أن هذا لن يتم إلا باخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من كامل التراب الليبي.
هذا وقد حثّت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الحكومة الليبية الجديدة على إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان ومحاربة إفلات التنظيمات المسلحة من العقاب في وقت تسعى فيه ليبيا لطي صفحة عقد من الفوضى.
وقالت المنظمة في رسالة وجهتها إلى السلطات الجديدة إنّ "على حكومة الوحدة الوطنية التي شُكّلت حديثاً في ليبيا معالجة أزمة حقوق الإنسان على مستوى البلاد، وكسر حلقة الإفلات من العقاب وإعادة إرساء سيادة القانون".
وشدّدت العفو الدولية على ضرورة "كبح جماح الميليشيات والجماعات المسلحة المسؤولة عن عمليات الخطف، والاعتقال التعسّفي، والتعذيب، والاختفاء القسري، والنزوح القسري، والسلب والنهب، وغير ذلك من الجرائم".
وأضافت أنّه إثر سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تأثّرت حياة الليبيين اليومية نتيجة "الميليشيات والجماعات المسلّحة المتنافسة التي ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان مع إفلاتها من العقاب".
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديانا الطحاوي إنّ تشكيل الحكومة " فرصة هامة جداً لإعادة ترتيب الأجندة السياسية وإدراج حقوق الإنسان في صميمها".
وأضافت أنّ "الحكومات المتعاقبة سعت لمهادنة الميليشيات القوية والخارجة عن السيطرة، وضمان ولائها من خلال كيل المديح لها، ومنحها مناصب رفيعة، وإضفاء الشرعية عليها. ولا يجوز ارتكاب الخطأ نفسه مرة ثانية".
ودعت العفو الدولية حكومة عبد الحميد الدبيبة إلى "وضع حدّ لعمليات الاحتجاز التعسّفي والاختفاء القسري والتعذيب والمحاكمات الجائرة" و"احترام وحماية حرية التعبير وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمّع السلمي" و"حماية حقوق المهاجرين واللاجئين" و"اتخاذ الإجراءات اللازمة لتيسير عودة النازحين داخلياً".